على راحلتي في أثر الجمال المفقود/ التربية الجمالية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يعقوب القاسمي
    محظور
    • 23-07-2010
    • 215

    على راحلتي في أثر الجمال المفقود/ التربية الجمالية



    على راحلتي في أثر الجمال المفقود/ التربية الجمالية 1


    ولا ريب فأن حاسة الجمال وملكته عند الفرد جزء لا يتجزء من ملكة العقل الكلية عنده ومن مجمل قوى الخير الفاعلة في بواطنه . وعبر تلك الملكة يقدر المرء على جر خيوط الجمال والدمامة عن بعضها البعض .ولابد أن يكون الشيء الذي يحوز قيراطا من الجمال قريبا إلى أعين أهل الوبر كقربه الى أعين أهل المدر لا بل أقرب .. فأعين البدوي وإن كانت أقل دربة على كشف مواطن الجمال من أعين الحضري إلا أن نتف الجمال ربما يكون أكثر وثوبا الى العين في بوادي يطغي عليها التسطيح والتبسيط . فهل يمكن للعين أن تخطأ لمح ندبة جمال في بوادي مفتوحة على العين .

    محظوظ أولئك الذين ينشئون في أكناف بيوتات تقدر قليلا أو كثيرا الذائقة الجمالية لدى أعضاءها أو تعمل على تنمية وتغذية تلك الذائقة .ومن يربط في التربية بين القدرة على رؤية الحق ورؤية السطح الهندسي المتناسق بين الصمت أمام مشهد جمالي وبين نازعة التعبير عنه والتعريف به وبكل عنف وعنفوان . قلة أولئك الآباء الذين يغريهم المشهد الجميل والسطح الأملس والقوام المتناسق ليفقهوا أسرار الجمال أو يتوخوا حركة الأصبع التي تشير نحوها . وقلة أولئك الآباء الذين يستنبطون وبكل ما أوتو من عقل نافذ وخيلاء جانح وبصيرة ثاقبة مبدأ من مباديء الجمال لينقلوه بدورهم إلى حفيد أو سليل. وما أحوج هذا الحفيد وهو يعيش هواجر البوادي إلى مربي يربيه ويرهف حواسه ويفتح أعينه على ملكوت متوار عنه .وقد إكتظ أخدان حواسه بما يثلم ويكلم . يجرح ويخدش تحت قباب ركام .

    وتلقين الطفل وتعليمه على فضائل الجمال من صلب مهام الأم والأب . والمحيط العائلي أو ما كان فاعلا في وعيه يضع اللبنات الأولى والأخيرة في هيكل البناء الجمالي للطفل . وكل مبدأ يشب عليه الطفل في أكناف العائلة يشيب عليه . ويتصلب في عوده . ليصبح ذلك المبدأ مقص الطفل الذي به يقص . ولا تضيف معاهد التعليم في أطوار لاحقة على ذلك البناء ما يجمله ولا ما يزيد عليه وينقص . وكل شيء تعلمه المرء في طفولة أو يفاعة يصبح منقوشا على حجره وفي درجه . فإن كان له في هذا الشيء مبدأ ترشيد سما به ورفعه وهو يقف وتحت قدمه درج من زجاجة . وهو يلتفت إلى حواليه وينظر إلى عالم رجراجة .
    التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 13-10-2010, 09:18.
  • جلاديولس المنسي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2010
    • 3432

    #2
    ارجو حذفها للتكرار
    التعديل الأخير تم بواسطة جلاديولس المنسي; الساعة 13-10-2010, 09:23.

    تعليق

    • جلاديولس المنسي
      أديب وكاتب
      • 01-01-2010
      • 3432

      #3
      [align=center]
      صدقت أستاذ / يعقوب القاسمي فالجمال بقدر ما يميل إليه الفرد فطرياً ولكنه يحتاج منا أن نثقله وننقشه بنعومه المسات السحريه حتى نستدعي من داخله حاسة الجمال ونعمل عليها لتثبيتها ورفعها عالياً لتكن عينه وسمعه وروحه
      أتذكر والدي رزقه ربي الصحة والعافيه كان بطفولتي يُسمعني بعض السمفونيات وكثير من أغاني فيروز وفريد ويطلب مني المقارنه بين تعبيرات مختلفه وإيهما أجمل ولماذا؟.. حقا كنت أستمتع بهذا
      هنا عرفت معنى جمال الكَلم وتربت أذني على التمييز بين الجميل والنشاذ.
      فالجمال يوجد بقدر بالداخل ولكنه حقاً يحتاج التربية الجماليه والحث عليها.
      جزيل الشكر لما تقدم أستاذ / يعقوب القاسمي
      [/align]

      تعليق

      • يعقوب القاسمي
        محظور
        • 23-07-2010
        • 215

        #4
        الأخت الأستاذة جلاديولس

        أتفق معك تماما في الرأي . رؤيتك في التربية الجمالية قريبة من رؤيتي .
        مع أنك نشأت في بيئة عائلية متحررة بعض الشيء .
        ان والدي حرم علي وعلى اخواني سماع الغناء حتى وان كان غناء عفيفا!

        أهلا بك الى جميل التواصل .

        تعليق

        • يعقوب القاسمي
          محظور
          • 23-07-2010
          • 215

          #5
          صدقت أستاذ / يعقوب القاسمي فالجمال بقدر ما يميل إليه الفرد فطرياً ولكنه يحتاج منا أن نثقله وننقشه بنعومه المسات السحريه حتى نستدعي من داخله حاسة الجمال ونعمل عليها لتثبيتها ورفعها عالياً لتكن عينه وسمعه وروحه
          أتذكر والدي رزقه ربي الصحة والعافيه كان بطفولتي يُسمعني بعض السمفونيات وكثير من أغاني فيروز وفريد ويطلب مني المقارنه بين تعبيرات مختلفه وإيهما أجمل ولماذا؟.. حقا كنت أستمتع بهذا
          هنا عرفت معنى جمال الكَلم وتربت أذني على التمييز بين الجميل والنشاذ.
          فالجمال يوجد بقدر بالداخل ولكنه حقاً يحتاج التربية الجماليه والحث عليها.
          جزيل الشكر لما تقدم أستاذ / يعقوب القاسمي

          الأخت جلاديولس
          لا غنى لي عن ملاحظاتك . انها تثري انبطاعاتي . وتعمل كالبوصلة في ترشيد أفكاري .

          تعليق

          • يعقوب القاسمي
            محظور
            • 23-07-2010
            • 215

            #6


            على راحلتي في أثر الجمال المفقود/ التربية الجمالية 1


            ولا ريب فأن حاسة الجمال وملكته عند الفرد جزء لا يتجزء من ملكة العقل الكلية عنده ومن مجمل قوى الخير الفاعلة في بواطنه . وعبر تلك الملكة يقدر المرء على جر خيوط الجمال والدمامة عن بعضها البعض .ولابد أن يكون الشيء الذي يحوز قيراطا من الجمال قريبا إلى أعين أهل الوبر كقربه الى أعين أهل المدر لا بل أقرب .. فأعين البدوي وإن كانت أقل دربة على كشف مواطن الجمال من أعين الحضري إلا أن نتف الجمال ربما يكون أكثر وثوبا الى العين في بوادي يطغي عليها التسطيح والتبسيط . فهل يمكن للعين أن تخطأ لمح ندبة جمال في بوادي مفتوحة على العين .

            محظوظ أولئك الذين ينشأون في أكناف بيوتات تقدر قليلا أو كثيرا الذائقة الجمالية لدى أعضاءها أو تعمل على تنمية وتغذية تلك الذائقة .ومن يربط في التربية بين القدرة على رؤية الحق ورؤية السطح الهندسي المتناسق بين الصمت أمام مشهد جمالي وبين نازعة التعبير عنه والتعريف به وبكل عنف وعنفوان . قلة أولئك الآباء الذين يغريهم المشهد الجميل والسطح الأملس والقوام المتناسق ليفقهوا أسرار الجمال أو يتوخوا حركة الأصبع التي تشير نحوها . وقلة أولئك الآباء الذين يستنبطون وبكل ما أوتو من عقل نافذ وخيلاء جانح وبصيرة ثاقبة مبدأ من مباديء الجمال لينقلوه بدورهم إلى حفيد أو سليل. وما أحوج هذا الحفيد وهو يعيش هواجر البوادي إلى مربي يربيه ويرهف حواسه ويفتح أعينه على ملكوت متوار عنه .وقد إكتظ أخدان حواسه بما يثلم ويكلم . يجرح ويخدش تحت قباب ركام .

            وتلقين الطفل وتعليمه على فضائل الجمال من صلب مهام الأم والأب . والمحيط العائلي أو ما كان فاعلا في وعيه يضع اللبنات الأولى والأخيرة في هيكل البناء الجمالي للطفل . وكل مبدأ يشب عليه الطفل في أكناف العائلة يشيب عليه . ويتصلب في عوده . ليصبح ذلك المبدأ مقص الطفل الذي به يقص . ولا تضيف معاهد التعليم في أطوار لاحقة على ذلك البناء ما يجمله ولا ما يزيد عليه وينقص . وكل شيء تعلمه المرء في طفولة أو يفاعة يصبح منقوشا على حجره وفي درجه . فإن كان له في هذا الشيء مبدأ ترشيد سما به ورفعه وهو يقف وتحت قدمه درج من زجاجة . وهو يلتفت إلى حواليه وينظر إلى عالم رجراجة .

            تصحيح غلطة املائية

            تعليق

            يعمل...
            X