برقيّات مشتعلة ...
إلى حمقاء :
ما زلت أبحث في تاريخك عن أسباب أخرى لسقوطك المدوّي في شرك الهوى، ثمّة خيوط عنكبوتية شوّشت رؤاك، وأحاطت بعقلك، لكنّك لا تعلمين بوجودها، غير أنّي أعرف كيف نسجت حبائلها من حولك، وكيف امتدّت إلى قلبك فطرحته أرضا. ما زلت أبحثُ عن أسباب مخفّفة لكي أبرئك من تبعات حمقك، غير أنّ هيئة المحلّفين المشكّلة من الماء، والهواء، والتّراب، والأقمار، والنوارس ، قد أدانتك، ولم تجد مبرّرا واحدا للتّخفيف من حكمها عليك، فأدلّة جرمك ثابتة، حمقاء باعت نفسها لعنكبوت ساقط ، بدليل نفاقك وكذبك، وشهادة مستر قوقل ...
وداعًا للبراءة والصّداقة، ولماَ كان...وما سيكون.
من بعيد، ستجدينني أراقب ظلّك المشوّه، وأنت تتغزّلين في خيالك المعكوس على وجه القمر، وتستحمّين بضوء الثريّا، نجمة سابحة في مجرّة المستحيل، خدعوك فقالوا إنّك من نوع فريد... وأنّك لا تنتمين لتضاريس هذا التراب.
أعطوك لقبًا فثملت جوارحك، وكم من ألقاب تفني صاحبها، ومانحها ما زال يهرول في أزقّة الخرف؛ وتفاهات التّمنّي.
إلى أبو مرّة وأزلامه:
حزين أنت، حين تقرع طبول الصّمت في باطنك لحن الرجوع إلى الوراء، كي تتذكّر جيّدًا أنّ نزفك معجون بلعنة الثّقة والأمان في غربان هذا الواقع، وغدر البوم في صحف المواثيق وعهود النّقاء.لا تلتفت كثيرًا إلى جراحاتك، لا تستسلم... وخذ نفسًا طويلًا وفكّر كيف ستعيد القطار إلى سكّته الصّحيحة...فأرض الله واسعة، ولا تعبأ بصاحب هذا الظلّ الطويل المتهالك فوق كرسي الشيطان، فهذا النّعيب يفسد الماء والهواء، صاحبه موبوء بداء العهر، وتحريف فلسفة المثل المستبدّة، لا تكترث لما سيفعل، فحبال الكذب قصيرة؛ والموت حقّ.
لن تعرف طعم الرّاحة ما لم تنتصر لهزائم واقعك المسجّى على موائد اللئام، والمشوّه بأقلام رويبضات هذا الزّمن العصيب؛ يأكلون بحبرها كما تأكل الفاجرة بثدييها بطرا وترفا. لن تعرف الأمان ما لم تنزع عنهم تلك الأقنعة المزيّفة أمام السّماء والأرض وبقوّة الحذاء، فلكلّ مقام مقال، ولن تكون ابن هذا الطين الّذي تعمّد بعرق الأوفياء إنْ لم تكن للغتك صرخة مدوّية تهزّ عرش أبو مرّة هذا وأزلامه، وكلّ المتآمرين الذين فقدوا الحياء، فافعلـ/ وا ما شئتـ/ م فلن تدوم لكم الحياة .
سأكون سعيدًا – ربما للمرّة الأولى في حياتي- حينما ينفضّ الجمع من حولك، ويتبعثر أزلامك فردا فردا... ولا تجد حتّى ورقة توت تغطي بها عوراتك، يا شبه شيء تمرّد على نعم الله الكثيرة. سأكون سعيدًا حين لا أستطيع أنْ أقول لك - لأنّ طريقي غير طريقك- : يا لك من تافه ماكر لم يحسب لله أيّ حساب.
أيّتّها الأشياء... صبرًا صبرا، فثمّة رجال لن يتركوك تنالين من عزمهم، حتّى ولو كان كلّ تجّار اللغة يقبعون فوق حروف الضّاد وكلّ العروش المزيّفة، لن تنال من عزمي أيّها الشّقي، أيّها الملوّث بمخلّفات البغاء، هي الدّنيا تلعب معك اليوم– ومع أزلامك- لعبة العريس والعروسة، تزيّن لك الأشياء، تفصّلها على مقاسك كي تنغمس أكثر في ملذّاتك وطيشك المتهوّر. ما أسخف عقول من وهبهم الله علمًا فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به، واستغلّوه ليكون وسيلة خداع من أجل مجد زائل، ولقمة عيش مغلّفة بغرور وخبث لا يحسب للغد أيّ حساب.
سنشدّ الرحال - رغم كلّ الصّعاب- صوب تلك الأرض الّتي ستحاسبنا يومًا ما ...فانتظر /وا معي، لم يبق إلّا القليل، وبين ثانية وأخرى قد ينتهي كلّ شيء؛ لتجد نفسك - وأزلامك - في مواجهة الحقيقة؛ في تلك الحفرة الصّغيرة.
إلى الحقيقة:
ما زلت أحبّك مثل الحقيقة تمامًا، ولمن يعرف معنى هذه الحقيقة، سيدرك حتمًا كم أحبّك، وسيعلم يقينًا أنّ صاحب كلّ كلمة حقّ منبوذ وملعون في زمن الغرباء.
ما زلت أحتاج حبّك، كما يحتاج الطّفل الصغير للبكاء، فثمّة شرايين في قلبي لم تتفتّح بعد.أحتاجك كي أستمرّ بالصّمود في مركبي المتهالك وسط بحور ومحيطات هذا الجنون في عالمي.
كما الحقيقة أنت، من دونك سأفقد رغبتي في هذه الحياة.
لا أستطيع أنْ أعتاد لغة الصّمت، رغم أنّ الصّمت شريعة في بعض المواقف، لكن فيك أنتِ تذوب كل الشّرائع،أنطلق ثائرًا ضدّ كلّ الموانع، لأثبت لكِ أنّي حين أقول لكلّ ظالم أنّك ظالم، فهذا يعني أنّي أحبّك كما الحقيقة. كيف سيكون هذا العالم من دون حبّك؟ حين نقول للحقيقة كفى، قد اعتدنا على الكذب والنّفاق في زمن يسرح ويمرح فيه أشباه الرّجال، وأنّنا لن نستطيع أنْ نقف في وجه هذا الطّوفان. من يستطيع أنْ يعيش بلا ماء وهواء ؟ هكذا أنت أيّتها الحقيقة... لا عشت إنْ قبلت بنفيك وراء كثبان من الرّمال المتحرّكة...؟
وداعًا للكبرياء إنْ ماتت في خلايا عقولنا جذوة الاشتهاء لقول كلمة حقّ، وداعًا للحبّ إنْ لم أخبئك في محارتي، وأحجر عليك من غبار هذا الثّقب الممتدّ من السّماء إلى قلوب السّخفاء، ملوّث أنا يا أرض إنْ ضمّ ترابك رفاتي، وكنت على بعد خطوة واحدة من حقيقة لم أحتضنها في قلبي وعقلي، ومن حبّ هذه السيّدة الّتي ما انفكّ القلب يرمح خلف طهر جدائلها ليقول لها: أحبّك أنت والحقيقة، كما الوطن... لن أضيع طالما كنّا رفيقين معًا...
إلى حمقاء :
ما زلت أبحث في تاريخك عن أسباب أخرى لسقوطك المدوّي في شرك الهوى، ثمّة خيوط عنكبوتية شوّشت رؤاك، وأحاطت بعقلك، لكنّك لا تعلمين بوجودها، غير أنّي أعرف كيف نسجت حبائلها من حولك، وكيف امتدّت إلى قلبك فطرحته أرضا. ما زلت أبحثُ عن أسباب مخفّفة لكي أبرئك من تبعات حمقك، غير أنّ هيئة المحلّفين المشكّلة من الماء، والهواء، والتّراب، والأقمار، والنوارس ، قد أدانتك، ولم تجد مبرّرا واحدا للتّخفيف من حكمها عليك، فأدلّة جرمك ثابتة، حمقاء باعت نفسها لعنكبوت ساقط ، بدليل نفاقك وكذبك، وشهادة مستر قوقل ...
وداعًا للبراءة والصّداقة، ولماَ كان...وما سيكون.
من بعيد، ستجدينني أراقب ظلّك المشوّه، وأنت تتغزّلين في خيالك المعكوس على وجه القمر، وتستحمّين بضوء الثريّا، نجمة سابحة في مجرّة المستحيل، خدعوك فقالوا إنّك من نوع فريد... وأنّك لا تنتمين لتضاريس هذا التراب.
أعطوك لقبًا فثملت جوارحك، وكم من ألقاب تفني صاحبها، ومانحها ما زال يهرول في أزقّة الخرف؛ وتفاهات التّمنّي.
إلى أبو مرّة وأزلامه:
حزين أنت، حين تقرع طبول الصّمت في باطنك لحن الرجوع إلى الوراء، كي تتذكّر جيّدًا أنّ نزفك معجون بلعنة الثّقة والأمان في غربان هذا الواقع، وغدر البوم في صحف المواثيق وعهود النّقاء.لا تلتفت كثيرًا إلى جراحاتك، لا تستسلم... وخذ نفسًا طويلًا وفكّر كيف ستعيد القطار إلى سكّته الصّحيحة...فأرض الله واسعة، ولا تعبأ بصاحب هذا الظلّ الطويل المتهالك فوق كرسي الشيطان، فهذا النّعيب يفسد الماء والهواء، صاحبه موبوء بداء العهر، وتحريف فلسفة المثل المستبدّة، لا تكترث لما سيفعل، فحبال الكذب قصيرة؛ والموت حقّ.
لن تعرف طعم الرّاحة ما لم تنتصر لهزائم واقعك المسجّى على موائد اللئام، والمشوّه بأقلام رويبضات هذا الزّمن العصيب؛ يأكلون بحبرها كما تأكل الفاجرة بثدييها بطرا وترفا. لن تعرف الأمان ما لم تنزع عنهم تلك الأقنعة المزيّفة أمام السّماء والأرض وبقوّة الحذاء، فلكلّ مقام مقال، ولن تكون ابن هذا الطين الّذي تعمّد بعرق الأوفياء إنْ لم تكن للغتك صرخة مدوّية تهزّ عرش أبو مرّة هذا وأزلامه، وكلّ المتآمرين الذين فقدوا الحياء، فافعلـ/ وا ما شئتـ/ م فلن تدوم لكم الحياة .
سأكون سعيدًا – ربما للمرّة الأولى في حياتي- حينما ينفضّ الجمع من حولك، ويتبعثر أزلامك فردا فردا... ولا تجد حتّى ورقة توت تغطي بها عوراتك، يا شبه شيء تمرّد على نعم الله الكثيرة. سأكون سعيدًا حين لا أستطيع أنْ أقول لك - لأنّ طريقي غير طريقك- : يا لك من تافه ماكر لم يحسب لله أيّ حساب.
أيّتّها الأشياء... صبرًا صبرا، فثمّة رجال لن يتركوك تنالين من عزمهم، حتّى ولو كان كلّ تجّار اللغة يقبعون فوق حروف الضّاد وكلّ العروش المزيّفة، لن تنال من عزمي أيّها الشّقي، أيّها الملوّث بمخلّفات البغاء، هي الدّنيا تلعب معك اليوم– ومع أزلامك- لعبة العريس والعروسة، تزيّن لك الأشياء، تفصّلها على مقاسك كي تنغمس أكثر في ملذّاتك وطيشك المتهوّر. ما أسخف عقول من وهبهم الله علمًا فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به، واستغلّوه ليكون وسيلة خداع من أجل مجد زائل، ولقمة عيش مغلّفة بغرور وخبث لا يحسب للغد أيّ حساب.
سنشدّ الرحال - رغم كلّ الصّعاب- صوب تلك الأرض الّتي ستحاسبنا يومًا ما ...فانتظر /وا معي، لم يبق إلّا القليل، وبين ثانية وأخرى قد ينتهي كلّ شيء؛ لتجد نفسك - وأزلامك - في مواجهة الحقيقة؛ في تلك الحفرة الصّغيرة.
إلى الحقيقة:
ما زلت أحبّك مثل الحقيقة تمامًا، ولمن يعرف معنى هذه الحقيقة، سيدرك حتمًا كم أحبّك، وسيعلم يقينًا أنّ صاحب كلّ كلمة حقّ منبوذ وملعون في زمن الغرباء.
ما زلت أحتاج حبّك، كما يحتاج الطّفل الصغير للبكاء، فثمّة شرايين في قلبي لم تتفتّح بعد.أحتاجك كي أستمرّ بالصّمود في مركبي المتهالك وسط بحور ومحيطات هذا الجنون في عالمي.
كما الحقيقة أنت، من دونك سأفقد رغبتي في هذه الحياة.
لا أستطيع أنْ أعتاد لغة الصّمت، رغم أنّ الصّمت شريعة في بعض المواقف، لكن فيك أنتِ تذوب كل الشّرائع،أنطلق ثائرًا ضدّ كلّ الموانع، لأثبت لكِ أنّي حين أقول لكلّ ظالم أنّك ظالم، فهذا يعني أنّي أحبّك كما الحقيقة. كيف سيكون هذا العالم من دون حبّك؟ حين نقول للحقيقة كفى، قد اعتدنا على الكذب والنّفاق في زمن يسرح ويمرح فيه أشباه الرّجال، وأنّنا لن نستطيع أنْ نقف في وجه هذا الطّوفان. من يستطيع أنْ يعيش بلا ماء وهواء ؟ هكذا أنت أيّتها الحقيقة... لا عشت إنْ قبلت بنفيك وراء كثبان من الرّمال المتحرّكة...؟
وداعًا للكبرياء إنْ ماتت في خلايا عقولنا جذوة الاشتهاء لقول كلمة حقّ، وداعًا للحبّ إنْ لم أخبئك في محارتي، وأحجر عليك من غبار هذا الثّقب الممتدّ من السّماء إلى قلوب السّخفاء، ملوّث أنا يا أرض إنْ ضمّ ترابك رفاتي، وكنت على بعد خطوة واحدة من حقيقة لم أحتضنها في قلبي وعقلي، ومن حبّ هذه السيّدة الّتي ما انفكّ القلب يرمح خلف طهر جدائلها ليقول لها: أحبّك أنت والحقيقة، كما الوطن... لن أضيع طالما كنّا رفيقين معًا...
تعليق