
على حسي بقيت شاعر
و من عمري رويت لعيونك الأشعار
و بنزف أحلى ما عندي و سلمت السطور سري
و بجدل لك حروف النار مع الأنوار
و أنا اللي بترجم الأشواق
و انا اللي بقرب العشاق
و أنا اللي بهدهد المشتاق
و أنا اللي بوشوش الأوراق و بحكي لها على همومك
و أنا اللي بخضَّر الأفكار
و كل ما ضيقة بتجيلك
تجيني تشتكي همك
فاصحِّي الليل يغنيلك و أسمع لك
تشاوري لي على الكلمة أجيبها لك
و اعدي لك حدود الكلمة و المعنى
و اجيبلك كل ما يخطر و لا يخطر على بالك
و من جسمي بجمَّع لك حروف شعرك
و ارصّ الحرف و الكلمة
و بعصر عمري في وسط الحروف أنغام
و اربَّطهم بأشواقي عشان خاطرك
تناديني في عز الليل تلاقيني
في عز البرد إيدك هيا شمسي اللي تدفيني
و طول عمري بطيع أمرك عشان ترضى
و لا استنيت نياشينك
و كنت بموت عشان تحيا دواوينك
و كانت أحلى أيامي بقضيها حدا قلبك و شرايينك
و من نبضك لقيتني ف يوم من الثوار
و كل ما أموت تصحيني غناوي النبض من قلبك
و كل ما عمري يتناقص
أقول أن السبب حبك
فيكفيني الندى يصحى على صوتك و تدوينك
و يكفيني قلوب الناس توصلك رضاها نشان بيتلألأ على جبينك
و يكفيني سماع الطير يغرد لما يسمعلك
و يكفيني أشوف النسمة مشتاقة
بتستنى مواويلك و تلحينك
و يكفيني الاقي الكون بيسكت لما تتكلم
متسمعلوش و لا همسة و لا الأوجاع بتتألم
و يكفينني إن أنا في إيدك سلاح الحق بيسطَّر عناقيد الأمل تكبر
في عتمة ليلها بتعلم و بتنور
و يكفيني أشوف نزف الجراح مني تبدل حالنا و تغير
و يكفيني أشوف حرفك بيتمايل و يتغندر
و يرسم صدقه في وش الهوا يزهر
لكن لما الغزالة تجيك
و راح تكتب عن العسكر
و عن خاين يبيع وطنه و ناسي دمنا المسفوح على ايده بيتهدَّر
و ايده في أيد أعادينا بيفحت لينا في قبورنا و لا صلى و لا كبَّر
و ناسي أم مكلومة بطلها يغيب في أوحالهم ورا الأسوار و هيه عليه بتتحسَّر
و ابن بيشتكي بُعده و من شوقه الصخور الصمة تتفجر
و عن فرعون و عن سلطان و عن أمراء و عن وزراء علي شعوبها بتتكبر
و لو توصف حقيقتهم و تكشف حالهم الأعور
و تكشف سوء نواياهم
و رفْض الطير يطير في وسط دنياهم
وإن سماهم العكرة بتصفى هناك لأعدائنا
و إن فعالهم السودة سبب ضيقنا و سبب داءنا
فساعتها يجيك إضرابي و عتابي
و ترجع تشتكي مني
و تاني تدق علي بابي
و تطلب عمري من تاني
أقولك لأ مش عمري اللي تكتب بيه عن الأشرار
أنا عمري وهبته لناس سيرتهم تطرح النوار
و مشتاقين لأوزانك و و تلحينك
فخليني أموت مرتاح
عشان تحيا دواوينك
تعليق