"رفقا"، فالأستاذ "مراهق" !
كتبت :ميسون الإرياني:p
حين نتحدث عن الاخلاق و أثرها في تطور المسيرة الانسانية فنحن نتذكر مكانتها المميزه والهامة في جميع المذاهب الفلسفية منذ أقدم عصور البشرية وبدايات تفتقها إنسانيا ,فكريا ,ثقافيا ,أي ان الاخلاق كانت من اهم سمات المثقف النفسية منذ عصر أرسطو وأفلاطون حيث شددا على اهمية الاخلاق حد بثها في الجامعة المثقفة والقادمة للحكم وقالا في التربية أنها :"تربية الصفوة والنخبة إذ خصص لهم علوماخاصة في مجال التربية البدنية والفنية والفكرية"كما جاء في بحث للدكتور عبدالسلام محمد نجادات.
ما أود الوصول إليه من خلال التعريف اعلاه هو كون الاخلاق تعد ركيزة عامة وحقيقية في الفنان ,الموسيقي والمثقف ومن دونها يفقد الجمال قيمته في قلوب الناس..
منذ مدة قصيرة قام أحد الفنانين التشكيليين بتمزيق شهادة فوزه بجائزة رئيس الجمهورية للشباب ووصفها بأنها " وسخ في جبين الإبداع" كما جاء في لقاء معه على صفحة إلكترونية لإحدى الصحف الورقية. ليكشف هذا الفنان انه محتال, راش ٍ ومخادع ..الغريب في الأمر انه أيضا يعترض على تسمية الجائزة باسم رئيس الجمهورية، متناسياً _أعني الفنان_ أن القيمة المالية للجائزة تصرف من مال الدولة وأنها موقعة من رئيس الجمهورية المفوض من هذا الشعب، الشعب نفسه الذي دفع قيمة هذه الجائزة التي تكتسب قيمتها المعنوية أيضاً من موقع ومكانة رئيس الجمهورية لا من شخصه.
أتساءل كيف يمكنه تبرير تصرفه هذا، بالنسبة لي تبدو لحظه انفعالية لـ"مراهق" إثر خيبة مُلحة لشاب تجاوز سن المراهقة ولا يمكن لنا أن نقول:"رفقا" به، فالأستاذ "مراهق" !
بتصريحاته المخلة للذوق من وجهة نظري على الأقل أهان العديد من الفائزين بهذه الجائزة علناً.. أهان جيلاً كاملاً ..طلاب مدارس .. جامعات في الداخل والخارج .. أهان مبدعين حقيقيين كالذين ذكرهم في نهاية تصريحاته للموقع المعني وأهان أيضا متطلعين للفوز بهذه الجائزة، وآخرين نظرواً لها بعين الفرح والفخر ..أم ..أب ..اخوة ... جيران .. وكأدباء وفنانين ذوي أخلاق؛ ندرك ولو القليل منها؛ سنعرف تماما أننا لا يجب علينا ان نهين الناس ونجرح قلوبهم زملاء او متابعين.. خلافاً لما فعلة الأستاذ "فنان" بعدما تسلم جائزته بعشر سنين، ضارباً عرض الحائط بالجميع وبآمال مستقبلية للجائزة في التحسن والارتقاء لمستقبل أفضل، بيد الشباب ذاتهم الذين احتقرهم ضمنيا يوماً ما؛ بدافع السخط او الغضب، أو رغبةً - قد تكون مشروعة - في التطور والارتقاء ولو معيشياً على الأقل و حقه في التطلع لمستقبل أفضل، ولا يمكننا رفض هذا منه لكنه بهذا التصرف اللامسؤول واللاأخلاقي قد خذل الكثير منا ومن مَن يتطلعون إليه بعين الاحترام والتقدير.. وكان شعور الخيبة الذي تركه في العديد من الناس عميقا حداً لا يمكن حصره في ربما كان كذا أو كذا ..