رسائل الأديب حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    رسائل الأديب حسام الدين مصطفى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إلى أعضاء الملتقى الكرام

    و تتوارى الكلمات خجلا أمام هذا الأدب الراقي و تعجز عن التعبير و يتناثر دمعها بين الحروف أهي دموع العشق أم الخشوع أمام سمو المشاعر و شموخها في سماء الحب اللامتناهي الأبعاد و التي يتجول فيها الكاتب بكل تلقائية الكلمة والتي تختزل الصورة والإحساس المرهف برفيف روح الحبيبة و كأنها تقيم في وجدانه بكل روعة و نورانية جمالها لتجعل الأديب و معانيه تتوحد مع أروع مشاعرالحب فنعيش أجمل اللحظات و نحن نتنقل بين السطور و ننهل من هذا العطاء

    أردت بتثبيت هذه الرسائل على النحو الذي أتت عليه أن تكون مثالا يحتذى و مرجعية لرواد الملتقى و أعضائه و لكل من يريد الإرتقاء بالفكر و الكلمة و يقدم لنفسه و لنا كقراء أجمل ما عنده من فن الأدب الجميل

    أتمنى أن أكون قد وفقت في إختياري و أمتعت أحبائي أعضاء و رواد ملتقانا الحبيب

    مع تحياتي و كل وردي وودي
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2
    رسالة إلى أهل هذا البستان



    الأخوات والإخوة الكرام
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
    لله دركم وعظيم كرمكم
    كم أعجب من كلماتي التي كلما أردت أن أزجها لتمتزج بكلماتكم تعود إلي حسيرة خجلى لتختبئ خلف أستار الشفاه..ألومها ... أعنفها فتقول ما لي طاقة ولا استطاعة أن أقف وسط أبراج كلمات هؤلاء النجوم والكواكب ...
    فلا تظلمني وترفق بضعف حرفي...

    لكم كل التحية والمحبة يا أهل دنيا الصفاء وخلان المحبة والوفاء

    أتذكر حالي دونكم ... آلام وحسرة كبرى
    وجرعات دواء زعاف ارتشفته قسرا
    أجرع مر الصبر على طبيب لا يفتأ الزجرَ
    أفتقد المحبة في دياركم ... ويا لها من نعمة كبرى
    لقد تفنن الألم في تلويني وسقاني من كأسه مرا
    خشيت أن لا ألقاكم ولو ساعة وأن يعجل الله بالأخرى
    ............
    إخوتي
    قد كانت دنياي قبل لقائكم قفراً متجهم
    وبدونكم كأن فؤادي تائه في عالم مبهم
    أسير حائر اللب وفي النفس نيران الشوق تضرم
    فلما لقيتكم صار قلبي بالسعادة مفعم
    وصافحت نور حروفكم فإذا الكون يتبسم...
    ..............
    معكم طرت للنجوم العوالي وسط شدو النظم والأغاني
    ولقيت فيكم ربعاً طيب النفس بلا زيف ولا دهان
    يا ويح نفس ما مرت بأرضكم يا خيرة الإخوان
    ويا تعس حرف لم ينبت في خصب هذا البستان
    قد كنت قد ودعت كل سعادة لولا نعيمكم احتواني..
    ...................
    أردت للسبق أن يكون تابعي وخادمي
    فجاء كرمكم ليأسرني وأكون له عبدا
    فأكرم بكم من إخوة لكم العرفان
    ومحبتي فقد صار هذا بيني وبينكم عهدا
    .......
    هذي حروفي لا نظم ولا نثر
    فأين أنا من دركم و بديع الشعر
    إنما هي من قبس ضيائكم قد استنارت
    فأستميح ملوك النظم و سلاطين النثر
    عفوا وأن يجدوا لي العذر
    حسام الدين مصطفى



    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      ...أيا زهرتي الندية
      عليك من روحي السلام وإليك من قلبي التحية
      أوحشتني عينيك يتهادى بصرهما على سطح "بردى" فيهز مراكب عشق شراعية، وبسمتك تُطِلُ من خلف وِشَاحَك كوجه النور خلف مشربية.... فهل خَضَبَ جبينك ضوء الشمس أم أن الشمس أنت أيتها الحورية....
      أتذَكَرُ جبينك الوضاء والجبهة الأبية تحت سماها تشرق بسمتك الرشيقة الشقية... فتتفتح أزاهير الوجنتين بأزهار وورود موسمية، وتكب على غصنك غلالات ضوء قزحية، وأريجك يلف الكون بعطور عبقرية، وعلى غصن خصرك استقرت يد من مرمر وكف مخملية، وحول خطاك تجثو كل ربات الرومان والآلهة الإغريقية، فدونك جميعهم يا بلقيس الشام شقيقة السبأية، ظبية في خطاك حرة وفي الشدو همسة مخفية، بريئة القلب النبل منك وأنت الصفو لكل نية.. بأرضك صنعوا أحد السيوف وما أخبرونا عن رماحك الهدبية، فيا ابنة دمشق ترفقي فعلى رماحك تضرجت روح قاهرية...
      كم حِرتُ فيكِ يا امرأتي الكونية ... فدُونًكِ كُل بنات الغرب وما رأيت مثلك مشرقية ؟! و أنت الآداب وأنت الفنون وأنت العلوم يا درتي الموسوعية... أيا أفروديت الضياء ... ربة عشقي فداك روحي فالروح مغنما لك وسبية، سافرت إلى كنفك وكانت دونك بعيدة مقصية ...

      وجودك يا حب عمري أدفأ حياتي وكنت أصطلي في حياة شتوية... أحسب كل أيامي راحت جليداً وأخشى كل جديد تأتي به البقية ، كم عشت موقناً أن الشقاء لي زنزانة سرمدية، وأن رجاءاتي للقدر قد ذهبت أو حفظت منسية، فأتاني هواك وأحياني وأعطاني اسماً جديداً وعمراً وهوية، وأعدت لي روحي بعد أن تاهت في عالم الشقاء طريدة منفية، وأعتقتني من أغلال وحدتي وشعرت معك بالأنس والحرية...
      الآن أَبسَمُ من قول صحبي والندامى .... أنني إن سرت في درب العشق فإن نهايتي حتمية، يهتفون بي أن أَحذَرَ وأن قصائد عشقي سترويها أنهار جراح فياضة الجريان أبدية ... وأن أتقي الهوى في قلبي ... فقلت: وأين أنا من هذه الملائكية؟؟!! ... إِليكُمُ عني فأنا طريد من جنة الحياة وهي رسول عناية إلهية .. أيا مُنذِري بالردى في معبد العشق ...أمَا علمت كم أمضيت في شقوتي ودنياي الضلالية ..... تقولون أن اتَقِي !!!! فبرب السماء كيف أتقي عشق تقية؟!!!
      وقالوا بأني قد أسلو !! فأجبتهم ..وأنى لي بسلوى هواها ذلك الخالد في سويداء القلب وكل حشية..
      وكيف لي بالصبر مرٌ علقمٌ وبين يدَي غدير عشقها مياهه عذبة وشهية… أقسمت أني لا أحب غيرها ولم أحب فهي مدى الدهر حبيبتي الأبدية.
      قبلك كانت حياتي جرداء وبك اخضرت يا واحتي السرمدية، يوم تَلَمَسني همسك بأنامل رقيقة يمشط جدائل شعر روحي الغجرية. لا عدمتك يوماً يا من أرسلك لي الرحمن هداية وهدية... فأرشدتني إلى صراط عشق مستقيم فآمنت بك وقبلك كم أضعت عمراً في جاهلية.
      آه يا مليكتي بحُبك عَلَي جُدتِي وكنت سخية طائية، ودونك كل طموحاتي وسعيي فما الهدف إن لم تكوني أنت القضية ...
      كلما أضناني شوقي إليك .. تطير إليك الروح في رحلة سماوية، وإن غِبتِ عني أموت... ويصبح قولهم تفنى رفاتي على ضفاف النيل و تجثو روحي عند فرات الدمشقية ... فمهما حييت فعشقي لكِ باق وفي دنيا الخلود سيشدو حرفي إن وافتني المنية
      يا كل الدنيا ...اعلمي أن حبي لابنة الفيحاء كَدِمَشقِها أقدم حاضرة بشرية
      عليك سلام الله يا مُنيَة الروح كل صبح وعَشية .... أُوصيك يا زهرتي أن تظلي بدوحة عشقي وأشدد على الوصية،،، ولا تجعلي جواد قلبي للأسى والأحزان موطئاً ومطية... فيا من تقدس عشقك بقلبي فأنقَذتِنِي من ضلالة وغوية، عشت قبلك حياة بربرية ... أصولُ، أجولُ وأنا الجهول جامح دون روية ... بك وحدك عرفت الحضارة والفنون وتبرأت من الفوضوية... لك مني كل الولاء فلولاك ما عرفت معنى الوطن أو الوطنية، فأنت المليكة وحبي وقلبي وعمري وحرفي هم الرعية ..
      كم سَجَل الزمانُ من قصص العشق .. كم منها منقوش وكم سمعها الناس مروية ؟.... فمهما قرؤوا ومهما سمعوا فكلها مرت وقليل تلك الغير منسية، وأما قصة حبنا فستبقى خالدة متجددة باقية أبدية
      وإن كان غيري تغنى بعشق فيكفيني اسمك هو عزفي والأغنية، أشدو بحروفه مبعثرة في كل صباح وألملمها في كل أمسية، تعلو فوق رُبَا "قاسيون" تعانق الأنجم الماسية...
      ذكر التاريخ أن قيساً جُنَ بالعامرية، وسيكتب أني برأت من جنوني على يد
      دمشقية

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4
        مليكة قلبي....

        ويأتي يومُ مولدك ... تعلو ساعاته طاقات زهر وتيجان، تزفها العنادل مغردة برقة وحنان .. وأريج العشق يلفها بسلام وأمان ... والسماء بساط يتهادى عليه ويَخطُر فوق شعاع شمس مذهب، والضياء ينثر فيضه ويَسكُب، والأماني تفتح بوابات الأقدار فتضحي الحياة أوسع وأرحب، وأُمَةُ الأيام منتظرة تترقب، مقدم يوم مولدك فتنحني له وبه تُرَحِب..
        وصدى أنشودةُ ليله تحمله نسائم دجاه، تتمايل مع ضياء نجم لم يغب سناه، أسمعه في فجر مولدك يهتف وافرحتاه، وإشراقة بسمة البهجة تخضب شفتاه، يفاخر بين أسلافه أنه كان تقدمة لمن وهبت نهاره الحياه، وينادي أي حفظة الأيام هيا اسطروا أني رسول عيدها وما مكرمة لي لولاه...
        إلى يوم مولدك تحج الأيام وتجعل صبحه قِبلَةً ومزار، فتُهلِلُ لياليها ويهتف النهار، وتتراقص شموسها على غناء الأقمار..... ويأتي يوم مولدك يخطو مَهِِلاً بكل تُؤدة ووقار، كأن أيام الدنيا مراكب تائهة وهو لها الدليل والفنار، يغمر بحر العمر بضوء أبيض لا لهب له ولا نار..

        في يوم مولدك يصطف الوجود ومعه صحبه وآله، يرسم في سماء العشق كرنفالاً تضيئه ألف هالة، وكل شيء يجثو بين يديك يحمل قرباناً ورسالة، ويطوفون حول ردائك يقبلون طرفه وأذياله، وأنت بينهم المتوجة مليكتي صاحبة الجلالة ... فاسمعي همسهم وكل يأتي بحجته ومقاله...

        أنا يوم مولدها... أنا مَن وهبتني الحياة والحرية، ورَسَمتِ من دقائقي لوحة جمال عبقرية، شَهِد إخواني من ليال وأنهر ميلاد آدمي أو بشرية، أما أنا .. وحدي أنا... من شهد ميلاد حورية...
        وأنا شعاع شمس... بها القسم وضحاها، تَزَاورتُ على أنفس البشر في صبحها ومساها، كم قرأت في صفحات الوجوه كلمة الميلاد رمادية مبهمة لُغَاها، وأوشكت روح ضوئي أن تخفت فجاء مولدك فأحياها، وأينعت زهوري الذهبية بِنَدى مولدك الذي رواها، وتِهت في الفضا طرباً لا حد لي في الأرض ولا سماها، وأشرقت بالمحبة فأنى لي أن لا أذكر تلك الساعة أو أنساها ...

        وأنا نسمة الفرح..... حملت البشارة إلى كل روح ناعسة، أهزها في رفق وأتغنى باسمها وادعة هامسة، وطرت ليال على بساط البحر وطنافس اليابسة، وطفقت أرتفع من سهل إلى هضاب وجبال حتى بلغت السحاب وكدت أن ألامسه، فخذوني بين وفدكم لافرق عندي إن قدمتموني أو كنت رابعة أو خامسة..
        وأنا الليل ......كنت لنهار مولدها تابعه وخادمه، أحمل بين يدي طرف عباءته أحتضنه وألثمه، وأنهل من رحيق الهناءة حين تصافح شفتي مبسمه، من قال أني قد أخفي بهجتي أو الفرح أكتمه، صحيح أني خادمه ولكن أروع بليل يهبه يوم مولدها العطية والمكرمة، ولولاي ما نثرت على أهل الحرف وحيي وما وجد شاعر ما يلهمه...
        أنا الليل أخو نهارها كم غرقت في حزني وأناتي، يردد الكون نحيبي وآهاتي، كم أهرقت من دمعي دقائق وساعات، ورميت عمري في بحر الملذات، أحسب الهناءة غفوة وأظن التيه كنز المسرات، وحين علمت أن يوم مولدها سيأتي بششت لمن هو آت، وأفقت من سكرة الأنجم وهلكت عني خيالاتي، ونفضت عني حزني وأطحت كل الصفحات، ومددت يدي فصافحت أمان كن عني بعيدات نائيات، أنا صريع الآلام أحياني يوم مولدها فبرأت من سقم وطول سبات...

        وأنا الروض..... ما أحسب أني تعوزني حجة من كلم أو حرف، فهاكم أزاهيري وأطياري لا يحد جمالها رسم أو وصف، أنا مَن هرعت إلى رُبَاها أقتبس بعض السنا وأختطف، ولا تلوموني أَنَ فِتنتي منها وبذا أقر وأعترف، هذا ربيعي والفصول أتيت بها في موكب مولدها تنحني وتصطف، وهذي فراشات بساتيني أمضت تنتظر هذا اليوم في لهف...
        وأنا الجمال.... بروعتي شهد كل أهل الغرب والمشرق،أشعلت في قلب العاشقين كل وَجدٍ مُحرِق، فكيف لا تسير خصالي في موكب مولدها وتلحق، أأحتاج وأنا وليد حسنها إلى قول ومنطق، أنا نهر من نبعها أنساب مترقرق، ومائي بكل الألوان أبيض، زهري، خمري، ذهبي وازرق، ولولا عذب بسمتها ما جرى مائي يسبح فيه العشق ويغرق.... أنا الجمال... لولا ميلادها لظَلَت جفوني مسهدة تَتَأَرَق، ومكثت أنعي شباب به الأيام لم تترفق، هي وحدها من وهبتني الحياة من فيض روح يتدفق، لولاها ما كان مني جميل ولا كان حسنُُُُُُُُ يتألق وهذا قولي ما عندي غيره وأنا الأمين الأصدق... دعوني أفتح أبواب الفردوس لها ودون غيرها توصد كل الأبواب وتغلق...

        وأنا الخلود ... قَدِمت يوم مولدها أنثر الزنابق والورود، أنا لولاها ما خفق جناحي في هذا الوجود، وما ذهب الفناء وصار كل شيء إلى عدم منكود، أنا هبة للكون أهداها الواحد المعبود، لو لم يأت يوم مولدها لبقيت حبيس طلسم مرصود، لكن قدري أني خُلِقت بيوم مولدها وعلى قولي شهود، فمن يتقدم موكبها إن لم أكن أنا المقصود؟! ...
        أنا الخلود .... بقيت رهين محبسي دهور وقرون، ما عرفت الحياة يوما وما أبصرتني عيون،و بالحب جِئت فارتَحلت الأحزان والشجون، أنا وريقات عمرها وعمرها هو الغصون، فكيف تلوموا علي مطلبي أيا أشقائي كلنا منها كأهداب بالعيون،

        فأجيبهم ... أما أنا...
        أنا عاشقها وبحبها مفتون ... كنت قبلها بِثَرى الأيام ميت مدفون، كان قلبي قبلها قصر بالحزن مسكون، تعاوده سكرات شجن بأيام وسنون، وكم ساءلت نفسي قبلها هل لي قلب؟ أم أني بدون؟!! ما كنت أحسب أن حبها هناك في سويداء القلب مكنون، بعيد عن كل حشا في الصدر مطعون، وجاءني حبها فأقام مقصوم ظهر عرجون، ولملم من شظايا الروح كل مبعثر مطحون، وخلع عني رداء شيخوخة عمر ضعيف موهون، وكساني حبها غلالة شباب نضر كحدائق نخل وزيتون ... أنا طيفها وحبيبها وأنا ما أدركتم وما لا تعرفون... فيا كون، ويا جمال، ويا وجود، ويا خلود، ويا روض ويا كل شيء مهما تقولون .... فلا تعذلوني فأنا الأولى بها منكم ولا تلومون.... وأنا وحدي أعرف من هي ومن تكون

        تعليق

        • نجيةيوسف
          أديب وكاتب
          • 27-10-2008
          • 2682

          #5
          [align=center]رائعة يا منجية !!!!

          ماذا أقول ؟؟؟

          لا شيء ، لا شيء يفيك حقك

          تحية عظيمة عظم روحك جميلة جمال هذه الرسائل لهذا الأديب الراقي

          دومي وإياه بخير أبدا
          [/align]


          sigpic


          كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

          تعليق

          • منجية بن صالح
            عضو الملتقى
            • 03-11-2009
            • 2119

            #6
            الرسالة الأولى...

            سيدتي:
            لم يدر بخلدي يوماً أن أقف بدواتي وقلمي أمام محراب هواك لأسطر ما يمليه عشقك عليَ، ما كنت أتخيل أن أخترق كل هذه الحجب وأجدني أمامك دون حجاب أو ستار..
            لا زلت لا أصدق أنني أبصرتك و شهدتك وسمعتك ..... نفس الوجه الملائكي .... نفس الصوت العذب الموسيقي
            غريب ما صنع حبك بي...!!!
            لقد صرت أعشق كل شيء حولي... صرت متيماً بهذا الكون ولمَ لا!!!...
            ألا يكفي أنه ضمك، صرت أتلهف لمشرق الشمس وكيف لي أن أفوته وهو الإشارة الكونية على أنك ابتسمت، صرت أبتهج لضحكات الصغار، وحكايات الغربة والأسفار، صار الترحال في عينيك غايتي...
            عجيب أن أراك في كل ما هو حولي... أأنت تشبهين الكون؟ أم أنت التي خلعت على الكون بعض صفاتك؟!
            إشكالية الجمال أنت صنعتها... فهل الجمال منك ، أم أنت من الجمال؟؟
            ما بال كل حسن في هذا الكون قد جاء من غيض حسنك...
            أترين هذا البدر وضياؤه، وهذا الأفق وصفاؤه، أم هذا النجم وبريقه، لا بل هذا الزهر ورحيقه... أترين قوس قزح والألوان... أترين كل ما أبدعته يد فنان...
            أترين كل هذا وغيره................
            كنت أحسب أن جماله ذاتي واليوم علمت أن كل حسنه مستمد منك. فما نور البدر إلى ضياء جبينك، وما بريق النجم إلا لمعان لآلئ ثغرك، وما الرحيق ولا العبير ولا الرياحين و الأزاهير إلا من سنا عطرك...
            وما تلك الألوان إلا معزوفة كونية تصطف فيها نغمات الضياء ونقرات المطر.... وما أخال الجمال الذي أبدعته ريشة الفنان إلا لأن طيفك قد مر بمخيلته.
            آه يا طبيبة روحي و شافية علتي... بحبك رأيت معجزات زمن المسيح
            أحلت شقائي إلى نعيم... وبنيت من حطام عمري صرح عشقك
            أحسك نسيماً بين جحيم حياتي وبرد موتي

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #7
              [align=center]الغالية نجية
              هذا من لطفك و جمال روحك التي أضفيتها على القسم و الملتقي
              كل وردي وودي لهذه المصافحة الأولى
              [/align]

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8

                الرسالة الثانية

                ما أكثر أيامي بهذه الدنيا وما أقلها!!!
                لم أعش من أيام حياتي الكثيرة سوى القليل ... مرت بي كما يمر الشهاب في سماء الدنيا... لحظة واحدة ثم لا تبصره العيون... ذلك كان عمر هواي...
                لم أكن أعلم أن تلك الزنبقة التي عرفتها ضمن طاقة من الأصحاب كانت هي درتهم ستكون هي قبلة قلبي...
                ما كنت أدري أني سأهرع إليك لأحتمي بك وأستمد قبساً من نور روحك أستنير به في دروب حياتي المظلمة..
                وجدتني منذ اللحظة الأولى آنس بك ورأيت تلك الغصة في حلقي التي تعاودني كلما تذكرت صروف الحياة معي تتلاشى عند نطق اسمك...
                ما عدت أجدني إلا فيك ... ولا يراني الرائي إلا تائهاً في خيالاتي حولك ... أو يشعر بي المحيطين إلا مرتاضاً في بستان هواك...
                منذ اللحظة الأولى التي رأيتك ... علمت أن القدر قد ربط بين قلبي وقلبك عقداً لا يحله إلا ريب المنون... فصرت لا أرى لذة العيش إلا بجوارك، ولا أبصر نور السعادة إلا في فجر ابتسامتك ولا أوثر في الدنيا ساعة إلا ساعة ألقاك وأتحدث إليك..
                لو أن لي أصوات الدنيا كلها لصحت معلناً نهاية أيام شقائي ساعة رأيتك.
                بمقدمك تغيرت كل الثوابت في حياتي.
                نجيتني من غيبتي في صحراء الممات.
                آه لو لي ألف ألف قلب ... ولكن حتى الآلاف من القلوب ما كانت لتسع حبي لك.
                هل يستطيع الكأس أن يسع كل ماء البحر...
                ولكن اعذريني... فما لي إلا قلب تقاسمته الشجون واعتصرته الأحزان....
                أليس غريباً أن يقترن حبي لك بالندم!! ... نعم .. الندم ... ندمي على كل ما فات من عمر لم تشهد دقائقه نسائم حبك الذي يسري بين جوانحي
                وندم على أن لي هذا القلب الصغير وندم على وجودي في هذا الكون الضيق فلا قلبي ولا الدنيا تسع حبي لك...
                لا تتعجبي .... فهناك الكثير والكثير أدعى لتساؤلاتك وحيرتك...
                هل تساءلت يوماً عن سبب تلك الأمواج التي تتلاطم على شاطئ البحر وتهدر هائجة غير مستقرة؟؟
                هل تساءلت عن دماء البراكين التي تسيل من مآقيها حاملة معها حممها ولهيبها؟
                هل تساءلت يوماً عن رحلات الرياح الحائرة تجوب الأرض من مشرقها لمغربها؟
                هل تساءلت عن البرق وأزيزه وضيائه وصواعقه؟
                هل تساءلت يوماً عن هذا كله؟؟؟ تقولين: وما شأني بذلك؟؟ يا لبراءتك وطهر طويتك ...
                ألا تعلمين أن عشقي لك هو السبب في هذا كله...
                لا تتعجبي
                فما هاج البحر إلا حين إستقرت في جوفه إحدى دموع شوقي إليك
                وما تفجرت حمم البراكين إلا شعرت الأرض بحرارة لهفتي عليك.
                وما ثارت الرياح وطافت تطلب السكينة إلا حين اختلط هوائها بزفرة فرت من صدري حين تخيلتك.
                أما ذلك البرق وشأنه فلا تستغربيه فما هو إلا ومضة من عين تبحث عنك في كل مكان.
                إليك حبي .... وإلى الكون اعتذاري
                ]

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #9

                  الرسالة الثالثة

                  سيدتي:

                  حين تدفق فيضان حبك يروي ظمأ شرايين فؤادي العطشى، وحين أزهرت ورود عشقك في صحراء حياتي القاحلة، وحين استيقظ قلبي الساكن ليتراقص منتشياً على أنغام صوتك الملائكي كدت أهرع إلى شهادة ميلادي... تلك التي خطتها يد تجهل معنى الميلاد الحقيقي فأمزقها، و أكتب شهادة ميلاد جديدة بها اسم جديد، ولقب جديد، وموضع ميلاد جديد،.... أحببت أن تدون ساعة مولدي ساعة وقعت عيني عليك، وأردت أن يكون لقبي حبيبها وأن يكون مكان مولدي عينيك...
                  أردت أن يقر الكون بأن ما مر من عمري إنما كان ساعة انتظار أمضيتها في رحم الحياة البائسة منتظراً أن تهبني ابتسامتك نسمة الميلاد.
                  ليتك تذكرين حين رأيتك تخطرين أمامي ... حينها تخيلت أن ذلك الثوب الأزرق الذي ترتدينه إنما هو قطعة اقتطعتها من السماء، وشعرك المنسدل عليه فيضان ليل يهبط ساعة غروب فتختفي معه بقايا النهار لكنه لا يستطيع أن يخفي بهاء وجهك المقمر ولا لمعان النجوم المتلألأة في تغرك...
                  بينما كنت تقتربين ... وبدأت نسائم عطرك تنساب ناعمة وادعة تربت على أبواب الأنفس معلنة قدومك وددت لو أن لي ألف رئة أختزن فيها هذا العبير...
                  وحين سلمت و سرى صوتك الرقيق هادئاً ليسكن صخب الأصوات الأخرى و يمتزج بنغمات قيثارة ذلك العازف الذي وجل حين سمع عزف قيثارة رغم أن قوسه بعيد عن الوتر.
                  وحين صافحت يدك وشعرت بأناملك الرقيقة تمس يدي سرت في جسدي تلك الرجفة التي أوقدت جذوة الحياة في أوردتي...
                  لا زلت أذكر تلك الأمسية ... وكيف لي أن أنساها؟؟؟ كيف لي أن أنسى لحظة ميلاد انتظرتها سنين وسنين...



                  أتذكرين حين سقط منديلك الحريري على عشب الحديقة... ساعتها عجبت من شأن العشب والمنديل ... كأن العشب حاول أن يطال يدك فيلثم ذلك المنديل و خلت أن المنديل قد شعر بما يكابده العشب فآثر إلا أن يقفز من يدك ليحتضنه وينشر عطرك عليه...
                  كم هو محظوظ هذا العشب وكم هو فريد!!! لقد حق له أن يختال على كل الأزهار والرياحين حين تنفس عطر منديلك.
                  ألا تذكرين حين أتت الريح فحملت ذلك المنديل بين كفيها وسعت بمكرها أن تأخذه بعيداً، ربما أرادت أن تنال حظها هي الأخرى من العبير وربما كان بينها وبين العشب اتفاقا خفياً كي تنثر المزيد من عطرك على مباسمه المتلهفة، ولولا تلك الدوحة التي كانت مستقرة في وسط الحديقة أبت أن تتم تلك المؤامرة تحت سمعها وبصرها، فأرسلت أفضل أغصانها ليلقف هذا المنديل....
                  كم أنا مدين للعشب والشجرة والمنديل... فلولاهم ما كنت قد فقدت وقاري لأنضم إليهم في مؤامرتهم وما كنت لأركض أنا الآخر خلف منديلك الآبق ...
                  لكم وددت أن تطول رحلة ركضي خلفه لقد أحسست وكأن ركضي هو آخر فرصة للحاق بقطار العشق الذي كان يتخطى محطتي في كل مرة. فكم تنعمت بملمسه الحريري حين قبضت طرفه بيدي....
                  آه أيها المنديل ... كم أنا شاكر لك ... معترف بفضلك أيها المنديل النبيل يا من وهبتني أول ابتسامة عرفان من ثغرها و أسمعتني أول أحرف اختصتني بها شفتاها... وكنت أول هدية منحتني إياها...
                  والآن يا رفيق رحلة عشقي ... أخلد في صندوق ذكرياتي العاجي، وقر عيناً فأنا اليوم حدثتها عنك وأنت حدثتني عنها

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    الرسالة الرابعة

                    سيدتي
                    ك لما خلوت بنفسي وراجعتها، وتفقدت أسوارها وأقفالها ترجع بي الذكريات إلى سابق عهد ما كانت جيوش العشق قادرة على اختراق أسوار قلبي، وما كانت سهام الهوى لتنفذ إلى فؤادي... ولكن حين أبصرت عيونك تداعت كل حصوني، وفتحت كل أبواب روحي و تعالت دقات القلب هاتفة بعشقك واستسلم كل جنود عنادي وجثت قواده أمامك راكعة مقبلة الأرض بين يديك.
                    وسألت يومها بصري ... مالي أراك تقبل الثرى تحت خطاها؟! فأجابني: ما لثمي للتراب حباً في الأرض وأديمها وإنما عشقاً لمن وطئت هذا الثرى..
                    آسرتي:
                    هل أغراك استسلام القلب لك، وأنه صار طوع بنانك .. تتحكمين وتأمرين.. يا ويح قلبي بين يديك.. كسير الجناح، لا يقوى على الفكاك ولا يسليه النواح...
                    لي في عشقك جنة وجحيم..
                    وبه الشقاء ومنه النعيم...
                    نهر عشقك عذب وبحر هواك مر أليم...
                    أنت البلسم و بدونك القلب سقيم..
                    بعضي في جحيم الشوق يصطلي وبعضي في برد هواك يرفل... فوضت الأمر فيك للهوى و سلطانه، ودعوت أن يبتليك بما أصاب فؤادي وأراق هواي..
                    لا ... معاذ الهوى سيدتي ... فأنا أرحم بك مما تظنين... وإن كان قلبي قد كابد الهوى و شجونه، فلا دمعت عيناك ولا اكتوى فؤادك بلوعة الغرام...
                    وإن كانت أخاديد خدي قد إرتوت بدموع شوقي إليك، فإنني لا أرجو أن يزور الدمع مقلتيك، ولا أن تذوقه الأزاهير في وجنتيك.
                    سيدتي:
                    إن كان شقائي في هواك هو قدري، وإن كان قلبي قد وقع صريع عشقك... فإن أملي في أن يظل حبك سارياً في عروقي ... أموت لبُعدي عنك، ويحييني أمل محبتك... اعلمي أن يد الردى إن اقتطفت زهرة شبابي فإنك أنت الوحيدة القادرة على أن تعيدي لها الحياة والنضارة... فيكفيني أن تذكريني فينهض قلبي من بين قبور الأموات.
                    فاتنتي:
                    يا ليت شعري... لو أن نهايتي بيديك ... لأحببت أن أنتهي في اليوم ألف ألف مرة... لا تعجبي من أمر قلبي واذكري أنه أول قتيل يتوسل لقاتله أن يعيد الكرة مرة بعد مرة ... ولكن أحسني القتلة ولا تهدري عشقي و تريقي هواي في امتناع وصدود، و ابتعاد وجمود...
                    آه أيها العشق... لو أنك رجلاً لدعوت عليك أن تُحب ولو ساعة واحدة ... فتتذوق مرارة ما يكابده كل من ابتلي بك... إني لأدعو عليك دعوة مظلوم الهوى بأن تلقى عيناها فأراك صريعاً عند قدماها.... ساعتها ستعلم كيف تآمرت جفونها و أردتني مدحوراً...

                    خـضـعت لـهـا في الحب من بعد عزتي ......
                    ..... و كـل محب لـلأحـبـة خـاضـع

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11


                      رقصات على سطح القمر


                      مليكتي

                      لا أذكر أني قد خذلتك يوماً.. أو تركتك في مهب عواصف الأفكار
                      لا تظني أني اتخذت دونك القرار .. أو أني من أعلن النهاية وأسدل الستار
                      لا تغاضبي واعلمي أني ما اخترت الفرار
                      لكنها يا صغيرتي الآجال والأقدار
                      هل ذنبي أن أخذني جَذر أمواج الحياة بعيداً عن شاطئك ... فباعدت بيننا أمواج وبحار
                      إنني لا زلت هنا ... تسير روحي في موكب خطواتك
                      إنني لا زلت هنا ... وكل ما عليك أن تنقبي جدار الوهم بين الحياة والممات

                      أتدرين..... لا زلت أشعر بحرارة أناملك ... فيلفني الدفء وسط هذا الجحيم الجليدي
                      لا زلت أتنسم أريجك تختزنه هذه السحب ... ترسله مع قطرات مزنها فتعطر صفحات أوراق الزهور
                      لازلت أذكر أنك الوحيدة التي كانت عيناي تراها وسط خضم زحام الوجوه
                      وكنت أنشودة عشقي الوحيدة نطقت بها شفاة حبلى بكلمات الألم

                      لا زلت أذكر حيث كنا .... وكيف عن دنيا البشر انفصلنا
                      فخلقنا كوننا ... وعن الدنيا سمونا
                      لو كان لي في بعض عمري بقية ... لتمنيت أن تكون حياة عشقي لك دائمة أبدية
                      لو أن أيام الحياة تشترى .... لدفعت من دماء الروح ما يبقيني معك

                      حسبي وحسبك يا فتاتي
                      أن لا شيء قد يفرق بين قلبينا .... لا منام ولا سبات
                      لا ابتعاد أو ممات
                      واعلمي يا حب عمري ...
                      أنه وبرغم أكفاني والرفات
                      فإنك أنت الوحيدة عشقها باق بقلبي مدى الدهرِ
                      فقط تعالي ساعة الفجرِ
                      تعالي وبللي ثرى القبرِ
                      واروي ما بقى مني
                      وابسمي ... واضحكي
                      فلا الموت ولا الثرى قد استطاعا
                      أن يُذبِلا زهري

                      لا زلت أذكر حين كنت أختبئ بعينيك ... و أستظل بالجفون
                      فلا أخشى عِداً ، ولا وهماً ولا ريب المنون
                      إني أتذكر سؤالك ...
                      أصار وجهي قِبلة بصرك ... أم تراك تعبر للروح عبر جسور العيون؟!
                      فأجبتك: مليكتي بل إني بجمال روحك مغرم مفتون
                      فلا تلوميني إن سافرت بمقلتيك ... ولا تعجبي إن انتحر الفؤاد بسهم لحظك
                      فحياة قلب لم ينبت فيه هدب عينك هي الجنون ....

                      فلا تعجبي ... أن صارت راحتي ألم عشقك
                      ولا تعجبي ... أن صار كلمي صوت صمتك



                      يا ملاكي

                      لا تظني أن في الموت فنائي أو هلاكي ...
                      لا تحسَبي أني أحببت العيش يوماً لولاك
                      لا تحسِبي الأعمار بالأيام ودورة الأفلاك
                      فحياة البشر مرت لحظات .. دقائق وثوان
                      أما هناك مليكتي
                      فلدي ألف ألف ألف عمر
                      فيا لهناءتني أن جاءني الردى ركضاً
                      ويا لسعادتي أن لا أرى الفجر
                      فهنا مليكتي
                      لا غروب ولا نوم ولا قبر
                      هنا سأحبك دون أن يلهب عمري سوط الفناء
                      هنا سأحبك بلا خوف ولا وجل أو استحياء
                      هنا سأحبك حباً يفترش الكون بساطاً
                      ويلتحف السماء...
                      ولا تظني أن فراقنا عمداً ...
                      فالموت فاتنتي ... هو ديدن الأحياء.

                      قد تذهب كل الكلمات أدراج الرياح
                      قد تتساقط أوراق الحرف كشهاب في الفضا لاح
                      قد يغدو الليل طويلاً طويلاً ... تاهت عنه شمسه أو ضاع الصباح
                      لكنني هنا ... شهيد عشق ... أنا
                      لا زالت أسطر في سجل الخلود أسطورة هواك
                      فما أدركت النهاية ... ولا قلبي استراح
                      حسبي أن وَدَعتني ابتسامتك
                      فأنا أكره البكاء والنواح
                      وإن يمسسك لفراقي حزن ....
                      فأسألك مغفرة والسماح
                      ..

                      تعليق

                      • سليمى السرايري
                        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                        • 08-01-2010
                        • 13572

                        #12
                        [frame="1 90"]

                        الأديبة الجميلة

                        منجيّــــــة


                        تهطلين كقطرات الماء من سماء الإبداع
                        تخترقين عالم الصمت وتغرّدين بالمنثور سحرا
                        فبين النثر والناثر، حكاية مليئة بالشموس والأقمار .

                        شكرا لروعتك


                        سليمـــــــــى

                        [/frame]
                        التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 22-10-2010, 03:55.
                        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                        تعليق

                        • منجية بن صالح
                          عضو الملتقى
                          • 03-11-2009
                          • 2119

                          #13


                          الفنانة الرائعة سليمى


                          كنت في هذا الفجر الساحر كقطر الندى تبللين أوراق الورد
                          المنثورة على متصفع الأديب الراقي بفكره و قلمه
                          حسام الدين مصطفى

                          فشكرا لطلتك الندية العطرة
                          كل وردي وودي

                          تعليق

                          • منجية بن صالح
                            عضو الملتقى
                            • 03-11-2009
                            • 2119

                            #14
                            لأنا

                            جئتك حبيبتي وبؤسي قد براني والقلب خائف، أجاهد كي أنفض عنه الهموم وأخمد صرخات الأنين، وانطلقت إليك يا حبي باسمك مناد وهاتف، لعلى أجد في حلمك حقيقة واقعي الزائف...
                            ليال طوال أرهقت نفسي باللوم والعتاب، فأضحى روض قلبي قفراً يباب، فأتي صوتك كشدو طير بهيج، ليصمت صليل سيفي و يسكت كل الضجيج، وشعرت أن وسط صخر صدري هناك مضغة لازالت بالحب تهيج..


                            فآه.... يا حورية بعمري كله أفتديها، وأترك كل حروب الحرف وآتيها..... فتطيري بي إلى السحب لنسكن فيها....
                            أذكر أني قبلك كنت شريداً للعشق ظمآن، فجاءني هواك... ضمني و احتواني، وبت ملجأي وعريني وبك انتصرت على صروف الزمان..

                            كم من ليال قضاها القلب في سهده، أسيراً لقاسي الشجن صار عبده، فلمحت طيفك بدراً تطلب الثريا منه وتغير الوقت في قلب لا يعرق الوقت... نسي الأمس، ومزج يومه بغده...
                            فهيا إلى سماء الكون نطير فنغني نتراقص ونلعب، ويسمع الكون ضحكات قلوبنا فيجذل ويطرب... هيا فقد كرهت الدرب وعلاماته ودلائله، وكرهت السؤال وكل الجواب، ومن يسألني أو أسأله، هيا نسبح في هذا الضياء حتى ندرك ساحله...
                            هيا إلي فعمري سهل جفت جداوله...
                            جفت دوحاته وانتحرت بلابله...
                            هيا فكم مر الفرح بقلبي وتجاهله..
                            هيا بنا فالشقاء ناعس .... هيا نغافله
                            *******


                            لم أنس أول مرة حج بي الضياء إليك...
                            أنت يا قِبلة طير قلبي والدوح والآيك
                            نادى الهوى قلبينا حين صافحت عيناي عينيك
                            أنا يا منيتي قد مددت يداي .... فأعطني يديك...

                            .....
                            أترانا يعاتبنا دهرنا ... أن ذهبنا في أحلامنا... ونسينا شقوتنا وشقائنا
                            لأنا

                            ما عدنا بالدنيا نبالي... أو أنا ملكنا الزمان والأيام والليالي
                            وصنعنا كوناً لم يشهده واقع ويفوق كل خيال...
                            أم لأنا إلى جوار البدر رسمنا وجه حبنا وسألناه
                            أين هو من هذا الجمال
                            أو لأنا بأهداب النجوم علقنا هوانا فصار بعيداً صعب المنال...
                            ********
                            لأنا ..
                            لأنا حطمنا سجون الوهم وتخطينا أسوار الشجن
                            لأنا عبرنا كل الحدود وصرت أنا شعبك وأنت الوطن
                            لأنا تركنا خلفنا كل الشرور والآثام والفتن..
                            لأنا هزمنا الصعب وتخطيناه وكل الصعاب والمحن
                            لأنا تركنا خلفنا ناساً ودنيا... وصحب وسكن
                            *********

                            لأنا ما استمعنا لصوت إنهزام أو ثورة غضب
                            لأنا تركنا لهم سجونهم وآثرنا الهرب
                            لأنا أخذنا ما لنا دون إذن أو طلب
                            فصنعوا من شرهم جحيما ...يريدونا لها حطب..
                            لأنا اتخذنا السماء لحافاً وتوسدنا السحب
                            ****


                            لأنا ما رضينا باليأس وقول "النصيب"
                            لأنا امتزجنا بحبنا فما عرفوا من المحب ومن الحبيب
                            لأنا صرنا أسطورة ولغز وطلسم عجيب
                            لأنا سطرنا في سجل العشق حروفاً
                            ما نظم مثلها شاعر أو قالها متحدث خطيب

                            *****
                            لأنا غسلنا بطهر الهوى كل الآثام والسواد
                            لأنا ما رضينا القيد وثقيل أصفاد
                            لأنا ما أسلمنا طير حبنا لغلاظ أكباد
                            لأنا بين ضلوعنا قلبين من نور لا صخر جماد
                            لأنا إلتقينا دون إذنهم ... بلا إتفاق أو ميعاد
                            لأنا نثرنا فرحتنا وجعلنا لحظاتنا مهرجانات وأعياد
                            لأنا أطلقنا عنادل عشق دائمة الإنشاد
                            لأنا ما بقينا شواء غرورهم يقلبونه في اتئاد
                            لأنا سرنا بعربة الحلم على شعاع الشمس تجرها الجياد
                            لأنا أضأنا في سماء العشق شمسا ... دائم ضوئها والاتقاد
                            أم لأني
                            خلعت من روح حرفي عليك ... وأسكنتك من فؤادي

                            فهلا ... أعطيتني يديك وطرنا ....
                            ودعيهم يلومونا
                            لأنا
                            قد حلمنا

                            تعليق

                            • منجية بن صالح
                              عضو الملتقى
                              • 03-11-2009
                              • 2119

                              #15


                              مليكة قلبي:

                              يكفيني أن حبك في صخر القلب أينع واستقرت جذوره في الصدر والأحشاء، فلا تلوميني إن قلت يكفيني أن شربت الحب خمراً وسكرت بنشوة وصفاء
                              يكفيني يا ورقاء الهوى أنك أَخذَتِني من ضيق الدنيا إلى واسع رحيب، فأنشدَت حولنا العنادل وغرد كل طير طروب... يكفيني أنك قد جعلتني راضياً وكم قبلك كنت ساخطاً وغضوب، وصار عقلي الضياء فلا إحتراق ولا حر أو لهيب، وأحييت هامد القلب وكان حبك الدواء وعشقك الطبيب، يكفيني أن لامست في رقصاتنا السحاب وداعبنا النجوم والقمر قريب، يكفيني أن ذقت الهناءة على يديك ... فبغيرك لن تهنأ حياتي ... وبدونك لاحياة لي ولا عيشُ يطيب.
                              يكفيني أنك بدلتي علاقتي بالحياة وغيرت لقائي بها من نأي وتفرق، فصرت بأيامي متشبثاً وبحياتي شديد التعلق، وأنا كنت قبلك ضائعا شريد الروح والفؤاد ممزق، ومن لقاء العشق كنت أهرب، وأخاف، وأَفرُق... يكفيني أن وضعتني بقطار العشق فكم ركض القلب خلفه دون أن يطاله أو يلحق. .. فكم من أمنية حبيبتي وهبتني وكم من أمل حققته لي وكانت نفسي إليه رانية تُتَوق.

                              آه لو عرفتي قدرك عندي... لعلمت أنك عندي الكون والحياة وكل الأشياء، وأنك أرضي وأنت السماء.. ولعلمت أنك بدر حياتي الذي يرفض الأفول، وزهرة شباب يأبى أن يزول، وأنك حكمتي أباهي بك كل الأحلام والعقول.... آه وآه لو تعرفي من أنت عندي ... ولكن دونك كل حروف الهوى ومحال أن أجد ما أقول.
                              يكفيني أني حين قابلتك نسيت طعم الحزن والشجن، وسافرت في عينيك بكل قوارب الحبور والسفن، وأني صرت روحاً كساها بدن، يكفيني أني بك عبرت المكان والحدود والزمن.

                              يكفيني أني معك إكتشفت حقيقتي ورأيت في ذاتي الإنسان، وما عاد قلبي يخشى وبات من كل قناع مجرد عريان، وأني نفضت عني كهولتي فأشرق قلب غض وفي الريعان.... يكفيني أن رويت بروض روحي زهرة جثت على جرف الردى يدفعها الظمأ والذبلان، وأنك كسوتي كوني كله حُلة بها يزدان، وأنك قد فجرت ينبوع الهوى في صدر صخر جامد صوان، وأنك كنت السباقة يا فرس عشقي وكنت ملكة المضمار والميدان.


                              يكفيني أني معك رأيت إخضرار الشمس وزرقة الريحان، يكفيني أن قوس قزح حبك كان بغير ما عرفته من ألوان، ويكفيني أن أحييت روحي من قبر العقل وتربة الجثمان...

                              يكفيني أنك غيرت كل قوافي ديواني، و بدلت كل النغمات والأوزان، وحذفت كل عناوين قصائدي ووحده صار اسمك هو العنوان، وما عدت حادي العقل بل صرت راوي قصص العشق والوجدان....
                              يكفيني أنك خلودي ... وأنت بقائي مهما اكتسى الكون بزوال ونسيان
                              يكفيني أن استقرت روحي بين راحتيك فقد أعياها التأرج بين شمال ويمين، ويكفيني أني حين تهاويت كنت لي سند وكنت المعين، فكيف أنا وقلبي والهوى نكن لفضلك جاحدين، وأقل عرفان يا مليكة الروح أن نظل بأستار قصرك متعلقين، لا ننكر على الشمس زيارتها أو حين يتبعها تابعها الأمين، فمهما تعاقبت الأيام سيدتي ... فأنا وقلبي والهوى منتظرين


                              يكفيني أني اتخذتك أهلي و منبعي وكل الأوطان، وصارت حياتي مملكتك فالقلب تابعك والهوى والعشق والالهام رعية وسكان، وفي بلاطك تراقص العقل منتشياً من عبق الألحان، والفكر في سِنة وادع جذلان، وقسورة التمرد جاثياً نعسان...

                              آه كم أحبك أقولها ألف مرة وأكرر الترديد مرة ومرتان، فما عاد ينفعني صمتي ولا الكتمان... إني أحبك .. إني أحبك قلتها وإن خاطبت غيرك بها أو نطقها اللسان فتلك قطرة حبك أوزعها على كل بني الإنسان، وما طالوا مني مليكتي إلا وريقة ود طارت من روض بساتينك والجنان
                              يكفيني أننا مزجنا الصدق والصفاء فكانا للهوىصنوان، وأشرقت بحبنا عتمة الحياة وكل ليل وأدجان، وجرى عشقنا نهراً لا مصب له ولا شطآن ...

                              آه يامنية الروح ... أنت دوائي وترياقي، وطبيبتي مما احتار فيه الساحر والراقي، داويت كل جراحي ببلسم تحنان وأشواق، لك في جِيد النفس مآثر وأطواق، وما خلفت عهداً أو حطمت ميثاق، وأنفقت من جواهر حبك كريمة دون حبس ولا إملاق.... فلا غرو إن حرت في رد الجميل وألجمني الصمت والإطراق، معك عرفت كل النجاح إلا في قولي فيك فهو إخفاق في إخفاق، ومهما سطرت في سفر العشق عنك فلا تكفي بحور مدادي أو صحراء أوراقي.



                              يكفيني أني ما جربت عليك زيفاً أو خداع، وما أطلقت شفتاك أكذوبة تقتنص الأسماع... يكفيني أنك طببت كل آلامي وأوجاعي، وأنك هدهدت روحي و قلبي الملتاع... فلا عجب إن قَصُر عن شكرك قلمي وجف دون مديحك كل إبداعي ... وكيف لي بوصفك وأنت في كوني نجمة دونها الشمس والقمر بل هما في القاع.
                              آه يا من بدلت حسابات العمر وتعداد أيامه، فصرت أقيسها لا بأيام ولا ساعات بل بعدد الأنفاس والزفرات
                              فإذا ما مت فيكفي روحي أن يكون بساطها أزهار حبك يطير بها من غلظة أرض إلى ناعم السماء ويكفيني أني يوماً عشت ما لم يعشه أي من الأموات والأحياء



                              يكفيني أنك إيماني ويقيني وأنك لي درع يدرء عني وغى الأيام ويقيني ..ومهما قلت فيك فلا لفظ يوافيني ... ويبقى حبي في حروف العشق يفنيها وتُفنيني، ولا فن كفنِك مهما سما تفنيني، وقد يكفي الحرف فخراً أن كتبت اسمك به ... لكن في القول عنك ولا كل نظم القوافي يرضيني وما كفتني ولا كل الحروف تكفيني.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X