القمر يُشبهني / سمية الألفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمية الألفي
    كتابة لا تُعيدني للحياة
    • 29-10-2009
    • 1948

    القمر يُشبهني / سمية الألفي

    لستٌ سنّدريلا , ولا شهرزاد, أنا أنثى تعبت من كثرة الترحال, هكذا بدأت كلامها , أنا اسمي , حنان, ولدت لأب فقير , وأم رحلت بعد ولادتي بساعتين, ألتصقت بي صفة الشؤم, لا يهم أن أكون جميلة , فأنالا ذنب لي في ذلك, الذنب الذي لا يغتفر أني كنت سببا في موت أمي.
    تركني أبي غير أسفا عليّ, لجارته العقيم, ناسيا أن له بنتا ولدت , بل أعتبر أنه حدث لم يمر بحياته, وعاد ليجلس بالكرسي أمام محله وأكتفى بالعيش وحيدا بعيدا .
    عبر دروب الحياة الموحشة سرت حزينة , أمضي ليلي في بكاء ونهاري أحمل الأعباء, فرحة خالتي ,كما كنت أناديها, لم تظهر أبدا على وجهها, كانت تأتيني فقط سعادتها بغتة في صمت الليل, حين كنت أسمعها تضحك وهي تتأوه كلبؤة متمردة, تنهض بعدها تاركة مخدعها , لأسمع خرير الماء يتناثرحتى يطال وجهي النائم الحزين, لأصحو مرتقبة, يتلقفني ليكمل بي إثبات رجولته.
    والعجيب , أنها كانت تخرج من الحمام, لا تعبأ بوجوده معي في غرفتي, بل كنت أسمع ضحكة من نوع غريب, تصدرها وهي عائدة لسريرها.
    كان صدى الصمت يوقظني , كنت أنام حين أشعرأنها أرهقت وراحت في سبات عميق, أتوسل إليه , سأمنحه ما يريد وأكثر لو تركني أغمض عيني لساعة فقط.
    توالت الليالي قسمة بين أسد ولبؤة وبين غزالة أسلمها لهما القدر.
    حتى ذلك اليوم الذي خرجت عليه وبطني منتفخة, طالعني بوجه لم أعهده فيه, منحني فرصة ذهبية, بشرط
    وافقت عليه في الحال, وتركنا البلدة سويا واتجهنا نحو الغرب, في بلدة بعيدة لا يعرفنا فيها أحد, تزوجني.
    الليلة كانت أول محطات التصالح مع الزمن, فقد التأم جرحي , بمن ذبحني, لا يهم أنه يكبرني, فقد كنت اعتدت معاشرته, المهم أن ما يتحرك بداخلي الأن سيجد له أبا.
    فرحته بأنه سيصبح أبا جعلته يتفاني في راحتي, لم يعد نهما لممارسة الجنس ,أصبح صبورا, يغض بصره , يتعامل معي ومع الجيران بإحسان, كالذي يمحو موبقات بصدره .
    صرخت صرخة , لم تكن كسابقتها, نهض, مفزوعا, طرق الباب على الجارة, أخبرها بحالتي, دخلت مسرعة تراني, ضربت بيدها على صدرها
    :ـ إنها تلد
    قالتها وهي تجري ناحية الباب تنادي على القابلة, دقائق وعادت بإناء الماء الساخن والقابلة تتجه نحوي, أخرجته من الغرفة, قبل أن يمضي, أغرورقت عيناه بالدمع وهو يحتضنني بقوة
    :ـ سامحيني
    رفعت ذراعي أضعها على كتفه أجذبه نحوي , أصرخ بقوة تنازعني فيها روحي تزهق مني, غزالة لأول مرة تلبس ثوب أنثى الأسد , بل أمنحه شعورا له مذاق الخلود في الأرض.
    جذبته جارتي من قميصه للخارج , كانت الحياة تخرج من رحمي بقوة تسلب أنفاسي , تصبب العرق من وجهي, وزادت الصرخات باندفاع رأس من كوة محشورة بها, اختلطت الصرخات بيني وبينها, ثم هدأت أنا , تسلمت هي الصراخ معلنة ميلادها, بين رواح وصحوة كنت أراها بين يدي القابلة ممسكة بها من قدميها, تضربها على مؤخرتها ليزيد صراخها,اندفع وفتح الباب دون استئذان
    :ـ ها... طمنيني
    ردت الجارة وهي تضع يدها على صدره
    :ـ بنت ماشاء الله شبه أمها قمر
    خارت قواه , تسارعت الذكريات في نفسه, هل هو القصاص
    :ــ رباه .....
    قالها في صمت طويل , لم يفق منه إلا بعد أن نادته الجارة ليدفع حساب القابلة, همست له القابلة
    :ـ هذا وقت تحتاج فيه المرأة لزوجها كن بجوارها
    تحرك وقد بدا عليه التفكير العميق, قبل رأسي ومسح على شعري, تظاهر بالسعادة فقد أصبح أبا لبنتا تُشبهني.
  • فادي ابراهيم
    عضو الملتقى
    • 05-10-2010
    • 78

    #2
    أستاذة سمية نحنا كلون نعيش تحت رحمة رب العالمين فيجب أن لا نلوم أنفسنا على قضاء الله وقدره في بداية قصتك لمتي البطلة بموت أمها
    [B][I][SIZE=6][COLOR=black]انا لاادعي أني على صواب ولا الأخرين على خطابل اقول ان رايي وراي الأخرين قابلاًللصواب وقابلاً للخطا[/COLOR][/SIZE][/I][/B]

    تعليق

    • فايزشناني
      عضو الملتقى
      • 29-09-2010
      • 4795

      #3
      وصف جريء لمعاناة جديدة
      الوحوش تخرج أحياناً في الظلام
      لكن عندما تعتادها الفريسة تتماهى

      صدقيني يا أخت سمية
      الانسان وحده وحش حقيقي
      ........................
      مازال الظلم يقتفي أثر الأبرياء
      وهناك من يغض النظر وكأنه قدر
      سعدت بقراءة قصتك
      مع ودي
      هيهات منا الهزيمة
      قررنا ألا نخاف
      تعيش وتسلم يا وطني​

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        الأستاذة الرائعة سميّة الألفي ..
        قصّة روت رحلة حياة امرأة ..معذّبة منذ رأت نور الحياة للمرّة الأولى..
        ومفارقات عاشتها في بيت الخالة ، لا يقبلها شرع ولا دين ..
        ولكنها حدثت لأنها معدومة الإرادة في خياراتها..كان يجب أن تتمرّد، وتثور ، وترفض
        كم كنت موفّقة في وصف لحظات الولادة ...
        ولكن تمنيت لو كانت هذه المولودة الجميلة لغير هذا الأب ..
        لعناته لاتُنسى حتى ولو تظاهرت بطلة القصّة بالنسيان والمسامحة والتجاوز
        كان قلمك دافقاً بالمشاعر الضّاربة في العمق...
        لك تحياتي ... أختي سميّة التي أحبها ..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • ثروت سليم
          أديب وكاتب
          • 22-07-2007
          • 2485

          #5
          شدني هذا العنوان الرائع
          ( القمرُ يشبهني )
          ولأنني رأيتُ سمية الألفي وأعرفها تماما وأنها أجملُ من القمر ...
          في رقتها وهدوئها ودلالها ..
          فلابد للجميل وهو القمرُ ان يتشبه بالأجمل وهي سمية ههههه
          ثم قرأتُ القصةَ فوجدتُ بها إبداعاً غلَّفه الحُزن
          ولأنها تكتب من الواقع بلا رتوش فلحرفها أثرُ السِحرِ على القلوب
          لكِ أختنا سمية كل تقدير واحترام
          مع تحياتي

          تعليق

          • يوسف أبوسالم
            أديب وكاتب
            • 08-06-2009
            • 2490

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سمية الألفي مشاهدة المشاركة
            لستٌ سنّدريلا , ولا شهرزاد, أنا أنثى تعبت من كثرة الترحال, هكذا بدأت كلامها , أنا اسمي , حنان, ولدت لأب فقير , وأم رحلت بعد ولادتي بساعتين, ألتصقت بي صفة الشؤم, لا يهم أن أكون جميلة , فأنالا ذنب لي في ذلك, الذنب الذي لا يغتفر أني كنت سببا في موت أمي.
            تركني أبي غير أسفا عليّ, لجارته العقيم, ناسيا أن له بنتا ولدت , بل أعتبر أنه حدث لم يمر بحياته, وعاد ليجلس بالكرسي أمام محله وأكتفى بالعيش وحيدا بعيدا .
            عبر دروب الحياة الموحشة سرت حزينة , أمضي ليلي في بكاء ونهاري أحمل الأعباء, فرحة خالتي ,كما كنت أناديها, لم تظهر أبدا على وجهها, كانت تأتيني فقط سعادتها بغتة في صمت الليل, حين كنت أسمعها تضحك وهي تتأوه كلبؤة متمردة, تنهض بعدها تاركة مخدعها , لأسمع خرير الماء يتناثرحتى يطال وجهي النائم الحزين, لأصحو مرتقبة, يتلقفني ليكمل بي إثبات رجولته.
            والعجيب , أنها كانت تخرج من الحمام, لا تعبأ بوجوده معي في غرفتي, بل كنت أسمع ضحكة من نوع غريب, تصدرها وهي عائدة لسريرها.
            كان صدى الصمت يوقظني , كنت أنام حين أشعرأنها أرهقت وراحت في سبات عميق, أتوسل إليه , بأنني سأمنحه ما يريد وأكثر لو تركني أغمض عيني لساعة فقط.
            توالت الليالي قسمة بين أسد ولبؤة وبين غزالة أسلمها لهما القدر.
            حتى ذلك اليوم الذي خرجت عليه وبطني منتفخة, طالعني بوجه لم أعهده فيه, منحني فرصة ذهبية, بشرط
            وافقت عليه في الحال, وتركنا البلدة سويا وإتجهنا نحو الغرب, في بلدة بعيدة لا يعرفنا فيها أحد, تزوجني.
            الليلة كانت أول محطات التصالح مع الزمن, فقد ألتئم جرحي , بمن ذبحني, لا يهم أنه يكبرني, فقد كنت اعتدت معاشرته, المهم أن ما يتحرك بداخلي الأن سيجد له أبا.
            فرحته بأنه سيصبح أبا جعلته يتفاني في راحتي, لم يعد نهما لممارسة الجنس ,أصبح صبورا, يغض بصره , يتعامل معي ومع الجيران بإحسان, كالذي يمحو موبقات بصدره .
            صرخت صرخة , لم تكن كسابقتها, نهض, مفزوعا, طرق الباب على الجارة, أخبرها بحالتي, دخلت مسرعة تراني, ضربت بيدها على صدرها
            :ـ إنها تلد
            قالتها وهي تجري ناحية الباب تنادي على القابلة, دقائق وعادت بإناء الماء الساخن والقابلة تتجه نحوي, أخرجته من الغرفة, قبل أن يمضي, أغرورقت عيناه بالدمع وهو يحتضنني بقوة
            :ـ سامحيني
            رفعت ذراعي أضعها على كتفه أجذبه نحوي , أصرخ بقوة تنازعني فيها روحي تزهق مني, غزالة لأول مرة تلبس ثوب أنثى الأسد , بل أمنحه شعورا له مذاق الخلود في الأرض.
            جذبته جارتي من قميصه للخارج , كانت الحياة تخرج من رحمي بقوة تسلب أنفاسي , تصبب العرق من وجهي, وزادت الصرخات باندفاع رأس من كوة محشورة بها, أختلطت الصرخات بيني وبينها, ثم هدأت أنا , تسلمت هي الصراخ معلنة ميلادها, بين رواح وصحوة كنت أراها بين يدي القابلة ممسكة بها من قدميها, تضربها على مؤخرتها ليزيد صراخها,اندفع وفتح الباب دون استئذانا
            :ـ ها... طمنيني
            ردت الجارة وهي تضع يدها على صدره
            :ـ بنت ماشاء الله شبه أمها قمر
            خارت قواه , تسارعت الذكريات في نفسه, هل هو القصاص
            :ــ رباه .....
            قالها في صمت طويل , لم يستفيق منه إلا بعد أن نادته الجارة ليدفع حساب القابلة, همست له القابلة
            :ـ هذا وقت تحتاج فيه المرأة لزوجها كن بجوارها
            تحرك وقد بدا عليه التفكير العميق, قبل رأسي ومسح على شعري, تظاهر بالسعادة فقد أصبح أبا لبنتا تشبهني.

            المبدعة سمية الألفي

            أكثر من مرة قرأت قصتك هذه لأقف على أبعاد أخرى بها
            ولأتخلص من القراءة الإنطباعية الأولى
            فأنا أريد أن أسبر غورها من الأعماق
            إذن لنقرأ
            القصة كلاسيكية البنى السردية ومستويات الدهشة بها ليست مفاجئة
            لكن محورها هو الأهم فما هو هذا المحور
            تلك العلاقة المريبة مع الجارة والتي صارت البنت الوحيدة امتدادا لها
            ضعف المرأة وقلة حيلتها حين تكون وحيدة
            ولا أدري لماذا لم يبرز هذا الذئب البشري من خلال السرد
            بل إنني شعرت بأن القاصة لا تدينه بشكل واضح
            هل لأته أصلح غلطه بالزواج واعترف ببنوة البنت الوليدة ربما ..!!
            هذا عن الفكرة تعالوا نقرأ أمرا آخر قلما يتطرق له النقاد وهو صوت السرد
            ونحاول سماع الأصوات ونبراتها في هذا السرد الجميل
            يبدأ السرد بصوت عادي تشوبه نغمة الحزن ( لست سندريلا ولا شهرزاد ...وكنت سببا في موت أمي)
            ونحس بأنها اغروقت عيناها بالدموع وهي تقول ( تركني أبي غير آسفٍ علي )
            وكأن ثمة رابط وجداني عميق بين إحساسها العارم بفقد أمها وترك أبيها لها
            ويظل السرد هادئا حزينا وتلقائيا
            إلى أن نصل إلى مفصل هام
            وخرجت عليه وبطني منتفخة
            هنا يبدأ مفصل مختلف تماما
            إنه إعلان الصرخة مع بعض التوسل
            إنه الرجاء بصوت مختنق
            إنه المشي على حد السكين
            فماذا لو رفضها ورفض الإعتراف بوليدتها
            لكنني أحسست بفرحة السرد وهي تقول ( منحني فرصة ذهبية )
            كل سعادة الدنيا كانت تضج في هذه الجملة التي كادت أن تتراقص فرحا
            ثم لنسمع لحظات الولادة
            إنها تعبير بالصوت المتألم مرة والخائف مرات والذي يرجو النجاة أكثر
            وهي تعبير هادر تشعر فيه أن حركة السرد صارت أسرع وصوته صار أعلى بل ربما خالطه بعض الجلبة والإرتباك
            وتبدع القاصة وهي تصف ردة فعله حين علم أن المولودة أنثى والتي عبرت عنها بحرفية رائعة
            خارت قواه ....هل تسمعون معي كم يتدث بعمق هذا المقطع
            خارت قواه ةويتبعه ..هل هو القصاص
            يا إلهي يحدث نفسه في لحظة درامية ويعود إلى روحه ودواخله بما يشبه الندم
            هنا يسمو القلم والوصف بما يدل عن خبرة قصصية عميقة وحياتية أعمق
            رباه
            هنا تبلغ القصة وسردها ذراها الصوتي والتعبيري
            وأن تلتقط القاصة هذه الكلمة تحديدا فهو التقاط مبهر حقا
            لنسمع أيضا رباه ..قالها في صمت طويل لم يستفق منه إلا بعد أن نادته الجارة
            هل تابعتم معي كيف قال رباه وكأنه يقول يا ألله بصوت عال ينحدر إلى الأقل علوا تدريجيا
            حتى يصل إلى الصمت المطبق الذي يشبه الغيبوبة
            لكن القاصة لم تنس أن علاقتهما ليست سوية
            وأن الرجل أكره على ذلك وأنها تقبلت الأمر الواقع الذي لا بديل له
            وأن الحب مهزوم مهزوم فلماذا قالت إذن ( تظاهر بالسعادة )
            تظاهر بالسعادة هي الختام الحقيقي الموجع لهذه القصة
            المبدعة سمية الألفي
            قصة فيها أبعاد عميقة وسرد متنوع الصوت وحوار يتخلل السرد
            قصة تقرأ مرارا بلا ملل
            فيها مشاهد تكاد تكون سيناريو مرسوم بدقة
            مشهد البنت وهي تصف نفسها وألمها ووحدتها
            مشهد ترك أبوها لها
            مشهد دهشتها البالغة من الجارة وعشيقها
            ومشهد وجودها مع الرجل ولامبالاة الجارة أو الخالة المزعومة
            ومشهد الولادة
            ومعاناة الرجل عندما عرف جنس المولود
            ومشهد الختام

            أبدعت يا أخت سمية
            سلم القلم والمبدعة

            تعليق

            • محمد محضار
              أديب وكاتب
              • 19-01-2010
              • 1270

              #7
              نص حزين يحمل طيه الكثير من العبروالدلالات مودتي أيتهال المبدعة المتميزة
              sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

              تعليق

              • صابرين الصباغ
                أديبة وشاعرة
                • 03-06-2007
                • 860

                #8
                [align=center]
                الألفي الغالية

                عمر في سطور .. ووجع الفراش بكل وجوهه الطاهرة والمدنسة
                قد تجبر الحاجة بعضهن على التنازل
                ويجر التنازل تنازلات عدة حتى يعتادهن ويصبحن سباياه
                لكن لاتجبرهن الحاجة على نسيان من تسبب في هذا العذاب السرمدي
                وهذا الذئب الذي تحول فجأة لفرخ ناعم حنون
                كلها أسئلة تنتحر على أعتباها إجابتك ولكن بالحياة غرائب قد لاندركها إلا بوقوعها
                أيضا من اعتاد سرقة الأطباق وإلتهامها يخشى على مائدته
                هكذا يقتص الله منه بخوف سرمدي لاينسى

                سمية
                الحقيقة أدهشتني لغتك والإمساك برقبة النص حتى أنه لم يستطع الانفلات من قبضتك
                رائعة جدا
                دمت رحيقا يعطر الزوايا
                [/align]


                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  فى مقابلة لها مع صحيفة حواء المسائية
                  أدلت تلك التى تشبه القمر
                  أنها عاشت عمياء
                  كأنها فى بئر
                  كل ما يحوى هذا الرجل الذى رباني
                  و تلك المرأة التى كانت تمارس عهرها بكل اتقان
                  حتى حين تقدمنى لزوجها و تؤدي دور القوادة بكل روعة
                  كانت فى قمة سعادتها \
                  و إن تمنيت أن أري في عينيها دمعة
                  أو حتى نظرة حزن

                  يقولون أن سيدنا يوسف تزوج بزليخا
                  بعد أن رفضها .. هى التى ربته و حافظت عليه .. بعد كل ما حدث ، فهل كان الحب أم أمرا من السماء ؟
                  فهل تراني أحببت هذا الرجل
                  و اشتهيته ؟
                  لا أدري .. غير أنني لم أر رجالا غيره
                  و لذا قنعت بمصيري
                  حين حملني بعيدا عن تلك الحيزبون
                  و أنجبت له قمرا طغى نوره ، فأودي به حتى لا يراه فى يد تربيه و تقنصه !!

                  و قد أرسل قراء الصحيفة فى اليوم التالى برقيات استنكار لما تم
                  و أن الحكاية مؤلفة
                  و الحقيقة غير ذلك بالمرة !!!

                  إن من الجسارة أن نغوص فى الواقع ، و نؤسس للخلاص منه
                  لتأكيد القيم الروحية بكل نبلها فى طرح النموذج الأشقي
                  و ما وصل كاتب إلى عالميته إلا بجسارة وقفنا أمامها مدهوشين !!

                  شكرا لك أستاذة سمية على تلك

                  تحيتى و تقديري
                  sigpic

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    سلم قلمك و دام إبداعك أختي سمية.
                    أسجّل إعجابي .
                    محبّتي.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • جمال عمران
                      رئيس ملتقى العامي
                      • 30-06-2010
                      • 5363

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سمية الألفي مشاهدة المشاركة
                      لستٌ سنّدريلا , ولا شهرزاد, أنا أنثى تعبت من كثرة الترحال, هكذا بدأت كلامها , أنا اسمي , حنان, ولدت لأب فقير , وأم رحلت بعد ولادتي بساعتين, ألتصقت بي صفة الشؤم, لا يهم أن أكون جميلة , فأنالا ذنب لي في ذلك, الذنب الذي لا يغتفر أني كنت سببا في موت أمي.
                      تركني أبي غير أسفا عليّ, لجارته العقيم, ناسيا أن له بنتا ولدت , بل أعتبر أنه حدث لم يمر بحياته, وعاد ليجلس بالكرسي أمام محله وأكتفى بالعيش وحيدا بعيدا .
                      عبر دروب الحياة الموحشة سرت حزينة , أمضي ليلي في بكاء ونهاري أحمل الأعباء, فرحة خالتي ,كما كنت أناديها, لم تظهر أبدا على وجهها, كانت تأتيني فقط سعادتها بغتة في صمت الليل, حين كنت أسمعها تضحك وهي تتأوه كلبؤة متمردة, تنهض بعدها تاركة مخدعها , لأسمع خرير الماء يتناثرحتى يطال وجهي النائم الحزين, لأصحو مرتقبة, يتلقفني ليكمل بي إثبات رجولته.
                      والعجيب , أنها كانت تخرج من الحمام, لا تعبأ بوجوده معي في غرفتي, بل كنت أسمع ضحكة من نوع غريب, تصدرها وهي عائدة لسريرها.
                      كان صدى الصمت يوقظني , كنت أنام حين أشعرأنها أرهقت وراحت في سبات عميق, أتوسل إليه , بأنني سأمنحه ما يريد وأكثر لو تركني أغمض عيني لساعة فقط.
                      توالت الليالي قسمة بين أسد ولبؤة وبين غزالة أسلمها لهما القدر.
                      حتى ذلك اليوم الذي خرجت عليه وبطني منتفخة, طالعني بوجه لم أعهده فيه, منحني فرصة ذهبية, بشرط
                      وافقت عليه في الحال, وتركنا البلدة سويا وإتجهنا نحو الغرب, في بلدة بعيدة لا يعرفنا فيها أحد, تزوجني.
                      الليلة كانت أول محطات التصالح مع الزمن, فقد ألتئم جرحي , بمن ذبحني, لا يهم أنه يكبرني, فقد كنت اعتدت معاشرته, المهم أن ما يتحرك بداخلي الأن سيجد له أبا.
                      فرحته بأنه سيصبح أبا جعلته يتفاني في راحتي, لم يعد نهما لممارسة الجنس ,أصبح صبورا, يغض بصره , يتعامل معي ومع الجيران بإحسان, كالذي يمحو موبقات بصدره .
                      صرخت صرخة , لم تكن كسابقتها, نهض, مفزوعا, طرق الباب على الجارة, أخبرها بحالتي, دخلت مسرعة تراني, ضربت بيدها على صدرها
                      :ـ إنها تلد
                      قالتها وهي تجري ناحية الباب تنادي على القابلة, دقائق وعادت بإناء الماء الساخن والقابلة تتجه نحوي, أخرجته من الغرفة, قبل أن يمضي, أغرورقت عيناه بالدمع وهو يحتضنني بقوة
                      :ـ سامحيني
                      رفعت ذراعي أضعها على كتفه أجذبه نحوي , أصرخ بقوة تنازعني فيها روحي تزهق مني, غزالة لأول مرة تلبس ثوب أنثى الأسد , بل أمنحه شعورا له مذاق الخلود في الأرض.
                      جذبته جارتي من قميصه للخارج , كانت الحياة تخرج من رحمي بقوة تسلب أنفاسي , تصبب العرق من وجهي, وزادت الصرخات باندفاع رأس من كوة محشورة بها, أختلطت الصرخات بيني وبينها, ثم هدأت أنا , تسلمت هي الصراخ معلنة ميلادها, بين رواح وصحوة كنت أراها بين يدي القابلة ممسكة بها من قدميها, تضربها على مؤخرتها ليزيد صراخها,اندفع وفتح الباب دون استئذان
                      :ـ ها... طمنيني
                      ردت الجارة وهي تضع يدها على صدره
                      :ـ بنت ماشاء الله شبه أمها قمر
                      خارت قواه , تسارعت الذكريات في نفسه, هل هو القصاص
                      :ــ رباه .....
                      قالها في صمت طويل , لم يفق منه إلا بعد أن نادته الجارة ليدفع حساب القابلة, همست له القابلة
                      :ـ هذا وقت تحتاج فيه المرأة لزوجها كن بجوارها
                      تحرك وقد بدا عليه التفكير العميق, قبل رأسي ومسح على شعري, تظاهر بالسعادة فقد أصبح أبا لبنتا تشبهني.
                      الاستاذة العزيزة / سمية الألفى
                      وهاأنا اذكرك بقولك لى فى ق ق ج كنت كتبتها : ( أوجعت قلبى ياجمال ) ..وإسمحى لى أن اقولها لك الآن
                      فقد آلمنى النص بلا حدود رغم النهاية الشبه سعيدة ... ومع ذلك فلست مع التشاؤم بأن البنت ستدفع الثمن عن ابيها .. فلا تزر وازرة وزر اخرى ..
                      تقبلى مرورى المتواضع ودمت متألقة ..
                      * جمال عمران *
                      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                      تعليق

                      • م. زياد صيدم
                        كاتب وقاص
                        • 16-05-2007
                        • 3505

                        #12
                        ** الاديبة الراقية سمية........

                        الاهم فى الخواتم.. فقد ختم الله على قلبه الرأفة..وختم لهما السماح والخلاص مما كانا فيه مسبقا من رذيلة والله غفور رحيم ان صدقت النوايا..

                        تحايا عبقة بالرياحين...........
                        أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                        http://zsaidam.maktoobblog.com

                        تعليق

                        • مصطفى الصالح
                          لمسة شفق
                          • 08-12-2009
                          • 6443

                          #13
                          [align=center]الاستاذة سمية

                          لم اقرا النص لانه مكتوب بالاحمر وهو يؤلم عيني

                          اعتذر

                          تقبلي تحيتي وتقديري
                          [/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 09-10-2010, 17:23.
                          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                          حديث الشمس
                          مصطفى الصالح[/align]

                          تعليق

                          • سمية الألفي
                            كتابة لا تُعيدني للحياة
                            • 29-10-2009
                            • 1948

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فادي ابراهيم مشاهدة المشاركة
                            أستاذة سمية نحنا كلون نعيش تحت رحمة رب العالمين فيجب أن لا نلوم أنفسنا على قضاء الله وقدره في بداية قصتك لمتي البطلة بموت أمها

                            الأستاذ / فادي إبراهيم

                            أشكرك لحسن تفاعلك, وأظن أننا قمنا بمناقشتها بالمركز الصوتي

                            ممتنة لحضورك

                            تحياتي

                            تعليق

                            • سمية الألفي
                              كتابة لا تُعيدني للحياة
                              • 29-10-2009
                              • 1948

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                              وصف جريء لمعاناة جديدة
                              الوحوش تخرج أحياناً في الظلام
                              لكن عندما تعتادها الفريسة تتماهى

                              صدقيني يا أخت سمية
                              الانسان وحده وحش حقيقي
                              ........................
                              مازال الظلم يقتفي أثر الأبرياء
                              وهناك من يغض النظر وكأنه قدر
                              سعدت بقراءة قصتك
                              مع ودي


                              الأستاذ/ فايزشناني

                              سعدت بك سيدي وبقراءتك الرائعة ,

                              نعم هناك تماهي ورضا بالقهر بصيغة القدر

                              ممتنة لحضورك الراقي

                              تحياتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X