مسرحيّة ( القصر المعمور )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ ميسون قصّاص
    أديب وكاتب
    • 23-01-2008
    • 21

    مسرحيّة ( القصر المعمور )


    مسرحيّة ( البيت المعمور )
    تأليف : ميسون محمد قصاص


    [align=justify]قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : (( إنّ الذي الّذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )) صدق رسول الله . وهذا الحديث يرشدنا أنّ القلب الّذي وعى القرآن بيت عامر بالإيمان وبأنوار الرّحمن وبأسرار البيان .
    ( تظهر فتاة وهي تحمل كتاب الله بين يديها وعلامات السّعادة بادية على محيّاها فتنشد قائلة ) :[/align]

    صوتي يحلو بي ولسـاني*** حيـن أرتّل في القـــرآنِ
    أقرأ أقرأ باطمئنـــــــــــان*** أتلـو فيه عن الـرّحمــــنِ
    أحسبُ شيئاً هزّ كياني ***ومضى يعمر لي وجـداني
    أهتف يا من أنتَ ترانـــي*** زدني حبّـاً بالقـــــــــــرآنِ
    [align=justify]
    الفتاة 2 ( تظهر وهي أخت الأولى وتبدو على وجهها علامات الكآبة والضّجر فتقول في تذمّر ) : مالي أراك سعيدة ونشيطة منذ الصّباح ، تترنّمين وتنشدين وقد علا منك الصّياح .
    الفتاة 1 : ولم لا أسعد يا أختاه ، وأنا أحيا في ظلّ الله ونعيم الله ، كتابِ الله. فتعالي لنعيش سويّاً في كنف الله وحماه .
    الفتاة 2 : كفّي عن الكلام .. أريد أن أرتاح ، أريد أن أنام .
    الفتاة 1 : آسفة حقّاً يا أختي منك السّماح ، لم أعلم أنّك نائمة فمؤذّننا للظّهر صاح .
    الفتاة 2 : يا أختي قلت لك أريد أن أنام .. أريد أن أرتاح .
    الفتاة 1 ( بحزن متوجّهة إلى الجمهور وبصوت خفيض ) : الرّاحة يمنحها ربّي من تبع هداه ، ودعائي دوماً يا أختي ( تنظر إلى أختها بإشفاق ) يهديك الله يهديك الله (تغادر وتعود الثّانية إلى النّوم من جديد ) .
    الرّاوي : وتنام فتبصر في حلم بيتاً معموراً كالقصر . ( تقوم الفتاة فترى القصر وتقول في دهشة ) : ما هذا البيت المعمور ، في وسط خرابات الدّور، ما أجملَه وحدائقه .. نبتت بين أراض بور .
    ( صوت من وراء الكواليس يمثّل القصر ) : مهجوراً كنت فآنسني ، وخراباً كنتُ فعمّرني ، ويباباً أرضي قد كانت .. خضراءَ غدت حين سكنني .
    الفتاة 2( بدهشة ملتفتة إلى الجمهور ) : بيتٌ يتكلّم واعجبا ، أرهب قلبي والفكر سبا. ( تعود لتخاطب القصر ) : من أنت أجبني الفكر صبا .. لجوابك فأنلني الأربا ؟‍‌!
    ( صوت من وراء الكواليس ) : أنا قلبٌ يشعر يتألّم ، وبنبضي أحيا أتكلّم ، بفؤادي المولع آهاتي ، ولساني الذّاكر دقّّاتي ، وخرابي هجران الذّكرِ ، وعماري ترتيل يسري ، وربيعي قرآن الفجرِ ، يحفظه المؤمن في الصّدرِ .
    الفتاة 2 : من صاحبك المحظوظ ترى ، يا قلباً يبدو لي قصرا ، بالذّكر وبالتّّقوى عُمِرا .
    (صوت القلب من وراء الكواليس ) : صاحبتي من دفعت ثمني ، شكراً لله على المنن، والصّبر على مرّ الزّمن ، وثباتاً في وقت المحن ، من هدي الله ومن سننِ .
    الفتاة 2 : أخبرني من هي أخبرني .
    الصّوت : هي أختك من جعلت منّي ، قصراًً معموراً بالأمنِ ، بكتاب وبذكر يغني، أغناها الله فعمرتني .
    الفتاة 2 : أختي ‍‍‍‍!!! ) تتوقّف قليلاً مطرِقة ثمّ تقول بأسف ) آهٍ كم كانت تنصحني، وأداء فروضي تسألني ، ولحفظ القرآن دعتني ، بنصائح غرست في أذني ، لا فوز يُنال بلا ثمن ، لكنّ القلب سها منّي ( تبكي ) .
    الصّوت : لا بأس عليك ولا لومَا ، من بعد اليوم ولا ندمَا ، إن كنتِ هجرت الشّيطانا ، وقصدتِِ الله الرّحمانا ، وسيغدو قلبك عمرانا، مثلي إن صحِب القرآنا ، والخُلُق الحسنُ سيجعلكِ ... قرآناً يحمل قرآنا .
    الفتاة 2 : قرآن الله أيا نورا ، للقلب وأمناً وحبورا ، آنس لي قلبي المهجورا ، واجعله بهديك معمورا .
    القرآن ( مخاطباً الفتاة ) : قد جئت بأمر الرّحمنِ ، لأنير ظلام الأكوان ، ولأحيي قلب الإنسان ، بهداي وسحر التّبيان ، وإليك أتيت بدعواتٍ ... من أختك في جوف السّحَر، هي ذي آياتي في السّطر ، ضمّيها حفظاً في الصّدر، واتليها في وقت الفجر ، صونيها عن فعل نُكرِ ، وأديمي استغفار السّحَرِ ، تُحفظ في القلب وفي الفكرِ ، وقيام اللّيل بآياتي .. شرفٌ وضياء للقبرِ .
    الفتاة 2 : ستكون فخاري ومناري ، في اللّيل وأطراف نهاري ، وأنيسي في الوحدة لمّا .. يتركني كلّ السّمّارِ .
    القرآن : سأنادي جندي ترعاك ، وترافقك في مسعاك .
    الفتاة 2 : أو عندك جند تحرسني ، برعاية ربّي تكلؤني .
    القرآن : مادمتِ معي لن ينساكِ ، ربّي والملكُ سيرعاك ، وجنود يمنحهم ربّي... منّي ليبارك مسعاك ، فهلمّوا يا جند الله ، لبّوني وبإذن الله .
    (جنود ثلاثة يدخلون قائلين ) : لبّيك يا وحي الإله , لبّيك نوراً من سناه .
    القرآن ( يلتفت إلى جنديّ الرّحمة مخاطباً إيّاه قائلاً ) : هيّا يا جنديّ الرّحمة، عرّفها الشّكر على النّعمة ، وارحمها في ضعفٍ واجبر .. خاطرها وامنحها البسمة
    الفتاة 2 : يا ربّ اغفر وارحمني ، وارفع فضلاً وزري عنّي ، واجبر كسري واقبل منّي ، من يا رحمن سيرحمني ، إلّاك ومن ذا يقبلني .
    جنديّ الرّحمة : من يرحمْ يرحمه الله ، وأرافقْه في مسعاه ، كي يقبس من نور سناه ، ويطيب من الخير جناه ، فالرّحمة صفة لرحيم .. وسبيل لجِنان الله، لكنّ الظّالم لا يُرحم ، وبِنعم المولى لا ينعم ، فمع الظّالم أصبحُ نقمة ، وخساراً يزداد وغمّة .
    الفتاة 2 : ومن الظّالم في القرآن .. يا رحمة ربّي الرّحمن ؟
    جندي الرّحمة : الظّالم من يدعو ربّاً .. غير الرّحمن ويرجوه ، أو يظلم نفساً بمعاصٍ.. لعذاب جهنّم تدعوه ، أو من لا يرحم إنساناً .. أو أحداً من خلق الله ، فيلاقي خزياً وعذاباً .. في دنياه وفي أخراه ، والظّلم ظلام في القلب.. والرّحمة نور وحياة ، ودعاء المظلوم كسهم .. لا يخطئ أبداً مرماه .
    الفتاة 2 : جنّبني يا ربّ الظّلمَا ، كي أحيا أيّامي سلما ، لا أظلم نفسي بذنوب.. أو غيري فأذوق النّقمَا .
    القرآن ( يلتفت إلى جنديّّ الهدى مخاطباً إيّاه ) : أنت الهدى سر قبلها ، وعلى الحقيقة دلّها ، والباطلَ اكشفه لها ، كي لا تزلّ بسيرها .
    الفتاة 2 : حمداً لربّي قد هدى ، قلبي فصار موحّدا ، لأرى الرّشاد فأتبعه ، والغيَّ أخشى كالرّدى .
    جنديّ الهدى : لكن حذار من الهوى ، من يتّبعْه فقد هوى ، وبه أصير ضلالة .. من بعد ما كنت الهدى ، ويظنّ صاحبه بأنّه مهتد .. وتضيع عقباه سدى .
    الفتاة 2: أبعد فؤادي يا إلهي عن هوى ، يضلله من بعد الهدى ، وامنحه عزماًً صادقاً.. في توبة طول المدى .
    القرآن ( يلتفت إلى جنديّ الشّفاء قائلاً ) : تعال جنديّ الشّفاء ، وداوها من كلّ داء ، وكن طبيب فؤادها .. والجسم من كلّ ابتلاء ، واشرح لها صدراً.. وجنّب قلبها عيش الشّقاء .
    الفتاة 2 : الحمد لله الّذي يحييني ، وإذا مرضت فإنّه يشفيني ، لكنّ عافية الفؤاد رجائي ، فهي السّبيل إلى كريم جزاء .
    جنديّ الشّفاء : فلتكثري إذاً الدّعاء ، حتّى يتمّ لك الشّفاء ، وخذي النّبيّ وسيلة.. في كشف ضرّك والبلاء ، إذ لا سقام ولا عذاب مع النّبيّ ولا شقاء ، فهو الأمانُ كذا الرّجاء ، وأمانك الثّاني دعاء ، بنيل غفران الإله ، ما خاب يوماً من دعاه، فتوجّهي في كلّ حين ، للخالق المولى المعين ، بحال صدق مع يقين ، فأنا شفاء الصّادقين الموقنين المخلصين .
    الفتاة 2 : يا ربّ ألهمني الدّعاء ، واحفظ فؤادي من شقاء ، وامنحه من برد اليقين ، ما يثلج الصّدر الحزين . ( تلتفت إلى جند القرآن قائلة ) : هيّا يا جند القرآن ، معكم أصل لبرّ أمان .
    القرآن : أتُراك تصونين الصّحبة ، كي يحيا أملٌ لا خيبة .
    الفتاة 2 : طبعاً سأصون الصّحبة ، وأكون عند الرّغبة .
    القرآن : فعليكِ بالدّليل ، في دربك الطّويل ، كي يهديَك السّبيل .
    الفتاة 2 : أمَعَ الجنود أكون .. في حاجة الدّليل .
    القرآن : الملَك وهؤلاء ( مشيراً إلى الجنود ) هم من جند السّماء ، ولو كانوا يغنون .. ما جاء الأنبياء .
    الفتاة 2 : عصر النّبوّات انقضى ، فكيف نرجع ما مضى .
    القرآن : عليك بالدّعاة .. لله والهداة ، كذلك العلماء ، ورّاث الأنبياء ، هم جند الله في أرضه .. يمددهم جند سماء .
    الفتاة 2 : أوَلستَ تمنحني الهدى .. تهدي به فكري الضّليل ؟ أو لست تمنحني الشّفا .. تشفي به قلبي العليل ؟ وبرحمة المولى تزيل الذّنب والوزر الثّقيل ؟ فما دور الدّليل ؟ فما دور الدّليل ؟!
    القرآن : من ذا يجنّبك الهوى .. حتّى يُصان لكِ الهدى ، كي لا يصير ضلالة.. وتضيع أعمال سُدى ؟!.
    من ذا سيعلّمك الرّحمة إلّا من يدعو لرحيم ، لتنالي الرّحمة لا النّقمة .. وتعيشي في دار نعيم ؟!.
    من ذا يعلّمك الدّعاء .. والنّفس يحيي بالرّجاء .. حتّى يلازمك الشّفاء ؟!
    فلكي يُصان هداي .. ورحمتي وشفاي ، لا بدّ من محبّة لقدوة وصحبة ، فأنتِ مثل الطّير .. يحتاج لجناحين ، لكنّ الواحد بسماءٍ .. لله ترفعين ، والآخر في أرض الله .. لعباده تضعين ، فوطّني الفؤاد .. دوماً على المحبّة ، واختاري للمسير.. في الله خير صحبة .
    ( يخرج الجميع ويُسدل السّتار ، ثمّ يفتح لتظهر الفتاة نائمة ، تستيقظ وهي سعيدة تترنّم فرحة ) :[/align]

    ناداني صوتُ القرآن**** أصغى قلـــبي والآذان
    أنساني كلّ الأحزان****أحيا في قلبي الإيمان
    قال : اقرأ باسم الرّحمن

    [align=justify]( تدخل الفتاة 1 أثناء غناء أختها متعجّبة من السّعادة التي تبدو على أختها وتبدي فرحها بذلك ثمّ تلتفت إلى الجمهور وهي تقول باسمة )
    الفتاة 1 : سبحان مغي‍ّر الأحوال ، ما بين طرفة عين وانتباهتها يغيّر الله من حال إلى حال ‍‍‍‍!!
    ( تنتهي الفتاة 2 من أغنيتها فتقع عيناها على أختها فتخاطبها الأولى مستعيدة بعضاً من عبارات أختها الّتي كانت تخاطبها بها )
    الفتاة 1 : ما لي أراك سعيدة ونشيطة هذا النّهار ، تترنّمين وتنشدين .. مثل البلابل والأطيار ؟‍‍!
    الفتاة 2 ( معيدة عبارة أختها ) : ولم لا أسعد يا أختاه ، وأنا سأحيا في ظلّ الله ونعيم الله ، كتابِ الله .
    الفتاة 1 : في ظلّ اللّه ونعيم الله ، كتاب الله ، كم يُفرح هذا يا أختاه ، لكن ما سرّ التّغيير ، وشعورٍ بالفرح كبير .
    الفتاة 2 : هو حُلُمٌ لا كالأحلام ، هو نورٌ من بعد ظلام ، تذكرة عبر الأيّام ، أحياني من طول منام ، أنساني كلّ الآلام ، خاطبني فيه القرآن ، زيّن لي درب الإيمان ، كرّه لي سبل العصيان ، لأعيش بسلم وأمان ، في صحبة أهل الإيمان ، وعباد الله الرّحمن ، وأفوز بجنّة رضوان .
    الفتاة 1 : أسعدك الله الرّحمن ، أسعدك الله الرّحمن . ولنمض سويّاً يا أختي، ولنحيَ بظلّ القرآن ، في صحبة أهل الإيمان .. ( تمضيان ويسدل السّتار ) .
    أغنية من وراء الكواليس : [/align]

    ما أحلى أن يحيا قلبٌ **** عمراً في ظـلّ الإيمــــانِ
    وأناسٍ أنفسَهم نذروا **** يُدعون عبـاد الرّحمــــــــنِ
    قرآن الله مصـاحبهـــم **** في إصبـــــــاحٍ والأســحارِ
    يعطون النّصح بلا ثمنٍ **** من يرجو التّوبَ من البـاري
    فسبيلُ نجاةٍ في حقٍّ **** يُسـقى من كأس الأبرارِ

يعمل...
X