( 3 ) بقايا إنسان / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    ( 3 ) بقايا إنسان / ربيع عقب الباب

    لم تخطر ببال ( و ) يوما ، مسألة اقتناء أو شراء قبو ، ليقضي فيه الجانب الأكبر من حياته ، لكنه رأى فيه حلا جوهريا ، وخطيرا ، ليدفن فيه الوجه الآخر لشخصية كلفته عمره ، ومن يحب ، والذى لا يعلمه أحد ، و لا يحق أن يطلع عليه إنسان مهما كان ، حتى لو أدى الأمر إلى القتل .. كان يؤرقه ، و يضنيه ، ويحيله لكائن أكثر بشاعة ، و لحالة ارتيكاريا حادة ، مزق فيها وجهه ، وأسقط شعر رأسه ، و فتك بتلك الأعضاء التى استعصت عليه أخيرا .. لقد جاءه مثل حلم أو فكرة عصية ، بني عليها عالما غريبا ، ما كان يتوقعه ، و لا رآه فى أحلامه ، ولحظات شغفه و أرقه .
    كان ذلك حين استعمرتها أعراض الحمل ، بين غثيان وقيء ، إلى آلام ظهر ، والسير متهافتة كأنها منومة مغناطيسيا ، أو مصابة بداء النوم ، مما أثار حفيظة الأم ، و أيقنت أن فى الأمر صديقا أو رفيقا ، و زاد هو الأمر قيظا ، فاستنزل لعنات على أم رأسها ، إلى حد الضرب و الركل ، و غالي فى تهوره ، فطاردها بنصل لامع ، و لا يدرى إلى الآن ، أكان فعلا يذهب إلى قتلها ، للتخلص من جريمته ، أم لتدويخ الأم و انهيارها ، على الرغم من خوفه ، فحيل الأم أى أم ، وخاصة ( ق ) لا تتوقف عند حد ، وتستطيع فى لحظة ضعف لفريستها ، إن أحكمت الخناق حولها ، أن تقف على الحقيقة .. كان ذلك فى الوقت الذى حاصرته فيه فكرة القبو. وذات ليل حملها إلى هناك ، و أتبع الأمر ببلاغات وهمية ؛ ليرضى الأم ، و يقنعها بهروب ابنتها ، بصحبة رفيقها الأكثر نجاسة و خطيئة منها .

    كانت نائمة كملاك شارد ، مبعثر ، جسدها النحيل بدا فى عينيه أكثر إغراء وجمالا ، ونهداها المبرعمان يبدوان كحبتي فاكهة .. على أطراف أصابعه دنا من سريرها ، حط بجانبها ، و بأصابعه كان يطير قميصها ، عن بدن غض ، رهيف ، عيناه تخترقان ما تحت الجلد ، و تلك الأنفاس الضعيفة تتحدى رجولته ببراءتها ، بدا شاردا ، بين تراجع و قوة دفع أكبر و أطغي ، و حين شعرت به ، تعلقت برقبته كما هي عادتها معه ، ثم أمطرته بقبلات رعناء ، تمايلت ، نطت ، دون أن تستشعر الوحش الذى كان على وشك الافتراس .. احتضنها ، وربت عليها برهافة ، وهو يداعب كل جزء فيها . كان أمرا عاديا ، و لكن حين التهم شفتيها ، ضغطهما دون رحمة ، كانت تختنق ، و تشاغب إصراره ، لكنه لم يمكنها ، فقد كان يخلصها من ملابسها الداخلية ، و يحط فوقها كنازلة لا مرد لها ، و قبضته لا تغادر فمها ، حتى فجر الدماء بين فخذيها .
    كانت لحظة مأسوية بالنسبة لها ، و لم يكن ليتراجع عنها ، بل لم يكف عن معاودة الفعل طيلة هذه الليلة ، حتى تعلقت به آخر الأمر ، و أصبحت لا تجد راحة إلا بلمساته ، و اختراقه أحشائها .

    وفى القبو عاش المتعة مجسدة ، و بألوان الطيف ، ككائنين وحيدين ، فى عالم ممتد وسيع ، لا يحده شيء ، حتى تلك الجدران ، و المداخل ، كانت بالنسبة لهما وهما ، و مع الوقت كانت تحن لرؤية ملامح غير هذا الرجل ، فتروح تبحث عن مخرج هنا و هناك ، علها تحظي برؤية السماء ، تتشمم بعض أنفاس الحياة ، تتوق لمجهول ما ، إنها تختنق ، تكاد أنفاسها تزهق ، من فرط جنونها ، و كم أذلها البحث فى كل مرة ، كانت تحاصره بنظرات شزراء ، دون حديث ، دون رغبة فى النظر إليه ، تتوجس منه ، ومن تصرفاته .. لم هي هنا ؟ ظل هذا السؤال بلا إجابة إلا بطنها المنتفخة ، تتمزق ألما و اعتصارا ، وقد ابيضت ذاكرتها ، كأنها اغتيلت ، فما عاد من شيء يربطها بخارج القبو ، ليس إلا خيالات و أطياف ، لا تلمس ، و لا تحدد ، كأنها نبت شيطاني لا يمت لبني البشر .

    أدرك بخبثه و مكره ما تفكر فيه ، فزرع القبو بالكاميرات ، و استحدث آلة تحكم ، لا تغيب عن جيبه ، مهما ابتعد أو رحل ، و ليت الأمر توقف عند هذه ، بله كان يفكر فى أداة فعل عن طريق هذه الكاميرات ، أداة ترصد الإرادة ، و تعبث بمناطق الشعور ، فتبدل الدمعة لضحكة ، و الحزن لفرح ، القسوة لرهافة ، و بالطبع يكون الأمر عكس ذلك ، حسب حالة ما تكون عليه آن ذاك ، و مكنه هذا من إرسال حزمات من الضوء يستطيع التحكم فى كمياتها ، و ألوانها ، لبث الرعب و الفزع ، أو لإشاعة جو من السحر و الشبحية .
    كلفه هذا سحب أرصدته البنكية ، ولم ينس فى يوم من الأيام و طيلة عشرين عاما ، أن يكون فى بيته ، يصب جام غضبه على البنت التى باعتهم ، لشهوة فى طريق ، و رفيق سوء .
    وحين نشر إعلانه عن القبو ، كان قد وصل إلى قرار بخصوص ، ما سبق ، أن تتحول الحقيقة إلى ضباب ، ووهم ، أن تتسرب كذاكرة خائنة ، ربما لحب كان يتغلغل فى دمه ، أو بقايا إنسان ماتزال حية ، تقود خطاه صوب طريق لا يدري ، أكان الأجدى و الأنفع ، أم كان نهاية حتمية وضع لها السيناريو و بدقة مذهلة !
    sigpic
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    هنا أستاذي ربيع ..أجد بعض الملامح تتكشّف لصاحب القبو (و)
    تكشّفت الجوانب المخيفة في شخصيته ..
    وتبدو نواجذ الذئب لفريسته ..
    يلتهم البراءة ، ويقتطع وريقات وردة مزروعة في قبوٍ اختاره ليحتوي تشوّهه ، شذوذ ميوله..
    كان يتفنّن في قتل الرّوح ، والإرادة ، كما يتفنّن في إبادة وتصفية الجسد بنزواته ، وعهره
    أرى أنّ القدر يرسم منحى آخر..ينسف كلّ ما خطّط له بطرفة عين...رغم إحكام قبضته
    معك أتابع أستاذ ربيع...
    إليك خالص احترامي وتقديري ...

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
      هنا أستاذي ربيع ..أجد بعض الملامح تتكشّف لصاحب القبو (و)
      تكشّفت الجوانب المخيفة في شخصيته ..
      وتبدو نواجذ الذئب لفريسته ..
      يلتهم البراءة ، ويقتطع وريقات وردة مزروعة في قبوٍ اختاره ليحتوي تشوّهه ، شذوذ ميوله..
      كان يتفنّن في قتل الرّوح ، والإرادة ، كما يتفنّن في إبادة وتصفية الجسد بنزواته ، وعهره
      أرى أنّ القدر يرسم منحى آخر..ينسف كلّ ما خطّط له بطرفة عين...رغم إحكام قبضته
      معك أتابع أستاذ ربيع...
      إليك خالص احترامي وتقديري ...
      تعمدت هنا أن أضع الكثير من ملامحه ، و إن كنت مررت عليها بشكل سريع
      لكي أفتح لنفسي بوابة كبيرة وضخمة لعالم يبدو ضبابيا
      و غير غني بالمرة ، مع غياب الذاكرة
      فليكن هو هنا بكل غناه
      مع شخص ن و ربما ، و تلك الضحية التى لا ندري أين موقعها من القبو
      إن فتح الرتاج لباب من أبواب السر سوف يمنحني قدرة على الاستمرار
      مع أن فى الذواكر النائمة خارج القبو غني لا سبيل للاستغناء عنه
      لأنه هو المعني بإجابات لأسئلة كثيرة !!

      أعتذر منك أستاذة
      و للسادة القراء الأحب إلي ، فى طرح فصل جديد أعتبره أخيرا ، لحين الانتهاء من سبر أغوار العمل بشكل نهائي .. فهلا قبلتم عذري ؟!

      تقديري و احترامي
      sigpic

      تعليق

      • بسمة الصيادي
        مشرفة ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3185

        #4
        "و" الحرف المختصر للوحشية ..والكائن الذي يفوق الذئاب شراسة فيجعل من طفلته
        البريئة فريسته ؟؟ كيف استطاع هذا؟ وأي أبّ كان ذلك ؟!
        إنه شخص يحلل لنفسه كل شيء ويعفيها من القوانين حتى قوانين البشرية .. !
        وهو يبحث عن متعة التحكم، والسيطرة، بجعل الناس فئران تجارب بين يديه،
        ضعفاء .. ليشعر أنه الأقوى .. كائن سكنته كل الأمراض النفسية بلا شكّ ..
        بدأت أخاف من هذه الشخصية ولكني أشعر أنها ستخدش نفسها بأنيابها قريبا ..!
        نحن في انتظارك سيدي حتى نهاية العمر ..
        في انتظار ..هدية من السماء!!

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
          "و" الحرف المختصر للوحشية ..والكائن الذي يفوق الذئاب شراسة فيجعل من طفلته
          البريئة فريسته ؟؟ كيف استطاع هذا؟ وأي أبّ كان ذلك ؟!
          إنه شخص يحلل لنفسه كل شيء ويعفيها من القوانين حتى قوانين البشرية .. !
          وهو يبحث عن متعة التحكم، والسيطرة، بجعل الناس فئران تجارب بين يديه،
          ضعفاء .. ليشعر أنه الأقوى .. كائن سكنته كل الأمراض النفسية بلا شكّ ..
          بدأت أخاف من هذه الشخصية ولكني أشعر أنها ستخدش نفسها بأنيابها قريبا ..!
          نحن في انتظارك سيدي حتى نهاية العمر ..
          و أنا سأحاول أن أكون على قدر المسئولية
          أن أعطي شيئا ذا قيمة
          أن أقدم دهشة واسعة
          بأمر الله سأفعل !!

          تحيتي و تقديري
          sigpic

          تعليق

          • محمد الحلو
            محظور
            • 26-06-2015
            • 89

            #6
            قراتها أكثر من مرة وها انا اعود اليها اليوم
            دمت رائعا
            تحيتي

            تعليق

            يعمل...
            X