أحبائي رواد هذا المكان .. شرفني الأستاذ الدكتور مسلك ميمون الأستاذ المغربي المختص في الأدب والنقد باختيار عشر قصص قصيرة جداً من قصصي ليقوم بقراءة نقدية خاصة لها، ومنها ماسبق نشره هنا ، ولكنني تعميماً للفائدة رأيت أن أطرحها هنا بمعدل قصتين يومياً لأحظي بتعليقاتكم عليها وفي نهاية الأيام الخمس سأضع بمشيئة الله قراءة الأستاذ الدكتور ونقده لها .. وأظنه نقداً لاذعاً لكنه منصف تماماً وقد تقبلته برحابة صدر .. فجميعنا هنا لنتعلم ونستكمل ماينقصنا من خبرات ..
لكم الود.
1- تغييـــــر
جمع الزّعيم كبار مستشاريه، قال إنّه قد وصلته مطالبات الناس بالتّغيير وإنّه لا ينبغي أن يبقى في الحكم إلى الأبد ولهذا يفكر في تغيير الدستور ليتيح تداول السّلطة.
قال الوزير الأول..ولكن المائة مليون مواطن ليس بينهم من هو في حكمتك وحنكتك وقدرتك على إدارة شئون البلاد،فكيف تترك البلاد لمصير مجهول.؟
هزّ الزعيم رأسه وقال : إنّها ضريبة الديمقراطية ،وعلينا أن ندفعها كاملة ..ستكون الرئاسة في الدستور الجديد لفترتين فقط، على أن تكون كلّ فترة ثلاثين عاماً.
2- عسكر و حرامية
نصف قرن مضى منذ كنّا مجموعة من الأطفال نلهو في الحارة ، نقسّم أنفسنا إلى ثلاث فرق ، العسكر و الحرامية والمتفرجين ،الحرامية يختبئون .. والعسكر يبحثون عنهم وإذا عثروا على أحدهم مختبئاً خلف سيارة ، أو وراء أحد الأبواب سحبوه من ساقيه إلى وسط الحارة ،وأوسعوه ضرباً ، بينما المتفرجون يضحكون . كبرنا كثيراً ، وولت أيّام البراءة والسّرور، تبعثرنا في أرجاء الأرض وضاقت أرزاقنا واتّسعت .. ومازلنا ثلاث فرق كما كنّا في زمن البراءة والحلم،غير أنّ العسكر اتفقوا مع الحرامية وأوسعونا ضرباً..بينما نضج بالصّراخ..
تعليق