
جولة قصيرة جدا ..
....
بْغِيتْ نَخْرجْ مَنْ رَاسِي
نَطْلَعْ مَنْ شَهْوَة لَمْكَانْ
رَكِبْتُ بساط روحي وانصهرت في نبع القصيدة الزجلية القلقة.. مقدار قلـَـقـِـنا الوجودي كذوات مبدعة معذبة على وجه هذه البسيطة..
انطلاقا من المقطع أعلاه.. النازف حد الأفق.. في قصيدة * فين جواب السؤال* للزجالة ثرية قاضي.. أسأل نفسي بدوري:
متى أقدم ذاتي قربانا لذاتي، وأنسلخ من ذاتي إلى ذاتي؟
.. هي الذات القلقة الباحثة عن متنفس للروح بعيدا عن المادية و انكسار المرايا وانطلاقا إلى العدمية والتيه..
.. هو التضاد الدائري.. بين الأنا والمكان.. إذ يحتدم الحوارُ بينهما لدرجة من التوتر تصل معها الأنا للتمرد على " شهوة المكان" / والشهوة هنا تحيلنا إلى النفس وأهواءها .. بغض النظر عن نوعية هذه الأهواء..؟ / .
.. الرغبة أعمق من وجـع القلب.. نيتشه.
.. والمكان هو الارتباط بالماضي / الأصل/ ومحاولة التخلص منه تمردا و كسرا لكل القواعد المتسلطة على الذات / القلب / ولكل ضعف يمكنه أن يعيق هذا التحرر / الحاضر/, خصوصاً حين يكون الآخرُ عدوا لهذا التحرر, و هنا الحرية امتداد طبيعي للأنا الزجالة المستعذبة..
كـِـيفـَاشْ انْتَ؟
عْلاَشْ هُوَ؟
انْتَ ضُوْ
هُوَ ظْلاَمْ..
هو صراع النقيضين.. و شَراراتٌ حمائمٌ تنطلق من بحر السؤال لإبصار الطريق إلى الذات من الذات.. وهنا تأتي الدعوة إلى تحرير هذه الذات عبر البحث عن الجواب الشافي.. ما يقود المتلقي إلى الدخول إلى عالم الزجالة الجميلة ثرية قاضـي.. ليكتشف سر السؤال في قصيدتها * فين جواب السؤال* ومحاولا البحث معهـــــا عن الجواب ؟ ومن الجكمة في رأي المتواضع أن لا نجد الجواب.

تعليق