في الريح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماهر المقوسي
    أديب وكاتب
    • 10-09-2008
    • 214

    في الريح

    في الريح كان الليل يأخذ شكل حشرجةٍ ونايْ
    بالناي كانوا يرسمون العمر أيكاً
    والحنين وساوس الشطآن في جسد الغيابِ
    وكلهم غابوا عميقاً
    ثم جاءوا في صدايْ.




    لا شيء يعدو في التلال سوى الظلالِ
    وحين يكتمل السحاب يشدني برقٌ فأصرخُ:
    أيها الضوء المباغت دلني
    من أين يأتي صوتها
    هل من حفيف السرو يأتيَ
    أم بهمسٍ من رؤايْ:
    -أنكون في همس الرمال كحاضرينِ
    بقصتين عن الهوى و الإغترابْ
    وتدندن الريح الحكايا
    للحبيب وللحبيبة مثلنا
    كانا هنا ملء الدروبِ
    يرتبان المفردات عن الأملْ
    فيغيب في حمى السرابْ
    كانا هنا ملء الجهات وإنما
    كل الجهات تشابهت
    وتقمص الحضنَ الخرابْ.




    ومن الجهات تكاثُرُ الموتى
    فكانوا يعبرون الظل
    ثم يسجلون حضورهم ما بين أنفاسي
    وأطلال النوايا..
    كنت أهذي مثل طفلٍ
    أدرك الوجع المخبأ في زوايا الاقترابِ،
    وكلما يممت صوب الماء
    تلسعني المرايا..
    كان صوت أبي يطل مبللاً بالضوءِ:
    يا ولدي أتتك الريح
    فاحمل كل جرحك والوصايا
    واحترس من لدغة الإسفنجِ
    تحذرك المنايا.


    يا أبي كيف احتملت الموت كيف
    وكنت ترقبني أشكل بعض أحلاميْ لديكَ
    وكنت ألقي كل حزني
    يا أبي في مقلتيكَ..
    وكلما جف المدى احترق الندى..
    كان ازدحامي يا أبي
    في راحتيكْ.




    من قلب جرحٍ غائرٍ في قلب زيتون البدايةِ
    كان أصل طريقهم
    مأوىً لأجراس الرحيلِ
    من انتظار الليل فجراً في الصهيلِ
    إلى اجترار الحلم صمتاً في الهديلْ:


    قمرٌ بدا
    غيمٌ شدا
    حُفَّ المكانْ
    بالأقحوانْ


    كان النشيد فراشةً حطت على صدأ الكلامِ،
    وكلما هب الرصاصُ
    توزَّع المعنى شظاياً في الشظايا..
    قال ظل مسافرٍ:
    - يا ليتني ما كنت قد أسرفت في عدِّ الضحايا
    ثم غاب مضرجاً بالعشب مقتولاً بأردية التناصْ.


    .
    .
    ماهر خضر المقوسي
  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #2
    الشاعر المبدع ماهر المقوسي

    قصيدة جميلة جدا لغة ومعنى. صور راقية. إيقاع رائع.
    تستحق الإشادة أيها البارع.

    تثبت!

    دمت شاعرا متألقا!

    مودتي وتقديري

    خالد شوملي
    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • أحمد عبد الرحمن جنيدو
      أديب وكاتب
      • 07-06-2008
      • 2116

      #3
      صديقي ماهر محبتي لك ولقلمك
      أنت مقنع بكل ما تقول وكل ما تريد بوحه
      بلغة تجيد الحبك والسبك الشعوري
      إلى الصورة المتوقدة الهامس للوجدان
      إلى ذكاء حضور بين التنقل الجملي
      في المبنى الأساسي والركيزي
      محبتي لهذا الإبداع
      يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
      يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
      إنني أنزف من تكوين حلمي
      قبل آلاف السنينْ.
      فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
      إن هذا العالم المغلوط
      صار اليوم أنات السجونْ.
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ajnido@gmail.com
      ajnido1@hotmail.com
      ajnido2@yahoo.com

      تعليق

      • سحر الشربينى
        أديب وكاتب
        • 23-09-2008
        • 1189

        #4
        المبدع ماهر المقوسى

        قصيدة رائعة مسحت عنا صدأ ما نقرأ

        كل الشكر والتقدير
        إنَّ قلبي
        مثل نجماتِ السماءِ
        هل يطولُ الإنسُ نجماً
        (بقلمي)​

        تعليق

        • ماهر المقوسي
          أديب وكاتب
          • 10-09-2008
          • 214

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
          الشاعر المبدع ماهر المقوسي

          قصيدة جميلة جدا لغة ومعنى. صور راقية. إيقاع رائع.
          تستحق الإشادة أيها البارع.

          تثبت!

          دمت شاعرا متألقا!

          مودتي وتقديري

          خالد شوملي

          الصديق العزيز
          والشاعر الجميل خالد الشوملي
          أشكرك كثيراً على كلماتك الطيبة
          وعلى التثبيت
          وسعيد جداً بمصافحتك
          ورؤيتك هنا
          مما زاد المكان منزلةً في قلبي
          محبتي واحترامي

          تعليق

          • ماهر المقوسي
            أديب وكاتب
            • 10-09-2008
            • 214

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
            صديقي ماهر محبتي لك ولقلمك
            أنت مقنع بكل ما تقول وكل ما تريد بوحه
            بلغة تجيد الحبك والسبك الشعوري
            إلى الصورة المتوقدة الهامس للوجدان
            إلى ذكاء حضور بين التنقل الجملي
            في المبنى الأساسي والركيزي
            محبتي لهذا الإبداع
            صديقي العزيز
            الشاعر أحمد
            تزداد محبتي لك كلما لمحتك
            أشكرك كثيراً
            ودمت متألقاً
            محبتي

            تعليق

            • ماهر المقوسي
              أديب وكاتب
              • 10-09-2008
              • 214

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سحر الشربينى مشاهدة المشاركة
              المبدع ماهر المقوسى

              قصيدة رائعة مسحت عنا صدأ ما نقرأ

              كل الشكر والتقدير
              الرائعة سحر
              كثير شكر على هذا الرد الطيب
              أدامك الله مبدعة وعزيزة
              مودتي

              تعليق

              • يوسف أبوسالم
                أديب وكاتب
                • 08-06-2009
                • 2490

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ماهر المقوسي مشاهدة المشاركة
                في الريح كان الليل يأخذ شكل حشرجةٍ ونايْ

                بالناي كانوا يرسمون العمر أيكاً
                والحنين وساوس الشطآن في جسد الغيابِ
                وكلهم غابوا عميقاً
                ثم جاءوا في صدايْ.




                لا شيء يعدو في التلال سوى الظلالِ
                وحين يكتمل السحاب يشدني برقٌ فأصرخُ:
                أيها الضوء المباغت دلني
                من أين يأتي صوتها
                هل من حفيف السرو يأتيَ
                أم بهمسٍ من رؤايْ:
                -أنكون في همس الرمال كحاضرينِ
                بقصتين عن الهوى و الإغترابْ
                وتدندن الريح الحكايا
                للحبيب وللحبيبة مثلنا
                كانا هنا ملء الدروبِ
                يرتبان المفردات عن الأملْ
                فيغيب في حمى السرابْ
                كانا هنا ملء الجهات وإنما
                كل الجهات تشابهت
                وتقمص الحضنَ الخرابْ.




                ومن الجهات تكاثُرُ الموتى
                فكانوا يعبرون الظل
                ثم يسجلون حضورهم ما بين أنفاسي
                وأطلال النوايا..
                كنت أهذي مثل طفلٍ
                أدرك الوجع المخبأ في زوايا الاقترابِ،
                وكلما يممت صوب الماء
                تلسعني المرايا..
                كان صوت أبي يطل مبللاً بالضوءِ:
                يا ولدي أتتك الريح
                فاحمل كل جرحك والوصايا
                واحترس من لدغة الإسفنجِ
                تحذرك المنايا.


                يا أبي كيف احتملت الموت كيف
                وكنت ترقبني أشكل بعض أحلاميْ لديكَ
                وكنت ألقي كل حزني
                يا أبي في مقلتيكَ..
                وكلما جف المدى احترق الندى..
                كان ازدحامي يا أبي
                في راحتيكْ.




                من قلب جرحٍ غائرٍ في قلب زيتون البدايةِ
                كان أصل طريقهم
                مأوىً لأجراس الرحيلِ
                من انتظار الليل فجراً في الصهيلِ
                إلى اجترار الحلم صمتاً في الهديلْ:


                قمرٌ بدا
                غيمٌ شدا
                حُفَّ المكانْ
                بالأقحوانْ


                كان النشيد فراشةً حطت على صدأ الكلامِ،
                وكلما هب الرصاصُ
                توزَّع المعنى شظاياً في الشظايا..
                قال ظل مسافرٍ:
                - يا ليتني ما كنت قد أسرفت في عدِّ الضحايا
                ثم غاب مضرجاً بالعشب مقتولاً بأردية التناصْ.


                .
                .

                ماهر خضر المقوسي
                الشاعر المبدع
                ماهر المقوسي

                وكلما جف المدى احترق الندى
                بمثل هذه الصور لا يملك المتلقي إلا الإعجاب
                وبمثل هذا السرد تتخذ قصيدة التفعيلة مكانها اللائق
                بوركت أخي
                وأهلا بك

                تحياتي

                تعليق

                • خالد البهكلي
                  عضو أساسي
                  • 13-12-2009
                  • 974

                  #9
                  الأخ الشاعر ماهر المقوسي
                  كل عام وأنت بخير
                  حرف بهي ونص شهي
                  أبدعت وخالق السماء
                  قصيدة بديعة
                  سلمت على هذا الجمال
                  تحيتي لك وتقديري

                  تعليق

                  • محمد الصاوى السيد حسين
                    أديب وكاتب
                    • 25-09-2008
                    • 2803

                    #10
                    تحياتى البيضاء

                    جميل بحق هذا النص ، جميل بما يجسده من لوحة تعبيرية بليغة عذبة ، ربما كانت لوحة المفتتح هى إحدى روائع اللوحة الكلية للنص ، يظل ضمير واو الجماعة فى السياق ثريا بدلالات شتى ، قابلة لأكثر من تأويل عن هؤلاء الذين يتحدث عنهم ، ويحكى تواريخهم ومواجعهم ، كما أن سياق الحبيبة ولوحتها تمثل ظلا جماليا عاما للوحة النص الرائعة

                    تعليق

                    • ماهر محمد
                      أديب وكاتب
                      • 22-08-2010
                      • 128

                      #11
                      أخي ماهر الرحلة إلى الكتابة محفوفة بالفراغ
                      ملغومة بالمرايا و الضلال
                      و أنت نجحت في الوصول إلى قصيدتك المنشودة
                      شكرا لفراشة بوحك المطرية المميزة
                      دمت و دام أزرقك إبداعا ورؤى

                      تعليق

                      • منار القيسي
                        أديب وكاتب
                        • 19-07-2010
                        • 259

                        #12
                        الشاعر القدير // أخي وصديقي الغالي
                        الاستاذ ماهر المقوسي,,
                        تحية تليق بك
                        كم أنت جميل الحرف والكلمة
                        قصيدتك راقية بلغتها وأسلوبها المميز
                        شرّفني المرور في حديقتك العذبة
                        مودتي التي تعرفها..

                        منار القيسي
                        sigpic

                        تعليق

                        • زياد هديب
                          عضو الملتقى
                          • 17-09-2010
                          • 800

                          #13
                          لست هنا لاعرض مستوى الجمال في القصيدة
                          بل لأاشكرك أن منحتني فرصة أخرى
                          هناك شعر لم نقله بعد

                          تعليق

                          • صادق حمزة منذر
                            الأخطل الأخير
                            مدير لجنة التنظيم والإدارة
                            • 12-11-2009
                            • 2944

                            #14
                            [align=center]

                            هنا كنت محملا بكل ما أوتيت من احتراق وموسيقا
                            وكان الحنين أخر المستجدات وأول الضحايا يرسم حدود الوطن
                            في الوجدان المحترق

                            أخي ماهر أمتعتنا بهذا الجمال البليغ

                            تحيتي وتقديري لك
                            [/align]




                            تعليق

                            • ماهر المقوسي
                              أديب وكاتب
                              • 10-09-2008
                              • 214

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
                              الشاعر المبدع

                              ماهر المقوسي

                              وكلما جف المدى احترق الندى
                              بمثل هذه الصور لا يملك المتلقي إلا الإعجاب
                              وبمثل هذا السرد تتخذ قصيدة التفعيلة مكانها اللائق
                              بوركت أخي
                              وأهلا بك


                              تحياتي

                              الشكر الجزيل لك أستاذي العزيز
                              الشاعر يوسف أبو سالم
                              لي شرف تواجدك الكبير بمتصفحي المتواضع
                              فتقبل محبتي وتقديري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X