وأما من جاءك يسعى .....
بقلم ( محمد فتحي المقداد )
-------------------------------------------------------------------------
الحياة كلها سعي في سبيل الارتقاء للأفضل , وفي جميع الاتجاهات من الكون والسعي يأخذ أشكالاً من الفعاليات فمن العمل الوظيفي والحر والسفر في بقاع الأرض وفي التجارة والصناعة وغير ذلك , مما يعتبر سعياً في اكتساب الرزق والمال والشهرة , وممكن أن يسلك الساعي طريق الخير أو طريق الشر . والسعي من المشي , (الدَّبِيبُ ,ثُمَّ المَشْيُ, ثُمَّ السَّعْيُ ,ثُمَّ الإيفَاضُ ,ثُمَّ الهَرْوَلَةُ ,ثُمَّ العَدْوُ ,ثُمَّ الشَّدُّ والسَّعْي: مصدر سَعَى يسعَى سَعْياً من العَدْو. وسَعَى للسلطان، إذا وَلِيَ لهم الصدقة, وساعَى الرجلُ الأمَةَ، إذا فجَرَ بها، ولا تكون المساعاة إلاّ في الإماء,وساعي القوم: سيّدهم. والسَّيْع: مصدر ساع السرابُ يسيع سَيْعاً وسُيوعاً، إذا اضطرب على وجه الأرض, والسِّياع: الطين الرقيق, والمِسْيَعَة: الخشبة التي يطيَّن بها.
وأفضل السعي هو ما كان على العيال لتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان و بعيداً عن دروب الانحراف والتهاوي في حمأة الرذيلة , ورحم الله أيام زمان فورة الاتصالات يوم كانت تأتي رسائل من الأحباب المسافرين يلقيها إلينا ساعي البريد تلك المهنة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام تقنية العصر , حيث صرنا نشتاق لمنظر الرسائل بظروفها المطرزة بالأحمر والأزرق والأختام والطوابع المختلفة.و عبدالله بن أم مكتوم ذلك الصحابي الأعمى الذي سعى للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه قليلاً حيث كان يخاطب زعماء القبائل طمعاً في إسلامهم وكان عتاب الله عزوجل له في سورة عبس (وأما من جاءك يسعى, وهو يخشى , فأنت عنه تلهّى) ومن زار بيت الله الحرام ( الكعبة) حاجّاً أو معتمراَ لا بد أن يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط وفي منتصف الشوط مسافة يجب الهرولة بها اقتداء بأم إسماعيل ( هاجر) , والساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله , أما المفسدون في الأرض , فوصفهم القرآن في قوله تعالى
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33 , من خلاف أي اليد اليمني والرجل اليسرى ,والمسيح عيسى عليه السلام لقبه (يسوع) ومن ذهب للتعزية فيقولون له ( شكر الله سعيكم) ولما كنت أعمل في الإمارات لفت انتباهي طريقتهم بلقاء من يأتي إليهم يلقونه بمقولة ( يا مرحبا الساع ) ويعنون بها يا مرحبا بالساعي إلينا , , وسعاة الشر الذين يسعون لبث الفرقة بين الناس ومن السعاة الذين يسعون لأخذ أخبار الناس والإيقاع بهم كذباً وزوراً وبهتاناً , طمعاً بالتزلف وكسب المال والثقة من ذوي الشأن . أما السعي في ليبيا الماعز والغنم يسمونها ( السعي ) ,
وفي الذاكرة الشعبية يقولون عن أمر حصل بيسر وسهولة ( حصل بأهون سعي)
وإذا أرادوا حث على شخص على العمل والجد والنشاط يقال له ( بدها سعي) و (اسع يا عبدي ت أسعى معاك)ومنه اشتقت كلمة للهامل قليل الأعمال يقال له (سايع) .
------------------------------------------ انتهى
بصرى الشام 30-9-2010م
بقلم ( محمد فتحي المقداد )
-------------------------------------------------------------------------
الحياة كلها سعي في سبيل الارتقاء للأفضل , وفي جميع الاتجاهات من الكون والسعي يأخذ أشكالاً من الفعاليات فمن العمل الوظيفي والحر والسفر في بقاع الأرض وفي التجارة والصناعة وغير ذلك , مما يعتبر سعياً في اكتساب الرزق والمال والشهرة , وممكن أن يسلك الساعي طريق الخير أو طريق الشر . والسعي من المشي , (الدَّبِيبُ ,ثُمَّ المَشْيُ, ثُمَّ السَّعْيُ ,ثُمَّ الإيفَاضُ ,ثُمَّ الهَرْوَلَةُ ,ثُمَّ العَدْوُ ,ثُمَّ الشَّدُّ والسَّعْي: مصدر سَعَى يسعَى سَعْياً من العَدْو. وسَعَى للسلطان، إذا وَلِيَ لهم الصدقة, وساعَى الرجلُ الأمَةَ، إذا فجَرَ بها، ولا تكون المساعاة إلاّ في الإماء,وساعي القوم: سيّدهم. والسَّيْع: مصدر ساع السرابُ يسيع سَيْعاً وسُيوعاً، إذا اضطرب على وجه الأرض, والسِّياع: الطين الرقيق, والمِسْيَعَة: الخشبة التي يطيَّن بها.
وأفضل السعي هو ما كان على العيال لتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان و بعيداً عن دروب الانحراف والتهاوي في حمأة الرذيلة , ورحم الله أيام زمان فورة الاتصالات يوم كانت تأتي رسائل من الأحباب المسافرين يلقيها إلينا ساعي البريد تلك المهنة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام تقنية العصر , حيث صرنا نشتاق لمنظر الرسائل بظروفها المطرزة بالأحمر والأزرق والأختام والطوابع المختلفة.و عبدالله بن أم مكتوم ذلك الصحابي الأعمى الذي سعى للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه قليلاً حيث كان يخاطب زعماء القبائل طمعاً في إسلامهم وكان عتاب الله عزوجل له في سورة عبس (وأما من جاءك يسعى, وهو يخشى , فأنت عنه تلهّى) ومن زار بيت الله الحرام ( الكعبة) حاجّاً أو معتمراَ لا بد أن يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط وفي منتصف الشوط مسافة يجب الهرولة بها اقتداء بأم إسماعيل ( هاجر) , والساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله , أما المفسدون في الأرض , فوصفهم القرآن في قوله تعالى
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33 , من خلاف أي اليد اليمني والرجل اليسرى ,والمسيح عيسى عليه السلام لقبه (يسوع) ومن ذهب للتعزية فيقولون له ( شكر الله سعيكم) ولما كنت أعمل في الإمارات لفت انتباهي طريقتهم بلقاء من يأتي إليهم يلقونه بمقولة ( يا مرحبا الساع ) ويعنون بها يا مرحبا بالساعي إلينا , , وسعاة الشر الذين يسعون لبث الفرقة بين الناس ومن السعاة الذين يسعون لأخذ أخبار الناس والإيقاع بهم كذباً وزوراً وبهتاناً , طمعاً بالتزلف وكسب المال والثقة من ذوي الشأن . أما السعي في ليبيا الماعز والغنم يسمونها ( السعي ) ,
وفي الذاكرة الشعبية يقولون عن أمر حصل بيسر وسهولة ( حصل بأهون سعي)
وإذا أرادوا حث على شخص على العمل والجد والنشاط يقال له ( بدها سعي) و (اسع يا عبدي ت أسعى معاك)ومنه اشتقت كلمة للهامل قليل الأعمال يقال له (سايع) .
------------------------------------------ انتهى
بصرى الشام 30-9-2010م
تعليق