كان جدي يقرأ كتابا ..كنت بجواره ألعب بعروستي الشقراء..كنت منهمكة في تمشيط شعرها، فإذا بيدي تضرب، دون شعور مني، قارورة العطر الفارغة، فتكسرت أشلائها متناثرة في أرجاء الغرفة.
جاءت جدتي مسرعة إلى الغرفة ،
وقالت بصوت حزين :ياالله، من كسّر قارورة عطري؟
أجبت بصوت منكسر:لماذا تحتفظين بها جدتي ..إنها فارغة!...
نظرت إلي لحظة، ثم قالت:إنها أول هدية من جدك ،ولها في قلبي ذكري سعيدة.
غادرت جدتي المسكينة الغرفة، بعد أن لملمت أشلاء القارورة كأنها تجمع أشلاء حفيدا من أحفاذها خسرته في معركة من معارك الحياة الملتهبة
سألت جدي بنبرة غريبة: لم التزمتْ الصمت يا جدي ؟
جال بنظره في سقف الغرفة، ثم قال:-لن تفهمي يا صغيرتي..ستفهمين مع مرور الوقت.
قلت :كيف تحتفظ بقارورة فارغة؟ كيف يكون لها كل هذا الاهتمام؟!
-:صغيرتي افتحي _درج المكتب_واعطيني علبة ستجدينها هناك..
قال بصوت حازم :افتحيها ،ففتحتها ..وجدت بداخلها قلبا ذهبيا جميلا، ثم أضاف:
افتحي القلب.. كانت المفاجأة كبيرة..وجدت بداخل القلب صورة جدي وجدتي وهما متعانقان، متعاهدان.. وقع الصورة الملائكية ترك أثرا قويا في نفسي..ندمت على عدم انتباهي لتلك القارورة التي تعبّر عن قصة حب ، عن تاريخ، عن وجود، عن كينونة جدي وجدتي..
قال جدي:احتفظي بها ولا تعطيها لأحد ..فهي ذكرى..نظرت إلى جدي قائلة:
-ما معنى الذكرى، يا جدي؟
قال :احتفظي بالسر..هو بين عنقك أمانة
قلت :حول عنقي !..أنا قادرة على حمل سرك، يا جدّي العزيز.
شعرت أن هذا القلب يحمل لجدي الكثير والكثير من الأهمية
في يوم استيقظت من نومي.. لم أجد القلب حول عنقي.. بحثت عنه في كل مكان..
حزنت علي فقدانه.. ترددت في اخبار جدي بذلك،لكنه شعر أنني أبحث عن شيء ما
فسألني :هل تبحثين عن شيء نجلا؟ ،هل ضاع منك شيء؟
قلت بصوت واثق :لا تهتم جدي، حتما سأجده..
ذهبت إلي جدتي ،كانت تعد القهوة، سألتني سؤال الحكماء والعارفين بأمور الدنيا:
-ما رأيك، صغيرتي، في كوب شيكولاتة ساخنة مع البسكويت المفضل لك،
أجبت بصوت رخو بالنفي
قالت :أعددتها لك خصيصا.. تعالي نجلس مع جدك. لم أجد حلا إلا أن أسمع كلامها،وظللت شاردة الذهن
قال جدي وهو يشير إلى جدتي: :هل أنت حزينة علي قارورة العطر التي كسرتها نجلا؟
- أبدا، لكنها كانت، بالرغم من ذلك، تمثل لي ذكرى من ذكرياتك الغالية..
نظر إلي جدي قائلا: نجلاء صغيرتي ،هل يحزن الانسان علي شيء حينما يقفده؟
نظرت إلى موضع قدمي، ثم قلت:نعم جدي فقد ضاع القلب الذهبي ،بحثت عنه ولم أجده سامحني جدي..
ضحك وقال :ماذا يمثل لك هذا القلب؟
قلت:ذكرى رائعة فيه صورتك أنت وجدتي
في تلك اللحظة، ابتسمت جدتي ابتسامة مشرقة وقالت بصوت حنون: ها هو القلب يا جميلتي..
غمرتني فرحة عارمة، قبلتها على جبينها قائلة:- شكرا لك جدتي العزيزة..منذ ذاك اليوم، كلما ارتديت القلب (الهدية) تذكرت جدي وجدتي ، وتذكرت أشياء أخرى.
جاءت جدتي مسرعة إلى الغرفة ،
وقالت بصوت حزين :ياالله، من كسّر قارورة عطري؟
أجبت بصوت منكسر:لماذا تحتفظين بها جدتي ..إنها فارغة!...
نظرت إلي لحظة، ثم قالت:إنها أول هدية من جدك ،ولها في قلبي ذكري سعيدة.
غادرت جدتي المسكينة الغرفة، بعد أن لملمت أشلاء القارورة كأنها تجمع أشلاء حفيدا من أحفاذها خسرته في معركة من معارك الحياة الملتهبة
سألت جدي بنبرة غريبة: لم التزمتْ الصمت يا جدي ؟
جال بنظره في سقف الغرفة، ثم قال:-لن تفهمي يا صغيرتي..ستفهمين مع مرور الوقت.
قلت :كيف تحتفظ بقارورة فارغة؟ كيف يكون لها كل هذا الاهتمام؟!
-:صغيرتي افتحي _درج المكتب_واعطيني علبة ستجدينها هناك..
قال بصوت حازم :افتحيها ،ففتحتها ..وجدت بداخلها قلبا ذهبيا جميلا، ثم أضاف:
افتحي القلب.. كانت المفاجأة كبيرة..وجدت بداخل القلب صورة جدي وجدتي وهما متعانقان، متعاهدان.. وقع الصورة الملائكية ترك أثرا قويا في نفسي..ندمت على عدم انتباهي لتلك القارورة التي تعبّر عن قصة حب ، عن تاريخ، عن وجود، عن كينونة جدي وجدتي..
قال جدي:احتفظي بها ولا تعطيها لأحد ..فهي ذكرى..نظرت إلى جدي قائلة:
-ما معنى الذكرى، يا جدي؟
قال :احتفظي بالسر..هو بين عنقك أمانة
قلت :حول عنقي !..أنا قادرة على حمل سرك، يا جدّي العزيز.
شعرت أن هذا القلب يحمل لجدي الكثير والكثير من الأهمية
في يوم استيقظت من نومي.. لم أجد القلب حول عنقي.. بحثت عنه في كل مكان..
حزنت علي فقدانه.. ترددت في اخبار جدي بذلك،لكنه شعر أنني أبحث عن شيء ما
فسألني :هل تبحثين عن شيء نجلا؟ ،هل ضاع منك شيء؟
قلت بصوت واثق :لا تهتم جدي، حتما سأجده..
ذهبت إلي جدتي ،كانت تعد القهوة، سألتني سؤال الحكماء والعارفين بأمور الدنيا:
-ما رأيك، صغيرتي، في كوب شيكولاتة ساخنة مع البسكويت المفضل لك،
أجبت بصوت رخو بالنفي
قالت :أعددتها لك خصيصا.. تعالي نجلس مع جدك. لم أجد حلا إلا أن أسمع كلامها،وظللت شاردة الذهن
قال جدي وهو يشير إلى جدتي: :هل أنت حزينة علي قارورة العطر التي كسرتها نجلا؟
- أبدا، لكنها كانت، بالرغم من ذلك، تمثل لي ذكرى من ذكرياتك الغالية..
نظر إلي جدي قائلا: نجلاء صغيرتي ،هل يحزن الانسان علي شيء حينما يقفده؟
نظرت إلى موضع قدمي، ثم قلت:نعم جدي فقد ضاع القلب الذهبي ،بحثت عنه ولم أجده سامحني جدي..
ضحك وقال :ماذا يمثل لك هذا القلب؟
قلت:ذكرى رائعة فيه صورتك أنت وجدتي
في تلك اللحظة، ابتسمت جدتي ابتسامة مشرقة وقالت بصوت حنون: ها هو القلب يا جميلتي..
غمرتني فرحة عارمة، قبلتها على جبينها قائلة:- شكرا لك جدتي العزيزة..منذ ذاك اليوم، كلما ارتديت القلب (الهدية) تذكرت جدي وجدتي ، وتذكرت أشياء أخرى.
تعليق