أهواك بلا حذر
[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
1 – أهواك جدّا والهوى طبعٌ بذِرْ = لكنّني لي في الهوى طُرُقا أخرْ
2 – أهواك جدّا دونما حذر كما = يهوى ظماء الأرض زخّات المطرْ
3 – وأخوض في دنياك بحرا عاصفا = وأعبّ من أنوائه وبلا ضجرْ
4 – وأعود جذلان الجوى لشواطئي = فأعدّ كم جرحا بدا فرحا أشِرْ
5 – وأهيم في عينيك في وله الضّنى= وكما تهيم الرّوح في وقت السّحرْ
6 – تتزاحم الأشواق عند لقائنا = وتذوب في كفّيَّ أضواء القمرْ
7 – فإذا تهيّبَتِ الصّباح وغادرت = فكأنّما صبحي دجى لا تنحسرْ
8 – يا أنتِ ! يا أحلى من الحلوى رسَتْ = في كفّ طفلٍ ضاحك عند الظّفرْ
9 – يا أنت ! يا أطرى من الخصب الذي = ينمو بأنفاسي فتغشاها العطُرْ
10 – يا أنت ! يا أندى من الفرح الذي = إن جال في حزني تراقَصَتِ الفكرْ
11 – يا أنت ! يا أنت التي في مقلتي = سكنت فيلمحها المقيم ومن عبرْ
12 – يا ضحكة عُجِنت بلمعِ لآلئ = واستُخْلصتْ من بَرْق هاتيك الدّررْ
13 – يا مزنة هطلت بسجْف حشاشتي = فإذا الجوى بستانُ زهر مزدهرْ
14 – وإذا الخيالُ يحثُّ فيك نشاطهُ = ويسنّه خببٌ يلوب بلا خورْ
15 – ردّي إليَّ إناختي إنّي مدى = عينيك أوهنني التّرحّل والسفرْ
16 – ردّي إليّ بلاغتي إنّي مدى = كفّيك أعوزني التحدّث والسّمرْ
17 – ردّي إليّ تعقّلي إنّي إذا = ألقاك يأخذني التّدلّلُ والخفرْ
18 – رُمّي ارتعاشي باتسامة وردةٍ = تتفتّح الآفاق فيها والقدرْ
19 – يا أنت ! يا أشهى من الدّنيا لدى = من آمنوا بك أو لدى من قد كفرْ
20 – قولي " أحبّكَ " واكذبي فالكذب في = عرف الغواني ليس إلاّ يُغتفرْ
21 – ومحبّبٌ – يا كذبتي – لوضوحه = كوضوح ضحْك في الثّنايا يستعرْ
22 – قولي وقولي لستُ فيك بقانع = بالصّمت أحسبه بفيك سينفجرْ
23 – قولي : " فإنّكَ مخطئٌ ، إنّي أنا = من تبعث الآهات من قلب الحجرْ "
24 – " إنّي أنا من توقد الجذوات في = من تاب أو سيتوب عن عشق البشرْ "
25 – " إنّي أنا من لوّعتْ كلّ الورى = من بعدها جنس الغرام سيندثرْ "
26 – " من مات فيها مدبر إذْ جاءني = يتخوّض البحر الذي فيه عثرْ "
27 – " ومنِ استلذّ النّار في همساته = فهمى جراحا من أمامٍ والدّبرْ "
28 – قولي : " لقد أهلكتُ في عشقي دنى = لم يبق فيها عاجز أو مقتدرْ "
29 – قد جئتُ سيدتي أقود تجاربي = قربان عشق مقبلٍ وبلا مفرْ
30 – أحرقْتُ كلّ مراكبي وتردّدي = أهلكتُ جندي كلّهم وبلا حذرْ
31 – بدّدتُ فيك جميع أسلحتي ، ألا = فضعي هوايَ على ذؤابات الشّجرْ
32 – أعلى الجبال ، على مدى سمع الصدى = بوهاد هذي الأرض ، في تلك الحفرْ
33 – حتّى يصير هوايَ ذكرى عاشق = وله بكلّ حكاية تحكى أثر ْ
34 – وتصير فيك هزائمي وملاحمي = قصصا وكلّ صحيفة فيها خبرْ
35 – وحكاية تروى لكلّ صبيّة = حتّى تنام إذا شكت طول السّهرْ
36 – إنّي وإن بالأمس خفت مهالكا = فاليوم لا أخشى الهوى مهما غدرْ
37 – حسبي بعشقي أن ألاقي مهجتي = ليس الفتى في الحبّ إلاّ منتصرْ
38 – فالموتُ فيه خيرُ عيش يُرْتجى = وهو الخلودُ وفي موات مستمرْ
39 – فتملّكي ما شئتِ صحو جوارحي = وتأجّجي في القلب حتّى ينفطرْ
40 – وتحمّمي في أدمعي جذلانة = فالدّمع فيك غيوثُ خير تنهمرْ
41 – ولْتنشبي رايات غصبك في دمي = بحضارتي في بدوها أو في الحضرْ
42 – فالقهرُ فيك ترشّفٌ مترفّق = كترشّف السكران خمرا من صقرْ
43 – أفلم تقولي : " من يجوب معالمي = ذئب فلا يخشى المنايا والخطرْ " ؟
45 – فبك الجهادُ مراتب وعلا ، لها = يرنو الصغير إذا نوى بعض الكبرْ
46 – سدّي عليَّ جميع ما في الكون من= متنفّس ، لا تتركي أبدا ممرْ
47 – شدّي وثاقي دونما حذر فما = لي معصمٌ في قيده قد ينكسرْ
48 – كلّي كسور مبْرحات ، ليس لي = جسمٌ فما إن قد نما حتّى قُبِرْ
49 – وتشفّفت روحي وذابتْ مهجتي = بوحا وهل يُجزى الحلا – ويحي – هذرْ
50 – خسفت بذاك الخدّ أقماري وما = تتمهّل الأقمارُ أعقاب العُمُرْ
51 – عَمِي الفؤاد فليس يؤلمه القذى = ما عاد يعنيه سماع أو نظرْ
52 – وإذا يذوب الوجد في عبراته = فلِمَ التوسّل بالرّؤى أو بالبصرْ؟
53 – فسهادُ من أجّتْ جراحُ ندائه = لا ، ليس يعنيه سريرٌ أو حصُرْ
54 – وإذا يغيبُ حبيبه عنه فلا = يهتمُّ قطُّ لمن تغيّب أو حضرْ
55 – وبه الجفون معلّقات بالسّما = فكأنّه فَقَد الحجى أو يحتضرْ
56 – وفرار من يهواك ليس براجع = إلاّ إليك فأنت حضْنُ المستقرْ
57 – تتعاتب الأوهامُ إنْ في حيّنا = لم تخطري وسواك عفوا قد خطرْ
58 – يتغضّن النسرين في أكمامه = والورد لا عطرٌ يطيب فينتشرْ
59 – ذبلت وريقات الخزامى فاعْبري = ليداعب الكعبان طلاّ ينتثرْ
60 – بردت بكوبك قهوة مشتاقة = والكوب من شوق إليك سينكسرْ
61 – وَرَنَت لثغرك في حنان قبلة = وهي التي إن لامسته تنتحرْ
62 – فتخفّفي من جفوة تغتالني = وترفّقي ليس الترّفق مِن بطرْ
63 – والحبّ لو تدرين رغم أنوفنا = مستعمر ، فمتى به نفعتْ عِبرْ
64 – يتقحّم الأجداث دون سماحة =يحلو به التّعذيبُ مهما كان مرْ
65 – فتريّثي وتريّثي وتريّثي = فهوايَ ليس كمثل ما يهوى البشرْ[/poem][/quote]
تعليق