ماذا رأى الهدهد
شعر عمر ابو غريبة
شعر عمر ابو غريبة
[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
مـاذا رأى فـي الخافقَيـنِ الهُدهـدُ=إلا طـواغـيـتــاً هـنــالــك تُـعــبَــدُ
فـي كـلِّ ناحـيـةٍ عَــلا وثَــنٌ لـهـم=والنـاسُ تـركـع تــارةً أو تسـجـدُ
أنكرتَ مِن سبـأٍ عبـادةَ شمسِهـم=وهـنــا لأقـــزامِ الـمـجـرّةِ مَـعـبـدُ
سـجـدوا لــربٍّ واحــدٍ بعقـولِـهـم=واليـومَ أعـيـا العـقـلَ ربٌّ مُـفْـرَدُ
أمـمٌ تبـارتْ فــي الغِـوايـةِ بينـهـا=والسّبقُ مَن هو عن إلهِـك أبعـدُ
ما ميَّـز الشيطـانُ أكثَرَهـم طُغـىً=وانـتـابَـهُ بـيــن الــذنــوبِ تَــلُــدُّدُ
سبقوا الرجيمَ برجْسِهم وتفوّقـوا= فَــدَعِ اللعـيـنَ وجُـنـدَهُ فَلْيـقـعـدوا
وأرى الجميعَ تشابهوا في دينِهم=فتـنـصَّـروا سِـيّــانَ أو فـتـهّـودوا
ومَـن استحـلَّ الكفـرَ هـان بعينـهِ=قتـلٌ وظـلـمٌ فــي الأنــامِ ومَفـسَـدُ
أيـن السواسيـةُ التـي جئنـا بـهـا=وعـلـى شريعتِـهـا البـرايـا تُـولَـدُ
أنظـرْ لأســواقِ النخـاسـةِ حُـفَّـلاً=يـغـدو بـهـا عـبــدٌ يُـبــاع وسـيّــدُ
طالت بنا سُبـلُ الغِوايـةِ والعمـى= أوَلَــمْ يـئـنْ لغُواتِـنـا أنْ يـهـتـدوا
كم غرّنا السفهاءُ خلـف خُطاهـمُ=هل نرتجي سفهاءنا أن يرشـدوا
أعجبْتَ من بلقيسَ أو من قومِها=فانظـرْ إلــى أحوالـنـا يــا هـدهـدُ
يـا قـومُ إنـي قـد كـفـرتُ بعِجلِـكـم=وبرئتُ من شِركٍ مبينٍ فاشهـدوا
إنْ تسألـوأ عـن ملَّتـي وعقيدتـي=فاللهُ ربـــي والــرســولُ مـحـمــدُ
هـذا الإلـه قـد اصطـفـاه مـرسَـلاً= نِـعــم الـنـبـيُّ ونــعــم ربٌّ يُـعـبــدُ
فاسمـع شهـادةَ مسلـمٍ مستيـقـنٍ=عـلّ اللسـانَ بهـا نـزاعـاً يشـهـدُ
قـبـل انعـقـالٍ والـتـجـامٍ مـدهــشٍ=والروح من لهواتِ حلقي تصعـدُ
والعيـن شاخصـةٌ إلـى معراجهـا=كُشف الغطـاءُ فليـس ثمـة أرمـدُ
ربــي أتيـتـك بالـذنـوب مـقـصِّـراً=لـكـنّ حـبـلـك يـــا رحـيــم مـمــدّدُ
ما ضل عنك سوى شقـي أحمـقٍ=لـــم يـهــدِه عـقــلٌ لــــه مــتــرددُ
لـو كــان فـكّـر مــرةً فــي خلـقـهِ=لكنـه استعـمـى وأبـصـر هـدهـدُ[/poem]
تعليق