زوجتي محترمة جدا ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر موسى
    أديب وكاتب
    • 24-12-2009
    • 158

    #31

    عرفت مكان الشيخ .. الشيخ طه يا سلمى : قلت لها .
    أحدقت عينها في وجهي .. ثم تراجعت نظراتها كأنها وقعت بين براثن الشك ، وجحيم اليقين .

    لم تقل شيئا ، لكنها كانت تنتظر بقية حديثي ..

    تعمدت أن أقطع حديثي ، في انتظار رد فعلها .
    قالت : أنت لئيم .
    ----- : وماذا أيضا ؟
    ----- : أنت تشعل فضولي ، وتحرق أعصابي ... لم أعد أحتمل .
    ----- : الشيخ طه يتردد على امرأة أرمل ، ويعتكف في مسجد قريب منها .

    توقعت أن تصفعني بكلمة نابية .. لكنها صمتت ... صمتت طويلا : ثم قالت : لي طلب عندك .. بل رجاء .

    ----- : تريدين أن تعرفي مكان الشيخ ؟ يسرني أن أقودك إليه .
    ----- : سنذهب إلى الشيخ سويا ... أنا وأنت وعلياء .
    قلت : كلا ، بل تذهبين أنت وحدك .
    ---- : قالت : لا تخف ، لا تخف يا عمر .. لا بد أن نذهب ثلاثتنا ... اعتبر ذلك رجاء مني .. من قلب محطم ، وامرأة بائسة .
    ----- : دعك من علياء يا سلمى .. قضيتك أنت مع الشيخ .. والأفضل أن تكوني وحدك .
    ----- : لكن قضيتي تحتاج إلى شهادتكما : أنت وعلياء .. وإلا فإنها ستبقى سرا ولغزا غامضا .
    ----- : يمكنك أن تجدي شاهدين غيرنا ..

    ----- : أنت رجل نبيل يا عمر ،، لن تخيب أملي بك .

    ----- : سأذهب معك يا سلمى .. أما علياء ، فلن تذهب .
    قالت وهي تحاول أن تتكتم على مشاعرها : اتفقنا .
    [align=center]الجنة والجحيم [/align]
    [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

    تعليق

    • عمر موسى
      أديب وكاتب
      • 24-12-2009
      • 158

      #32

      كانت سلمى تتأبط حقيبة صغيرة .. لا أدري ماذا تخفي داخلها .. ومما زاد حيرتي ، صمتها المطبق ، وملامحها الجامدة ..
      كنت أخشى أن تقدم على حماقة ما . وكنت أفكر في طريقة تمنعها من ذلك . ..

      أي سر تخفيه سلمى ؟

      قلت : عليك أن تتمالكي أعصابك تماما حين تقابلي الشيخ .. وألا ترتكبي أية حماقة ..

      قالت : أنا أفكر في شيء واحد فقط . اطمئن : لن ارتكب حماقة ,
      قلت لها : فيما تفكرين ؟
      ندت عنها تنهيدة طويلة ، ثم قالت : عمر : أنا امرأة محطمة ، محطمة تماما .
      دخلنا المسجد : كان الشيخ يعتكف في زاوية نائية .
      همسنا له بالسلام فأشار علينا أن نجلس .
      كانت سلمى تتفحصه بانكسار ، ثم لا تلبث أن تنقلب ملامحها بما لا يؤذن بالخير .
      قال الشيخ : ما بك يا سلمى ؟
      أجابت بصوت أجش .. محطم : أنت بنيت لي أحلاما جميلة ساحرة .. وحلما خالدا ، بل حياة خالدة لا تفنى ولا تزول . ثم ...
      بالله عليك لماذا اختفيت ، وتخليت عني ؟
      قال الشيخ : أنت كاذبة يا سلمى ، وليس الكذب من شيم المؤمن .

      قالت وهي تدنو من قدميه : لم أكذب عليك يا طه حين قلت لك إن ثروتي نضبت .. فقط هو العقد الذي تبقى لي .
      ----- : ولماذا أخفيت أمر العقد عني ؟
      ----- : أنا ما أحببت قبلك ولا بعدك .. مجرد عقد ، عقد من عمر ، أيام الخطوبة .

      صمتت قليلا ثم تابعت : كنت سأعيده إلى عمر ، كي أمحو كل ذكرى تربطني برجل غيرك . وكنت أفكر أحيانا أن أخبرك بأمره كي تتصرف أنت بنفسك .
      قال الشيخ : لكن ذلك لا يشفع لك يا سلمى ،، أنت طعنتني ، طعنتني طعنة نجلاء ،
      ----- : لا تغضب مني أرجوك .. فأنت بنيت لي أحلاما ، إن تهاوت ذهب أمري إلى الأبد ...

      دفنت المرأة رأسها في لحية الشيخ وأجهشت بالبكاء . ثم مسحت دموعها ، وفتحت الحقيبة .. ثم تناولت العقد .

      قالت وهي تمد العقد لي : كي لا تبقى في نفس الشيخ لائمة ، أو سحابة شك ، هذا عقدك يا عمر ، يعود لك .

      وثب الشيخ ونزع العقد من سلمى ، وقال بنيرة قوية قاطعة : كلا .. العقد ليس من حق عمر ..

      أنت امرأة مجنونة .. أنهكها الخبل .. أنا لا أشك فيك ، ولا في محبة جمعتنا في رحاب الإيمان وحب الله ..

      هذا العقد .. سننفقه يا سلمى : ننفقه في سبيل الله .. ونشتري به قصرا في الجنة..
      قالت سلمى وهي تقبل قدمي الشيخ : كما تشاء .. كما تشاء يا حبيبي .
      خرجت من المسجد دون أن يشعرا بي .. فقابلت علياء على مدخل المسجد .. قلت لها : ماذا تفعلين هنا ؟

      قالت : أخبرني .. ماذا حدث ؟ هل اصطلح أمرهما ؟
      قلت : أجل .. أجل يا علياء .. هيا بنا ..
      قالت وكأنها شعرت بي : إلى أين ؟
      قلت : سنرحل ... سنرحل إلى منزل آخر .. بعيدا عن الشيخ ، وسلمى .
      ---- : كيف ؟ الأثاث والأطفال .. و .... ماذا نفعل بكل ذلك .
      ---- : أتركي ذلك فيما بعد .. هيا بنا ..
      في أقصى المدينة ، وجدنا منزلا متواضعا .. قلت لها : سنقيم في هذا المنزل .

      قالت وهي تنظر نحو البعيد : هذا المنزل بعيدا عن المساجد ..
      قلت : قررت أن تكون صلاتي في البيت ... أليست صلاة البيت جائزة ؟
      قالت : لكن صلاة المسجد ب : سبعة وعشرين صلاة .. فاتق الله يا رجل .
      ---- : لكني لا أريد سبعة وعشرين قصرا في الجنة .. بل لا أريد حتى قصرا واحدا ... مجرد كوخ في أطراف الجنة يكفيني .
      قالت : والحور العين ؟ كيف تفوز بالحور العين ؟
      قلت بنبرة واثقة تفيض دفئا وطمأنينة : سأفوز بك ....

      أما الحور العين ، فإنها ليست لعبتي ... ولذلك :

      سأتركها ... لآخرين
      [align=center]الجنة والجحيم [/align]
      [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

      تعليق

      • نجيةيوسف
        أديب وكاتب
        • 27-10-2008
        • 2682

        #33

        المشاركة الأصلية بواسطة عمر موسى مشاهدة المشاركة
        ---- : لكني لا أريد سبعة وعشرين قصرا في الجنة .. بل لا أريد حتى قصرا واحدا ... مجرد كوخ في أطراف الجنة يكفيني .
        قالت : والحور العين ؟ كيف تفوز بالحور العين ؟
        قلت بنبرة واثقة تفيض دفئا وطمأنينة : سأفوز بك ....

        أما الحور العين ، فإنها ليست لعبتي ... ولذلك :

        سأتركها ... لآخرين


        أستاذ عمر

        أتوقع أن تكون هذه هي الخاتمة ، وإنها لخاتمة قوية ومؤلمة !!!

        أستاذي

        وإن وشت أجزاء قصتك بفكرتك ، إذ كانت تطل برأسها من بين السطور ، إلا أنك استطعت ببمهارة القاص وبراعة الأديب أن تحتفظ بعنصر التشويق لقارئك ، بل لا أخفيك أننا في بيتنا أقمنا حول قصتك حوارا ونقاشا وتخمينات كثيرة حول النهاية والخاتمة .

        ولا أخفيك أيضا أنني كنت حزينة لأن قصتك هذه ترسم لنا قبح شريحة اختبأت خلف عباءة الدين ، واستطعت ببراعة تصويرها وفضح قبحها .

        نعم حزينة أن يبقى في نفس القارئ شيء من خوف أو كره لرجل يلبس مسوح الدين ، وحزينة أيضا أن تكون المرأة منا بهذه السذاجة . وللأسف فإن شخصياتك تلك وإن كانت رسم خيال لكنها حقيقة .

        بكل الصدق كنت رائعا ، وأبدعت في العرض والتشويق

        لك التحية ولقلمك البهاء .

        دم بخير أبدا


        sigpic


        كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

        تعليق

        • عمر موسى
          أديب وكاتب
          • 24-12-2009
          • 158

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة



          أستاذ عمر

          أتوقع أن تكون هذه هي الخاتمة ، وإنها لخاتمة قوية ومؤلمة !!!

          أستاذي

          وإن وشت أجزاء قصتك بفكرتك ، إذ كانت تطل برأسها من بين السطور ، إلا أنك استطعت ببمهارة القاص وبراعة الأديب أن تحتفظ بعنصر التشويق لقارئك ، بل لا أخفيك أننا في بيتنا أقمنا حول قصتك حوارا ونقاشا وتخمينات كثيرة حول النهاية والخاتمة .

          ولا أخفيك أيضا أنني كنت حزينة لأن قصتك هذه ترسم لنا قبح شريحة اختبأت خلف عباءة الدين ، واستطعت ببراعة تصويرها وفضح قبحها .

          نعم حزينة أن يبقى في نفس القارئ شيء من خوف أو كره لرجل يلبس مسوح الدين ، وحزينة أيضا أن تكون المرأة منا بهذه السذاجة . وللأسف فإن شخصياتك تلك وإن كانت رسم خيال لكنها حقيقة .

          بكل الصدق كنت رائعا ، وأبدعت في العرض والتشويق

          لك التحية ولقلمك البهاء .

          دم بخير أبدا
          بداية أتوجه بجزيل الشكر للأخت نجية ، على تواجدها المستمر ، وما كان له من أثر في تسويق بضاعتي .. ومتابعتها ، فقد كان لها من الدعم والمساندة أكبر الأثر في تشريفكم موضوعي ، وتواجدكم العذب ، وكرمكم النبيل ..

          أرجو أن أكون قد ارتقيت لمستوى ذائقتكم .. وقدمت مالم يأخذ من وقتكم عبث الفضول ..

          مودتي لكم جميعا ..


          ودمتم بخير .
          [align=center]الجنة والجحيم [/align]
          [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

          تعليق

          يعمل...
          X