هذا النص هو من كتابة اِبنتي إيمان محضار عمرها15 سنة
كان شهر رمضان قد أتم أيامه الغر الميامين..والناس يستعدون للإحتفال بعيد الفطر الكريم..كانت الاسواق، قد ضاقت بالمتسوقين الذين يشترون لأطفالهم ملابس العيد ،ولوازم الاحتفال من حلويات لذيذة وفطائر وشطائر يسيل لها اللعاب،وكذلك لحوما وخضرا طرية وفواكه طازجة..كان الكل سعيدا وفرحا بقدوم العيد..
كانت" لا لا "رشيدة منهمكة في غسل الأواني بالمطبخ بعد اِنتهاء وجبة الإفطار..حين وقف أمامها إبنها سليمان محدقا فيها بعينيه الصغيرتين نظرت إليه بحنو ..فاقترب منها وقال:
-عيدك مبارك سعيد يا أمي
وردت الأ م وعيناها تدمعان:
-وعيدك أنت أيضا يا ولدي الحبيب
وإندفع الصغير الى صدر أمه الحنون ..فتبادلا العناق ..وسال الدمع من عيونهم مدرارا..
قال الصغير و هويداري حزنه:
-إبن جارنا الحاج مبارك ..اشترى له والده ملابس العيد ..وقد أ راني اياها..
تجمدت الكلمات على فم الأم ..لكنها ضغطت على نفسها وقالت:
-تعلم يا بني أنني لا أبخل عليك أبدا..لكن الوعكة الصحية التي ألمت بي مؤخرا جعلتني أصرف كل مذخراتي ..
قاطعها الصبي:
-لاعليك ياأمي هوني على نفسك فمنذ موت أبي وأنت تتعذبين من أجل توفير القوت لنا .. ..
-أنت فلذة كبدي وأمانة والدك الراحل في رقبتي
كانت "لالا "رشيدة منذ رحيل زوجها المفاجئ قد ِامتهنت العمل في البيوت حتى توفر لطفلها الوحيد ما يحتاج إليه من ملبس وغذاء وكانت لا تتردد في بدل كل جهدها من اجل إسعاده..لكنها مؤخرا أصيبت بمرض أقعدها عن العمل واضطرها الى صرف كل ما تملك من أجل العلاج..
ترك الصبي أمه ودخل الى غرفته..تذكر ان المعلم قال لهم في درس التربية الإسلامية بأن الله لايتخلف عن عبده إن هو دعاه وألح في دعوته ..لأن الله يحب العبد الملحاح.. أخد الطفل ورقة وقلما ثم كتب..
ليس لي سواك يا ربي فاجعل عيدي وعيد أمي سعيدا .. إنك لا ترد دعوة المحتاج...
وضع الورقة تحت مخدته ونام ...
مع إطلالة الفجر..سمعت الأم طرقا شديدا بالباب , فأسرعت تفتحه وهي مندهشة ..فمن سيطرق بيتهم في هذه الساعة المبكرة؟؟
وجدت السيدة رشيدة أمامها جارهم الحاج مبارك صحبةإبنه سلم الحاج عليها و هويبتسم :
-عيدك مبارك سعيد الالا رشيدة ..أين سليمان ؟؟؟
-إنه ما يزال نائما يا سيدي
-أيقظيه من فضلك ..نريد أن نراه
أسرعت الأم توقظ صغيرها ..الذي أقبل على الحاج وإبنه محييا ..قال الحاج
-خد يا بني هذه الملابس ...أريدك ان تستقبل العيد وأنت سعيد
وقاطعه سليمان مستغربا:
- ولكنها ملابس إبنك الجديدة يا سيدي ..
-لا عليك خدها ..فهو يتوفر على ملابس أخرى ..
-ولكن ياسيدي
-اِسمع يا بني..ما أنا إلا عبد منفذ لأوامر ربه ..وقد حلمت اليوم حلما وانا أنفذه ..فلا تحرمني الأجر والثواب
-لكن ياعمي هذه ملابس إبنك وقد كان سعيدا بها
وتدخلت الأم شاكرة الحاج مبارك
- هديتك مقبولة وخيرك سابق شكرا لك والحمد لله الذي جعلك تسعد ولدي سليمان..
وقبل ان ينصرف الحاج وابنه منح" لالا "رشيدة مبلغا من المال..
2009
ايمان محضار
كلمة" لاَلاّ "تعني السيدة بالدارجة المغربية
كان شهر رمضان قد أتم أيامه الغر الميامين..والناس يستعدون للإحتفال بعيد الفطر الكريم..كانت الاسواق، قد ضاقت بالمتسوقين الذين يشترون لأطفالهم ملابس العيد ،ولوازم الاحتفال من حلويات لذيذة وفطائر وشطائر يسيل لها اللعاب،وكذلك لحوما وخضرا طرية وفواكه طازجة..كان الكل سعيدا وفرحا بقدوم العيد..
كانت" لا لا "رشيدة منهمكة في غسل الأواني بالمطبخ بعد اِنتهاء وجبة الإفطار..حين وقف أمامها إبنها سليمان محدقا فيها بعينيه الصغيرتين نظرت إليه بحنو ..فاقترب منها وقال:
-عيدك مبارك سعيد يا أمي
وردت الأ م وعيناها تدمعان:
-وعيدك أنت أيضا يا ولدي الحبيب
وإندفع الصغير الى صدر أمه الحنون ..فتبادلا العناق ..وسال الدمع من عيونهم مدرارا..
قال الصغير و هويداري حزنه:
-إبن جارنا الحاج مبارك ..اشترى له والده ملابس العيد ..وقد أ راني اياها..
تجمدت الكلمات على فم الأم ..لكنها ضغطت على نفسها وقالت:
-تعلم يا بني أنني لا أبخل عليك أبدا..لكن الوعكة الصحية التي ألمت بي مؤخرا جعلتني أصرف كل مذخراتي ..
قاطعها الصبي:
-لاعليك ياأمي هوني على نفسك فمنذ موت أبي وأنت تتعذبين من أجل توفير القوت لنا .. ..
-أنت فلذة كبدي وأمانة والدك الراحل في رقبتي
كانت "لالا "رشيدة منذ رحيل زوجها المفاجئ قد ِامتهنت العمل في البيوت حتى توفر لطفلها الوحيد ما يحتاج إليه من ملبس وغذاء وكانت لا تتردد في بدل كل جهدها من اجل إسعاده..لكنها مؤخرا أصيبت بمرض أقعدها عن العمل واضطرها الى صرف كل ما تملك من أجل العلاج..
ترك الصبي أمه ودخل الى غرفته..تذكر ان المعلم قال لهم في درس التربية الإسلامية بأن الله لايتخلف عن عبده إن هو دعاه وألح في دعوته ..لأن الله يحب العبد الملحاح.. أخد الطفل ورقة وقلما ثم كتب..
ليس لي سواك يا ربي فاجعل عيدي وعيد أمي سعيدا .. إنك لا ترد دعوة المحتاج...
وضع الورقة تحت مخدته ونام ...
مع إطلالة الفجر..سمعت الأم طرقا شديدا بالباب , فأسرعت تفتحه وهي مندهشة ..فمن سيطرق بيتهم في هذه الساعة المبكرة؟؟
وجدت السيدة رشيدة أمامها جارهم الحاج مبارك صحبةإبنه سلم الحاج عليها و هويبتسم :
-عيدك مبارك سعيد الالا رشيدة ..أين سليمان ؟؟؟
-إنه ما يزال نائما يا سيدي
-أيقظيه من فضلك ..نريد أن نراه
أسرعت الأم توقظ صغيرها ..الذي أقبل على الحاج وإبنه محييا ..قال الحاج
-خد يا بني هذه الملابس ...أريدك ان تستقبل العيد وأنت سعيد
وقاطعه سليمان مستغربا:
- ولكنها ملابس إبنك الجديدة يا سيدي ..
-لا عليك خدها ..فهو يتوفر على ملابس أخرى ..
-ولكن ياسيدي
-اِسمع يا بني..ما أنا إلا عبد منفذ لأوامر ربه ..وقد حلمت اليوم حلما وانا أنفذه ..فلا تحرمني الأجر والثواب
-لكن ياعمي هذه ملابس إبنك وقد كان سعيدا بها
وتدخلت الأم شاكرة الحاج مبارك
- هديتك مقبولة وخيرك سابق شكرا لك والحمد لله الذي جعلك تسعد ولدي سليمان..
وقبل ان ينصرف الحاج وابنه منح" لالا "رشيدة مبلغا من المال..
2009
ايمان محضار
كلمة" لاَلاّ "تعني السيدة بالدارجة المغربية
تعليق