الرصاصات الخاسرة
-
-
كل ما في الكون مُتجهم وكئيب، السماء مكفهرة، لا تحس بدفء الزمان رغم دفء الشمس، ولا تحس بالسعادة رغم اكتمال وجه القمرالشبيه برغيف خبز متقن الاستدارة، حتى أنه يخال للناظر أنه مصنوع بالفرجار والمنقلة، فيخشى على هذا الإتقان، حين يمد نظره إليه من الخدش، والشمس رغم ابتسامتها الواسعة توحي خيوط ضوئها بعدم السعادة، طالما أن للشيطان مثل هذه القامة المنتصبة على سطح الأرض التابعة لها، والخاضعة لمزاجها ولجاذبيتها، والقمر والنجوم مُعْرِضة عن استقبال الضوء، تميل إلى الظلمة في طبيعتها، حتى أن الناظر إليها بعين الإعجاب، يخال له أنها مُغْتصبة بهذا الضوء الساقط عليها ، فتحاول التخلص منه بإرساله مجانا لغيرها، والغيوم والطيور تهرب، كأنها ضاقت ذرعا بحضارة الإنسان التي ملأت الفضاء بالشر والقتل والفتك في كل مكان!
والتاريخ غيّر وجهه، ولبس وجها مستعارا لا يدل على شيء، والجغرافيةغاضبة فارغة من الجغرافيا، ليس لها معنى سو أنها مجرد خطوط مستقيمة، لا تمت إلى الطبيعة بأي جغرافية، والطبيعة ثائرة، هائجة متفجرة،كأنها عافت نفسها من الإنسان وساديته وحروبه.
والشيطان في نشوة ولهو، لا يقيم للشمس والقمر والنجوم والطيور أي اعتبار، غارق في دماء الأطفال الأبرياء، وفي مستنقع فرحه الذي ملأ الأرض بالروائح الكريهة، والأمراض الخبيثة، وأنفلونزات الطيور والخنازير وجنون البقر وجنون إخوته أبالسة الأرض من بني الإنسان، ممن يمتهنون الحروب بإتقان، ويرقصون للقتل، ويكافِئون القتلة بالترقيات والوظائف العالية.
والحق آخر الأشياء الجميلة على سطح هذه الأرض، يعيش بعيدا وحيدا، بعد أن ُزوِّرالتاريخ وشُوّهت الجغرافية وقوانين الرياضيات والفيزياء وسائر العلوم الطبيعية.
فسقط في مصيدة الشيطان، كصيد سهل، مغميا عليه، يبكيه المظلومون المشردون في الخيام والمخيمات من بني البشر.
قتله الشيطان حين أطلق عليه خمسين رصاصة..
عشرة منها ليقتله..
وعشرة أخرى ليتاكد من قتله..
والعشرة الثالثة ليرقص على دمه ..
والعشرة الرابعة ليزف للعالم خبر نصره، وخبر موت الحق وغيابه وكونه حاضرا كالغائب!
والعشرة الخامسة ابتهاجا بترقيته ومكافأته!
وبعد ذلك أخذ يصول ويجول ويعربد ويتغطرس!!
والتاريخ غيّر وجهه، ولبس وجها مستعارا لا يدل على شيء، والجغرافيةغاضبة فارغة من الجغرافيا، ليس لها معنى سو أنها مجرد خطوط مستقيمة، لا تمت إلى الطبيعة بأي جغرافية، والطبيعة ثائرة، هائجة متفجرة،كأنها عافت نفسها من الإنسان وساديته وحروبه.
والشيطان في نشوة ولهو، لا يقيم للشمس والقمر والنجوم والطيور أي اعتبار، غارق في دماء الأطفال الأبرياء، وفي مستنقع فرحه الذي ملأ الأرض بالروائح الكريهة، والأمراض الخبيثة، وأنفلونزات الطيور والخنازير وجنون البقر وجنون إخوته أبالسة الأرض من بني الإنسان، ممن يمتهنون الحروب بإتقان، ويرقصون للقتل، ويكافِئون القتلة بالترقيات والوظائف العالية.
والحق آخر الأشياء الجميلة على سطح هذه الأرض، يعيش بعيدا وحيدا، بعد أن ُزوِّرالتاريخ وشُوّهت الجغرافية وقوانين الرياضيات والفيزياء وسائر العلوم الطبيعية.
فسقط في مصيدة الشيطان، كصيد سهل، مغميا عليه، يبكيه المظلومون المشردون في الخيام والمخيمات من بني البشر.
قتله الشيطان حين أطلق عليه خمسين رصاصة..
عشرة منها ليقتله..
وعشرة أخرى ليتاكد من قتله..
والعشرة الثالثة ليرقص على دمه ..
والعشرة الرابعة ليزف للعالم خبر نصره، وخبر موت الحق وغيابه وكونه حاضرا كالغائب!
والعشرة الخامسة ابتهاجا بترقيته ومكافأته!
وبعد ذلك أخذ يصول ويجول ويعربد ويتغطرس!!
عربد في البر ما شاء له أن يعربد، في الجنوب والشمال وما بعد الشرق وما بعد الغرب!
قرصن في البحر، حتى جف جوف البحر من الخير، وصارت أسماكه قروشا وحيتانه أفاع!
غزا الجو فهربت العصافير الضعيفة، والطيور الجارحة، والغيوم الماطرة، والضوء والهواء والنقاء والصفاء!
انطلق بعيدا في القضاء يغزو الأقمار والنجوم والشموس ليمارس هواية الحروب من علٍ...
والغريب المدهش أنه كان يفاجأ، أينما وقعت قدمه بروح الحق تطارده وتتحداه، في يقظته، وفي أحلامه، كأنها تذكره بأن الحق يبقى حقا، ولا شيء يعلو عليه.
استغرب!
وهو الذي قتل بيديه الحق، ورقص على دمه، وراح يزف إلى العالم موته وغيابه الأبدي، وأقنع العالم برصاصاته، أن قدراته لا حدود لها، وأنها فريدة في نوعيتها وشكلها ولونها، ولا مثيل لها في هذا العالم المأزوم!
صار كالمهووس، يكلم نفسه ويتساءل:
كيف يعود القتيل يتحدى القاتل ، بعد أن قتله بعشر رصاصات ، وتأكد من قتله بعشر أخرى ، من نوع جديد،لم يسمع أحد عنها!
وحين لم يجد جوابا لتساؤلاته صار يهذي ويكلم نفسه ، كأن الخَرَف مسّه بعقله.
ارتعب، وخاف، وصار يتخيّل ان الحق يترصده عند أبواب المؤسسات والمحال التجارية والمصانع والمطاعم وعند أبواب الملاهي ، وفي المدارس وفي كتب التدريس وكراريس التلاميذ وقصائد الشعراء ونثر الأدباء، ودور العبادة وعند مفترقات الطرق ...
وصار يُخَيّل له أنه يسمع صوت الحق عاليا، يسخر منه، ومن ابتكاراته الإجراميّة.
أصابه نوع من الإنفصام،
في يقظته متغطرس معربد يصول ويجول ويزرع الأرض قتلا وإجراما ...
وفي أحلامه مرتعب وخائف ينام وعيناه مفتوحتان كحيوانات البرّ.
خُيّل له مرة أن الحق يقول له:
قرصن في البحر، حتى جف جوف البحر من الخير، وصارت أسماكه قروشا وحيتانه أفاع!
غزا الجو فهربت العصافير الضعيفة، والطيور الجارحة، والغيوم الماطرة، والضوء والهواء والنقاء والصفاء!
انطلق بعيدا في القضاء يغزو الأقمار والنجوم والشموس ليمارس هواية الحروب من علٍ...
والغريب المدهش أنه كان يفاجأ، أينما وقعت قدمه بروح الحق تطارده وتتحداه، في يقظته، وفي أحلامه، كأنها تذكره بأن الحق يبقى حقا، ولا شيء يعلو عليه.
استغرب!
وهو الذي قتل بيديه الحق، ورقص على دمه، وراح يزف إلى العالم موته وغيابه الأبدي، وأقنع العالم برصاصاته، أن قدراته لا حدود لها، وأنها فريدة في نوعيتها وشكلها ولونها، ولا مثيل لها في هذا العالم المأزوم!
صار كالمهووس، يكلم نفسه ويتساءل:
كيف يعود القتيل يتحدى القاتل ، بعد أن قتله بعشر رصاصات ، وتأكد من قتله بعشر أخرى ، من نوع جديد،لم يسمع أحد عنها!
وحين لم يجد جوابا لتساؤلاته صار يهذي ويكلم نفسه ، كأن الخَرَف مسّه بعقله.
ارتعب، وخاف، وصار يتخيّل ان الحق يترصده عند أبواب المؤسسات والمحال التجارية والمصانع والمطاعم وعند أبواب الملاهي ، وفي المدارس وفي كتب التدريس وكراريس التلاميذ وقصائد الشعراء ونثر الأدباء، ودور العبادة وعند مفترقات الطرق ...
وصار يُخَيّل له أنه يسمع صوت الحق عاليا، يسخر منه، ومن ابتكاراته الإجراميّة.
أصابه نوع من الإنفصام،
في يقظته متغطرس معربد يصول ويجول ويزرع الأرض قتلا وإجراما ...
وفي أحلامه مرتعب وخائف ينام وعيناه مفتوحتان كحيوانات البرّ.
خُيّل له مرة أن الحق يقول له:
- لن تهرب مني، ولن تنفعك رصاصاتك الخاسرة، لأني في الماء موجود، في الهواء موجود، في النور في الشمش والقمر والخير والحب والجمال أنا موجود، لي جذور ممتدة حتى الأعماق، وفروع تعانق السماء!
- ضحك الشيطان ملء شدقيه وقال:
- لا تنس! أن لي تاريخا عريقا ،عميقا في القتل، قبل الميلاد وبعده، تجده في كتب الأولين والأخيرين، أتمتع
- ضحك الشيطان ملء شدقيه وقال:
- لا تنس! أن لي تاريخا عريقا ،عميقا في القتل، قبل الميلاد وبعده، تجده في كتب الأولين والأخيرين، أتمتع
- بقدرات هائلة واحتيال غريب عجيب، حتى يظن الناس أحيانا أنني القتيل، وأنا القاتل!
- أنت ميت بضعفك، بانفرادك، بحصارك، بانشطارك إلى ىشظايا متنافرة متباعدة!
- أنا باق ما بقيت الحياة، باق في جذوع الشجر، وفي صلابة الصخور، وفي رائحة الأزهار،وفي نظرات المحبين،
وفي لهفة الأم وبسمة اليتيم وفي نزف الجروح، وأنين المرضى وشفائهم وأحلامهم وأفراحهم.
ابتسم الشيطان ابتسامة خبيثة صفراء وقال وهو يدير ظهره:
- هذا زماني منذ فجر التاريخ وأنا المنتصر !
ضحك الحق وقال:
- لستَ أكثر من جولة عابرة في التاريخ، كغيمة صيف حارقة، لن تمطر، ولن ترمي خيرا، كالشجرة اليابسة التي
تنتظر منشار الزمن الآتي مع شروق الشمس!!!!
- أنت ميت بضعفك، بانفرادك، بحصارك، بانشطارك إلى ىشظايا متنافرة متباعدة!
- أنا باق ما بقيت الحياة، باق في جذوع الشجر، وفي صلابة الصخور، وفي رائحة الأزهار،وفي نظرات المحبين،
وفي لهفة الأم وبسمة اليتيم وفي نزف الجروح، وأنين المرضى وشفائهم وأحلامهم وأفراحهم.
ابتسم الشيطان ابتسامة خبيثة صفراء وقال وهو يدير ظهره:
- هذا زماني منذ فجر التاريخ وأنا المنتصر !
ضحك الحق وقال:
- لستَ أكثر من جولة عابرة في التاريخ، كغيمة صيف حارقة، لن تمطر، ولن ترمي خيرا، كالشجرة اليابسة التي
تنتظر منشار الزمن الآتي مع شروق الشمس!!!!
تعليق