عِناقٌ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    عِناقٌ

    عِناق




    ( 1 )


    [align=right]
    قالت الفستقة للبندقة :ها قد التقينا من جديد يا أختاه في هذا الكيس الورقيّ ! أجابت البندقة : نعم ولم يسـتطع أن يُفرّقنا التاجرُ، ولا السمسارُ ، ولا نارُ المحمصة .فمنذ قَطفونا من شجرتينا المتجاورتين في بُستان " أبو عرَب " و نحن نلتقـي مرّةً بعد مرّة !
    أجابت الفستقة : صدقتِ ، فقَدَرُنا أن نبقى معاً إلى الأبد .
    ولمْ تكد تُنهي الفستقةُ جملتَها حتى سمعتْ طقطقةَ أضلاعِها تحتَ ضرسين لايرحمان !
    فصرخت تُنادي متأوّهةً : آه آه ،الآن أظنّ أنّه الفِراقُ يا أختي البُندقة ! فالوداع الوداع !
    صاحت البندقة قبلَ أن يُطبقَ عليها الضرسانِ نفساهُما:لا يا أختي الحبيبة لا، لابدّ أن نلتقي يوماً .. لابُدّ !
    [/align]

    ( 2 )


    [align=right]
    وبعدَ بُروقٍ ورُعودٍ رَعيبةٍ هطلَ الغيثُ ، وأصابَ بُستانَ أبي عَرَبٍ ، وعمّ أرضَهُ الفسيحةَ المُمْتدّةَ من مُحيطِها البعيدِ إلى الخليجِ المُجاورِ ؛ فاهتزّتْ تُربتُهُ المُتشقّقةُ ورَبَتْ وأنْبتتْ من الثّمارِ ما يُبهجُ الناظرينَ
    ثم تعانقَ الفستقُ والبندقُ من جديد ..

    [/align]
  • بيان محمد خير الدرع
    أديب وكاتب
    • 01-03-2010
    • 851

    #2
    الأستاذ القدير مصطفى حمزة المحترم
    الله ما أروع هذا النص .. المفعم بالأمل .. قد يجمع الله الشتيتان ...
    ليت قانون الحياة هكذا .. أستاذي قصتك تثلج الصدر وتفرح القلب .. بأنه ليس شيئ بعسير على الله تعالى مهما هلك الأمل ..
    دمت بخير .. احترامي .. تحياتي
    بيان

    تعليق

    • فاطمة محمد
      أديب وكاتب
      • 09-09-2010
      • 50

      #3
      [align=center]
      قصة رائعة حملت بين اسطرها معاني جميلة
      تعطي الامل في هذه الحياة القاسية
      شكرا لك على اروع سطور
      [/align]
      إن اللذي خلق التعثر
      خلق النهوض

      تعليق

      • أ . بسام موسى
        ناقد
        • 20-06-2010
        • 69

        #4
        عناق

        الأستاذ المبدع / مصطفى حمزة
        أهنئك ابتداءً بحلول عيد الفطر السعيد آملا لك، ولأسرتك الكريمة، ولأمتنا العربية والإسلامية كل سعادة وهناء
        عندما نتحدث عن البلاغة نجدك تفسح لك مكانا عالياً بين أولئك الذين أتقنوا فن التصوير في تعابيرهم فأجادوا ووعوا ، وهذه القصة الموجزة في إحداثياتها ، البليغة في أسلوبها ، الموغلة في الرمزية الهادفة التي ينبعث منها عبق الأمل في التلاق وإن بدت خيوط المستحيل في ظاهرها أحيانا فلا شيئ يقف في مواجهة القدر المحتوم .

        عندما اعتقلت في باستيلات الاحتلال حُكمت خمس عشرة سنة فعلية ولم يتبادر إلى ذهني يوما أنني سأخرج من وراء الشمس إلى النور بعد مرور سنتين من الاعتقال ... كان الأمل بعيدا بعيدا .. كنت أتخيل نفسي كيف سأخرج بعد قضاء كل هذه المدة من الزمن ... كيف سيكون وضع أولادي وأسرتي ، وكم أعمارهم ، كيف ستكون الدنيا بعد انقضاء هذا الوقت الطويل من الزمن الصعب ... والأيام المُرَّة المجبولة بعرق السنين ...

        كان الخروج وقتذاك حلماً بعيد المنال ... والإفراج سراباً ، والأمل بارقة تلوح من بعيد ببطء شديد كبطء هذه الأيام التي تأكل من أعمارنا وقتا طويلا ، ونحن نصحو وننام على وقع خطى السجان ، ومفاتيح الأبواب الغليظة التي تأتي وراءها بالمصائب والأهوال ... ولكن .........

        وفجأة ، وفي يوم من الأيام الغابرة استيقظت على وقع خطوات قادمة إلي من بعيد تقول لي : استعد ... اليوم ستعود إلى بيتك وسيتم الإفراج عنك ... لا أدري مصدر الصوت الغريب .. معقول ، أنا ، كيف ، ومتى ، والسنوات الثلاث عشرة الباقية من عمري خلف القضبان .
        جاءني السجان بفظاظة قائلا : بسام جهز نفسك سيم نقلك من سجن السبع إلى سجن نفحة الصحراوي ... وبعد ساعة من كلامه نقلت من زنزانتي إلى زنزانة الترحيل لأقضي فيها ساعتين من الانتظار الصعب .... هل هناك أمل يحقق ما قاله صاحب الصوت الغريب الذي أيقظني من نومي في الصباح الباكر ...
        أيمكن أن يتحقق هذا الأمل في آخر رمق ... بل في آخر لحظة .. أيمكن أن تحدث معجزة من السماء في اللحظة الأخيرة ....
        وبينا أنا غارق في كابوس التفكير الثقيل البطئ ، وإذا بالميكرفونات تهدر في كل أرجاء سجن عسقلان ال
        ساحلي بأسماء المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن اتفاقية السلام مع اسرائيل عام 1994 م وكانت المفاجأة بل الأمل العذب الذي جاءني للتوِّ على غير انتظار وسمعت اسمي ضمن كشوف المناداة وتحقق الأملُ، وتم الإفراج عني ، وتم اللقاء بل العناق مع أهلي ومعارفي بعد طول غياب، وعلى غير موعد .... لم أصدق نفسي ، هجم علي زملائي في الاعتقال يعانقونني والدموع الساخنة الحزينة تملأ المآقي فتذرفها العيون مدرارةً فالفراق صعب ، حيث سأترك ورائي بل وراء الشمس زملاء أعزاء عشت وإياهم أجمل اللحظات رغم فداحة الألم وعمق المأساة.
        فما أجمله من لقاء ... وما أعذبه من أمل ....

        أشكرك أستاذ / مصطفى على هذا العناق اللذيذ الذي فتح بوابات الأمل على مصراعيه في بستان أبي عرب وغيره من بساتين البشر ، وقصتك قتحت علي جيوب الألم المر بل ................... الأمل
        واقبل احترامي
        التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 13-09-2010, 10:51.

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
          الأستاذ القدير مصطفى حمزة المحترم
          الله ما أروع هذا النص .. المفعم بالأمل .. قد يجمع الله الشتيتان ...
          ليت قانون الحياة هكذا .. أستاذي قصتك تثلج الصدر وتفرح القلب .. بأنه ليس شيئ بعسير على الله تعالى مهما هلك الأمل ..
          دمت بخير .. احترامي .. تحياتي
          بيان
          [align=right]
          ===
          الأخت العزيزة ، والقاصّة الواعدة بيان
          أسعد الله أوقاتك بكل الخير
          ( وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * يظنان كلّ الظنّ أن لاتلاقيا ) نعم ، وعسى الله أن يجمع شتات العرب في بستانهم الكريم المعطاء
          حفظك الله
          تحياتي وتقديري
          [/align]

          تعليق

          • مصطفى حمزة
            أديب وكاتب
            • 17-06-2010
            • 1218

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة محمد مشاهدة المشاركة
            [align=center]
            قصة رائعة حملت بين اسطرها معاني جميلة
            تعطي الامل في هذه الحياة القاسية
            شكرا لك على اروع سطور
            [/align]
            [align=right]
            ====
            أختي الفاضلة فاطمة
            أسعد الله أوقاتك
            لك شكري وامتناني على شُكرك وتقديرك ، ولي تعقيب لو سمحتِ لي :
            ردّك الموجَز يقطر ألماً وعذاباً وتشاؤماً أيضاً !!! هكذا أوحي إلي ، وجاء توقيعك بـ ( امرأة تلتقط الشقاء ) ليؤكد ذلك !!
            أدعوك لأن تخلعي عنك رداء اليأس المقيت ، وتُقبلي على الوجه الآخر للحياة ففيه ما يسرّ ، وانتبهي إلى أن الالتقاط يدل على البحث الدقيق ثم الأخذ بانتقاء ... فمن يفعل ذل غير الباحث عن الهمّ ؟!
            حفظك الله ، وأغدق عليك الأمن والأمان
            تحياتي وتقديري
            [/align]

            تعليق

            • مصطفى حمزة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2010
              • 1218

              #7
              [align=right]
              أخي الحبيب الأستاذ بسام
              حياكَ الله ، وكل عام وأنت ومن حولك ممن تحب بألف خير وأمن وأمان . آمين
              أخي الحبيب : سردتَ من مشاهد الفخار في حياة الرجال ، فأثرتَ وأدمعتَ ، وارتفعتْ نفسُك في أعيننا إلى مواقع النجوم .. فحفظك الله - وأمثالك - من كل ضيم وسوء ، على عينه التي لاتنام .
              أما قراءتك الناقدة للقصة في مستهلّ ردّك فقد دلّ على قارىء ذوّاق ، وناقد قدير ، وإن كنتَ قد رفعتني فوقَ قدري في عالم البيان الذي يستغرق نفسي وقلمي ..
              حفظك الله أخي الأكرم الحبيب ، وأنتَ من أرجو أن يقبل تحيتي واحترامي ، وأتشرف به
              [/align]

              تعليق

              يعمل...
              X