أبو الفوز أصبح مشرفا
يا فرحتي
ألله يسامحك يا أبو الحَكَمْ ، ماذا فعلت لك كي ترميني هذه الرمية ؟
كنت عايش مبسوط كالعصافير التي تغرد على جميع الأغصان ولا تَهكل هم لقمة اليوم .
تارة أقف على غصن شجرة تين ألتهم ما شاء لي من ثمرها ، وتارة أخرى فوق أغصان
دالية العنب أنقر حبيباتها ، أسكر وأنتشي . أبيت في عشي مع عصفورتي وكِلانا في انسجام تام
وكأننا نلتقي لأول مرّة .
ماذا فعلت بي يا أبو الحكم ؟ ألا يكفيك قصرك المنيف ؟ وخدمك وحشمك ؟ والمشاوي التي تعبر
رائحتها أنفي رغما عني ؟ ألا يكفيك البط والإوز والأوزي والحمام المحشي . ألا يكفيك الجمبري
الذي أسمع عنه سَمَع ولم أشاهده في حياتي ؟
كل هذا يا أبو الحكم ، وعينك على لقمتي ! كل هذا يا أبو الحكم وعينك على سعادتي وانبساطي
بأموالك تستطيع شراء أي شئ . أم أن السعادة من الأشياء التي لا تُشترى ؟!
أبو الحكم جاري العزيز ، يربي كلابا في قصره . يطعمها لحما في اليوم ، يكفيني أنا وزوجتي
شهرا كاملا إذا فككنا الأحزمة عن بطوننا . ما هذا الغُلُب يا ربي . أنا لا أحسد . ولكنه افْتِرى .
وتقولون لي : " أنت يا أبو الفوز تعبئ بطنك بالفول ، والفول كلّه بروتينات ، وما هو عيب قلاية
البدورة ؟ أليست هي طعام الغلابة ؟ أم أن قهرك يا أبو الفوز قد فك لجام تطلعاتك البرجوازية ؟
هيا ، استجب لطلبات حبيب قلبك أبو الحكم واقبل حسنته وافتح كشكا لبيع السجاير ، واكبر واكبر
إلى أن تصبح تاجرا غنيا يملك المحلات ويملك البشر ، وتغدو مثله فكرك وعقلك مشغولان في عدّ أموالك .
وستبحث عن السعادة . لكن يا حسرتي ، ستبحث كمن يبحث عن إبرة في أكوام القش . " .
هذه حكاية أبو الفوز ، العامل البسيط الذي كان سعيدا في يوم من الأيام قبل أن يرهن سعادته
بأموال ستأكلها النيران .
وألله يستر
يا فرحتي
ألله يسامحك يا أبو الحَكَمْ ، ماذا فعلت لك كي ترميني هذه الرمية ؟
كنت عايش مبسوط كالعصافير التي تغرد على جميع الأغصان ولا تَهكل هم لقمة اليوم .
تارة أقف على غصن شجرة تين ألتهم ما شاء لي من ثمرها ، وتارة أخرى فوق أغصان
دالية العنب أنقر حبيباتها ، أسكر وأنتشي . أبيت في عشي مع عصفورتي وكِلانا في انسجام تام
وكأننا نلتقي لأول مرّة .
ماذا فعلت بي يا أبو الحكم ؟ ألا يكفيك قصرك المنيف ؟ وخدمك وحشمك ؟ والمشاوي التي تعبر
رائحتها أنفي رغما عني ؟ ألا يكفيك البط والإوز والأوزي والحمام المحشي . ألا يكفيك الجمبري
الذي أسمع عنه سَمَع ولم أشاهده في حياتي ؟
كل هذا يا أبو الحكم ، وعينك على لقمتي ! كل هذا يا أبو الحكم وعينك على سعادتي وانبساطي
بأموالك تستطيع شراء أي شئ . أم أن السعادة من الأشياء التي لا تُشترى ؟!
أبو الحكم جاري العزيز ، يربي كلابا في قصره . يطعمها لحما في اليوم ، يكفيني أنا وزوجتي
شهرا كاملا إذا فككنا الأحزمة عن بطوننا . ما هذا الغُلُب يا ربي . أنا لا أحسد . ولكنه افْتِرى .
وتقولون لي : " أنت يا أبو الفوز تعبئ بطنك بالفول ، والفول كلّه بروتينات ، وما هو عيب قلاية
البدورة ؟ أليست هي طعام الغلابة ؟ أم أن قهرك يا أبو الفوز قد فك لجام تطلعاتك البرجوازية ؟
هيا ، استجب لطلبات حبيب قلبك أبو الحكم واقبل حسنته وافتح كشكا لبيع السجاير ، واكبر واكبر
إلى أن تصبح تاجرا غنيا يملك المحلات ويملك البشر ، وتغدو مثله فكرك وعقلك مشغولان في عدّ أموالك .
وستبحث عن السعادة . لكن يا حسرتي ، ستبحث كمن يبحث عن إبرة في أكوام القش . " .
هذه حكاية أبو الفوز ، العامل البسيط الذي كان سعيدا في يوم من الأيام قبل أن يرهن سعادته
بأموال ستأكلها النيران .
وألله يستر
تعليق