الصحبـــة الطيبة /للأطفال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    الصحبـــة الطيبة /للأطفال


    الصحبة الطيبة

    نظرت ريناد ذات العشر سنوات إلى رفوف الكتب ..تمتمت متأففة (الكتب مُمِلة)..سمِعتها مسؤولة المكتبة ..فرفعت نظارتها التي كشفت عن عينين حنونتين..أقفلت كتابها واتجهت نحوها ..اقتربت منها تقول بصوتٍ منخفض لِئلا تزعج القراء الذين على المناضد يتصفحون: ( يا صغيرتي الكتب ليست مُمِلة ..بل مُسلية ومُفيدة ..)ابتسمَت وتابَعت ( أنا مسؤولة المكتبة ) مَدّت يدها لِمُصافحة ريناد التي َردت التحية وقالت( وأنا ريناد وهؤلاء أخواتي يقرأن القصص) مشيرة نحوهن..
    التقطت المسؤولة كتاباً من رفٍ بجانبها وقالت(ما رأيك في هذا الكتاب ..إنه يحتوي على صورٍ للحيوانات ومعلوماتٍ عنهم) أجابت ريناد( قرأتُ الكثير عن الحيوانات في الحاسوب ورأيتهم في التلفاز) رجعت المسؤولة تقول(وهذا الكتاب عن البراكين والزلازل؟)قالت ريناد (لا يبدو الأفضل)..
    فكّرت المسؤولة قليلاً ثم قالت(حسناً يا ريناد ..سأعيرك كتاباً خاصاً جداً ..اتبعيني).
    في زاويةٍ من زوايا قاعة المكتبة الكبيرة كانت هناك واجهة زجاجية لغرفة صغيرة مليئة بالكتبِ المتراصّة والتي يبدو أنها كتُب مُميزة بغلافها ومُتجدِّدة بمحتوياتها كما قالت المسؤولة.
    سحبتْ كتاباً يبدو أنيقا ..كان عنوانهُ (الصُحبة الطيبة) قالت بهدوء (هذا كتاب ٌقيّم ..لا أعطيهِ إلا للأشخاص المُهمين ..وأنتِ مٌُهمة بالنسبة لي ..سيُغير نظرتك عن الكتب حتماً بعد قراءته بإذن الله..سأعيرك إياه على أن تُعيديه للمكتبة بعد انتهائِك منه ليستفيد قارئ آخر) رفعتْ ريناد بصرها نحو المسؤولة وقالت (وما المُهم في هذا الكتاب ..عمّ يتحدث؟) قالت المسؤولة (إنه يحتوي على أشياءٍ رائعة وهادفة ..سأترُكه مفاجأة لك).
    أخذتْ ريناد الكتاب وشكرتها بعد ان وقـّعتْ بإستلامهِ وعادتْ مع أخواتها إلى منزلها القريب من المكتبة..
    حانَ وقت النوم ..اتجهت ريناد نحو سريرها بعد أن نظفت أسنانها وصلّت فريضتها وهاهي تستعد لتنام..لحظات سمِعتْ صوتاً يهمِس في الغرفة ويقول (اقرئيني..اقرئيني)رفعت رأسها تبحَث عن مصدر الصوت ونظرتْ نحو الطاولة الصغيرة بقرب سريرها حيث وضعت الكتاب عليها ..كان هناك شُعاع صغير جداً يظهر من الكتاب.. وبحذرٍ مدت يدها وأخذته ثم اعتدلت في جلستها و فتحت الصفحة الأولى ..
    كانت هناك صورة جانبية في بداية الصفحة لسيدة تبتسم أخذت تحدثها موجهة كلامها إليها ..تمُد يدها قائلة ( أنا مؤلفة الكتاب ..ما رأيك أن نأخذ جولة مع هذا المجاهد المسلم ..طارق بن زياد) لحظات ورأت نفسها داخل الصورة مع المؤلفة وعبارات من حولها تحكي عن فتح الأندلس ..وكشاشة سينمائية كان المجاهد يقف أمامها فوق جواده (ياإلهي أنا في زمن طارق بن زياد ..يالها من مفاجأة كبيرة )..أخذت ريناد تستمع الى مؤلفة الكتاب وهي تشرح بإسلوب جميل كيف كان المجاهد طارق يستعين بالله تعالى ثم بجنوده البواسل في فتح مدن الأندلس وما حولها..
    وفي رحلتها رأت صوراً كثيرة لهذا البلد الساحر وقـُراه وجباله..انتهت القصة الأولى ..شعرت بسعادةٍ غمرتها وهي تخرج من الكتاب بابتسامة جميلة مودِّعة مؤلفته..ثم صاحَبَها نوم هانيء ..بينما الكتاب يغفو على صدرها.
    وفي اليوم التالي استيقظت ريناد سعيدة وراحت تقصّ على والديها وإخوتها وهم مجتمعون على مائدة الإفطار عن الرحلة التي صحبتها فيها مؤلفة الكتاب ومعهم طارق بن زياد..كانت علامات التعجب والدهشة ترتسم على وجوه الجميع..
    جاءت الليلة التالية ..وفيما هي تستعد للنوم كان الصوت يهمس (اقرئيني..أقرئيني )تأخذ الكتاب وتفتح على القصة التالية ..تلمس الصورة واذا هي بداخله مع المؤلفة مرة أخرى و..القائد صلاح الدين الأيوبي ..الجندي المسلم تُشاهده في معركة استرجاع بيت المقدس خطوة خطوة ..مستعيناً بالله وبإيمانه بقدرة المُسلم على استعادة مقدساتهِ من أيدي العابثين ..قرأت ملحمة عن التفاني والتضحية من أجل رفع راية الحق ..ومن ثَمَ هاهي تغفو سعيدة بما قرأت.
    تستيقظ لِتبدأ صباحها بحكاية المغامرة الجديدة أمام عائلتها ..كان الجميع يتلهف لسماع ريناد وهي تقصّ عليهم بأسلوب أدبي جميل عن قصة اليوم.
    وهكذ أمضت لياليَ كثيرة مع كتاب الصحبة الطيبة ..إلى أن انتهت منه ..رجعت إلى مسؤولة المكتبة التي سُعـِدت حين قالت لها ريناد(الكتاب لن ولم يكن يوماً مملاً ..بل مشوقاً ومفيداً جداً..)
    أصبح لريناد مكتبة صغيرة في غرفتها ..تضم قصصاً جميلة وانضمت أيضاً كعضوة في المكتبة العامة القريبة من منزلها.








    **
    رحمك الله يا أمي الغالية
  • مختار عوض
    شاعر وقاص
    • 12-05-2010
    • 2175

    #2
    ما أجملها كتابة للأطفال..
    بدون مجاملة كتابتك للأطفال - وهي في رأيي أصعب أنواع الكتابة - رائعة..
    لديك أسلوب مشوق، كما أنك لا تنسين التذكير بالعادات الصحية كتنظيف الأسنان قبل النوم، وكذلك واجبات الطفل نحو ربه كالصلاة..
    أحييك على هذه الموهبة وأدعوك لاستغلالها جيدا فهي نعمة من الله سبحانه وتعالى..
    أمنياتي لك بالتوفيق الدائم.

    تعليق

    • فايزشناني
      عضو الملتقى
      • 29-09-2010
      • 4795

      #3
      لم تعد تغريني القراءة

      وكثيراً ما أتخطى بعض السطور

      لكنني تابعت قصتك الجميلة بفرح

      أحترم كل نص يدعو للفضيلة والمحبة

      وكنت أخت مها موفقة جداً في جذبي كطفل كبير

      أبارك فيك شموخ قلمك وطيبته

      مع محبتي
      هيهات منا الهزيمة
      قررنا ألا نخاف
      تعيش وتسلم يا وطني​

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
        ما أجملها كتابة للأطفال..
        بدون مجاملة كتابتك للأطفال - وهي في رأيي أصعب أنواع الكتابة - رائعة..
        لديك أسلوب مشوق، كما أنك لا تنسين التذكير بالعادات الصحية كتنظيف الأسنان قبل النوم، وكذلك واجبات الطفل نحو ربه كالصلاة..
        أحييك على هذه الموهبة وأدعوك لاستغلالها جيدا فهي نعمة من الله سبحانه وتعالى..
        أمنياتي لك بالتوفيق الدائم.


        الأديب الفاضل مختار عوض

        لمروركم الكريم سعادة كبيرة في نفسي وأنتم تعطون رأياً ناصحاً وانطباعا ًجميلاً ليساعدني على المضي قدماً..
        شكراً مجددا ً
        مودتي واحترامي


        **
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10970

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
          لم تعد تغريني القراءة

          وكثيراً ما أتخطى بعض السطور

          لكنني تابعت قصتك الجميلة بفرح

          أحترم كل نص يدعو للفضيلة والمحبة

          وكنت أخت مها موفقة جداً في جذبي كطفل كبير

          أبارك فيك شموخ قلمك وطيبته

          مع محبتي


          الاستاذ الفاضل فايز شناني
          هذه احدى محاولاتي للكتابة للأطفال ..وانا فعلا احتاج للتوجيه
          لك مني جزيل الإمتنان أن أوليت نصي باهتمام اللطيف وكريم عطائك
          دمت ودام تواصلكم .



          **
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          • حنين حمودة
            أديب وكاتب
            • 06-06-2010
            • 402

            #6
            أستاذتي مها راجح،
            قصتك حلوة لكني.. لا أدري حين أتقمص طفولتي أرى أني لا أريد أن آكل هذا لأنه مفيد، ولا أريد أن أقرأ الكتاب لأنه هادف!

            أحب أن آكله لأنه لذيذ!!
            وكم سيكون الكاتب رائعا حين يسرب الفائدة إلى نفسي وأنا متلذذة
            بطبق أسكرتني رائحته قبل طعمه!

            ربما كانت رناد هي المتحدثة عن مكتبتي
            ذات يومِ سارت الأقدامُ في السوقِ وسارتْ لم تُعر حرّاً وشمسا جانباً من بنات الفكرِ .. لا لا.. ولا في القصد حارتْ * بعضُ مال رن رنة ْ في الجيوبْ سارت الأقدام سارتْ والدليلُ.. دليلـُها بعضُ شوقٍ في القلوبْ ** في زقاقٍ عامرٍ “لستَ تدري.. كيف ألقته المقاديرُ هنا” وَقَفتْ، مَالتْ.. وكانتْ ترتجي نيل المنى * * مدّت الأنظار ترنو


            أضفت أنشودة أيضا تتحدث عن حب القراءة والسمع ردا على الأستاذ محمد الصاوي الذي تخيل عمرا أصغر مما عنيت قبلا.

            أستاذة مها، سعدت بصحبتك الطيبة.
            تقديري

            تعليق

            • مها راجح
              حرف عميق من فم الصمت
              • 22-10-2008
              • 10970

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
              أستاذتي مها راجح،
              قصتك حلوة لكني.. لا أدري حين أتقمص طفولتي أرى أني لا أريد أن آكل هذا لأنه مفيد، ولا أريد أن أقرأ الكتاب لأنه هادف!

              أحب أن آكله لأنه لذيذ!!
              وكم سيكون الكاتب رائعا حين يسرب الفائدة إلى نفسي وأنا متلذذة
              بطبق أسكرتني رائحته قبل طعمه!

              ربما كانت رناد هي المتحدثة عن مكتبتي
              ذات يومِ سارت الأقدامُ في السوقِ وسارتْ لم تُعر حرّاً وشمسا جانباً من بنات الفكرِ .. لا لا.. ولا في القصد حارتْ * بعضُ مال رن رنة ْ في الجيوبْ سارت الأقدام سارتْ والدليلُ.. دليلـُها بعضُ شوقٍ في القلوبْ ** في زقاقٍ عامرٍ “لستَ تدري.. كيف ألقته المقاديرُ هنا” وَقَفتْ، مَالتْ.. وكانتْ ترتجي نيل المنى * * مدّت الأنظار ترنو


              أضفت أنشودة أيضا تتحدث عن حب القراءة والسمع ردا على الأستاذ محمد الصاوي الذي تخيل عمرا أصغر مما عنيت قبلا.

              أستاذة مها، سعدت بصحبتك الطيبة.
              تقديري

              مرحبا بالأستاذة الغالية حنين حمودة
              سعدت كثيرا بحضورك وقراءتك
              دام ألق قلمك
              شكرا لك وتحيتي
              رحمك الله يا أمي الغالية

              تعليق

              • فاطيمة أحمد
                أديبة وكاتبة
                • 28-02-2013
                • 2281

                #8
                في الكتب نسطيع أن تجد بحار من المعرفة
                وهدوء من ضجة الزخم الإعلامي وأمواجه في العالم الإفتراضي
                وحيث نغوص في تجربة الكاتب التي كتبها عن عمق

                الآن أعلم أن لك تجارب قصصية للأطفال وكم هذا جميل
                الأجمل غاليتي أن الهدف من القصة بارز بعمق وجمال
                إذ نأت القصة عن مجرد التسلية ووضعت نصب عينيها هدف

                الأجمل في القصة الذي راقني تلك اللمسة الرقيقة التي أضفتها الكاتبة على القصة للخروج بها من إطار الاعتياد والرتابة
                وذاك الصوت الذي يهمس أقرئيني اقرئيني...
                تلك الفقرة والفكرة و ما تبعها كان فيها الجمال والروعة

                غاليتي، قلم رقراق بالعطاء أنتِ
                فطوبى للمرأة أن يكون لها أقلام كأنت ..تتأنق بالحرف والكلمة بالإحساس والمعنى
                مودتي.


                تعليق

                • فاطيمة أحمد
                  أديبة وكاتبة
                  • 28-02-2013
                  • 2281

                  #9
                  عذرا غاليتي
                  نسيتك أن أسألك .. ما معنى ريناد وليان؟ وجدتهما غريبين
                  وهل لهذين الاسمين توظيف في القصص ؟
                  مودتي.


                  تعليق

                  • مها راجح
                    حرف عميق من فم الصمت
                    • 22-10-2008
                    • 10970

                    #10
                    الأستاذة المتألقة فاطيمة أحمد
                    جميل من الكاتب أن يؤثر على القاريء ..
                    وهذا ما اعمل به استاذة فاطيمة وخاصة للطفولة
                    مرورك أسعدني ..وكلماتك حبات مطر ترددت صداها في نصي
                    شكرا لك وتحية .

                    ملاحظة :
                    بالنسبة للأسماء ..كانت النصوص بمثابة هدايا لأطفال في العائلة
                    كنت اشجعهن باسلوبي الخاص واهديهن نصا لتحفيزهن بالقراءة ..ليس إلا ..
                    شكرا لك مرة اخرى
                    رحمك الله يا أمي الغالية

                    تعليق

                    يعمل...
                    X