رسائل الأديب حسام الدين مصطفى

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 01:40

إلى خائنة ...على مذبح سلومي

لا أقسى على النفس من أن تفجع في أملها، وتفيق من سباتها ... فتكتشف أن للدنيا وجوهاً غير التي ألفتها، وأن معاني الأشياء غير ما عرفتها .... ولا أشد على المحب إيلاماً من أن يكتشف خيانة من أحب ويقف تمزقه خناجر الحسرة نكسر أمواج أحلامها على صخر .... فهل الخيانة جزاء لمن تاقت نفسه لسماء صدق فمد لأنجمها يديه
هل تصير لعنة العاشق أن له قلب نابض بين جنبيه.... ساعتها يطفق العاشق تائه شريد لايهتدي لجنوب أو لشرق، وسماؤه حالكة وضياؤه برق

آه يا قلبي ... يا كعب "أخيلوس"
آه يا لعنة عمري ...
أراك خائفاً تضطرب
فأين أيام زئيرك ...
حين كنت ليثاً يثب

تحت شجرة الشوك توسد كفيه
وأرخى جفونه وأطبق عينيه
وسارت به الذكرى في ربوع ما مضى
يسافر عبر دروب الحلم يتذكر
أين تاه وأين ضل وأين اهتدى
زفراته الحارة يقصفها مرجل الروح
صراخ مكتوم و نحيب لا تسمع له بوح

*********

يحادث نفسه ....
كنت أحلم أن تكوني لي ... كما خُدِعت
كنت أحلم أن تكوني لي ... كما توهمت
كنت أحلم أن تكوني لي ... وليتني ما حلمت

**********

آه يا ليتني مكثت في وهمي والجهل
ووأدت صرخة النفس والعقل
يا ليت لساني لم ينطق ولم يسل
وما عرفت بكذبها و الختل
أتلك هي التي اتخذتها نديمة روحي ....
واستغنيت بها عن دنياي وأهلي
وكانت هي قبلتي وشاغلي وشغلي
أتلك التي حسبتها حبيبتي منذ الأزل
أين كان العقل مني ... أجن أم اعتراه خبل

*********
آه يا خائنة ... أحكمت مؤامرتك والمكيدة
فنانة في الخيانة وفي الجرم عتيدة
قاتلة ... مجرمة.... يا من ادعيت أنك شهيدة

*********

يا حسرة فؤادي الغض كم غرق في وهمه وضلاله
فرسمت روحي حولك أنجماً و ألف هالة
وجعلتك منيتي نجم بعيد مناله
وجعلت الروض يشرق طرباً
كلما ذكرتك أو بشرتنا بإطلالة
كم بنيت لك من شموخ القلب
صروحاً . شاهقة ...
وبدم الروح على أعمدتها نقشت
ترانيم عشقي أسهبت فيها
و تعمدت الإطالة

*********

قولي لي ... هل وجدتني صعب المراس ....
أم كنت ساذجاً غراً وسهلاً
هل أتعَبَك جَرحي ... أم لم يعيك القتلا
هل انساب دمي ... أم الطوفان دونه
فخضبت به يداك وشربت وأسرفت نهلا

********

آه يا قلب ...
كم حادثتها حديث هوى رائق
نبيلة أحرفه وكلماته كرام
وعزفت على أوتار شرايينك
سيمفونية عشق ناعمة
وراقصتها فوق الغمام
وأتيت يا خب ... يا صب ...
مترنحاً طروباً من سكرة الأوهام
أين كان حذرك .. أين كنت
وأين كان ما علمتك الأيام
ها قد صرت ذليلاً منطرحاً
وحولك غيلان ضحكاتها
واقفة ... مشرئبة القيام

**************

لك الشكر أميرة الدهاء ...
عبقرية الذكاء ... أعجوبة النساء
فقد أرقت دماً إمتزج بحبك
فأرحتني من فاسد الدماء

**************

تعنفني نفسي ... ويهزأ بي عقلي
أتلك التي جعلتها قديسة وللطهر إمام
وخططت معها صك وفاء ...
دائم ... موثق الإبرام
وبنيت لها قلعة عشق..
بواباتها هوى .. وأبراجها هيام
وجهزت لها في عرش صدرك مجلساً
رحباً ... مُرَحباً ... ورفعت لها المقام
وجثوت عند طرف ثوبها ...
مقدماً قربان رمحك والحسام
أتلك التي بسطت لها من سماء العشق
طنافساً مزدانة بكواكب وأجرام
وجعلت روحك جاريتها والقلب لها غلام

************

أهذه التي اتَخَذتَ من شمس جبينها الضياء
دونه كل نهار عتمة وظلام
أهذه التي ألبستها ثوب إيزيس
وقلدتها عقد كيلوباترا
وتوجتها تاج أفروديت وبلقيس
وبنيت لها معابد عشق وأهرام

*****************

ها هي معابدك قد دنست
وضخور أعمدتها بالخيانة اكتست
وأهراماتك قد زالت
وشموسك قد خبت
لا تعتب عليها وإنما لُم نفسك
فكيف تعيب عليها خصال فيها تأصلت
فما آسن الماء قد يتعطر
حتى لو الأزهار لسطحه كست

****************

أيا جاحدة الهوى ...
أنسيت أني فرشت لك الروح مهداً
وجعلت لك القلب مضجعا
وبنيت حولك سور عشقي
عالياً لا يتصدعا
وتريضت بك في بستان الروح
ووطأت قدمك كل بقعة وموضعا
وسقيتك من خمر الحب لذة
صنعتها من عصير الروح ومزاجها أدمعا
فرشفت شهده وإنتشيت
وأنا لكل آلامي متجرعاً
تباً لك وللزيف والخداع معاً

************

عصفت بروحي سَموم خداعها
وسعير ملهبة
وأعمت بصيرتي رياح زيف متربة
فأسقطتني من فوق صرح شامخ
وأوسدتني الوهاد والربا
فآه يا حلم حب ... كلامع شهاب
أضاء.. ثم انطفأ وخبا

**********
آه أيها الحب الجليل النبيل
كم دنسن بستانك النضر الظليل
وما هذا لعلة فيك يا دواء الشقي العليل
بل الخداع ضارب فيهن عميق أصيل
فلا ضير إن صرعن قداستك وصرت مثلي قتيل
فأنت يا حب وأنا كلانا على دنيا الخداع دخيل

********

كيف بالله ببسمتها النسيم
وفي نفسها لظى وحريق
أهكذا بين الطهر والخطيئة
فقط قناع مهترئ رقيق
آه يا ألعوبة الليالي والسمار
وسلعة ما لها غير تجار الرقيق
أتحسبي أن كفيك يلملمان ما
استبحت من دمائي وما أريق
أو أني قد ألهو بدمية الجسد
والقد الرشيق
وألهث لسُم شفاة قدت من جذوة عقيق
أو أني سأشرع مركبي في يم
صدرك يأرجحها زفير وشهيق
أو أني أهوي إلى حيث أنتِ
وأنت بقاعٍ سحيق
لا تطلبي مني غفراناً ...
فطعنتك قتلت و الجرح عميق
والآن طريدة بلاط الهوى ..
هل ضمك وكر ليل أم مخدع عشيق
مؤكد أنه لا لقاء بيننا ...
فما عاد دربنا واحداً ...
ولن يضمنا طريق
فقط اذكري أني الوحيد بينهم
كنت بك رحيم شفيق
وشتان حمقاء النساء
بين شمس حبي ... وشهب زيفهم
وسلي الدفء إن أعماك البريق

خائنة أنت أم أنت الخيانة
وزيفك للشيطان أوتاره وعيدانه
ويحك يا مليكة الخداع كم اتشحت برقيق غلالة
وقلبك السواد غطى كل ألوانه
فقط اعلمي
دون أنيابك وجيد عشقي
كل ترانيم الهوى وصلبانه

( من وحي قصة واقعية عايشت أحداثها ولم أعشها)
حسام الدين مصطفى

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 01:49

رسالة إلى صاحبي الدكتور فؤاد بو علي

أخي الحبيب و توأم روحي صديقي الدكتور فؤاد بوعلي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
رعاك الله أخي الحبيب ... فبرغم تلك المسافات التي تفصل بين بلدينا، وبرغم البعد لا زلت يا صديقي قادراً على أن تبصر ما بداخلي، وتشعر بما يجول في خاطري... وكذا هي الأخوة والصداقة الحقة التي لا تخضع للقياس، ولا تدركها الحواس، ولا ينعم بها إلا من أراد به خير رب الناس.
أعتذر منك يا أخي إن مرت فترة كنت فيها على غير ما عهدتني ، فهذه طبيعة الحياة أن تمر بالإنسان أوقات عصيبة، فيخضع خلالها لصروف القدر و أحكام الدهر، فيجد نفسه يمر باختبارات حياتية...
كم أغبط يا صديقي أولئك الذين تسير بهم مراكب حياتهم مشرعة في بحر رمال الحياة، كم أحسد هؤلاء الذين لا يرون في الدنيا إلا قضبان القطار السائر دون توقف ... يا لَحَظِهم أولئك الذين لا يشغل بالهم أي أمر سوى البحث عن ما يريح عقولهم ...

مشكلتي يا أخي الصديق أنني كنت أمر بما اصطلح إخواننا المبدعون على تسميته " أزمة المفكر"، وهي لعمري أشد إيلاماً من أي أزمة قد تعترض طريق المرء ... فيها وجدت نفسي كالذي يبحث عن ركن يختبئ فيه في حجرة الحياة المستديرة، فما وجدت الركن، وما تغيرت دائرة الحياة... هل رأيت كم أنا محظوظ!!!

ولولا رحمة الله الواسعة، وأيادي كريمة لك بينها اليد العليا لظللت أدور باحثاً عن ذلك الركن...
أتدري يا صديقي العزيز ... كم هو جميل أن يشعر المرء بالضعف، وأن تلوكه رحى الحزن ... لا تعجب يا صديقي .. فالقوة والصلابة لهما مغبة وخيمة، فقد يستحيل من يمتشق حسام القوة، وكنانة الصلابة إلى حجر جماد لا يتأثر بما يدور حوله، وقد تشط به كبرياؤه فتقذفه في هوة الغرور السحيقة ... لذا فإنني أحمد ربي حين ينعم علي ببعض أمور تشعرني بضعفي البشري، وتستحضر الحزن الإنساني ليغمر ذاتي..

يا صنو ذاتي الحبيب:
أراك تستخدم طريقتك الحصيفة كي تدفعني أن أخرج من شرنقتي بأن تهدد بأنك ستخرجني من قلب الحي الذي أسكن فيه!!! وكأنك لم تخرجني منه بعد!!! أنسيت يا صديقي أنني قد غيرت محل إقامتي منذ زمن حين جمعنا ركب الفكر معاً....
لكن أتعلم أنني أحمد الله على أنك لم تتوعدني بما هو أشد وأقسى على نفسي وهو أن تغير عنوان مسكنك في قلبي... فهذا لَهُوَ عندي أكثر إيلاماً من التشرد في أصقاع لا تحدها سماء ولا تحملها أرض...

اعلم يا صاحبي الذي بيني وبينه كما بين الشمس والقمر ارتباطاً ... بأنني ما قعدت محبة للتقاعد، وما سكت لأني أوثر أصداء الصمت، وما ركنت إلى الوهن تكاسلاً، وإنما هي مقادير، وأنصبة مقدرة ... والحمد لله في السراء والضراء....
ولأنك ذو قدر عندي قد لا يعلمه إلا الله وحده، .... فلا أرى إلا أن أقول بارك الله فيك صاحب وأخ، وأدام الله ما بيننا من مودة ومحبة.. وإن كان ضجيج النوائب صاخباً، فإن صوت نداء الأخوة أعذب وقعاً، وأجمل تأثيراً.... فلتضج الحياة، ولتصخب... وحسبي أنه كلما أرهقني صخبها، سمعت روحي شدو كلماتك فيستقيم عودي، ويشتد أزري....
وفي الختام ... أدعو الله أن لا يكون للمحبة بيننا ختام، وأن نظل على عهدنا أخوين تأتلف روحيهما في وئام...
ولك محبتي وعظيم التقدير والاحترام
حسام

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 01:52

ليلة عشق...حسام الدين مصطفى

ليلة هي العمر عشتها... نضرة يافعة كربيع الشباب، هادئة كأصيل الخريف، منعشة كصباح كشتوي، دافئة كمساء صيف... أهكذا هو العشق يعتصر العمر كله ويستخلص منه رحيق الهناءة يجمعه في قارورة الليل، فيتعطر الكون بالحبور، وتتراقص السحب على نغمات رائقة حالمة تعزفها أنامل الأنجم على أوتار أشعة البدر...

حبيبتي الغالية...
آه يا حبيبتي لقد أعطيتني فأجزلت العطاء، وبسطت لي من كرمك ما كسا ما بين الأرض والسماء، وغزلت من نسيج الروح مشرقية بديعة الألوان والضياء، وأرحت رأسي المجهد بين راحتيك، وفرشت لي بسمتك مهداً، وجعلت من جفنيك لي بُرداً وغطاء.
وسرت بي في دروب روضك هادئة الخطوات، دليلي سنا عينيك و أهتدي بالبسمات، فتدور في فَلَك الجمال عيناي وتعيد الكَرَة مرات ومرات، وفي بستانك يتمايل الزنبق منتشياً عبيره فواح الأنفاس والزفرات ، والقول فيك مليكتي أنك رَبةُ الحسن بل أنت عظيمة الربات، والحسن منك أنت أصله وعندي على ذلك أدلة وعلامات، ولا أخالني أحتاج لبرهان فحسنك لا يحتاج لقرينة أو إثبات، وأين أجد من بين حرفي ما يليق بوصفك .. مُحَال حبيبتي أن يرقى لوصفك قولي هيهات وهيهات ... فقداسة حسنك يا عشق عمري أمر لا تحده الكلمات...
يا من اصطفاك القلب خليلة من بين نساء العالمين، وجعلتك روحي قبلتها يا نبيلة الروح مشرقة الجبين. القلب، والروح، والفؤاد، والنفس، والعقل بك آمنوا وصاروا مهتدين، وجميعهم في محراب هواك نُسَكٌ تابعين، ومحال أن أكفر بك أو بالهوى فعشقك هو الإيمان واليقين.

في أرض عشقك بنيت قصور الهوى شامخة الأبراج عالية البنايات، وزينتها بنقوش حبي وأنرت طرقاتها والحجرات، وفي كل موضع نقشت اسمك على الأبواب والنوافذ والأسقف والردهات، فصارت قصوري باسمك ساطعة فضوء اسمك يزهو فوق شعاع الشمس وضوء الثريات، وعلى الجدران بمداد القلب سطرت أسطورة حبنا.. وتاريخنا وكل الحكايات، وبات دهري كله لاشيء إلا ما عشته معك من لحظات، وما الوقت ولا الزمن إلا ما قضيت في بلاطك من أوقات.
لله درك يا درة النساء وخير الناس، لا عجب أن رَوَضتِ عنادي وأنا العنيد صعب المراس، فقد تقربت إلي بناعم الشعور وشهد إحساس، وكسوتني بعد عري رقيق عباءة ولباس، وربت على جبين مشاعري وهدهدت الحواس، وداعبت جفون روحي المسهدة فذاقت لأول مرة طعم النعاس، واقتَبَستِ من روحك قبساً أضاء ظلامي فأنعم به من اقتباس، ورفعت عني لعنة الهوى وكنت فيه سامري قولي لا مساس.
أيا شمس عمري دائمة إشراق لا تعرف الأفول أو المغيب، في روضك تنقلت بين جنان معطرة بالمسك والطيب، لا شاذ بين زهور بساتينك ولا مستهجن أو غريب، والنغم صوت سرمدي لا بكاء ولا نحيب، وثمرك السامق .. بأَمرِك صار دانٍ قريب، وفي نهر شبابك اغتسلت من غبار الزمن والمشيب، والطير على منبر أيكك تغنى شادياً وخطيب، في وصف حسنك منشدٌ وعبقري لبيب، يا لروعة بهائك فكل ما فيك بديع فريد قشيب، والقلب قد سكن بستانك الرحيب، وَهَبَ حرفه لعشقك فلولاه ما صار شاعراً أديب.

لك كل الثناء والعرفان والشكر، يا نبيلة الفؤاد رمز الصفاء والطهر... أسير فضلك أنا ولك مكارم بيض وغر، أحسنت إلي وكانت عطيتك الخير والبر، ألا يكفي أنك يا شقيقة الروح منزهة عن كل خداع ومكر، وأنك أطلقت سراح قلب أضناه ثقل القيد والأسر، وأني أتيتك طائعاً لا مغلوباً يدفعني القسر، ومعك ما جربت ظلم الهوى ولا قسوته ولا الجور، وأسكنتني سويداء قلبك لم تهددي بطرد ولا هجر، ومعك انتصرت لقلبي وذقت حلاوة الظفر، وأمام رماح جفونك خر الفؤاد شهيداً وكان له النصر، وأن عيناك شاطئيَ وعشقك لي بحر، وهمسات حبك الكنوز والدر، وأنك سمحت لي أن أتنسم عبير هواك وأعانق دوحاتك وأتلمس الزهر... وأنك خلود عشقي الباقي أبد الدهر، وأنك ما جرحت كبريائي بنهي أو زجر، ولا أرهقت عقلي المكدود بأثقال القلق والفكر... لو قلت أسبابي ما كفاني العمر ولا ألف ليلة وألف شهر..
يكفي أن أقول أحبك ... وأن حبك خالد ..لم يعرفه قبلنا أي عاشِقَينِ في أي عصر

************

يـــــا رب
لا عمر كاس الفراق المر يسقينا
ولا يعرف الحب مطرحنا ولا يجينا
وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا
يا حبيبي ...يالله نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي بعد سنة
مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوه بألف ليلة وليلة
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليلة زي الليلة (ام كلثوم- ألف ليلة وليلة )

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 01:55

عِناقُ الأَحلامِ.. حسام الدين مصطفى

حبيبتي الغالية:
حبك أسطورة لم يأت ذكرها بكتب العشق أو شابهها مثال، هو كالبرق الهادر صاخباً وضياؤه متدفق ينسال، هو رقصة الأرواح نلمح طيفها ولا نسمع صوتاً لها ومقال، هو فتنة الصفاء قد لفت الكون ،وهو للحسن بهاء وللجمال جمال....
في حبك هجرت كل قيودي و أطلقت زمام لُبٍ حكيم، وأَغَرتُ على ديار الهوى ما خشيت من خَطبٍ مهيب أو عظيم، فأصابني من قوس هدبك سهم أردى فؤادي في الصميم، وأنت ربة الحسن جَمَعتِ الحسن كله فأَقَر به كل عارف وحكيم. رأيت قدَك كالغصن يرنو كأنما هَزَهُ بعض ريح أو راقص النسيم، فما عدت أدري ما أقول أأنت ظبية أم مُهرةٌ أم أنت ريم؟!، فلا تلوميني إن هِمتُ بحسنك فقد عَلَمتِ قلبي كيف يهيم، كم قست عليَ يد الزمان وضنت فما باله اليوم صار كريم؟!، وأتاني بك خير هديةٍ وصار له عندي فضل ومعروف به زعيم...
فيا دهري القاسي ..إني غفرت لك وما عُدنا الخصم والغريم، فكم شكوتك يا من لم يرحم ...لكني أراك اليوم الشفيق الرحيم. ألا أني يا دهري قد سامحتك وما عدت أذكر مر المذاق الأليم، وطوت نفسي كل مرارتك وما كابدت من صبر و ضيم، وما عدت أشعر ببؤس ولا محنة ...
فقد وهبتني إياها و بها صار ت كل الحياة نعيم، وأينع زهر القلب نضراً واخضر عود شبابي وهو هشيم، وذقت معها لذة الهوى وصرت بهناءة العشاق خبير عليم

أي منية الروح
بقلبي نيران شوق لا تحد.... أشعلها حبك وأوقدها الوجد، وسرحت في روض المحبة هائما ونسيت وحدتي وما عدت فرد، وكيف أظل في حياتي وحيدا وبيني وبينك يا عشقي غليظ موثقٍ وعهد، وأنت التي أحيت ميت القلب في صدري فلك كل شكر وحمد، وأنقذتني من فاتك الدهر وزماني القاسي المستبد، ولك عَلَيَ أنعم لا حصر لها و خيرات لا تحصى ولا تعد

ماذا أقول في وصفك يا غصن بان منه غار الزهر والورد، وقوام كالخيزران ليناً ورموش من السيوف أحد، والوجه بدر بهي والشمس ساكنة في الجبين والخد، كان قلبي سيد الهوى وسلطانه وأراه اليوم في هواك عبد .... فأنعم بك من ربة بك اهتديت إلى الحق والرشد
قد وجدت فيك الأهل والوطن... ونسيت بحبك غربتي وكل المحن، وما عدت أبالي بقسوة دهري ولا أشكو ما يصيبني من حزن، وإن أتاني الموت يركض لاهثاً ما مسني فزع ولا ذقت الشجن، وما عدت أكابد جراح الروح وما عادت توجعني آلام البدن....فأنت أنت بلسمي وشفائي وأنت أنت الملجأ والسكن ...وأنت صاحبتي وقرينتي وأنت خلودي وأنت الهناءة والأمن، وأنت هدية الرحمن ما نلت مثلها طيلة ما عشت من زمني... فبت أشكر ربي عليها وأكرر الشكر في السر والعلن

يا أميرة عشقي ومليكة قلبي
أتعلمين...
أن بين أهدابك يسكن السحر ... وفي أنفاسك طيب الأريج والعطر ،وأني أدمنت هواك ... وما عادت لي طاقة على بعد أو هجر ، وأنك ملكت قلبي وسكنت مني الحنايا والصدر، وأني قد صبرت بعض حين ... حتى أنهيت كل الصبر... قد بت أرى البعد عنك خطيئة وأنه الإثم والوزر
ما عدت أحتمل السجن خلف قضبان صمتي، أو أطيق نثر الجوى في ناعم الشِعر... فيا لهف قلبي على قلبي يكتوي على وهج من الجمر ، وأنا بدونك ضائع متشرد ضعيف ولا أحد يشد من أزري
أتدرين حبيبتي؟؟؟…
أني بك آمنت ... وجعلتك ديني في الهوى مدى دهري، وأني وثقت بعهدك ... وعرفت أنه منزه عن كل غدر ، وذلك لأني قد دعوت الله راجياً .. فرزقني حبك من حيث لا أدري، وأهداني -إياك-حورية رائعة الحسن والطهر، وجاءني الخير يركض في ركابك ا ... فما عدت أعرف الضيق ولا العسر، وصار عقلي للسلام مهجعاً وعرفت جميل الذكاء والفكر ….

أيا حلم العمر …
أنت حلم عشته منذ الطفولة والصغر ، وحققه قدري قبل أن يدركني المشيب والكبر، وما عدت يا حبيبتي أخشى أي أمر أو يقتلني حذري، بل بك صالحت دهري، ودنيتي وأطلقت طير الفرحة والبِِشرِ.... وسَرَت في شراييني جداول حبك وما عهدت الحب بها يسري، ولانَ قلبي وأحييتِه وقد حسبته أصماً قُدَ من صخر...
الآن فقط أقولها ...
يا أيامي افعلي ما شئت
ويكفيني أني رأيتها قبل أن يقصر العمر
سأظل أعشقها ما هزت الأمواج صفحة البحر
وأظل أهواها طوال حياتي ... وبعد مماتي حين يضمني قبري

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 02:00

زفرات عاشق... حسام الدين مصطفى

أيُعقَل أني نلت الخلود ........... وقد كنت فَانٍ في دنيا العدم
فأي الأمرين في حالي يسود..... أمل انتظرته أم ما تجرعت من ألم
هل ستخضر بساتين الحياة ..؟؟
و يصدح قلبي على غصن الزمن؟؟
أم ترى أن قدري ... أن يصير الحزن لي وطن
ومسكني على نهر العبرات جدرانه شقاء وشجن
*********
يا لروعة الآمال تشرق شمسها وتتقد
فأجِدُ في السير.. وأهرع... لا متمهلاً ولا أتئد
يجذبني حزني للماضي ... ومنه أهرب وأبتعد
لن أسمح لِيَم الشقاء أن يبتلعني ...
ولن أبحر فوق أمواجه إلى الأبد
وسأظل على دربي إليك ...
مهما تباعدت المسافات أو طال الأمد
*****
في قلبي لهيب ونار تستعر
والفؤاد كذبيح طير لا يستقر
ومهما عاندتني رياح الليالي ...
فأنا الربان وعلى سَمومها أصطبر
وإن عاندتني رشقتها بسهام سخريتي
وأمطرتها بنظرات الشذر
ولأعلمنها أني لست في عابر
أو أني غر بأمره الناس تعتبر
بل إنني بين عينيها سأحفر اسمي
وتذهب كل ظلال بسمتها ... وقطر الدموع
ويبقى اسمي خالدا باقي الأثر
فأنا لا أقبل ضيم الحياة .. وكيف أرتضيه
وأنا رب العناد ... حديد الفِكَر
فإن سَخِرتُ تراقصت لي الدنيا ..
وترتعد حين أوقف الهذر
وليس مثلي من يخشى صروف الليالي
وكيف أخشى ورفيقاي الموت والخطر
كم ثلاثتنا ارتحلنا .. وحللنا ... وطال السفر
*********

يا عشقي الباقي وخلودي
أنت هَدأةُ حياتي ... بعد أن طال الصخب
وما دُمتِ معي فلا لوم ولا خوف ولا نَصب
قبلك أهرقت من أيامي سنينا....
ولكني لن أترك عمري يضيع وينسكب
كيف وقد جاءني مزهر حبك بالنغم وناداني ..
فطارت روحي إليك ... وكيف لا ألبي واستجب؟!
وكيف لا تهدهدني همستك ...؟؟
وكيف لقلبي أن لا ينتشي ويذوب في الطرب
أنت يا خلودي مقصدي .. وطُلبتي ..
فلا تعجبي أو تظني أني غاليت في الطلب
فلو أنك تعرفيني ... ما اندهشت ولا أصابك العجب
فقولي سيف ... وسيفي صدق لا يعرف الكذب
وإن قلت أنك لي ... فقد كنت ...
حتى وإن باعدت بيننا سماوات وسحب

********

يا حبيبتي...
لا تجزعي إن رأيتني بحر غاضب
وأحياناً نهر هادئ ساكن في أمان
قد أخوض في بعض وقتٍ حروباً ضروساً
وأغرق في القتال وفي الطِعان
وقد يمر يومي عاشقاً هائماً ولهان
فلا تعتبي علي حبيبتي ...
فقد جبلت على أن الأمر بيني وبين دنياي
تحدٍ ورِهان
وقد صرعتُها ..... حين نبع في صحراء قلبي
نهر حبك الكوثر دائم الجريان
فهل تظني أني قد أضحي وأعود لجفاف أيام
بعد أن سقيتني شهداً وأنا لشهدك ظمآن
آه يا خلودي ... وخيلي وخليلتي .. وخير ما جاد به الرحمن
لقد دق في دجى الليل ناقوس حبك...
وأَمَر فجر عشقنا أن يأتي ...
فلابد له أن يلبي النداء والأذان

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 02:26

رسالة من غزة

أنا غزة ...
أرض الرباط .. سماء العزة
أنا غزة ترابي شامخ أَبِيُ... أنا غزة ترابي مُسلم عربي..
شقيقة بيت لحم والقدس مسرى النبي
**********
دفعت أبنائي للنصر قرباناً
وبلهيب صمودي العدو اكتوى
ومن دمه شرب ثأري حتى ارتوى
وعلى ترابي نجم صهيون هوى
**********
أنا غزة...
ظنوا أن الحصار مُكَبلي ومُقيد
أو أن حياضي سهلة المورد
فوقفت للعدا بكل سهم يرصد
أنا غزة ...
أحتضن القضية في صدري أهدهدها بكل نفس يتردد
أنا بركان العروبة ثائر ...صارخ لا يسكن لا يرقد
وأزف للجنة أبنائي كلما تاقت روح لأن تصعد
وفي حشاي أضم رفاتهم وأجسادهم ترقد
أنا غزة...
أنا حلم النصر رسمته يد أبنائي فتجسد
أنا نهر الكرامة تجري به الدماء ملتهبة تتجدد
أنا قبر كل من بغى وفي غيه تشدد
أنا الحرة .. أنا ابنة فلسطين
ما عَلَي يوماً آبق صهيوني يتسيد
**********
أنا غزة..
أنا خميلة الكرامة....
الصمود جذعي ومني النضال يتشعب..
أنا شمس في سماء الفخر ساطعة باقية لا تغيب أو تغرب
أنا عرين أسود هصورة بدماء العدو مخالبها تتخضب
وزئير أبنائي هادر مرعب

أنا غزة...
أنا من سطرت تاريخي بدماء ذكية مُعطَرة
قصتي نابضة.... حقيقة ....لا زيف مزورة
أنا رمز الشموخ وشمسه النيرة
لن أطأطئ لِبَني صهيون ولن أسأل عذراً أومغفرة
**********
أنا غزة.....
أنا خلود العروبة... أنا أم النضال لا أم أحن مني وأرحم
أنا أم الرجال مرابطين تتراص أرواحهم للعلياء سلم
أنا معلمة الصمود مني العالم يتعلم
وأنا المليكة عند قدمي كل جبار يجثم
ولن أكون سبية أو لبني صهيون مغنم
وأنا شعلة كفاح ما خبت لكل أهتف بكل ثائر على الطغيان وأَلهُم
حفرت في ذاكرة التاريخ اسمي فسما فوق كل علم ومعلم
سأحيا أبية وأنا بنفسي الأوثق الأعلم
*********
أنا غزة
وإن أضناني الإبتلاء
أقولها لكم... يا من خضعتم في ركون واستحياء
وشهدتهم مجزرتي وتراقصتم على مسرح الأشلاء
أنا يد الحقيقة أيا عالم الكذب...
كشفت كل لثام وكل غطاء
فتساقطت شعارات ونضح بما فيه كل وعاء
فيوم الكريهة قد استبان أي السيوف خشبي وأيها مضاء
لا رعى الله من آثر الخضوع ...
لا رعى الله كل ساكت عن حق .. منه الحق براء
فماذا تقولوا عند قبور الأطفال بماذا تواسون النساء؟؟؟
أبمزيد من ترانيم الشجب وكلمات العزاء ؟؟؟
أم صراخ الشقاق في نحيب الأشقاء؟؟؟
أم صدقات تحملها مراكب المن والبغضاء؟؟؟
**********
ما لهذا ناديت أيا معشر الجهلاء
بل استصرختكم
أن تتشابك أياديكم وقت الوقيعة النكراء
وهتفت بصوت الحق فيكم ....أن يخرج ولو بالدعاء!!!!
أيا بني العرب أما كفاكم دمي يملأ أخاديد الشحناء ؟!
فتجرعوه لعله يشفي ويكون الترياق والدواء
واخرجوا من قبور اليأس .... فما النصر إلا لناهض الأحياء
*******
إني لأعجب مما يشهد الدهر
ألأجلي تخاصمكم في كل قُطرِ ومصر؟
وجميعكم كالنظم بيته شطر وشطر
فكيف لا تلفني الظلماء وقد عمت البصائر وزاغ البصر
هلموا لململوا ستائر الخزي كي يشرق الفجر
فأنا القلب يا عرب وأنتم لي الصدر
أللتباكي والتناحر كان الأذان والحشر؟!!!!
أخشيتم خطب الوقائع ...فصارت وقعتكم جهر
ثَكِلتُكم ...لا هنئتم بموت ولا ضمكم قبر
إذ بقيتم فراخ لا تجيد إلا صياح ونقر
فسماء العزة لا يصول فيها إلا الشاهين والصقر
أأضحيتم للهوان مرتعاً وللاستسلام وكر ؟!
فهيا اعتصموا بحبل متين يخنق الذل والقهر؟!
***********
واعلموا أن عهد الله نافذ فلنا الظفر والنصر
وانفضوا هذا التقهقر والسكون والذعر
تتبرؤون من دمع الثكالى وجميعكم شريك في الإثم والوزر
أيا ساكن الكوخ هيا ... وأنت يا صاحب القصر
دكوا جبال التخاذل و لينطق الصخر
ولا تتفرقوا بمكيدة خداع وغدر
ولا تقصموا ظهري ... فيكفي الجرح والكسر
ولا تهرقوا دمي فلن يشفي التداوي بعدها ولا جبر

******************
أنا غزة
أنا ابنة العرب ودَمي من دمهم بلا استثناء
أنا بدر العرب شقيقة الشعرى والجوزاء
والثريا والفراقد والزهراء
في سماء العروبة تلاقينا ... وما عرفنا الجفاء
لا بيننا غيوم تناحر سوداء ولا شهب كره وحفيظة بغضاء
وإن تسلل بعضها بيننا لم يبق ومآله انقضاء
هذا قولي يا بَنِي دَمِي .....
فاغرسوه في روضة الصبح تحصدوا النصر في المساء

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 02:27

عيناك.....و أنا

حين تتحدث عيناك ...
أُنصت إلى الكلمات ... أرى الأحرف والعبارات... زهرات وأقحوانات تزهر على شاطئ ثغرك يرويها شهد شفتيك .... وينتشر حولي أريج حكمة وأتعلم ... كيف النطق وكيف أتكلم، كيف تتراقص الكلمات دون اضطراب أو تلعثم ...
*********
حين أنظر إلى عينيك
أرى جوهر روحك يتألق في قلب مقلتيك لامع براق، أرى كم أنت رقيقة حانية نبيلة المحتد بك تسمو المكارم والأخلاق وكم أنت كريمة متسامحة لا المن يعرفك ولا الإملاق... أرى حبك لي هدية البارئ الخلاق، بلسم النفس وللروح ترياق...
*********
حين أنظر إلى عينيك
أنسى كل ما حفرته الدموع على جدران الروح، وأصالح دنياي وأعانقها ويا لروعة الصلح، وكيف لا وقد علمني حبك أن أكون الكريم السمح، فآه لو علمت كيف حبك في حياتي ... هو ضوء الشمس في سماء حياة لم تعرف الصبح... هو قصائد عشق شدا بها قلب ضج من الصمت وكتم البوح ... ويا ويلي إن جاء الليل ليطفئ شمسي ويقتلع زنبقات فرحي !!!
*********
حين أسرح في عينيك
تبحر مركبي وترفع الشراع، تتهادى على أكف أمواج هادئة... صوتها نزهة للروح وتطهير للأسماع، وأقذف نفسي وسط يم عينيك فأغوص إلى القاع، فأرى مدينة أسطورية بها قصور و دروب وحصون وقلاع، وحول قصر روحك حراس شداد بيدهم رماح وأرسنة سباع وحول السور آلاف القلوب منها المجروح والمحتضر والملتاع.
*********
حين تبتسم عيناك
تعانقني بسمتك.. أنسى كل آلامي وجراحي والعذاب، وأقبل يد دهر أتى بك إلي وما عرفت منه قبلاً إلا قاسي الظفر حاد الناب، وأنفض عن عقلي غبار السفسطة وعبث تشكيل الخطأ والصواب، وألململم نفسي من دروب الظلام و أجمعها من كل الطرق والشعاب، وأدخل جنة عشقك دون ميزان أو حساب، وكيف لا وما عاد بيني وبينك حد ولا ستار ولا حجاب ... معك صرت أرى كل الحقائق دونك وهم وسراب، والدنيا مجرد بحر هائج متلاطم العباب و الحياة ليست إلا أحلام وأماني كِذَاب.
*********
حين أردد الترانيم المسطورة في ديوان عينيك
أقرأ معلقات وقصائد
تحملني أبياتها إلى عالم بل عوالم ... لا أدري أجمع هي أم فرد واحد
وأعرج في سماء حروفك وتتلاشى معالمي ويختفي الصاعد ... أليس غريباً أن يظل قلبي متماسك صامد، لا يخاف ما يأتي به الغد أو ما ذهبت به أيام بوائد
********
حين تضحك عيناك ...
تكتسي صحراء عمري بزهر غض جديد، وتزدان سمائي بأنجم بينها وبين بدر وجهك نهر ضياء ممدود، ويبتسم البرق في وداعة وتتراقص الرعود، وأنسى أن كل شيء إلى فناء وأن الأجساد موئلها اللحود، وما بالي ببالي العظام و الموت والرقود ... فروحك وهبتني ألف حياة وحبك بركان مستعر لا يعرف الخمود، وجمال عشقك بوابة فتحتها لي وأخذتني إلى دنيا الخلود، فيا رحمة الله الرحيم وعطيته منتهى الكرم والجود، لا تذهبي بأيامنا في هجر وصدود، وتحسبي أن العذاب في بعدك مقدر معقود، فحتى الهجر منك جميل محمود .....ومهما طال منك فحين تغيب شمسك أظل أحبك بلا حدود.
*********
وحين تسألنني عينيك هل أحبك؟!!
يسكت لساني ولا أعرف ماذا أقول أو أنطق ... والقلب منفطر ساكت مطرق... أتسائليني عن ما لمسته صخور فاستحالت إلى ذرات حملها الهواء وبها حلق، تسائلينني عن ما عرفه الطير فخضب أجنحته وشرعها لا يطاله كاسر ولا يَلحَق، أتسائليني ودم قلبي بين قبائل عشقك قد تفرق، أتسائليني ولون يومي يصطبغ بضيائك ففيه الأبيض والذهبي والأخضر والأحمر والأزرق، أتسائليني وما عادت حياتي إلا ظلام في ظلام وحدها شمس عشقك فيها تُحضر الصباح حين تشرق، أتسائليني يا حورية البحر إليك أبحرت وفي بحار ضوئك أغرق وأغرق...
فلا تعجبي حين أصمت أو أسرح أو أطرق، أليس غريباً أن يبكي الكون رحمة بما أكابده وعلي يشفق، وأنت تسائليني يا أحب الناس إلى قلبي يا من أرحم بي من نفسي وأرفق...
*********
نعم إني أحبك ... إني أحبك
ووحدك التي اصطفيتها وأنت المتيم بها وأنت من أعشق
**********
دعي نظرتي تحتضنك ، وتأخذ بيدك لتفترشي سرير الجفون، و تتوسدي مآقي العيون وعلى جانبي عرشك تهتز مروحتي الأهداب فتحرك نسيم الروح حولك منسابة على إيقاع دقات قلبي الخافق يردد لحنه الأوحد ... المتفرد ... قائلاً أ ح ب ك .... أحبك يا عشقي الخالد

**منجية بن صالح** · 22-10-2010, 02:37

حديث الروح
منك الخلود ... ومني عشق تقدسا
يسري بدمي لهيب من وجنتيك وقبسا

آه يا فؤادي أتذكر كم لحظ بسهمه رمانا
وكم هربنا ... وصُلنا في ربوع الكون ودنيانا

وحين لقيناها ... ربة حسن ... وفيها الحسن ألوانا
فصرت يا قلبي فرح وجذلانا..
وقلت حسبي آلام اعتصرتني وكم لهيب و نيرانا
كنا نخادع بعضنا يا صاحبي...
نثمل بأحلامنا ... فصار العمر سكرانا
والوحدة كم تجرعناها مراراً وشربناها أزمانا
وكم سقينا الروح ماء دمع وقطر أشجانا
*******
أرُد: آه منك أيها الفؤاد ... مالي أراك مستسلما..
وأنت الراسخ الصامد ..؟!
وما لك يا قلب تنبض وأنت القاسي الجامد؟!!
ويا فكري ماذا دهاك فصرت التائه الشارد؟!!!
وأنت يا أملُ .. من بعثك حياً ... أيها الميت الراقد..؟!!
ويا ضوء روحي ... أراك تسطع فمن أحيا لهيبك الخامد؟؟!!
خذوني إليها ... فهل أصير أنا الناكر الجاحد؟!!!
وليبقى قولي فيها ....
أحبك ... أحبك ... أحبك
أهتف بها قَسَمُ عشق ... ورب الكون شاهد..
يا منية الروح اكتست بجميل زهر روض دائم غير بائد
تعالي ... فأنت فرحي وبسمتي ..
لا تثريب على الصعاب اليوم إن تعاظمت أو الشدائد
ولتضيع كل دروب الحياة ...
وحسبي نجم حبك لي دليل قائد
فحين يفنى الكون كله ... وتتطاير صحائف الأيام
سيبقى حبي لك نابضاً يا عشقي الخالد
*******

آه .. يا غصة العمر علقماً مُرا
رشفتك قطرات عنوة وقسرا
فنثرتك في قولي أحرفاً ...
كلمات .. عبارات ونثرا
وبك طليت بيت القصيد ..
وصبغت بك النظم والشعرا
وأهرقت دمع النفس تحمله
بحار آهات وصرخة حسرى
فغمرت سماء العمر ... وأغرقت نهاره والفجرَ
........ ها قد مَحَتكِ فتانة الثغر
فلا تكابري ... وفي الكتمان تجتهدي ...
فالكون قد عرف .. وأخبر الزهر والطيرَ
ونشرت الروح وشاح حبها ... فتنسم قلبي أريجها عبقاً وعطرا
أتخفين ما قد شاع .... وما من صاحب قلب قد يجهل السرَ

**********
قالوا بأني صخر إن قيس بي قساة الرجال
وأني لست منهزم في ساحة الحسن أمام جيش الجَمَال
وأني محصن ضد رماح اللحظ و سهام الحب مسددة النبال
ولا يأسرني سحر العيون أو يغرقني شهد المقال

فما بالي اليوم أتضرع لربة العشق أن تكبلني بحبها
وأرى حريتي في تلكم الأغلال
وأُصهِر جلمود قلبي على مرجل هوى دائم الاشتعال
لأني إلتقيت مَن دونها روحي أبذلها وكل ثمين وكل غالي
************
خائف كنت أن يمر العمر كشعاع في الفضا لاح
لا عمر له مهما تعاقب عليها مساء وصباح
ورده على غصنه جف ينعيه الطير ويكثر النواح
داويت جرح قلبي وببلسمك شفي واستراح

أَسمَعُها رَجعَ شدوِ الصبا ... ترَدَدَ صداه في صدري وأضلعي
أحس كأنها جوهر ذاتي وأنها كانت دوماً معي
ونجم هدى في سماء القلب يسطع
فصارت صحرائي واحة ... أسير فيها كعاشق مولع

********
فيا زهرة الربى تفتحت أوراقها غضة زاهية
هناك على قمة الحسن يفوح أريجك
فيعطر كل السهول وكل الهضاب
دانية ....قريبة ... أو نائية
فَيُنبِت في صحراء القلب أَملٌ ... وكم بقيت جرداء خالية

تعالي ننفض عن أرواحنا غبار الكآبة وقطرات البكاء
تعالي نطير فوق الصعاب .. وفوق العناء

تعالي أستقبل بك عمراً جديداً ... وحياة لا تعرف الفناء
ونرصع صفحة العشق بأحرف أسام سرمدية الضياء
تتألق بريقاً أمامه كل نجم خافت .... بل كل أنجم السماء

رسائل الأديب حسام الدين مصطفى

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

ما الذي يحدث