عندما تحيطين بالبدر ..إحاطة السوار بالمعصم
يضيق الكون من حولي ..ويتقلص بأطرافي المدى
وعندما ينكسر وميض النجم في عيني..ويتردد على
سمعي الصدى..أدرك حينها بأني سجين قعر شفّاف
وجدران من بلّور..وأنّك فوّهة الزجاجة..ومخرج يؤدي
إلى النور..والبدر يطل من عليائه معك..ويسكب فوقنا
شعاعا من شجن وسرور..من تأثيره هاجت ثلاثة أرباع
الأرض هادرةً..تمخض على متنها الفلك الجواري..
دخلت مع الذات في تماهي..وانسجام إلى حدود التلاشي
حالة من اللاوعي أحدثتها فيني ذبذبات تجذب الأرواح
الناهدة إلى الجمال لتطوف بها أركان الحسن الأزلي في
فلك الأجرام المشعّة..ولأنني لازلت كأمّي كثيفاً..عصيّاً على
الإرتقاء..فقد هاجت ثلاثة أرباعي..وتلاطمت أمواج العشق
بين أضلاعي..وعندها غرفت بكفّي من شآبيب البدر.. احتسيت
من ضوئه..امتصّيت شقفه الثلجيّة..حتى جاوزت نشوتي حدود
العقل ..وانتهكت أجواء الجنون..وأوقفتني على أعتاب البدر ثملاً
فخاطبته بلسان مثقل..يا من زهت برونقه السماء وتجلى في محيّاه
وجه الحبيب..عمت يا بدري مساءً ..وطاب عيشك خلف أسوار النصيب
..هل مازلت في دمع العين تراني..وتذرفني كلما حل المغيب؟
تعليق