صباح كئيب
لم يجد بجانبه سوى علبة سجائره
يغتصب سيجارة على عجل وينهض من سريره
الدنيا تدور من حوله، يسقطُ أرضا
ليس بنائم ... ولا بمغمى عليه
إنها روحه مترددة بين الرجوع إلى سجنها في جسده وبين البقاء عالياً في فضاءات المعرفة
هيهات أن يوقظه من سقوطهِ أحد
الغرفة من حولهِ
هاهي أوراقه وأقلامهُ
تلك الوردة الحمراء ترمقهُ بنظرة غريبة ... وبقايا الشمع بالفنجان تتحول إلى وحش يكاد أن يفترسه
ما بالها!؟ بالأمس كانت أنيستهُ في ليلتهِ المُتْعبة
هل الشمع عندما ينتهي يتحول إلى عدو ؟!
يستسلم لروحه..وتسألهُ صحوتهُ
هل خلقنا من ذوات ٍ عدَّة ... كم ذات تعيش بداخلنا؟؟؟؟؟
يحاول النهوض ... ويعود ليسقط
يرى فيما يراه النائم ... أشباحا تطوف حولهُ ... تخنقهُ ...تغتصبهُ ،تدخل من أصابع رجلهِ وتفعل فعلتها بصدرهِ لتمنعه من التنفس
تشتد حالة الاختناق ... وكأن نفسهُ زاهقة لا محالة
لكنه مازال يرى الأشياء حولهُ
هاهي نافذتهُ ينبعث من خلالها أشعة بخيوط ذهبية تكاد أن تلذغهُ بجهتهِ اليسرى من عقلهِ
ليبدأ حوار ذواتهِ
ذات لئيمة تقول لهُ ...
أما زلت تريد أن تكون مميزا مبدعاً بقراءاتك.. إلى أين ياهذا ؟؟
وأخرى طيبة تقول له
قم ياهذا.. قم وانهض ... وعش حياتك إنسانا اعتياديا وإياك أن تكون فيلسوفاً مرة أخرى
وثالثة مغرورة تقول له .....
سأسخر منك اليوم كما لم أسخر منك بأي زمن مضى ... كفاك غرورا فمن أنت ياهذا ... من أنت ؟؟؟
ورابعة تناديهِ بشماتة من غيابة الأعماق ....
ماذا يجديك كل هذا .. ماذا ينفعك ؟؟؟ فالقروي صار من أصحاب رؤس الأموال وأنت مازلت تتنفس من خلال قلم
وخامسة تقول متهكمة ....
ذق إنك أنت العزيز الكريم ... ذق قهراً وحزنا جعلتنا نعيشه ثلاثون عاما
وسادسة جاحدة تتكلم بعنفوان ....
أنتَ حزين بريء ... أخبرني ماذا نفعك حزنك وبراءتك ؟.. الم أقل لك كن مثلهم بألف وجه ووجه ..كن مثلهم.. وكفاك
وسابعة ماكرة ...
قالت كلمة واحدة ،ولكن بكل الخبث الموجود داخلها ... أنت أحمق
\\
لحظتها
لمح روحهُ تعطف عليهِ وتعود برفقة إلى جسدهِ
إنهض .. إنك أنت الإنسان الكريم
استيقظ أيها القلب المتالم
آآآه منك .. ألم أخبرك أنه من الحماقة أن نكون عقلانين في مجتمع يتنفس الجهل
إكراما لتلك الروح العطوفة الرقيقة ...
يقوم
يمشي
ينظر المرآة
نعم هذا أنا
إكراما لكِ أيتها الروح
لقد نذرت لكِ صوما
ولن أكلم الناس إلا رمزا
لن أكلم الناس إلا رمزا
\\
من مجموعة قراءات
تعليق