المونودراما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نعيم الأسيوطي
    أديب وقاص
    • 29-11-2009
    • 115

    المونودراما

    المونودراما
    يقول حسين مروة : ( ليس هناك فن يتخطى تاريخه ) وهذا حكم ينسحب طبعا على كافة الفنون , وبما أن المسرح هو سيد الفنون فبالضرورة يشمله هكذا حكم .
    وقد يقول قائل أن فن المونودراما هو أحد الفنون المسرحية المتعدية على فن المسرح والتي تتعدى ظرفها التاريخي وشرطها الوجودي ., وهذه حالة إشكالية لابد من دراستها وتوضيح ماهية العرض المونودرامي.
    ولو عدنا ( تاريخيا ) إلى المسرح اليوناني والمسرح الروماني لوجدنا أن المونولوج هو تقليد في المسرحيين المذكورين , ومن المعروف أن المونولوج هو شكل من أشكال الخطاب المسرحي ,وهو يأخذ شكل مناجاة(فردية)
    مع الوجدان الداخلي للشخصية , ويمكن أن يأتي على شكل حوار مع شخصية غير موجودة على خشبة المسرح .
    وفقد أدان منظرو الواقعية والطبيعية المونولوج من الناحية الشكلانية وقبلوه في حالات محدودة مثل الحلم أو الهذيان وحالات السكر الشديد , كما أن المدرسة الرومانسية للمسرح اهتمت في المونولوج لأنه يبرر الحوار مع الذات والتعبير عن النفس الداخلية للشخصية المسرحية . وكل ذلك يتطابق مع النص أو العرض المونودرامي بكون النص هو مونولوج طويل والعرض يحاكي الوجداني في الشخصية المسرحية إما عن طريق الحوار مع شخصية مفترضة أو مع غرض مسرحي أو تداعيات وهذيانات شخصية داخلية كانت أم خارجية , وبهذا يكون النص والعرض المونودراما أبناء شرعيين للمسرح ضمن سياقه التاريخي والذي فرض وجوده على الساحة المسرحية كجنس مسرحي ينطبق علية كافة المدارس المسرحية من ناحية النص أو العرض .
    وقد أخذت المونودراما موقعها الفني دون إحساس من يشتغل بها من مخرج وكاتب وممثل بالغربة عن الحالة الوجودية للمسرح حيث أصبحت جزءا من تاريخ المسرح . وأخذ المسرح المونودرامي يتنفس هواء عليلا في أجواء وسارح العالم قاطبة .
    وأول ظهور لهذا المسرح في التاريخ الحديث كان ألمانيا وإنجلترا عام 1775وعام 1780 ولم يكن حينها ممثلا وحيدا , بل كان الممثل الوحيد هو الذي يقوم بأداء المونولوج , ويساعده لإتمام عملية الفعل المسرحي بعض الممثلين المساعدين ( كومبارس ) , أو عازفين موسيقيين على الخشبة مع الممثل الوحيد .
    وقد أخذ النص المونودراما شكله الحالي بعد أن شكل لنفسه ارتكازا تاريخيا وأصول كتابية ضمن البنى المعرفية للنص الدرامي حيث وضع تشيخوف هذه الأصول من خلال نصه المونودرامي ( مضار التبغ ) ومن بعده الفرنسي جان كوتو في مسرحية ( الصوت الإنساني ) وتتالت المسرحيات المونودرامي ولكن وخاصة بعد السيطرة الاقتصادية لرأس المال على كافة المقدرات الإنسانية والفنية والتي بالضرورة خلقت عزلة بشرية أفرزت عزلة مسرحية فراح بعض الفنانين يقوم بكتابة وتمثيل وإخراج نصه المسرحي وهذا حرصا على استمرار المسرح وهذه سابقة تسجل للمونودرامين في العالم وخاصة بعد الثورة الصناعية . وخاصة أن العرض المونودرامي لا يحتاج إلى كلف إنتاجية عالية مما جعل المسرحيين إلى البحث عن صيغ جديدة توقف انهيار المسرح مستفيدين من التجارب المسرحية السابقة واستطاعوا تطويعها وخلق أشكال جديدة منها المونودراما ضمن تطورها التاريخي ووظفوها على خشبة المسرح معلنين أن الممثل الفرد يستطيع وبقوة أن يشكل حالة درامية متكاملة عبر أداءه لعدة أدوار في عرض واحد وأن ينتقل ويتحول من دور إلى حالة ومن حالة إلى بنية وعبر أمكنة متعددة وأزمنة مختلفة , ومن خلال براعة الممثل المونودرامي يستطيع أن يقنع المتلقي بأن على الخشبة العديد من الشخصيات التي يتعامل معها , وهذا يعني أن العرض المسرحي المونودرامي هو عرض مسرحي بامتياز .
    المونودراما في المسرح العربي :
    رغم أن هناك شكلا تاريخيا للمونودراما عند العرب ( كسوق عكاظ ) لكنها لم تأخذ شكلا دراميا رغم أن النص الشعري العكاظي يمتلك إلى حد ما بنية درامية ولم يسعها هذه البنى أن تتطور لأن الإسلام بحالته الجماعية ألغى الحالة الفردية العكاظية .
    ومع دخول المسرح إلى الوطن العربي أخذ المونولوج ينمو ويتطور ولم يأخذ التسمية المونودرامية حتى زمن متقدم من الفرن الماضي , حيث غامر بعض الفنانين في تحويل نصوص مسرحية إلى نص مونودرامي وكان الفنان السوري ( حسن عكلا ) من أوائل الفنانين الذين كتبوا ومثلوا وأخرجوا للمونودراما فقد أعد نص حديقة الحيوان مونودراميا واشتغل عليه كما عمل نص الطيف عن قصة الدكتور محمد الحاج صالح يوم في حياة مجنون , بذلك يكون الفنان حسن عكلا أول من اشتغل على النص المونودرامي في سورية . وجاء بعد ذلك الفنان أسعد فضة بتقديم يوميات مجنون عرضا مونودراميا تمثيلا وإخراجا , وتره الثنائي ممدوح عدوان كاتبا وزيناتي قدسية ممثلا ومخرجا في نصوص الزبال والقيامة وحال الدنيا , وتتالت الاشتغالات على العرض المونودرامي من خلال الفنان اللبناني رفيق علي أحمد في عرض الجرس ومن ثم التونسي محمد إدريس في عرض حي المعلم , وجاء أيضا المغربي عبد الحق الزروالي في مونودراما رحلة العطش وبرج النور حيث أطلق علي الزروالي أنذاك المسرح الفردي وتتالت العروض المونودرامية وأصبحت لها ركيزة مهمة في المسرح العربي مما أفرز لهذا الجنس المسرحي مهرجانات فكان المهرجان الأول للمونودراما على صعيد الوطن العربي هو مهرجان الفجيرة الذي يقام كل عامين ووصل الآن إلى الدورة الثالثة في الفجيرة , وتلا ذلك في سورية بعد أن أدرك الفنان ياسر دريباتي الحضور الجاد للمسرح المونودرامي في أوساط المسرحيين السوريين أعلن عام 2005 عن أول مهرجان للمونودراما في سورية وتبناه البيت العربي للموسيقى والرسم في اللاذقية وقدمت في دوراته الثلاثة الماضية عروض عربية ومحلية مهمة , ويستعد الآن البيت العربي للموسيقى والرسم للدورة الرابعة لمهرجان المونودراما في اللاذقية , وأصبح لهذا المهرجان جمهوره وحضوره في أوساط المسرح السوري .
    هذه لمحة عامة عن المونودراما 0

    قراءة منقولة لتعم الفائدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    شكرا على المجهود و على الإفادة أستاذ نعيم.
    دراسة قيّمة ،و جامعة و مختصرة في آن.
    بحث عالي الجودة ،تقديري الكبير لك و لبذلك.
    من المؤكّد أنّ الحديث يطول عن المونودراما و عودتها كظاهرة كارثيّة في بعض الأوساط و بعض الأقطار العربيّة.
    لي عودة للموضوع.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    يعمل...
    X