يرحلون و رقرقة دمع الذعر في عينيك
هنا , وسط الظلام في منتصف الطريق
يخلـّفون ورائهم جرحا ً ...
راح يندب راحة كفـّيك
راح يستل النجوم الآفلات من مقلتيك
راح يتوق لشذى الأقحوان في شفتيك
راح يهمس في الظلام أنت أنا في أخر الطريق
يا نشوة دمي و يا منجية ًَ فـلكي الغريق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
لمن نشكو الخيانات المرهقات
و ما نفعها الشكوى ..؟
في ظل الهجير قتلنا المتعبات
وتلى ذلك الهجرة
سجا الليل ُ فلا انثيال ولا هدوء
و نصرخ بالإيمان أي ُّ تقوى !
بكاء ... عناء ... بلا انتهاء
تلك هي الذكرى ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
مضى الأن خمسون عاما ً و لم أنسى الرجاء
و في ضجيج المطر و اختلاجه سكون الشتاء
و بين نعاس ٍ و ثمود ٍ سجاه الليل بارتخاء
من مهجعي , من سريري أرفع يديَّ للسماء
يـــــــــــا ربـــــــي
أرى الموت على حافة الطريق
أثــَمِل ٌ أنا أم أنني عقيق
أعطشى أنا أم أنني غريق
أجوعى أنا أم أنني أستفيق
مِن حلم ٍ تمنّاه أناي َ في أول الطريق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
أرجوك عُد لا مكان للمزاح
مركِب ُ الموتى دون ملّاح
دون شيء ٍ
من دونك
فتعال في مساء ٍ قبل صباح
تعال كالملاك دون جناح
تعال فالمناديل حيارى
أتمسح ُ دمعي أم دمي
و اللعنات خيارى و سكارى
أيقتلنني أم هذا يكفي
فاليأس يحلم ُ بالضياء
و خلا العالم من لون الضياء
أنا الماضي الذي سدوا عليه الباب ألواح
كل هذا بعدك يتآوه آهٍ بعد آه
تحت أفياء النخيل ركعت أصلي
يـــــــاربي
مازال قلبي في المغيب
يتنفس الموت القريب
يتناول الشوق الرهيب
يترنّحون ضاحكين عن يميني و عن شمالي
و أنا وحدي الكئيب
أنتظره أن يعود دونما مهيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
اتكئت على عظامي فوق نعشي
و ارتمقت الثرى فوق كفني
و انشققت .... ها أنا و كهني
و لم يحن موعد و لا لقاء
ربما في عالم ٍ آخر مافيه داء
فالداء ُ أعيا جسدي
و لظى البركان يهذي
لم يبـق ابتسام ٌ للقاء
أيطوي المدى حبا ً ً و يستحيل شفاء ..؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
أتذكر الخريف قبل خمسين عام
و الخطيئة العظمى سقام
و ما يأتي مع الليل سوى لثام
يلمح نورا ً .. شعَّ ثم خبا بلا رجعة
بلا انتهاء
و أنا وراء السراب في لوعة
و كلي عناء
و الدهر يسأل ما الفحوى ..؟
و أردد أنا في شقاء
هو الحنين .... ليتك تقبلين
من خلف جراحاتي و آهات السنين
من ضباب شدّه الأنين
فكان خيطا ً بلا نهاية
دخان سيجارة ٍ فانية
أرمقها ليت جنيّات السماء
ترجع الطفل الوليد الى المهد
كي أرتوي من لجّة البحر
و أرمي العذاب في نهر
لم يعد لالتفافاته نهاية
و ارتوائاته بداية
و أصبح النبوءة َ التي لم تتحقق
تعليق