حُبّ فى الغيوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عزت الشريف
    أديب وكاتب
    • 29-07-2010
    • 451

    حُبّ فى الغيوم

    حب فى الغيوم
    ــــــــ
    محمد عزت الشريف
    ـــــــــــــــــــ

    * * *

    وحيداً هناكَ .. فى الغيوم ِ

    على المدَى حيث لا حدود فارقة ، بين الماء والسحاب والضباب ..!
    أراه يُراكِضُها فى خِفّة ٍوحيويّةٍ ودلال

    يتقافزان على جسر هلامىّ ، أقِفُ فى بدايته
    بينما بَدَت ْ هى على المدى، فى نهاية الجسر، ونقطة التقاء الأرض بالسماء وبالزمان
    بدت شفيفة ، رقيقة كملاك ..!
    تَلـُفّها غلالةٌ بيضاءُ ، خِلـُتـُها تلـُف معها الأجواءَ من حولها، قلبان متناغمان متهامسان ، بلا هَمّ ِأو اهتمام ، وكأنهما جزءٌ من مفردات هذا الكَون ..!
    يا الهى : هوالحب إذن ... ؟! ... حب ٌّ فى الغيوم ؟!

    كونٌ من ضباب ِِ .. وأجواءٌ من دخان ٍ أبيضَ بلا أدنى حرارة .. حتى الهواء ساكنٌ كالزمن قد تجمّد ، وما عساه يحَِرِّك ، سوى هذا الشَعر الغجرىّ المنثورعلى سطح المحيط المتجمّد ، كثنايا أمواجه المتلاطمة بلا صوت ، والمتلاحمة مع الأفق المتوحّد واليابسة ، بلا فواصل .

    يا إلـهى ..! خيالٌ وملاكٌ يضفيان جوّا من الأنس المفقود ، فى وحشة هذا الكون الذى بدا كأنه رَحَلَ منذ زمان ...
    تاركا هذان كحلم ...فى دنيا غائمة بلا تفاصيل ، جامدة بلا حراك ، سوى هذين القلبين المتراقصين ،المتحاضنين حينا والمتراكضين آخر ، دنيا بلا ضوضاء ،إلا كهمس الثائرين
    حتى أنـّى لأسمع على البعد خفقات قلبيهما تعلو وتعلو، فيما تباطأت خطواتهما حتى توقفا هناك على المدى ،عند أسوار جسر الزمان ...
    حيث راح الخيال يرتكز على اللاشىء ، ينظر فى المدى الى افق آخرَ بعيد.

    يغيب الزمان عن وعيه، وعن الوجود من حوله
    فيما يستأنف الخيالُ المَسيرَ فى دروب ٍ من دخان ٍ وضباب ٍكثيف ، يذوبُ فيه ، يتلاشى كل شىء حولَه
    يستديرُ وحيداً، وقد كفّ قلبه عن الخفقان ، كما كفّ قلبٌ قبله منذ زمان لا يُعلـَم مداه.

    وأيّانَ يتجهُ ؟!
    وما الدنيا بأثرها سوى كَون ٍ فسيح ٍ، بلا نهايةِ..!
    و طريق ٍ هُلامىّ وحيد ٍ مديد ، جسر ٍ يبدأ عنده ، وينتهى حيث تَسمّرت قداماى منذ الأزل

    تتهادَى نحوى خطواته... يدنو .. ويدنو أكثر ..
    تبدأ صورته تتجسد فى عينىّ ، يزداد وعيُه ، ينتبه لوجودى ، يتمعّن فىّ يتأملنى كمَنْ يرانى لأولَ مرةِ ، وكأنى كنت لِتوّى شبَحا.. !

    يقترب أكثر فأكثر، حتى أصبح على بُعد خطوة ، يكاد يَلمَسنى.. تختلط أنفاسُنا.. يدخل فى بُعدٍ رابع ،أطـُلّ ُعلى نافذة فى اللاوعى
    يرتدّ إلىّ الطرفُ .. لا تقع عيناى على شىء.. تَلْفَحُنى رياحٌ تتجاوزنى .. أنظر خلفى ، لا أرى سوى المدى ..!

    لم أ ُلـْق ِ كثيرَ بال ٍ أو اهتمام.. !
    وفى تُـُؤدَةٍ.. أخذتنى خطواتى بطيئاً بطيئاً ، الى حيث كان ... هناك على المدى .. وحيدا ، تلفنى الغيوم، وبدأ الزمان عن الوعى يغيب ، وبقيتُ بقيت ُ ، مُرتكِزا على اللا شىء، أشعرُ بدقاتِ قلب ٍ خلفى، وبدفءِأنفاس ٍِتُذيبُ الجليد من حولى ، فيما بقيت ُبقيت ُ ، لا أ ُلقِى بالا ً أو اهتماما ..!
    أرنو الى أفق ٍ آخرَ

    على المدَىَ
    بعيد .. بعيد .. بعيد ..بعيد .. بعيد ... !

    ـــــــــــــــــ
    "حَتَّى يُظْهِرَهُ الله .. أو أَهْلَكَ دُوْنََهْ "
    ـــــــــــــــــــ
    { مع الوطن ... ضد الاحتلال }
    ـــــــــ
    sigpic
  • سمية الألفي
    كتابة لا تُعيدني للحياة
    • 29-10-2009
    • 1948

    #2
    الأستاذ / محمد عزت الشريف


    الله عليك لغة رائعة ورقيقة

    حقيقة شعرت بجمال القص كما اللوحة الفنية المضيئة من جميع جوانبها


    دمت مبدعا ونجوما تستحقها

    تحياتي

    تعليق

    • محمد عزت الشريف
      أديب وكاتب
      • 29-07-2010
      • 451

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سمية الألفي مشاهدة المشاركة
      الأستاذ / محمد عزت الشريف


      الله عليك لغة رائعة ورقيقة

      حقيقة شعرت بجمال القص كما اللوحة الفنية المضيئة من جميع جوانبها


      دمت مبدعا ونجوما تستحقها

      تحياتي

      بل أنت ِمَنْ أضاء جَنَبَات اللوحة
      بمبادرتك برشرشة النجوم فى أجواء المشهد الذى...
      كان غائما ...
      قبل لحظات ٍ من حلولك أختى العزيزة سمية

      لك منى خالص التحية
      ـــــــــــــ
      "حَتَّى يُظْهِرَهُ الله .. أو أَهْلَكَ دُوْنََهْ "
      ـــــــــــــــــــ
      { مع الوطن ... ضد الاحتلال }
      ـــــــــ
      sigpic

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        محمد عزت الشريف
        ربما اكتنف النص بعض النثر الكثير
        لكني كنت أرنو إليه وكأني كنت ألمس الضباب فيه
        ألمس المشاعر الدافئة
        حتى ابتعد عني
        بعيدا
        بعيد
        أ كانت الغيوم شفافة إلى هذا الحد!!؟
        نص جميل وفيه بوح شفاف ورائق
        ودي ومحبتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • محمد عزت الشريف
          أديب وكاتب
          • 29-07-2010
          • 451

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          محمد عزت الشريف
          ربما اكتنف النص بعض النثر الكثير

          أستاذه عائدة أتفق معك ِ
          ـــــــــــــ
          نعم أنا أميل الى النثر الفنى الى حدّ وزن بعض الجمل تلقائيا
          فى مثل هذه النصوص
          وهذا النص لم أقصد كتابة قصة مسلية بقدر قصدى الى تصوير مشهد ضبابى أراه
          أمام عينى ..
          وبقدر ما فيه من ضبابية وجليد الا أننى يبدو أننى نجحت فى أن أبعث فيه الدفء
          الذى تشعرين :

          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          ر
          لكني كنت أرنو إليه وكأني كنت ألمس الضباب فيه
          ألمس المشاعر الدافئة

          بالفعل كان هذا كل همّى ومقصدى فى النص :
          النجاح فى تصوير المشهد كما أراه تماما .. ضباب ٌ وجليد ٌو غيوم
          والنجاح فى بعث الدفء رغم حجم هذ الجليد .. !


          أما معنى النص : مفتوح على كل الوجوه

          أنا شخصيا تعلمت أن أخبز النص وأتركه يبرد قبل أن أتناوله
          وعندما عدت الي هذا النص وتناولته بعد فترة ...
          وجدتنى أفهمه بوجه مغايرلوجهه الأول ..
          وجه ٍلا يناقضه ولكن يضيف إليه .. !والحالة واحدة


          أستاذة / عائدة ...
          بإندهاش أراك ِأجدتِ قراءة النص
          وهذه موهبة ٌ أخرى لديك

          ....
          اننى أرى البعض ــ ربما ــ لا يعرف الآن حتى عن ماذا أتحدث .. !(أقول البعض .. )
          ولكن ...
          وددت ُ لو أنا مَن يسألك ِ :

          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة

          أ كانت الغيوم شفافة إلى هذا الحد!!؟
          أنا شخصيا ً لا أعرف الاجابة ... !! ههه
          ـــــــــــ
          أختنا المبدعة عائدة
          خالص التحية على الحس ..
          وعلى الفهم .. (معا ً)
          ـــــــــ
          "حَتَّى يُظْهِرَهُ الله .. أو أَهْلَكَ دُوْنََهْ "
          ـــــــــــــــــــ
          { مع الوطن ... ضد الاحتلال }
          ـــــــــ
          sigpic

          تعليق

          يعمل...
          X