إختصار مميت
قصيدة طويلة
صلاح هادي
يكبر الحلم
يكبر العمر
عند حافة الوطن والحب
نتشظى
بقايا من خبز الغروب
أشياء وأشلاء بلا معنى تطايرت
من عمق الحضيض
واللاجدوى
نتذكر
المدفع العملاق
الوطن الممدود لخطاه
لأعقاب رذائله
وتلك الحالمة
بعد كل نشرة أخبار
تسقي في فراشها (السندانة)
وتدندن:
حبيبي سيأتي إجازة
سيبعث أهله خطابة
وهو في مستشفى مهملة
اشلاؤه تبكي
ذكرياته تلهث
وبقايا من سطور
بقايا من معضلة
تدعى الوطن
الحب في صمت وصيام
في وجم
وأرجوحة القهر
لازالت تغني أنشودة السياب :
مطر
مطر
مطر
والأمل يتثاءب
يتبختر
كالكحل بنشوة سارق
يغمز للمشانق
للمنافي
خذوا
هذا حالم
ذاك صاعد
وهؤلاء يجتمعون بكثرة
و
و
والنخلة تحفظ عهد الحب
هذا ما يمقته الباغي
بسرعة النزف يسلب منها فرحة البيت
ودفء الجار
عروش الطغاة
تأتي نهاياتها على ظهور السلاحف
وأمهاتنا
بسرعة الهم يتناسلن النعوش
في قلب الوالدة
مرارة
أمنية
أن تتحرر من خوفها على ولدها
تريده مطراً
تريده ضوءاً
تريده بكامل الملامح
تريده
تريده
تريده
والحصرم أيضا يريده
قهر
هجوم
ثم لافتة سوداء على بيتها
لا تحمي الحديقة من العطش
ولن تصبح دالية
هل لهذا اللهب في صدر الإنسان من استراحة
من مطفأة
من شقلبة
من زوال
من غودو أو منتظر
هل سنبقى نشقى ولا نلقى
وتتبولنا آبار النفط
هل أشق قميصي وسط الشارع
وأحرق نصف التاريخ
هل أتبول في العتمة على صورة جدارية
ولن ترصدني عيون الجيران المدربة
هل
هل
هل لازالت حبيبة عمري
تحفظ كلماتي وصوري
أم هي الأخرى
قد أصاب عشقها السوفان
صليت ذات مرة
وتساءلت في صلاتي
لو ركب الرحمن (مشحوفاً) في الأهوار
هل كانت ستذبح هكذا بلادي
الغرباء والمرتزقة
ينتشرون حول عباءة المرحومة أمي
عباءة المرحومة جدتي
وما من طوفان
صوت السوط يعوي
كالريح فوق سنبلة
العقارب والأقارب
تترصد بدايات سقوط الحلم يا أبتِ
تعزف الجنائز على أوتار الروح
صديق جذب للفقد صديقاً
والشعارات التالفة تردح
هل نكبح الحب في القلب
ونصبر كما الناقة
أم نلعق أصابع سيدة
لايهتز في يدها فنجان القهوة حتى في العاصفة
إلهي
نتخبط مابين الحلم وبين اللطم
ما بين النوم في بقعة
وبين قرفصة على سجادة
والأحضان مقفرة
اهترأ العمر يا أبتِ
الصبر يردح في حانة
حالم ينتظر القمر
وما مل الظلام صوت حزن القطار
صلي لأجلنا يا سماء
ألا تهزك هذه الارتكابات
احتلال
وباء
قصف
سفهاء
وطن يباع حتى في (الخلاء)
غني ياروحي في العراء
غني
غني
(الريل وحمد)
غني
(مكتوب اشوفك من بعيد)
غني
(اظلمت وانتِ متانيه)
حتى يأتي يوم
يزأر فيه الباب
وينتفض الدم والعزم
والهوى
فيهزم الفرح كل التجاعيد
هل هذا
حلم
لطم
إغواء
أم هذه كأسي
وقد فاضت بالإقياء
في رقبة الوطن سلسال
منافقون
متطوعون
أرامل
عملاء
وعذراوات عراقيات
للنزهة في شوارع دمشق وعمان
مناسبات
ديانات
مذاهب
عمائم
مصاحف
حصار
مقابر
كل هذا ولا ينفجر الوطن
كل هذا ولا يثور ليبني مجداً
امتلأت المقابر
وشحت المزابل
الوطن مملوء بالسجون
بالشجون والمحن
هل هذا عصر الصكوك
أم عصر فن التجاعيد
أقلام الطغاة تمطر قرارات
مكافآت
إعدامات
مناسبات
إلهي
أيّ طعم للحب في هذا الوطن
وأي شِعر أو معنى
وهو كالنخلة بين القبور
حلمت ببيت مصنوع من قش
لا قدرة لي على احتمال البيانات
حلمت ببيت ينام في أحضان دجلة
ويعشق في الفرات
حلمت
حلمت بقارب يجيد العوم
وناي يزيح الرعب
حلمت ببعض الحنين
حلمت يد الدهر تصافح وتلين
حلمت
حلمت
حتى كرهت
ولم يركب حلمي
ولا حتى عربة من طين
إذاً
لأفرد جناحي وأتذكر
ريثما يندحر عصر التشليح
وألملم أشلائي وأعود
تعليق