أصبحتُ نملةً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صبري رسول
    أديب وكاتب
    • 25-05-2009
    • 647

    أصبحتُ نملةً

    أصبحتُ نملة




    صبري رسول



    تحسستُ وجهي ، بأناملي ، كانمكوراً وصغيراً ، شعرت به كوجه نملة . عينانِ غارقتان في الحجم المجهري ، رأسمرتبطٌ بالصَّدر بنهاية دقيقةٍ ، الشكل طولاني مؤلف من قسمين . هل أصبحت نملةً ؟
    يا إلهي ! لقد أصبحت نملةً . كيفأتفادى نظرات النّاس وتعليقاتهم ؟ ماذا لو رأتني زوجتي التي تفتخر بوجهي الناعم ؟لو رآني الجمهور الذي صفّق لي كثيراً في نهاية أمسية أدبية ؟ ماذا لو دخلتُ الفصلبهذا الرأس الصغير ؟ كيف سيستقبلني الطّلابُ في الحصة الأولى ؟ وكيف سأشرح لهمتاريخ الأدب المملوكي بكلّ انحطاطه المدهش ؟ تاريخ تلك الحقبة يشبهني ويشبهُ النّملشكلاً فقط ، هل سيصطادني مدرّسُ العلوم – حسن البكري ، المعروف بفقهه الكلاميالسَّاخر - لتشريحي أمام الطلاب ؟ ما العمل لو مرّت بجانبي دجاجة ؟ هل ستلتقطنيبمنقارها ؟ يا إلهي ما أصعب أن تكون وجبةَ أكلٍ لغيرك ؟ أن يستغلّ ضعفك ليستمرّبقاؤه في الحياة . غريزة البقاء صفةٌ خامدة تحت رماد الأمان ، ما أن يحس الكائنبأنّ الأمان تعرض للافتقاد والزوال حتى تتقد تلك الصفة لتدمّر كل ما حوله حفاظاًعلى بقاء صاحبه .
    دخلتُ الغرفة الثانية خوفاً مناستيقاظ زوجتي وتفادياً من رؤيتها لي بعد هذا التحول الكارثي المرن . والتحولالخارج عن منطق الشكل لأحجام الموجودات والكائنات المتخذة لنفسها هيئة بمعرفتها لكنمن غير إرادتها ، أثار في نفسي – ككائن يبحث عن فرصة الارتباط بالحياة ، حزناًوحنقاً على هذا الشّكل .
    أسرعت إلى إغلاق الباب ، تقودنيمساحات من الألم في تحول الذاتِ إلى شكل مغاير في تكوين الفقهي الجسدي ، ربما أعودإلى حالتي المفترضة في فترة قصيرة ، قد أستعيد لحظات الاندلاق الكبرى بعد الانسلاخمن الهيكل الإنساني إلى الغرابة المدهشة والمشاركة في الحجم الأزلي للنّمل .
    كيف أعيش ؟ هل سأمارس طقوسي فيتجلياته البشرية داخل هذا الشّكل الجنوني ؟ فالارتياد إلى الأسواق والأماكن السابقةكالمدرسة والنادي ومراكز السفريات لم يعد ممكناً لأنني قد أتعرض لدَهسٍ مفاجئ ،فالناس ينظرون إلى الأعالي المنفلتة منهم ، متناسين أنهم وآدم (( من وإلى التراب)).
    قد لا أكون جديراً بالدخول إلى أماكن مخصصة هندسياً ، لأشكالٍ أخرى تهمّش كلّ منلم يخلقُه الله على رائحة شكله . بتّ أعيش في مساحة صغيرة فاصلة بين حياة هاربةوموتٍ يندلق قريباً من الرأس.

    جدة 20/9/2005
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    افتراضات ..ومتاهات نمل ..انبثقت من باطن الألم ..
    أوجاعٍ سقتها على لسان بطل قصّتك ..
    أورد فيها فيضاً من المخاوف ،من المفارقات..
    من ظلال تنشرخ بأرواحنا في زمن صعبٍ
    تغيّر حتى ملامحنا ...فلم نعد نحن كما يُفترض أن نكون ..
    أخي صبري :
    دائماً أجد في نصوصك ما يشدّني للمتابعة
    ..فما تكتبه يستحقّ التوقّف عنده باهتمام..
    لك خالص أمنياتي ...ومودّتي ...تحياتي ...

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • ماهين شيخاني
      أديب وكاتب
      • 03-02-2009
      • 194

      #3
      العزيز صبري رسول
      تحية عطرة
      لكم كل الموفقية والنجاح , سجلت حضوري فقط
      وسأقرا القصة بعد حين
      دمتم بخير وسعادة
      اخوكم
      ماهين شيخاني
      السلام عليكم :
      وشكراً لزيارتكم للمدونة
      مع تحيات ماهين شيخاني
      http://azad90.man-blog.net

      تعليق

      • وفاء محمود
        عضو الملتقى
        • 25-09-2008
        • 287

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة صبري رسول مشاهدة المشاركة
        أصبحتُ نملة




        صبري رسول



        تحسستُ وجهي ، بأناملي ، كانمكوراً وصغيراً ، شعرت به كوجه نملة . عينانِ غارقتان في الحجم المجهري ، رأسمرتبطٌ بالصَّدر بنهاية دقيقةٍ ، الشكل طولاني مؤلف من قسمين . هل أصبحت نملةً ؟
        يا إلهي ! لقد أصبحت نملةً . كيفأتفادى نظرات النّاس وتعليقاتهم ؟ ماذا لو رأتني زوجتي التي تفتخر بوجهي الناعم ؟لو رآني الجمهور الذي صفّق لي كثيراً في نهاية أمسية أدبية ؟ ماذا لو دخلتُ الفصلبهذا الرأس الصغير ؟ كيف سيستقبلني الطّلابُ في الحصة الأولى ؟ وكيف سأشرح لهمتاريخ الأدب المملوكي بكلّ انحطاطه المدهش ؟ تاريخ تلك الحقبة يشبهني ويشبهُ النّملشكلاً فقط ، هل سيصطادني مدرّسُ العلوم – حسن البكري ، المعروف بفقهه الكلاميالسَّاخر - لتشريحي أمام الطلاب ؟ ما العمل لو مرّت بجانبي دجاجة ؟ هل ستلتقطنيبمنقارها ؟ يا إلهي ما أصعب أن تكون وجبةَ أكلٍ لغيرك ؟ أن يستغلّ ضعفك ليستمرّبقاؤه في الحياة . غريزة البقاء صفةٌ خامدة تحت رماد الأمان ، ما أن يحس الكائنبأنّ الأمان تعرض للافتقاد والزوال حتى تتقد تلك الصفة لتدمّر كل ما حوله حفاظاًعلى بقاء صاحبه .
        دخلتُ الغرفة الثانية خوفاً مناستيقاظ زوجتي وتفادياً من رؤيتها لي بعد هذا التحول الكارثي المرن . والتحولالخارج عن منطق الشكل لأحجام الموجودات والكائنات المتخذة لنفسها هيئة بمعرفتها لكنمن غير إرادتها ، أثار في نفسي – ككائن يبحث عن فرصة الارتباط بالحياة ، حزناًوحنقاً على هذا الشّكل .
        أسرعت إلى إغلاق الباب ، تقودنيمساحات من الألم في تحول الذاتِ إلى شكل مغاير في تكوين الفقهي الجسدي ، ربما أعودإلى حالتي المفترضة في فترة قصيرة ، قد أستعيد لحظات الاندلاق الكبرى بعد الانسلاخمن الهيكل الإنساني إلى الغرابة المدهشة والمشاركة في الحجم الأزلي للنّمل .
        كيف أعيش ؟ هل سأمارس طقوسي فيتجلياته البشرية داخل هذا الشّكل الجنوني ؟ فالارتياد إلى الأسواق والأماكن السابقةكالمدرسة والنادي ومراكز السفريات لم يعد ممكناً لأنني قد أتعرض لدَهسٍ مفاجئ ،فالناس ينظرون إلى الأعالي المنفلتة منهم ، متناسين أنهم وآدم (( من وإلى التراب)).
        قد لا أكون جديراً بالدخول إلى أماكن مخصصة هندسياً ، لأشكالٍ أخرى تهمّش كلّ منلم يخلقُه الله على رائحة شكله . بتّ أعيش في مساحة صغيرة فاصلة بين حياة هاربةوموتٍ يندلق قريباً من الرأس.

        جدة 20/9/2005
        نظرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااات
        زوجته الناس الجمهور والطلاب
        ثم كيف يكون البقااااااااااااااااء
        ما هى العلاقه بين هذه النظرات والحياه
        لماذا نحيا ؟
        هل من اجل ارضاء النظراااااااااااااات
        ام نرضى النظرات لنحيا

        اسجل اعجااااااااااااااااااااااااااااابى بهذا القلم وهذه الفكره الرائعه
        [B][FONT=Arial Black][FONT=Arial Black][SIZE=7].................................[/SIZE][/FONT][/FONT][/B]

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          فكرة مدهشة و لغة رائعة منسابة كالعادة.
          أهنّئك على براعة السّرد و إمساكك المحكم بزمام القصّ .
          أمتعني النصّ و هذا ليس غريبا على صبري رسول.
          أشكرك أخي العزيز على ما قيّضته لنا من لحظات سكينة أدبيّة.

          لو سمحت أستاذ هناك كلمات عديدة وردت عفويّا متّصلة،قد تجعل القراءة متعثّرة،ليتك تعالج الأمر.
          ثمّ إنّ لي عتبا صغيرا و هو أنّي أحسست و أنا أخرج من النصّ أنّي لم أصب منه كفايتي،كأنّك أغلقته رغم تعدّيه و انفتاحه على أحداث أبعد.

          كلّ الودّ و المحبّة لك.إن هو إلاّ حديث الخاطر و حسب.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            عشت معها منفصلا
            ما بين مسخ كافكا
            و نملة سليمان الحكيم
            حين نادت : يا أيها النمل ادخلوال مساكنكم ليحطمنكم سليمان و جنوده ....... ".
            و شاهدت حالة رفض ربما لم أجد لها مبررا إلا حين كنت أنهى العمل قراءة !!

            شكرا لك أستاذي

            تحيتي و تقديري
            sigpic

            تعليق

            • عزيز نجمي
              أديب وكاتب
              • 22-02-2010
              • 383

              #7
              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
              الأستاذ الفاضل صبري رسول
              تحمل قصتك يا أخي طابعا غارقا في التشاؤم والسواد، وكأنه كابوس،ومع ذلك..أصبح من اللازم على البطل،النملة الإنسانية،أن يواجه مختلف الصعوبات التي فرضتها عليه وضعيته الجديدة،من بينها هوانه على الناس،والعزلة والرتابة،والشعور بالذنب لعدم تمكنه من الذهاب إلى عمله الذي يمثل مصدر عيشه.
              المشكلة:على ماذا بنى البطل اعتقاده بأنه نملة؟هل على مظهره الخارجي،كما ظهر له؟أم على وعيه كذات مفكرة؟
              لا يفوتني أيضا أن أحيي أستاذنا القدير ربيع على استحضاره لرواية المسخ لكافكا،لأن هناك بعض التشابه في المضمون،مع ما وقع لبطل الرواية كريكوار زامزا،الشاب الفقير الذي استيقظ ذات صباح،ليكتشف أنه تحول إلى حشرة مقززة.
              وللإشارة فبفضل هذه المقدمة الصاعقة،أصبح غابرييل غارسيا ماركيز روائيا.
              محبتي وتقديري
              [/align]
              [/cell][/table1][/align]
              [fieldset=ما هو ملائم]نلتقي لنرتقي[/fieldset]

              تعليق

              • صبري رسول
                أديب وكاتب
                • 25-05-2009
                • 647

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                افتراضات ..ومتاهات نمل ..انبثقت من باطن الألم ..
                أوجاعٍ سقتها على لسان بطل قصّتك ..
                أورد فيها فيضاً من المخاوف ،من المفارقات..
                من ظلال تنشرخ بأرواحنا في زمن صعبٍ
                تغيّر حتى ملامحنا ...فلم نعد نحن كما يُفترض أن نكون ..
                أخي صبري :
                دائماً أجد في نصوصك ما يشدّني للمتابعة
                ..فما تكتبه يستحقّ التوقّف عنده باهتمام..
                لك خالص أمنياتي ...ومودّتي ...تحياتي ...

                العزيزة إيمان
                تحية لك
                افتراضات تفرض نفسها علينا في كلّ حين، تواجهنا في الأسواق، والعمل، والبيت.
                ربما لم نعد نستطيع أن نهدس أشكالنا كما نريد
                قراءتك صائبة
                وأشكرك على مرورك البهي
                كوني بخير

                تعليق

                • صبري رسول
                  أديب وكاتب
                  • 25-05-2009
                  • 647

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ماهين شيخاني مشاهدة المشاركة
                  العزيز صبري رسول
                  تحية عطرة
                  لكم كل الموفقية والنجاح , سجلت حضوري فقط
                  وسأقرا القصة بعد حين
                  دمتم بخير وسعادة
                  اخوكم
                  ماهين شيخاني

                  العزيز ماهين
                  أهلاً بك وبحضورك
                  يكفي أنك بخير
                  أنتظرك

                  تعليق

                  • الفرحان بوعزة
                    أديب وكاتب
                    • 01-10-2010
                    • 409

                    #10
                    الأخ صبري رسول .. تحية طيبة ..
                    تصوير جميل لبطل سارع إلى الاستسلام والتخاذل ، فاضطرب تفكيره واختل ميزانه ، فأصبح نهباً للغضب والذعر ..مشاعر قوضت حياته وعرقلت مسارها .. فبدل أن يتجه بمجهوده إلى حل المشكلة ، لجأ إلى تهويلها وإعطائها بعداً قاتماً رسمه من تخيلاته ، فزلزل ذلك التضخيم للحدث ذلك التوافق الممكن بينه وبين بيئته .. ومحيطه الاجتماعي .. /النفس /الذات / الأسرة ../ المجتمع / العمل / الشارع /...
                    بطل بقي دون حراك يجتر ما أوحى به له فكره وظنه ..و تصوراته الحمقاء ،إنه نوع من الهوس والوسوسة التي تؤدي إلى الانهيار الحاد ، وارتفاع وصيد الإحباط لديه .
                    قوة الأنا ضعيفة عنده ، كان بإمكانه أن يحول هذا الانفعال إلى حركة وفعل وحيوية .. وأن يتفاعل مع حدث " النملة " بالعقل والمنطق .. بدل الاختباء والتستر وراء تصورات مفتعلة .. فإلى متى ..؟
                    استطاع السارد بفنية متميزة وتحكم كبير في دفة السرد أن يؤطر النص برؤى متعددة ، أولها رؤية البطل لنفسه وذاته وفكره ، /لقد أصبحت نملة / كيف أتفادى / ماذا لو رأتني زوجتي / لو رآني الجمهور / كيف ... وكيف .. / مؤشرات لغوية مدمرة للنفس والذات ، تقابلها نظرات الناس / المجتمع / الأسرة / الجمهور / الطلاب /... وتلك النظرات هي مرايا واقعية لمختلف الشرائح الاجتماعية ، نقلها السارد بأمانة نيابة عنهم ، كخطابات مستحضرة ومتنوعة ومنتزعة من شخوص مغيبة عن الحدث في النص.. فكانت الصيغة الإسنادية متحجبة عنهم ومتكشفة للبطل ، يعرضها السارد على شكل خطابات فورية منقولة منتزعة من أصحابها ..فجاءت على لسان البطل كهلوسة نابعة من خبرته للنفوس البشرية ، وتجربته واطلاعه على فضولهم ، وثقافته المدركة لتقولات الناس ..
                    اللغة الإبلاغية موزعة في النص بشكل جيد ، تهيمن عليها وظيفة تواصلية مجسدة في الإخبار والوصف وعرض أفكار الناس ، معززة بالعرض والتفصيل .. وتوليد صراع ممكن أن يتحقق أو لا يتحقق على الواقع ..
                    نص جميل بكل المقاييس الأدبية والفنية ، غني بدلالته العميقة .. يهد ف السارد من ورائه إلى الكشف عن الفجوة المقلقة بين النفس والذات والمجتمع .. معتمدأ على الفعل التخييلي ، الذي من الممكن أن يكون صنواً أو مشابها للفعل الواقعي ..
                    مودتي الخالصة وعيد سعيد ..
                    الفرحان بوعزة
                    التعديل الأخير تم بواسطة الفرحان بوعزة; الساعة 12-11-2010, 20:51.

                    تعليق

                    • صبري رسول
                      أديب وكاتب
                      • 25-05-2009
                      • 647

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء محمود مشاهدة المشاركة
                      نظرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااات
                      زوجته الناس الجمهور والطلاب
                      ثم كيف يكون البقااااااااااااااااء
                      ما هى العلاقه بين هذه النظرات والحياه
                      لماذا نحيا ؟
                      هل من اجل ارضاء النظراااااااااااااات
                      ام نرضى النظرات لنحيا

                      اسجل اعجااااااااااااااااااااااااااااابى بهذا القلم وهذه الفكره الرائعه

                      العزيزة وفاء
                      لا أحد يدري لمَ نعيش؟ وهل نعيش بمحض إرادتنا؟
                      هل نعيش للآخرين؟
                      ثمة أسئلة كثيرة لا نعرف الإجابة عنها.
                      حضورك أسعدني عزيزتي
                      مع المودة
                      كوني بخير

                      تعليق

                      يعمل...
                      X