أُنَاشِدُ حُبِي أَنْ تَعُودَ وتَقْصِدَا
الطويل
أُنَاشِدُ حُبِّي أَنْ تَعُودَ وَتَقْصِدَا
فَشَأْنُ الْغَوَانِي أَنْ تَجُورَ تَعَمُّدَا
*
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسِي ، وَذُلَّ قَرِينُهَا
هُوَ الْحُبُّ لَمْ يَضْرِبْ مَعَ الْقَلْبِ مَوْعِدَا
*
أَنِينٌ وَشَكْوَىً بِالأَصَائِلِ وَ الضُّحَى
وَمَا طَرَقَ الإِغْفَاءُ لَيْلاً تَوَقَّدَا
*
تُبَاعِدُ مَابَيْنَ الْغَرَامِ وَبَيْنَنَا
تُحِيكُ عَلَى البُعْدِ الْعَذَابَ الْمُسَرَّدا
*
قَدِ احْتَجَبَتْ بِالْحُزْنِ رَأْياً وَ نَظْرَةً
تَرَى الْحُبَّ إِلاَّ أَنْ نَشُطَّ وَ نَقْعُدَا
*
وَلَمَّا طَلَبْتُ الْوِصَالَ سَاءَتْ ظُنُونُهَا
وَ نَظَّتْ ثِيَابَ الْبُخْلِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى
*
وَ لَمَّا رَأَيْتُ الْقَلْبَ دُونَ مُرَادِهَا
تَرَكْتُ لَهَا الْحَاسُوبَ ظِلاً مُمَدَّدَا
*
لَقَدْ حَكَمَتْ فِينَا الْحِسَانُ بِدُلِّهَا
وَ مَنْ رَضِيَ الأَغْلاَلَ ذُلاًّ تَقَيَّدَا
*
فَيَا نَفْسُ مَا أَدْرَاكِ أَيْنَ مَلاَذُنَا
وَ قَدْ كُسِرَ الْمُجْذَافُ لَمَّا تَجَدَّدَا
*
وَ مَازِلْتُ كَالْعَذْبِ الزُّلاَلِ صَبَابةً
وَ أَنْدَى عَلَى قَلْبِ الْحَبِيبِ وَ أَبْرَدا
*
وَ مَازِلْتُ جَاراً لِلسِّمَاكِ مُمَنَّعاً
أُفَارِقُهُ عَهْداً وَ أَلْقَاهُ مَعْهِدَا
*
عَسَى أَحَدٌ يَدْنُو لَهَا مُتَأَلِّقاً
وَ أَنْ تَكْتُبَ الأَقْلاَمُ فِيهَا وَ تَسْهَدَا
*
وَ مَا رَاعَنِي كَسْرُ الْيَرَاعِ صَنِيعَةً
فَقَدْ غَارَ بِي فِي الْغَانِيَاتِ وَ أَبْعَدَا
*
وَفِيكِ الْقَوَافِي الْغِرُّ تَنْشُرُ طِيبَهَا
كَمَا بَثْتِ الرُّوحُ الْهَوى فَتَبَدَّدَا
*
فَعُذْرُكِ مَقْبُولٌ عَلَى غَيْرِ عِلَّةٍ
فَمَا عُذْرُ مَنْ يَهْوَاكِ حِينَ تَشَرَّدَا
*
سَأَذْكُرُ مَا أَوْلَيْتِنِي مِنْ مَكَارِمٍ
وَلِي مَوْعِدُ الأَحْلاَمَ عِيداً وَ مَوْلِدَا
*
وأَنَّي دَعَوْتُ اللهَ عِنْدَ طَوَافِنَا
وَ إِنِّي طَوَيْتُ الأَرْضَ عَنْكِ لِأَشْهَدَا
*
أُعِيدُ صَبَاحِي لَوْ قَضَى الدَّمْعُ حَاجَتِي
عَلَى صَهَوَاتِ الشَّوْقِ أَوْ آخِرِ الصَّدَى
*
وَلَكِنْ كَفَانِي الشَّوْقَ نَوْحُ حَمَامةٍ
إِذَا دَمْعَةُ الْمَحْبُوبِ مَدَّتْ لَنَا يَدَا
*
وَ أَصْبَحَتِ الأَقْلاَمُ غُفْلاً كَأَنَّهَا
تُهَوِّنُ مَا يُخْفَى وَ تُعْظِمُ مَا بَدَى
*
وَ أَقْوَتْ مِنَ الآهَاتِ حَتَّى سَمِعْتُهَا
تُنَاشِدُ لَيْلَ الْوَصْلِ أَنْ يَتَجَمَّدَا
*
فَأَيْقَنْتُ أَنَّ الشِّعْرَ مَضْيَعَةٌ طَوَتْ
عَلَى الْوَقْتِ دَيْجُوراً مِنَ اللَّيْلِ سَرْمَدَا
*
لِمَنْ أَكْتُبُ الأَشْعَارَ بَعْدَ صُدُودِهَا
إِذَا حَنَّ قَلْبِي لِلْغَوَانِي وَ غَرَّدَا ؟
*
تَرَقَرَقَ دَمْعِي آمِناً ، شَطْرُهُ دَمٌ
وَ كَانَ لَهُ مَاءُ الْمُحِيطَيْنِ مَوْرِدَا
*
وَ قَدْ عِشْتُ دَهْراً وَ الْقَوَافِي صَحَابَتِي
لَعُوبٌ إِذَا مَا الْقَلْبُ أَبْدَى تَنَهُّدَا
*
وَدَاعاً لِأَصْحَابِ الْقَرِيضِ فَإِنَّنِي
قَصَدْتُ بِهَ قَوْلاً وَ فِعْلاً وَ مُجْتِدَا
*
فَلَنْ أَكْتُبَ الأَشْعَارَ مِنْ غَيْرِ خُلَّةٍ
وَ لَنْ أَهْجُرَ الضِّدَّيْنِ ، بَحْراً وَ فَرْقَدَا
***
فَشَأْنُ الْغَوَانِي أَنْ تَجُورَ تَعَمُّدَا
*
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسِي ، وَذُلَّ قَرِينُهَا
هُوَ الْحُبُّ لَمْ يَضْرِبْ مَعَ الْقَلْبِ مَوْعِدَا
*
أَنِينٌ وَشَكْوَىً بِالأَصَائِلِ وَ الضُّحَى
وَمَا طَرَقَ الإِغْفَاءُ لَيْلاً تَوَقَّدَا
*
تُبَاعِدُ مَابَيْنَ الْغَرَامِ وَبَيْنَنَا
تُحِيكُ عَلَى البُعْدِ الْعَذَابَ الْمُسَرَّدا
*
قَدِ احْتَجَبَتْ بِالْحُزْنِ رَأْياً وَ نَظْرَةً
تَرَى الْحُبَّ إِلاَّ أَنْ نَشُطَّ وَ نَقْعُدَا
*
وَلَمَّا طَلَبْتُ الْوِصَالَ سَاءَتْ ظُنُونُهَا
وَ نَظَّتْ ثِيَابَ الْبُخْلِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى
*
وَ لَمَّا رَأَيْتُ الْقَلْبَ دُونَ مُرَادِهَا
تَرَكْتُ لَهَا الْحَاسُوبَ ظِلاً مُمَدَّدَا
*
لَقَدْ حَكَمَتْ فِينَا الْحِسَانُ بِدُلِّهَا
وَ مَنْ رَضِيَ الأَغْلاَلَ ذُلاًّ تَقَيَّدَا
*
فَيَا نَفْسُ مَا أَدْرَاكِ أَيْنَ مَلاَذُنَا
وَ قَدْ كُسِرَ الْمُجْذَافُ لَمَّا تَجَدَّدَا
*
وَ مَازِلْتُ كَالْعَذْبِ الزُّلاَلِ صَبَابةً
وَ أَنْدَى عَلَى قَلْبِ الْحَبِيبِ وَ أَبْرَدا
*
وَ مَازِلْتُ جَاراً لِلسِّمَاكِ مُمَنَّعاً
أُفَارِقُهُ عَهْداً وَ أَلْقَاهُ مَعْهِدَا
*
عَسَى أَحَدٌ يَدْنُو لَهَا مُتَأَلِّقاً
وَ أَنْ تَكْتُبَ الأَقْلاَمُ فِيهَا وَ تَسْهَدَا
*
وَ مَا رَاعَنِي كَسْرُ الْيَرَاعِ صَنِيعَةً
فَقَدْ غَارَ بِي فِي الْغَانِيَاتِ وَ أَبْعَدَا
*
وَفِيكِ الْقَوَافِي الْغِرُّ تَنْشُرُ طِيبَهَا
كَمَا بَثْتِ الرُّوحُ الْهَوى فَتَبَدَّدَا
*
فَعُذْرُكِ مَقْبُولٌ عَلَى غَيْرِ عِلَّةٍ
فَمَا عُذْرُ مَنْ يَهْوَاكِ حِينَ تَشَرَّدَا
*
سَأَذْكُرُ مَا أَوْلَيْتِنِي مِنْ مَكَارِمٍ
وَلِي مَوْعِدُ الأَحْلاَمَ عِيداً وَ مَوْلِدَا
*
وأَنَّي دَعَوْتُ اللهَ عِنْدَ طَوَافِنَا
وَ إِنِّي طَوَيْتُ الأَرْضَ عَنْكِ لِأَشْهَدَا
*
أُعِيدُ صَبَاحِي لَوْ قَضَى الدَّمْعُ حَاجَتِي
عَلَى صَهَوَاتِ الشَّوْقِ أَوْ آخِرِ الصَّدَى
*
وَلَكِنْ كَفَانِي الشَّوْقَ نَوْحُ حَمَامةٍ
إِذَا دَمْعَةُ الْمَحْبُوبِ مَدَّتْ لَنَا يَدَا
*
وَ أَصْبَحَتِ الأَقْلاَمُ غُفْلاً كَأَنَّهَا
تُهَوِّنُ مَا يُخْفَى وَ تُعْظِمُ مَا بَدَى
*
وَ أَقْوَتْ مِنَ الآهَاتِ حَتَّى سَمِعْتُهَا
تُنَاشِدُ لَيْلَ الْوَصْلِ أَنْ يَتَجَمَّدَا
*
فَأَيْقَنْتُ أَنَّ الشِّعْرَ مَضْيَعَةٌ طَوَتْ
عَلَى الْوَقْتِ دَيْجُوراً مِنَ اللَّيْلِ سَرْمَدَا
*
لِمَنْ أَكْتُبُ الأَشْعَارَ بَعْدَ صُدُودِهَا
إِذَا حَنَّ قَلْبِي لِلْغَوَانِي وَ غَرَّدَا ؟
*
تَرَقَرَقَ دَمْعِي آمِناً ، شَطْرُهُ دَمٌ
وَ كَانَ لَهُ مَاءُ الْمُحِيطَيْنِ مَوْرِدَا
*
وَ قَدْ عِشْتُ دَهْراً وَ الْقَوَافِي صَحَابَتِي
لَعُوبٌ إِذَا مَا الْقَلْبُ أَبْدَى تَنَهُّدَا
*
وَدَاعاً لِأَصْحَابِ الْقَرِيضِ فَإِنَّنِي
قَصَدْتُ بِهَ قَوْلاً وَ فِعْلاً وَ مُجْتِدَا
*
فَلَنْ أَكْتُبَ الأَشْعَارَ مِنْ غَيْرِ خُلَّةٍ
وَ لَنْ أَهْجُرَ الضِّدَّيْنِ ، بَحْراً وَ فَرْقَدَا
***
طرابلس الغرب 2010.10.11