قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجا على هفوة طبيب أجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح ونسي خلالها مقصا صغيرا جدا ـــ بدون قصد ـــ داخل بطن المريض الذي خرج سالما يمشي على قدميه!
لماذا نقسو على الأطباء؟ كم من أشياء ومقتنيات ثمينة فقدها الأطباء أثناء العمليات ولم يطالبوا بها أو يعودوا لاستخراجها؛ زهدا فيها والتزاما بأخلاقيات المهنة ورأفة بمرضاهم من التوسع في جراحات أخرى.
ماذا يمنع المريض ـــ الناكر للمعروف ـــ من الاحتفاظ بالمقص الأنيق الذي أجريت به العملية الناجحة كذكرى وسط أحشائه يسهر من أجله الليالي بين الآهات والأنين؟ هل فكرنا مرة من يعوض الطبيب المغلوب على أمره عندما ينسى ساعته السويسرية أو جواله البلاك بيري أو حتى بطاقته الائتمانية في بطن مريض خرج على مسؤوليته من المستشفى وسافر إلى مدينة أخرى؟ هل هناك «بند» لتعويض الأطباء والمساعدين عن مفقوداتهم أثناء العمليات؟
الأخطاء الطبية سنة الحياة؛ يولد الإنسان ويسلم ـــ بالخطأ ـــ إلى أسرة كريمة توليه المزيد من العناية والاهتمام، ويرى طوال حياته ألوانا من الأخطاء الطبية المعتادة، وعند رحيله يتم تسليمه ـــ بالخطأ ـــ إلى أسرته الأصلية!
من قال إن هناك تزويرا للشهادات؟ الأطباء بشر مثلنا، بعضهم بدأ حياته العملية بمهنة يدوية شريفة في بلده الأصلي قبل أن يصبح كبيرا للجراحين لدينا. وفي ذلك دليل قاطع وبرهان ساطع على الكفاح والعصامية واحترام الوظائف البسيطة التي طالما طالبنا بتوطينها!
إنني متفائل جدا بالحد من التذمر المتواصل وتقليص الشكاوى ضد المستشفيات الأهلية والحكومية والمراكز الصحية حتى تتمكن تلك المرافق المهمة من المضي قدما في طريق الأخطاء الطبية الشائكة، في جو من التسامح من قبل الناس، والتغاضي عن صغار الزلات وكبارها، والتضحية بكامل أعضاء الجسد، والاستسلام التام لأصحاب المهنة الإنسانية السامية.
محمد منصور آل فاضل
لماذا نقسو على الأطباء؟ كم من أشياء ومقتنيات ثمينة فقدها الأطباء أثناء العمليات ولم يطالبوا بها أو يعودوا لاستخراجها؛ زهدا فيها والتزاما بأخلاقيات المهنة ورأفة بمرضاهم من التوسع في جراحات أخرى.
ماذا يمنع المريض ـــ الناكر للمعروف ـــ من الاحتفاظ بالمقص الأنيق الذي أجريت به العملية الناجحة كذكرى وسط أحشائه يسهر من أجله الليالي بين الآهات والأنين؟ هل فكرنا مرة من يعوض الطبيب المغلوب على أمره عندما ينسى ساعته السويسرية أو جواله البلاك بيري أو حتى بطاقته الائتمانية في بطن مريض خرج على مسؤوليته من المستشفى وسافر إلى مدينة أخرى؟ هل هناك «بند» لتعويض الأطباء والمساعدين عن مفقوداتهم أثناء العمليات؟
الأخطاء الطبية سنة الحياة؛ يولد الإنسان ويسلم ـــ بالخطأ ـــ إلى أسرة كريمة توليه المزيد من العناية والاهتمام، ويرى طوال حياته ألوانا من الأخطاء الطبية المعتادة، وعند رحيله يتم تسليمه ـــ بالخطأ ـــ إلى أسرته الأصلية!
من قال إن هناك تزويرا للشهادات؟ الأطباء بشر مثلنا، بعضهم بدأ حياته العملية بمهنة يدوية شريفة في بلده الأصلي قبل أن يصبح كبيرا للجراحين لدينا. وفي ذلك دليل قاطع وبرهان ساطع على الكفاح والعصامية واحترام الوظائف البسيطة التي طالما طالبنا بتوطينها!
إنني متفائل جدا بالحد من التذمر المتواصل وتقليص الشكاوى ضد المستشفيات الأهلية والحكومية والمراكز الصحية حتى تتمكن تلك المرافق المهمة من المضي قدما في طريق الأخطاء الطبية الشائكة، في جو من التسامح من قبل الناس، والتغاضي عن صغار الزلات وكبارها، والتضحية بكامل أعضاء الجسد، والاستسلام التام لأصحاب المهنة الإنسانية السامية.
محمد منصور آل فاضل
تعليق