تويت
بدايةً لابد من الإقرار بأن المسيري في الوسط الثقافي والمعرفي وبخاصة العلوم الإنسانية علمٌ من أعلام المعرفة ليس في الساحة العربية فحسب وإنما على امتداد الساحة المعرفية العالمية وهذا مايجعل الحديث عن سيرته الشخصية الذاتية والمعرفية ضرباً من العبث وتزجيةً للوقت، لكن في المقابل مع إقرارنا بمكانته المرموقة التي جعلته علماً من أعلام الفكر وبإعتبارأن العَلَمَ لايُعرّف لأنه يحمل تعريفه بذاته إلا أن هذا لايمنعنا من وصف هذا العلم، لمن لم يره، أم لم يقرأه أم لم يدرِ عن عظيم انتاجه ولذا سنوجز سيرته(1) العلمية.
- 1938 م ميلاد الدكتور عبد الوهاب المسيري في دمنهور المصرية التي تعود في تسميتها إلى العصور الفرعونية،حيث كانت تسمى مدينة الإله (حورس) أي الصقر الحر، أكمل دراسته الثانوية في مدارسها متردداًعلى مقهى المثقفين فيها الذي يعود الى أحد أقربائه من عائلة المسيري نفسها.
- 1959م حصوله على إجازة في الأدب -قسم اللغة الانكليزية -من جامعة الإسكندرية.
- 1964م حصوله على ماجستير في الأدب الانكليزي والمقارن من جامعة كولونيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
- 1969 حصوله على الدكتوراه في الأدب الانكليزي والأمريكي المقارن من جامعة روتجرز في الولايات المتحدة الامريكية.
أما المهام التي تولاها فهي:
- 1970-1975 م رئيس وحدة الفكر الصهيوني في مركز الدراسات السياسية والاستراييجية بالاهرام وهو الذي كان له الاثر الاكبر في توجهه الى متابعة الفكرالصهيوني على المستوى الاسرائيلي والعالمي
- 1975-1979 م مستشار جامعة الدول العربية للشؤون الثقافية في هيئة الامم المتحدة
- 1979-1983 أستاذ اللغة الانكليزية في جامعة عبن شمس بمصر العربية.
- 1983-1988 أستاذ الادب الانكليزي في جامعة الملك سعود بالممللكة العربية السعودية.
- 1988 م أستاذ غير متفرغ في جامعة عين شمس بمصر العربية.
§ 1992 م المستشارالأكاديمي للمعهد العالمي للفكرالاسلامي –واشنطن الولايات المتحدة الامريكية
§ 1993 م عضو مجلس الامناء في جامعة العلوم الاسلامية والاجتماعية في يسبرغ فرجينيا – الولايات المتحدة الامريكية إضافة لاختياره مستشاراً للعديد من الدوريات الفكرية في كل من مصر ماليزيا – إيران – انكلترا -فرنسا وأمريكا.
§ 2007 م أختير منسقاً عاماً لحركة (كفاية) في جمهورية مصر العربية.
مؤلفاته الفكرية والابداعية: عديدة وتتصدرها كتبه الفكرية التي تعاين الوجود الصهيوني في فلسطين، وتتبع حركته، ومآزقه التي لاتحد، وقد بلغت حوالي ثلاثين مؤلفاً تصدرها كتاب -نهاية التاريخ مقدمه لدراسة بنية الفكر الصهيوني إصدار مركز الدراسات الاسترتيجية بالأهرام القاهرة وإصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1979 م أعقبه سلسلة دراسات في الشأن الاسرائيلي والصهيوني جاءت حصيلتها، في فريدة مؤلفاته /موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية /في ثمانية أجزاء منشورات دار الشروق بالقاهرة 1999، ثم اختصرها في جزأين سماها /الموسوعة الموجزة / وبذات الاسم السابق إصدار دار الشروق القاهرة 2004 م ومن أهم كتبه التي تختص بالفكر اليهود ي والصهيونية واسرائيل دراسة في انتشار وانحسار الرؤية الصهيونية للواقع -إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1975.
-الإستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية – دراسات في بعض المفاهيم الصهيونية والممارسات الاسرائلية – إصدار مؤسسة الابحاث العربية بيروت 1990م ومن الإصدارات الهامة الايديولوجية (3) الصهيونية – دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة في جزأين ء عام 1981 ومن الكتب الهامة في هذا الشأن – أسرار العقل الصهيوني – دار الحسام القاهرة 1996 وهجرة اليهودالسوفيت منهج في الرصد وتحليل المعلومات – إصدار دار الهلال 1990.
-أما الكتب الفكرية ذات الشأن الهام، فيتصدرها كتاب (إشكالية التحيز رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد) ألفه وحرره بمساعدة عدد من المتخصصين وطبع عدة طبعات، كما كتب مجموعات قصصية كثيرة للاطفال إضافة للدواوين الشعرية الطفلية ومن ابداعاته غير الفكرية ديوانه الشعري المعنون (أغاني الخبرة والحيرة والبراءة -سيرة شعرية -إضافة الى مجموعة شعرية للأطفال بعنوان/أغنيات إلى الأشياء الجميلة/دار الشروق القاهرة 2002م. بالإضافة الى عدد من القصص الهادفة للأطفال، كما كتب العديد من المقالات التي تحصن الأطفال من الأعمال التي تدمر حياتهم وتؤثر على مستقبلهم من خلال الافلام الموجهة للاطفال مثل مسلسل(توم وجيري) المليء بالكراهية والقسوة والشدة.إضافة الى تسويق اللعبة الشهيرة (باربي) التي تحاول تحطيم الهوية الانسانية ليس في المجتمع الأمريكي فحسب وإنما على مستوى العالم من خلال البث الفضائي وأقراص وأشرطة (الفيديو كليب) إن حظوة الاطفال في فكر المسيري كبيرة جداً مما يؤهله لأن يكون مفكر الاجيال، من خلال اهتماماته الابداعية من أغا ن ومسرح وقصص،كما أن إبداعه الشعري، يعتبر بمنزلة نقاهة فكرية، فعندما ينتهي من الإنتاج الفكري يروَّح ذهنه في عالم الخيال والذاكرة الذي لاتمنعه عوائق ولاتحدده أطرأوتعترضه صعوبات هذا الموقف عبرعنه غاستون باشلار بقوله: (كل عمل صبور وإيقاعي يستلزم سلسلة طويلة من العمليات الرتيبة يقود الإنسان العامل الى الحلم والتخييل) وهذه حال المسيري في إبداعه الشعري وقصصه الطفلية، إذ برع في ايصال أفكاره اليهم وبمستواهم العقلي أما ديوانه الشعري فعلى الرغم من صغره قياسا على مؤلفاته الفكرية فإنه في المقابل يعبر عن عواطفه ومشاعره في رحلته الفكرية الملأى بالمشاريع الكبرى وهو ما نتلمسه من عنوان(4) الديوان (أغاني – الخبرة -الزاد المعرفي – الحيرة -الانتقال من الماركسية إلى الرؤيا القوميةوالإسلامية. أما البراءة فهي عنوان الطيبة التي صبغت شخصيته ولازمت سلوكه وتصرفاته وهذا مايشير له محتوى الديوان ويمكن تحديد قصائده إلى المراحل الزمنية التالية حسب تحديد وتعيين المسيري نفسه:
- الأفراح الأولى (1956-1956) ومعظمها نظم بالشعر العامي – الشعبي.
- الاحزان الأولى (1961-1974) وتتقدمها قصيدة: الكلمات التي لاتولد.
- أغاني الفردوس الأرضي(1970-1973) وتقابل مكانياً دراسته في أمريكا وفكرياً – زمنياً البدايات التي تبلورت فيها أفكاره التي ضمنها كتابه/ الفردوس الأرضي/ دراسات وانطباعات عن الحضارة الامريكية.
- أغاني الحيرة والعودة (1973-1976) وهي المرحلة الفكرية التي جرى فيها أكبر تحول في فكر المسيري بعد ماخذلته العلمانية الامبريالية وخيبت أماله المادية المراكسية وبدأ بنقدهما ثم نقضهما والشروع في بناء أسس مشروعه الفكري-العربي -الاسلامي – المنهج الاجتهادي التفسيري.
- وقصيدة /حال لم تحن /بنظرنا على قصرها تمثل حالة الحيرة والتردد:
حينما صعد الشيخ المنبر.
وقف ثابتا كالتمثال
مهيبا كالمئذنة
فركزت كل حواسي ومشاعري
لكنك
ياطائر الفردوس الذهبي
لِمَ لَمْ تحط على كتفي ؟!!
فالمسيري الذي حضر خطبة الشيخ النمطية المتكررة المتهالكة أو تصوره وهو يلقيها لم يقنعه أو يولد في نفسه وعقله قناعة ولكن كيف تأتت القناعة، وكيف تم الوصول إليها هـــو ماتعنيه قصيـدة /أغنية الوصول والوصل والوصال /
جاءني في حلمي. لابساً عباءته، ملتفاً بالسحب
فشكوت إليه بؤسي وحزني، وأخبرته عن جرحي،وعن قلبي
الذي لايسأم الطيران والتحليق، فابتسم.... ولم يقل شيئاً !
وحينما جاءني – النبي – صلوات الله وسلامه عليه – مرةً
أخرى، انفجرت باكياً، فابتسم، ثم سمعت هذه الكلمات:
(ابن آدم... في مركز العالم فلتقف ثابتاً،لا تتزحزح، فقد استخلفك الله في الأرض)
فانفرجت أساريري ولم أخرج من الحلم
أما نهجه العروبي فتمثله قصيدة (أحلام العروبة)
يأتونني كل ليلة
بعد أن أهجع إلى فراشي
بعيونهم البراقة
ولحاهم المدببة
تلك الوجوه العربية القديمة الوضّاءة
ويختتم قصائد المرحلة (العربية –الاسلامية) بقصيدة – أغاني عثمانية في استانبول.
أغاني البراءة (1976-1985) وتبدأ بقصيدة الفتاة والمدينة وتنتهي بقصيدة /إليها.
أميرة القهوة (1978-2000) وتتصدرها قصيدة (أغنية الى البنت النفوض: سيرة نضالية يحيي فيها الانتفاضة والسير شبه الذاتية وشبه الموضوعية،والتي تلخص حياة المسيري الفكرية والذاتية والعائلية ومنها استمد عنوان الديوان.
أغاني اللقاء والوداع (2001-2002) وفي غرتها قصيدة /اللقاء والوداع / وختامها في قصيدة عبرتها وحيداً -عبرتها جميعاً.
أما ﺁخر إصداراته الفكرية حتى عام 2007 فهي : دراسات في الشعر ط1 - دار الشروق الدولية- في الأدب والفكر - دراسات ط1 – دار الشروق 2007م.
الهوامش :
1- في عالم عبد الوهاب المسيري حوار نقدي حضاري ج2 مرجع سابق.
2- المصدر السابق.
3- الإيديولوجيا الصهيونية – العددان /60/ و/61/عالم المعرفة المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب – الكويت 1981.
4- أغاني الخبرة والحيرة والبراء ة – سيرة شعرية -شبه ذاتية موضوعية د. عبد الوهاب المسيري ط 1 – دارالشروق – القاهرة 2003م.
- 1938 م ميلاد الدكتور عبد الوهاب المسيري في دمنهور المصرية التي تعود في تسميتها إلى العصور الفرعونية،حيث كانت تسمى مدينة الإله (حورس) أي الصقر الحر، أكمل دراسته الثانوية في مدارسها متردداًعلى مقهى المثقفين فيها الذي يعود الى أحد أقربائه من عائلة المسيري نفسها.
- 1959م حصوله على إجازة في الأدب -قسم اللغة الانكليزية -من جامعة الإسكندرية.
- 1964م حصوله على ماجستير في الأدب الانكليزي والمقارن من جامعة كولونيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
- 1969 حصوله على الدكتوراه في الأدب الانكليزي والأمريكي المقارن من جامعة روتجرز في الولايات المتحدة الامريكية.
أما المهام التي تولاها فهي:
- 1970-1975 م رئيس وحدة الفكر الصهيوني في مركز الدراسات السياسية والاستراييجية بالاهرام وهو الذي كان له الاثر الاكبر في توجهه الى متابعة الفكرالصهيوني على المستوى الاسرائيلي والعالمي
- 1975-1979 م مستشار جامعة الدول العربية للشؤون الثقافية في هيئة الامم المتحدة
- 1979-1983 أستاذ اللغة الانكليزية في جامعة عبن شمس بمصر العربية.
- 1983-1988 أستاذ الادب الانكليزي في جامعة الملك سعود بالممللكة العربية السعودية.
- 1988 م أستاذ غير متفرغ في جامعة عين شمس بمصر العربية.
§ 1992 م المستشارالأكاديمي للمعهد العالمي للفكرالاسلامي –واشنطن الولايات المتحدة الامريكية
§ 1993 م عضو مجلس الامناء في جامعة العلوم الاسلامية والاجتماعية في يسبرغ فرجينيا – الولايات المتحدة الامريكية إضافة لاختياره مستشاراً للعديد من الدوريات الفكرية في كل من مصر ماليزيا – إيران – انكلترا -فرنسا وأمريكا.
§ 2007 م أختير منسقاً عاماً لحركة (كفاية) في جمهورية مصر العربية.
مؤلفاته الفكرية والابداعية: عديدة وتتصدرها كتبه الفكرية التي تعاين الوجود الصهيوني في فلسطين، وتتبع حركته، ومآزقه التي لاتحد، وقد بلغت حوالي ثلاثين مؤلفاً تصدرها كتاب -نهاية التاريخ مقدمه لدراسة بنية الفكر الصهيوني إصدار مركز الدراسات الاسترتيجية بالأهرام القاهرة وإصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1979 م أعقبه سلسلة دراسات في الشأن الاسرائيلي والصهيوني جاءت حصيلتها، في فريدة مؤلفاته /موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية /في ثمانية أجزاء منشورات دار الشروق بالقاهرة 1999، ثم اختصرها في جزأين سماها /الموسوعة الموجزة / وبذات الاسم السابق إصدار دار الشروق القاهرة 2004 م ومن أهم كتبه التي تختص بالفكر اليهود ي والصهيونية واسرائيل دراسة في انتشار وانحسار الرؤية الصهيونية للواقع -إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1975.
-الإستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية – دراسات في بعض المفاهيم الصهيونية والممارسات الاسرائلية – إصدار مؤسسة الابحاث العربية بيروت 1990م ومن الإصدارات الهامة الايديولوجية (3) الصهيونية – دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة في جزأين ء عام 1981 ومن الكتب الهامة في هذا الشأن – أسرار العقل الصهيوني – دار الحسام القاهرة 1996 وهجرة اليهودالسوفيت منهج في الرصد وتحليل المعلومات – إصدار دار الهلال 1990.
-أما الكتب الفكرية ذات الشأن الهام، فيتصدرها كتاب (إشكالية التحيز رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد) ألفه وحرره بمساعدة عدد من المتخصصين وطبع عدة طبعات، كما كتب مجموعات قصصية كثيرة للاطفال إضافة للدواوين الشعرية الطفلية ومن ابداعاته غير الفكرية ديوانه الشعري المعنون (أغاني الخبرة والحيرة والبراءة -سيرة شعرية -إضافة الى مجموعة شعرية للأطفال بعنوان/أغنيات إلى الأشياء الجميلة/دار الشروق القاهرة 2002م. بالإضافة الى عدد من القصص الهادفة للأطفال، كما كتب العديد من المقالات التي تحصن الأطفال من الأعمال التي تدمر حياتهم وتؤثر على مستقبلهم من خلال الافلام الموجهة للاطفال مثل مسلسل(توم وجيري) المليء بالكراهية والقسوة والشدة.إضافة الى تسويق اللعبة الشهيرة (باربي) التي تحاول تحطيم الهوية الانسانية ليس في المجتمع الأمريكي فحسب وإنما على مستوى العالم من خلال البث الفضائي وأقراص وأشرطة (الفيديو كليب) إن حظوة الاطفال في فكر المسيري كبيرة جداً مما يؤهله لأن يكون مفكر الاجيال، من خلال اهتماماته الابداعية من أغا ن ومسرح وقصص،كما أن إبداعه الشعري، يعتبر بمنزلة نقاهة فكرية، فعندما ينتهي من الإنتاج الفكري يروَّح ذهنه في عالم الخيال والذاكرة الذي لاتمنعه عوائق ولاتحدده أطرأوتعترضه صعوبات هذا الموقف عبرعنه غاستون باشلار بقوله: (كل عمل صبور وإيقاعي يستلزم سلسلة طويلة من العمليات الرتيبة يقود الإنسان العامل الى الحلم والتخييل) وهذه حال المسيري في إبداعه الشعري وقصصه الطفلية، إذ برع في ايصال أفكاره اليهم وبمستواهم العقلي أما ديوانه الشعري فعلى الرغم من صغره قياسا على مؤلفاته الفكرية فإنه في المقابل يعبر عن عواطفه ومشاعره في رحلته الفكرية الملأى بالمشاريع الكبرى وهو ما نتلمسه من عنوان(4) الديوان (أغاني – الخبرة -الزاد المعرفي – الحيرة -الانتقال من الماركسية إلى الرؤيا القوميةوالإسلامية. أما البراءة فهي عنوان الطيبة التي صبغت شخصيته ولازمت سلوكه وتصرفاته وهذا مايشير له محتوى الديوان ويمكن تحديد قصائده إلى المراحل الزمنية التالية حسب تحديد وتعيين المسيري نفسه:
- الأفراح الأولى (1956-1956) ومعظمها نظم بالشعر العامي – الشعبي.
- الاحزان الأولى (1961-1974) وتتقدمها قصيدة: الكلمات التي لاتولد.
- أغاني الفردوس الأرضي(1970-1973) وتقابل مكانياً دراسته في أمريكا وفكرياً – زمنياً البدايات التي تبلورت فيها أفكاره التي ضمنها كتابه/ الفردوس الأرضي/ دراسات وانطباعات عن الحضارة الامريكية.
- أغاني الحيرة والعودة (1973-1976) وهي المرحلة الفكرية التي جرى فيها أكبر تحول في فكر المسيري بعد ماخذلته العلمانية الامبريالية وخيبت أماله المادية المراكسية وبدأ بنقدهما ثم نقضهما والشروع في بناء أسس مشروعه الفكري-العربي -الاسلامي – المنهج الاجتهادي التفسيري.
- وقصيدة /حال لم تحن /بنظرنا على قصرها تمثل حالة الحيرة والتردد:
حينما صعد الشيخ المنبر.
وقف ثابتا كالتمثال
مهيبا كالمئذنة
فركزت كل حواسي ومشاعري
لكنك
ياطائر الفردوس الذهبي
لِمَ لَمْ تحط على كتفي ؟!!
فالمسيري الذي حضر خطبة الشيخ النمطية المتكررة المتهالكة أو تصوره وهو يلقيها لم يقنعه أو يولد في نفسه وعقله قناعة ولكن كيف تأتت القناعة، وكيف تم الوصول إليها هـــو ماتعنيه قصيـدة /أغنية الوصول والوصل والوصال /
جاءني في حلمي. لابساً عباءته، ملتفاً بالسحب
فشكوت إليه بؤسي وحزني، وأخبرته عن جرحي،وعن قلبي
الذي لايسأم الطيران والتحليق، فابتسم.... ولم يقل شيئاً !
وحينما جاءني – النبي – صلوات الله وسلامه عليه – مرةً
أخرى، انفجرت باكياً، فابتسم، ثم سمعت هذه الكلمات:
(ابن آدم... في مركز العالم فلتقف ثابتاً،لا تتزحزح، فقد استخلفك الله في الأرض)
فانفرجت أساريري ولم أخرج من الحلم
أما نهجه العروبي فتمثله قصيدة (أحلام العروبة)
يأتونني كل ليلة
بعد أن أهجع إلى فراشي
بعيونهم البراقة
ولحاهم المدببة
تلك الوجوه العربية القديمة الوضّاءة
ويختتم قصائد المرحلة (العربية –الاسلامية) بقصيدة – أغاني عثمانية في استانبول.
أغاني البراءة (1976-1985) وتبدأ بقصيدة الفتاة والمدينة وتنتهي بقصيدة /إليها.
أميرة القهوة (1978-2000) وتتصدرها قصيدة (أغنية الى البنت النفوض: سيرة نضالية يحيي فيها الانتفاضة والسير شبه الذاتية وشبه الموضوعية،والتي تلخص حياة المسيري الفكرية والذاتية والعائلية ومنها استمد عنوان الديوان.
أغاني اللقاء والوداع (2001-2002) وفي غرتها قصيدة /اللقاء والوداع / وختامها في قصيدة عبرتها وحيداً -عبرتها جميعاً.
أما ﺁخر إصداراته الفكرية حتى عام 2007 فهي : دراسات في الشعر ط1 - دار الشروق الدولية- في الأدب والفكر - دراسات ط1 – دار الشروق 2007م.
الهوامش :
1- في عالم عبد الوهاب المسيري حوار نقدي حضاري ج2 مرجع سابق.
2- المصدر السابق.
3- الإيديولوجيا الصهيونية – العددان /60/ و/61/عالم المعرفة المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب – الكويت 1981.
4- أغاني الخبرة والحيرة والبراء ة – سيرة شعرية -شبه ذاتية موضوعية د. عبد الوهاب المسيري ط 1 – دارالشروق – القاهرة 2003م.
تعليق