الأخ الفاضل هيثم
على الرغم من انني لست من رواد ملتقى الأدب بفروعه وأقسامه ، ومواضيعي ومشاركاتي تنحصر تقريبا في الملتقيين الديني والقانوني ، إلا انني وجدت تشابها كبيرا بيني وبينك في ثلاثة أمور :-
الأمر الاول :- أن سبب تسجيلي واستمراري حتى اللحظة بهذا الملتقى هو انني وجدت فيه مالم أجده في غيره لذات الأسباب التي ذكرتها أنت في المقتبس المتقدم ، ثم اني وجدت فيه نفسي وذاتي بطرح مواضيعي والمرور والمشاركة بمواضيع بعض الأعضاء الأفاضل ممن أستفيد بعلمهم وثقافتهم وخبرتهم .
الثاني :- اني لم أجد من يهتم بالمرور أو المشاركة بمواضيعي إلا القليل والقليل جدا بالنظر إلى مشاركات ومواضيع غيري ، وتبين لي على وجه اليقين أن العبرة بمشاركة الأعضاء ومداخلتهم ، هي اسم كاتب الموضوع وليس بذات الموضوع أو قيمته ، وعندي أمثلة كثيرة يضيق بذكرها المقام تدليلا على كلامي هذا ، ........... ( محذوف ) .
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد وضعت في ملتقى سوق عكاظ الأدبي قسم المواضيع الأدبية الغيرمصنفة ، بعض المحاولات التي أظنها من وجهة نظري محاولات أدبية أو قل قصصية تحت عنوان ( من ملفاتي ) ، فلم أجد أديبا واحدا أو قلما واحدا يعلق على هذه المحاولات بالسلب أو الإيجاب .
حتى هممت في وقت ما - وهذا هو الأمر الثالث :- أن أترك هذا الملتقى وأبحث عن غيره ، إلا انني تراجعت ايمانا بمبدأ اعتنقته مؤخرا وارتاح إليه عقلي وأرحت به غيري ، وهو انني " أكتب لا ليقرأ الجميع ، ولكن ليقرأ شخص واحد فقط ، هذا الشخص هو أنا ، وحسبي بذلك شرفا "
فاكتب سيدي ، واقرأ ما تكتبه ، تجد في ذلك عزة النفس وشرفها لأن أحدا كائنا من يكون سيقدر ويهتم بما تكتب إلا نفسك ، خاصة وأنت أديب تكتب بفكر الأديب الذي يخاطب عقولا وأفئدة ، لا أسماءا ولا أجساما . ولا تعد الأيام والسنوات حتى يعرفك الجميع فيقرأوا لك ، فما لهذا الكلام من وجاهة إلا من حيث أنه يقدم دليلا دامغا على أنهم لا يقرأون ولا يشاركون إلا لبعضهم البعض بوصفهم أعضاء قدامى وأسماء رنانة ، واعلم أخي الفاضل أن الصفر الذي يحمله موضوعك هو ادانة لكل الذين مروا عليه ولم يشاركوا ، ولسوف تجد لهذه الادانة احتياجا ، تقذف بها كل من توسم في نفسه العدل أو النبل .