[align=center]وقل هو الموت..[/align]


[poem=font="simplified arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="double,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا يدرأ الموتَ مالٌ لا ولا ولد ٌ=ما حيلتي فيه إلا الصبر ُ والجلد ُ
قد جاءه ُ زائرٌ يمشي على ظمإ =يحسو الحياة َ به الأحشاء ُ ترتعدُ
لو أن روح َ الورى بالعزِّ قد خلدت=لما قضى نحبه ُ من صار يُفتقدُ
في مطلع ِ الفجر في أقصى الوداد ِ إلى= رب الأنام ِ سرى فالقلب ُيتقد
كأنني شاعر يهتاحه ُ طلل = أُسقى المواجع َ أرثيه ِ وأجتهدُ
وها أنا أستقي الأشجان من ألمي =وأن قلبي لوجدي هائم ٌ كمدُ
واستوطن َ الكمد ُ الحراق ُ وسط َ دمي=وفرَّ سعدي وجاء َ الحزن ُ والنكدُ
خذني إليك فإني غير ُ منتجع ٍ =واحصد حياتيَ حالا مثل َ من حـُصدوا
تمشي حروفك َ في أمواه ذاكرتي=مشي َ التراتيل ِ في أفواه من عبدوا
يا بسمة َ العمرِ في آذار َ كان بها=زهر ُ الربيع ِ ووعد ٌ طيره ُ غردُ
ياخيمة َ الصدق ِ في نيسان َ موعدها=حلو ُ الجديد ِ وقوم ٌ كلهم حمدوا
عقدت َ أمرك َلم تسأل سواه ُ هدى=هو الرشاد ُ فلا زيغ ٌ ولا أود
وشيمة ُ الجود ِ في كفيك َ ساهرة ً =وليس َ تغفو بها من كفكم سهدُ
خمسون َعاما ً لخيل ِ الخير ِ تركبها=وكل ُّ ضد ٍ إذا ما جئت َ يتحدُ
فهل تعبت َ من الدنيا وزخرفها؟=أم اشتهيت رحيلا ً ,كيف تبتعدُ؟
إني أحبك َ كم أبكيك يا أبتي=أبكى فراقا ً قضاه ُ الواحد ُ الأحدُ
سألت ُ ربيَ فضلا ً منه رحمته ُ =للروح ِ تبقى ولكن يرحل ُالجسد ُ[/poem]

ريمه عبد الإله الخاني 15-10-2010

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الشاعرة المبدعة ريمة الخاني
قصيدتك هذه دليل على أن الرثاء لايقتصر على البكاء والعويل بل هو طريقة الشاعر لاستخلاص العبر من هذا المصاب الأليم الذي لاراد له .
الموت ذلك القدر الغامض الذي يتربص بنا وبأحبابنا ويأتينا من غير موعد ليسلب منا أعز مانملك , لقد أدركت بحسك الشاعري هذه الحقيقة وبتسليم بقضاء الله وقدره تقولين :
لا يدرأ الموتَ مالٌ لا ولا ولد ٌ=ما حيلتي فيه إلا الصبر ُ والجلد ُ
قد جاءه ُ زائرٌ يمشي على ظمإ =يحسو الحياة َ به الأحشاء ُ ترتعدُ
ثم تستخلصين الحكمة في بيت بديع يدل على تفكير ناضج عميق :
لو أن روح َ الورى بالعزِّ قد خلدت=لما قضى نحبه ُ من صار يُفتقدُ
وأنت الشاعرة التي تنظر إلى الموت بطريقتها الخاصة وترثي أباها واصفة مشاعرها الحزينة بعمق فتجعلنا نغوص معها في أعماق أعماقها ونشعر بحزنها وألمها :
كأنني شاعر يهتاحه ُ طلل = أُسقى المواجع َ أرثيه ِ وأجتهدُ
وها أنا أستقي الأشجان من ألمي =وأن قلبي لوجدي هائم ٌ كمدُ
واستوطن َ الكمد ُ الحراق ُ وسط َ دمي=وفرَّ سعدي وجاء َ الحزن ُ والنكدُ
يصعب على أي شاعر مهما بلغت شاعريته وهو في حالة الحزن الشديد أن يمزج الصور الشعرية البديعة مع مشاعره الحزينة بأدواته الشعرية إلا إذا كان مبدعا أصيلاً ينزف شعراً , وهذا مافعلته في هذا البيت البديع :
تمشي حروفك َ في أمواه ذاكرتي=مشي َ التراتيل ِ في أفواه من عبدوا
لقد اكتملت مرثيتك لأبيك رحمه الله بتعداد مناقبه الحميدة ولكن بتعداد شاعري رائع مؤثر :
وشيمة ُ الجود ِ في كفيك َ ساهرة ً =وليس َ تغفو بها من كفكم سهدُ
خمسون َعاما ً لخيل ِ الخير ِ تركبها=وكل ُّ ضد ٍ إذا ما جئت َ يتحدُ
وقد جلَّلت قصيدتك بإيمان بقضاء الله وقدره
إني أحبك َ كم أبكيك يا أبتي=أبكى فراقا ً قضاه ُ الواحد ُ الأحدُ
إنها واحدة من أجمل المرثيات التي قرأتها فيها العبرة والعاطفة والشعر , وقد جاءت عميقة مؤثرة بديعة لتكون درة في عالم المرثيات .

أحسن الله عزاءك وأعظم أجرك وغفر لميتك .

مع التثبيت

توفيق الخطيب

قصيدة كُتبتْ بمداد العين ، وشغاف القلب..
حكت بكلّ أحاسيسنا ...ومواجعنا ..
عن ذكرى من نحبّهم وسكناهم في الرّوح وإن غادروا..
تغمّد الله فقيدك الغالي بواسع رحمته .. وعوّضه الجنّة..وألهمكم الصّبر والسّلوان
أستاذة ريما...:
سلمتْ الأنامل ...فقد وصل الشّجن من القلب إلى القلب للمصداقيّة الشّديدة التي كُتب بها ..
وسلمتِ من كلّ أذى أختي الحبيبة ..تحيّاتي ...

[align=center]
الشاعرة الراقية
والأخت الكريمة
ريمة الخاني


أعظم الله أجركم
وأحسن عزاءكم
وغفرك للوالد
ورحمه رحمة واسعة
وألحقه بالصالحين
في جنات ونهر
في مقعد صدق عند مليك مقتدر


أختنا الراقية
ام فراس
قصيدة من عيون شعر النساء
ثرة العاطفة
بديعة الصور
آسرة الحرف
[/align]

[align=center]وقل هو الموت..[/align]


[poem=font="simplified arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="double,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا يدرأ الموتَ مالٌ لا ولا ولد ٌ=ما حيلتي فيه إلا الصبر ُ والجلد ُ
قد جاءه ُ زائرٌ يمشي على ظمإ =يحسو الحياة َ به الأحشاء ُ ترتعدُ
لو أن روح َ الورى بالعزِّ قد خلدت=لما قضى نحبه ُ من صار يُفتقدُ
في مطلع ِ الفجر في أقصى الوداد ِ إلى= رب الأنام ِ سرى فالقلب ُيتقد
كأنني شاعر يهتاحه ُ طلل = أُسقى المواجع َ أرثيه ِ وأجتهدُ
وها أنا أستقي الأشجان من ألمي =وأن قلبي لوجدي هائم ٌ كمدُ
واستوطن َ الكمد ُ الحراق ُ وسط َ دمي=وفرَّ سعدي وجاء َ الحزن ُ والنكدُ
خذني إليك فإني غير ُ منتجع ٍ =واحصد حياتيَ حالا مثل َ من حـُصدوا
تمشي حروفك َ في أمواه ذاكرتي=مشي َ التراتيل ِ في أفواه من عبدوا
يا بسمة َ العمرِ في آذار َ كان بها=زهر ُ الربيع ِ ووعد ٌ طيره ُ غردُ
ياخيمة َ الصدق ِ في نيسان َ موعدها=حلو ُ الجديد ِ وقوم ٌ كلهم حمدوا
عقدت َ أمرك َلم تسأل سواه ُ هدى=هو الرشاد ُ فلا زيغ ٌ ولا أود
وشيمة ُ الجود ِ في كفيك َ ساهرة ً =وليس َ تغفو بها من كفكم سهدُ
خمسون َعاما ً لخيل ِ الخير ِ تركبها=وكل ُّ ضد ٍ إذا ما جئت َ يتحدُ
فهل تعبت َ من الدنيا وزخرفها؟=أم اشتهيت رحيلا ً ,كيف تبتعدُ؟
إني أحبك َ كم أبكيك يا أبتي=أبكى فراقا ً قضاه ُ الواحد ُ الأحدُ
سألت ُ ربيَ فضلا ً منه رحمته ُ =للروح ِ تبقى ولكن يرحل ُالجسد ُ[/poem]

ريمه عبد الإله الخاني 15-10-2010

ما يرحل منهك فقط أجسادهم ..
أما هم فيبقون في كل مكان .. يغفون في قلوبنا إذا حلّ مساء ..
ويشرق بهم الصباح ...
لا يغادرون أبدا .. بل ينتقلون للعيش في داخلنا .. ليكونوا أقرب .. وأقرب ..
سيظل عطرهم على ملابسنا .. وأنفاسهم ستغدو وشما على أرواحنا ..
إنهم الأحباء .. من لا تطالهم يد الموت أبدا .. وإن رحلوا ..!

رثاء سطرته دمعة .. فلتشرق ابتسامة خفيفة من بين السطور أرجوك ..
لأن أحرفه القابعة على شفاهك ستحتاج دوما تلك الإبتسامة ..
عظّم الله أجرك ...
تماسكي ..
محبتي

رحمه الله رحمة واسعة
و أسكنه فسيح جنانه



قصيدة رثائية لمن استحقتها روحه

الشاعرة المبدعة ريمه الخاني

قصيدة جميلة جدا عميق المعاني وبليغة اللغة.

دمت بألف خير!

تقدديري

خالد شوملي