{ اللغة العربية عظمة وثراء وخلود } ، بقلم صلاح جاد سلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صلاح جاد سلام
    عضو الملتقى
    • 11-05-2008
    • 137

    { اللغة العربية عظمة وثراء وخلود } ، بقلم صلاح جاد سلام

    { اللغة العربية عظمة وثراء وخلود }
    من دواعي الفخار بلغتنا العربية أننا كلما غصنا في بحرها العميق لقطنا درا جديدا ،
    ففيها ،،،،، من حروفها ، حرف واحد يحمل معني فعل الأمر ،
    وهو علي حد علمي القليل أمر لايوجد في أية لغة أخري في دنيا الناس ،
    من ذلك :
    1 ـ حرف القاف :
    إذا نطقته مجرورا بالكسرة ، صار فعل أمر ،
    (قِ،،،، رأسك من حر الشمس ) ،
    2 ـ حرف العين :
    إذا نطقته مجرورا بالكسرة ، صار فعل أمر ،
    (عِ،،،، الدرس جيدا ) ،
    3 ـ حرف الفاء :
    إذا نطقته مجرورا بالكسرة ، صار فعل أمر ،
    (فِ،،،، الكوب ماءً ) .
    أترانا نجد في لغتنا العربية سبقا فيما يسمي علم الإختزال ؟
    فإن لم يكن ، فهو بلا شك تفرد بعظمة لانظير لها في كل اللغات

    ومن العظمة في لغتنا العربية ،، أنها تفرق بين الأشياء شبه المتماثلة ، بألفاظ محددة دقيقة ، لاتوجد مثلها في لغة أخري من لغات البشر ،،

    * لاتقول لغتنا العربية ( مائدة ) إلا إذا كان عليها طعام ، وإلا فهي ( خوان )
    * لاتقول لغتنا العربية ( كأس ) إلا إذا كان فيها شراب ، وإلا فهي ( قدح ) .
    * لاتقول لغتنا العربية ( كوز ) إلا إذا كان له عروة ، وإلا فهو ( كوب ).
    * لاتقول لغتنا العربية ( ملاءة ) إلا إذا كانت ذات لفقتين قطعتين ، وإلا فهي ( ريطة ) .
    * لاتقول لغتنا العربية ( خدر ) إلا إذا كان فيه امرأة ، وإلا فهو ( ستر) .
    * لاتقول لغتنا العربية للعاب ( رضاب ) إلا إذا كان في الفم .
    * لاتقول لغتنا العربية ( رمح ) إلا إذا كان له زج وسنان .
    * لاتقول لغتنا العربية ( خاتم ) إلا إذا كان عليه فص .

    قال الثعالبي في كتابه القيم ( فقه اللغة ) في تفصيل كيفية طيران الطير وأشكاله وهيئاته و اختلاف أحواله :
    • إذا حرك الطائر جناحيه ورجليه في الأرض ،، قيل : دفّ ،
    • فإذا طار قريباً على وجه الأرض ،، قيل : أسفّ ،
    • فإذا كان مقصوصاً ، وطار كأنه يرد جناحيه إلى ما خلفه ،، قيل : جدّف ( ومنه سمي مجداف السفينة )
    • فإذا حرك جناحيه في طيرانه قريباً من الأرض ،وحام حول الشئ ، يريد أن يقع عليه ،، قيل : رفرف ،
    • فإذا بسط جناحيه في الهواء وسكنهما فلم يحركهما ، قيل : صفّ ،،،،
    • فإذا ترامى بنفسه في الطيران ،، قيل : زف زفيفاً ،
    • فإذا انحدر من بلاد الحر ، قيل : قطع قطوعاً وقطاعاً ،، يقال : كان ذلك عند قطاع الطير ..." آهـ

    وفي هذا القبيل من دقـة التعبيـر ، تقول العربية في الأمكنــة :
    بيت الأســد يســمى العرين ،، فيقال : عرين الأسـد . ،،،، وِجـــــار الضبــع ،،،، جُحـــــر الضــب ،،،، جُحـــــر الحيـــة ،،،، نـافقــــاء اليربـوع ،،،، اصطبـــــل الــدواب ،،،، مـــــراح الإبـــل ،،،، كِنـــــاس الظـــبي ،،،، زَريبـــــة الغنـــم ،،،، عُــــــش الطـــير ،،،، أُدْحــــــي النعـامـة ،،،، خَـليـــــة النحـــل ،،،، قـريــــة النمـــل ،،،، كــــــور الـزنـابير،،،،


    وتقول العربية في أوجه حالات الضرب :
    للضرب بالراح على مقدم الرأس: صقع ( بالقاف ) ،
    وعلى القفا: صفع ( بالفاء ) ، وعلى الوجه : صك ،
    وعلى الخد ببسط الكف : لطم ( بالطاء ) ،
    وبقبضها : لكم ( بالكاف ) ،
    وبكلتا اليدين : لدم ( بالدال ) ،
    وعلى الذقن والحنك : وهز ( بالهاء ) ،
    وعلى الجنب : وخز ( بالخاء ) ،
    وعلى الصدر والبطن بالكف : وكز ( بالكاف ) ،
    وبالركبة: زبن ،
    وبالرجل : ركل .

    وتفرق العربية بين أسماء الأولاد ،، فتقول :
    لولد كل سبع : جرو،
    ولولد كل ذي ريش : فرخ ،
    ولولد كل وحشية : طفل ،
    ولولد الفرس : مهر وفلو،
    ولولد الحمار: جحش وعفو،
    ولولد البقرة : عجل ،
    ولولد الأسد : شبل ،
    ولولد الظبية : خشف ،
    ولولد الفيل : دغفل ،
    ولولد الناقة : حوار،
    ولولد الثعلب : هجرس ،
    ولولد الضب : حسل ،
    ولولد الأرنب : خرنق ،
    ولولد النعام : رأل ،
    ولولد الدب : ديسم ،
    ولولد الخنزير: خنوص ،
    ولولد اليربوع والفأرة : درص ،
    ولولد الحية : حريش .

    وفي وصف حالات النظـر ،،، تقول العربية :
    • إذا نظر الإنسان إلى الشىء بمجامع عينه ، قيل : رمَقَه.
    • إذا نظر إليه من جانب أذنه ، قيل : لَحَظه.
    • إذا نظر إليه بعَجَلة ، قيل : لمَحَه.
    • إذا رماه ببصره مع حِدّة نظرٍ، قيل : حَدَجه.
    • إذا نظر إليه بعداوة ، قيل : نظر إليه شزراً.
    • إذا نظر إليه مستثبتاً، قيل : تفحصه و توَضَحَـــهُ.
    • إذا نظر إليه بإمعان ، قيل : حَدّق به.
    • إذا فتح عينيه ، وجعل لا يطرف ، قيل : شخص ببصره.
    • إذا نظر إلي الهلال ليستطلعه ، قيل : تبصَّره .
    • إذا نظر إليه من بعيد ، واضعاً يده على حاجبيه ، قيل : اسْـتَـوضَحَهُ واسْـــتَـشْــــرَفَــهُ ،،

    وأما عن الثراء في لغتنا العربية ، فأمر واضح جلي ، يبعث علي العجب والفخار ،
    إذ أن بعض الأسماء في العربية لها من المترادفات كثير وكثير ،
    ( الأسد والكلب والمطر والحجر واللبن والضحك والبكاء والحب والأصوات والشمس والقمر و،، و،، الخ )
    وهو موضوع نافع ماتع لمن يريد ،
    شتموا رهين المحبسين الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري ، ووصفوه بأنه كلب ،،،، فقال علي الفور :
    ( الكلب من لايعرف للكلب سبعين اسما ) ،
    فتتبع السيوطي ، الإمام الموسوعي الجليل رحمه الله تعالي إحصاء أسماء الكلب بناء علي هذا ،، وعثر في لغتنا العربية علي أسماء كثيرة للكلب ، فنظمها في أرجوزة ، سماها ( التبري من معرة المعري ) ، بلغت 37 بيتا ،
    ومن أسماء الكلب في هذا الأرجوزة اللطيفة ،، ما يأتي :
    الباقع ـ الوازع ـ الأبقع ـ الزارع ـ الخيطل ـ السخام ـ الأسد ـ العربج ـ العجوز ـ الأعقد ـ الأعنق ـ الدرباس ـ العملس ـ القطرب ـ الفرني ـ الفلحس ـ الثغم ـ الطلق ـ العوّاء ـ البصير ـ ثمثم ـ كالب ـ هبلع ـ منذر ـ هجرع ـ كسيب ـ القلطي ـ السلوقي ـ المستطير ـ كساب ـ الدرص ـ الجرو ـ السمع ـ العولق ـ المعاوية ـ لعوة ـ عسبورة ـ الخيهفعي ـ الديسم ـ دأل ـ دئل ـ دؤل ـ الذألان ـ العلوص ـ النوفل ـ اللعوص ـ السغبر ـ السرحوب ـ الوع ـ العلوش ـ الوعوع ـ الوأواء ـ الكلب .
    وهكذا أوشك الإمام السيوطي رحمه الله علي الوصول إلي العدد الذي ذكره المعري رحمه الله تعالي ،،،
    فياله من ثراء تتفرد به لغتنا العظيمة ـ وتتيه به علي لداتها من اللغات في دنيا الناس .

    وإذن ، فلقد صدق شاعر النيل العظيم حافظ ابراهيم رحمه الله تعالي حين قال بلسان حال اللغة العربية :
    أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
    ومرة أخري متجددة ، يجدر بنا ، ويحق لنا ، أن نهتف بفخر واعتزاز :
    { اللغة العربية عظمة وثراء وخلود }
    صلاح جاد سلام
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    [align=center]
    جزاك الله عنا و عن لغتنا العربية العظيمة خيرا أستاذ صلاح جاد سلام و بارك فيك وزادك علما و فقه في العربية و لا تبخل علينا بإطلالاتك المفيدة كهذه !
    [/align]
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • صلاح جاد سلام
      عضو الملتقى
      • 11-05-2008
      • 137

      #3
      الأخ الكريم الأستاذ / حسين ليشوري
      سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ،
      وبعد ،
      فقد سرني كثيرا تعليقكم البليغ بما فيه من ثناء وتقريظ ، أنتم أهل له من قبل أن يطمح مثلي إليه ، فجزاكم الله عني خير الجزاء ،،
      صلاح جاد سلام

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة صلاح جاد سلام مشاهدة المشاركة
        الأخ الكريم الأستاذ / حسين ليشوري
        المشاركة الأصلية بواسطة صلاح جاد سلام مشاهدة المشاركة
        سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ،
        وبعد ،
        فقد سرني كثيرا تعليقكم البليغ بما فيه من ثناء وتقريظ ، أنتم أهل له من قبل أن يطمح مثلي إليه ، فجزاكم الله عني خير الجزاء ،،
        صلاح جاد سلام

        و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته.
        أهلا بك الفاضل الأستاذ صلاح،
        أما بعد : العفو يا أخي الكريم، نحن هنا إخوة نستفيد من بعضنا و قد قرأت ما تفضلت به من نقل عن كتاب فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي و أنا من محبيه وقرائه الذين لا يملون من الاغتراف من بحره الزاخر ! و ليتك تتحفنا المرة بعد المرة بما تطلع عيله فوائد و فرائد و ألا تغيب عنا طويلا فما أحوجنا هنا في الملتقى إلى من يعشق اللغة العربية و ينشر كتاباته بها سليمة جميلة كما تفعل أنت !
        تحيتي و تقديري.
        أخوك حُسين.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • على العربى
          • 02-11-2010
          • 2

          #5
          جزاك الله كل خير أخى الحبيب وبورك فيك

          تعليق

          يعمل...
          X