رسالة إلى نفسي .....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عبدالله محمد
    أديب وكاتب
    • 02-04-2009
    • 756

    رسالة إلى نفسي .....

    في غسق الدجى وبينما الكون كان ذاهبا ليرتمي في حضن السكينة بعدما لحفه الليل بردائه الأسود .. بدا الوجود لي كلغز مبهم ؟!
    وغابت خلف السحب قناديل البقعة الزرقاء .. كما غاب الأنيس واختفى في بيداء حياتي ..
    ذهبت بين ذاتي وذاتي أمشي بين أشباح الدجى وقد أضناني الأسى . . وسنون عمري مرت من أمامي دون إلقاء تحية سلام !!سألتها معاتبا إياها فقالت ؟ لم يلثم محياي منك الندى فجفت منابعي من أزمان بعيدة .
    أراك تسائلني بسؤال غاب عنه الحياء!!
    وقد تركتني وحيدة متنقلة فوق جبال الأيام وبين سهول الحياة .. تركتني أبحث عن ماء حياتي في قلب الصخر .. أغرقتني في بحور لا شاطىء لها كي أرسو عليه أو ضفاف أركن إليها .. كنت لك كوكبا تستخلص منه إبداعك كنت وحيك وإلهامك عندما يناديك القلم .. وتسألني !!
    أخذت مني كل شيء وتركتني حتى صرت عجوزاً ضعيفة .. وتسألني !!
    يا أنت .. حقيقة ما بيني وبينك كالحبل بين الجاذب والجاذب كلاهما ينتهي به الأمر إلى الانقطاع .
    تركتها بعد أن جلدتني بسياط المرار .. وذهبت منتعلا ذهول خطوي .. لا أدري عما أبحث .. ؟!
    هل عن سراب لا ارتواء منه ؟ أم عن فقيد لا أمل فيه ؟ أم عن شبح لا وجود له ؟ آه .. أي ذنب قد جنيته حتى أكون ضحية لغول الزمهرير ؟ مشيت حتى قادتني قدماي إلى حافة الهاوية وهناك جلست أبحث في أورقة الزمن عن صفحة بيضاء مدموغة بكلمة .. أمل .
    ورغم كل ما أشعر به من .. من .....؟
    لا أدري كيف أعبر لكم أو أقول لكن لا بأس فهاكم قصتي انشروها وبعد النشر فيما بينكم قصوها ولأولادكم ورثوها .
    خرجت للحياة طفلا صغيرا يرتدي ثوب الكبار .. فغابت عن سمائي ألوان الحياة .
    وفجأة .. وبعد مرور سنوات قد أرتدي فيها عمري قميص الأربعين .. رأيتها ؟!
    نعم .. رأيت أمامي عروسا من الجنان أظن أنها نزلت ترتدي ثوبا كأنه الزهر الأبيض أخذتني من الهاوية لسمو الحياة .. وهناك رأيت كل العوالم في عينيها .. رأيت شعاع الشمس يشرق من صفحة جبينها الوضاح .. كما رأيت ورود اليوم والغد تسكن خديها .. وسمعت لغة الهمس تخرج من شفتيها .
    ظننت للحظات رسمها الأمل أنني وجدت أخيرا بعض الماء أكسر به لوعتي وهيامي .. لحظات أخرجت من صدري أنات العذاب .. لحظات تجرعت فيها كأس العشق حتى فاض مني وتلقفه التراب .. لحظات سالت فيها دموعي وامتزجت بشهد الرضاب .
    فجأة .. كما أشرقت في سمائي ....غربت وتوارت شيئا فشيئا حتى تغيبت .
    بحثت عنها بين عاديات الأيام حتى عييت بأمرها !
    أيام شهور وسنين شتى قد بلغ فيهم اليأس مني مبلغه .
    وبالأمس زارني رسول من رسل الهموم .. دون أن أشعر تسلل ناحية المقل .. وبدأ بنسج بعضا من خيوط الدمع .. على إثرها ذهبت لأحدى المنافذ المطلة على شارع الحياة وبيميني مصباح ضئيل أجاهد به في كسر عتمتي .. وتجولت صفحة السماء بأقدام عيني كي أرى كم تبقى بيني وبين الفجر .. وحقيقة لم أرى شيئا غير حبات المطر المنهمرة من عيون السحب .. ورجل رأيته يجلس على قارعة الطريق برداء نالت منه حبات المطر
    أخذت بعضا من ملابسي وبعض الطعام وذهبت مسرعا كي أعطيها لهذا الرجل المسكين الذي نالت منه الأيام والسنين .. ذهبت إليه وألقيت عليه تحية السلام ثم أعطيته ما يمكنه من ملاطمة أسرار تلك الليلة وانصرفت ..
    فإذ بي أسمع صوته يناديني بنداء ارتجف منه قلبي وعلى إثره ذهب عقلي .. هذا عندما قال أتنصرف يا أبن الحيرة والشقاء وقد جئت من أجلك ! أنا .. نعم أنت أيها البائس جئت من أجلك ! قد رأيت بالأمس في منامي محاط بجموع وحشود كبيرة من البشر لكني رأيتك مازلت وحيدا .. ورأيت جًرحك عميق وترياقه بعيد ...... رأيتك مزارعا يزرع بذور الود والإخلاص لكني رأيتك لم تحصد بعد وربما لن تحصد .. رأيتك تبحث عن عروسك الهاربة ..
    أعلم أيها الشقي أن لعروسك شجرة قد غرستها من أزمان بعيدة في جوف الحياة أثمرت وأينعت وطاب ثمارها كما طالت أغصانها وفروعها البقعة الزرقاء وقد رأيتك حصدت كل ثمارها و أكلت من خيرها دون أن ترعاها غبت عنها بالماء فماتت شجرتها .
    أعلم أيها الشقي أنه لم يتبق لك من عروسك غير ظل الذكرى .. فإن أمسكت به ........ ربما ؟!
    أعلم أيها الشقي ؟ متى وجدت نفسك متى وجدت عروسك الهاربة !
    وكما جلدتني أيامي بسياط المرار أيضا جلدني هذا الشيخ بسياط الحقيقة .
    لأعود من جديد أسأل أيامي ؟ يا ترى من أكون أنا ؟
    هل كلمة من كلمات نزار لم تكتب بعد ! أو أغنية لحليم لم تسمع .. أو من الممكن أن أكون وترا في عود فريد لم يمس .. أو ربما أنا همسة من همسات فيروز .... والله لا أدري .. أو ربما مجموعة من المشاعر السجينة بسجون المقل ؟
    ربما ... ولا أدري .. والله لا أدري !!
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 23-10-2010, 19:39.
    [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
    أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبدالله محمد مشاهدة المشاركة

    أخذت مني كل شيء وتركتني حتى صرت عجوزاً ضعيفة .. وتسألني !!
    يا أنت .. حقيقة ما بيني وبينك كالحبل بين الجاذب والجاذب كلاهما ينتهي به الأمر إلى الانقطاع .
    تركتها بعد أن جلدتني بسياط المرار .. وذهبت منتعلا ذهول خطوي .. لا أدري عما أبحث .. ؟!
    هل عن سراب لا ارتواء منه ؟ أم عن فقيد لا أمل فيه ؟ أم عن شبح لا وجود له ؟ آه .. أي ذنب قد جنيته حتى أكون ضحية لغول الزمهرير ؟ مشيت حتى قادتني قدماي إلى حافة الهاوية وهناك جلست أبحث في أورقة الزمن عن صفحة بيضاء مدموغة بكلمة .. أمل .
    *
    *
    وبالأمس زارني رسول من رسل الهموم .. دون أن أشعر تسلل ناحية المقل .. وبدأ بنسج بعضا من خيوط الدمع .. على إثرها ذهبت لأحدى المنافذ المطلة على شارع الحياة وبيميني مصباح ضئيل أجاهد به في كسر عتمتي .. وتجولت صفحة السماء بأقدام عيني كي أرى كم تبقى بيني وبين الفجر .. وحقيقة لم أرى شيئا غير حبات المطر المنهمرة من عيون السحب .. ورجل رأيته يجلس على قارعة الطريق برداء نالت منه حبات المطر
    أخذت بعضا من ملابسي وبعض الطعام وذهبت مسرعا كي أعطيها لهذا الرجل المسكين الذي نالت منه الأيام والسنين .. ذهبت إليه وألقيت عليه تحية السلام ثم أعطيته ما يمكنه من ملاطمة أسرار تلك الليلة وانصرفت ..
    فإذ بي أسمع صوته يناديني بنداء ارتجف منه قلبي وعلى إثره ذهب عقلي .. هذا عندما قال أتنصرف يا أبن الحيرة والشقاء وقد جئت من أجلك ! أنا .. نعم أنت أيها البائس جئت من أجلك ! قد رأيت بالأمس في منامي محاط بجموع وحشود كبيرة من البشر لكني رأيتك مازلت وحيدا .. ورأيت جًرحك عميق وترياقه بعيد ...... رأيتك مزارع يزرع بذور الود والإخلاص لكني رأيتك لم تحصد بعد وربما لن تحصد .. رأيتك تبحث عن عروسك الهاربة ..
    أعلم أيها الشقي أن لعروسك شجرة قد غرستها من أزمان بعيدة في جوف الحياة أثمرت وأينعت وطاب ثمارها كما طالت أغصانها وفروعها البقعة الزرقاء وقد رأيتك حصدت كل ثمارها و أكلت من خيرها دون أن ترعاها غبت عنها بالماء فماتت شجرتها .
    أعلم أيها الشقي أنه لم يتبقى لك من عروسك غير ظل الذكرى .. فإن أمسكت به ........ ربما ؟!
    أعلم أيها الشقي ؟ متى وجدت نفسك متى وجدت عروسك الهاربة !
    وكما جلدتني أيامي بسياط المرار أيضا جلدني هذا الشيخ بسياط الحقيقة .
    لأعود من جديد أسأل أيامي ؟ يا ترى من أكون أنا ؟
    هل كلمة من كلمات نزار لم تكتب بعد ! أو أغنية لحليم لم تسمع .. أو من الممكن أن أكون وتر في عود فريد لم يمس .. أو ربما أنا همسة من همسات فيروز .... والله لا أدري .. أو ربما مجموعة من المشاعر السجينة بسجون المقل ؟
    ربما ... ولا أدري .. والله لا أدري !!





    رسالة تحمل كثيرا من عالم الجمال ...

    عالم نتفيأ فيه ظلال الروح ، نوع من التجريد الذي انفصل فيه الكاتب عن ذاته وجعل من شخصه راصدا آخر لوجع روحه ...

    رسالة جميلة بحق

    فيها صور رائقة لونتها بالأزرق .

    وعذرا إن لونت بعض مواطن السهو فيها بالأحمر .....

    تقبل كل التقدير لقمم بهيّ

    دم بخير ألدا


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • محمد عبدالله محمد
      أديب وكاتب
      • 02-04-2009
      • 756

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة



      رسالة تحمل كثيرا من عالم الجمال ...

      عالم نتفيأ فيه ظلال الروح ، نوع من التجريد الذي انفصل فيه الكاتب عن ذاته وجعل من شخصه راصدا آخر لوجع روحه ...

      رسالة جميلة بحق

      فيها صور رائقة لونتها بالأزرق .

      وعذرا إن لونت بعض مواطن السهو فيها بالأحمر .....

      تقبل كل التقدير لقمم بهيّ

      دم بخير ألدا
      الأخت الكريمة .. نجية يوسف
      أشكرك على مرورك الكريم ومدخلك الثاقب .. وأكيد لكِ من الشكر أعظمه .. وذلك لتحديد مواطن السهو
      كل التقدير مع خالص الشكر
      [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
      أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        أنت من يريد أن يقول لنفسه عودي إليّ من جديد .....
        عودي واحمليني على أجنحة لا تعرف الهزيمة والانكسار ...
        عودي إليّ بعد طال بي الألم والعذاب ولم أجد من يفهمني ....
        أما الآن فأنا هنا يا نفس أناديك -بعدما اتخذت مكانا قصيا عن درب صاحبك بسبب هجره لكِ- ...عدت إليك محمّلا بمزن العطاء والوفاء لأروي به جفاف أغصانك وفروعك ، وأنا آمل أن تعود البسمة إليك كما كانت من قبل .....
        أخي الكريم محمد
        ما قرأته هنا في رسالتك لم يكن مجرد همسات وخواطر ، بل كان حسابا عسيرا فيما بينك وبين النفس السابحة في عالم المثل والقيم ...
        فيما بين القلم وصاحبه الذي لم يهن عليه أن يدعه وحيدا دون مؤنس لوحشته ...
        فما كان من بد إلا أن يحمله مرة ثانية حتى ولو كانت تنزف جراحات قلبه ، لكنه أراد أن يعبَر المسافات الصعبة لعّله يكون صادقا وفيّا ليراعه ، وألا يهجره مرة ثانية بعدما عرف أن الهدف من رسالته أن يحافظ على جمالها ويرعاها كما لو أنها جزء لا يتجزأ منه ....


        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • محمد عبدالله محمد
          أديب وكاتب
          • 02-04-2009
          • 756

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
          أنت من يريد أن يقول لنفسه عودي إليّ من جديد .....
          عودي واحمليني على أجنحة لا تعرف الهزيمة والانكسار ...
          عودي إليّ بعد طال بي الألم والعذاب ولم أجد من يفهمني ....
          أما الآن فأنا هنا يا نفس أناديك -بعدما اتخذت مكانا قصيا عن درب صاحبك بسبب هجره لكِ- ...عدت إليك محمّلا بمزن العطاء والوفاء لأروي به جفاف أغصانك وفروعك ، وأنا آمل أن تعود البسمة إليك كما كانت من قبل .....
          أخي الكريم محمد
          ما قرأته هنا في رسالتك لم يكن مجرد همسات وخواطر ، بل كان حسابا عسيرا فيما بينك وبين النفس السابحة في عالم المثل والقيم ...
          فيما بين القلم وصاحبه الذي لم يهن عليه أن يدعه وحيدا دون مؤنس لوحشته ...
          فما كان من بد إلا أن يحمله مرة ثانية حتى ولو كانت تنزف جراحات قلبه ، لكنه أراد أن يعبَر المسافات الصعبة لعّله يكون صادقا وفيّا ليراعه ، وألا يهجره مرة ثانية بعدما عرف أن الهدف من رسالته أن يحافظ على جمالها ويرعاها كما لو أنها جزء لا يتجزأ منه ....

          نعم أيتها الأخت الفاضلة التي تعلمت منها ومازلت .. هي محاولة مستميتة أجاهد فيها من أجل إعادة نفسي المبعثرة .. محاولاً لملمت بقاياها من هنا وهناك كي تمكنني من ملاطمة أمواج الحياة فبدونها الفكر حائر والقلب شارد .
          الأخت الفاضلة الأديبة المحترمة .. بنت الشهباء
          سلام الله عليكِ ورحمة وبركاته
          حقا أيتها الكريمة الأمينة هناك فكر لا يميز بين ما ينفع وما يضر وهناك فكر صامت يسكت مغلوبا على أمره وهناك فكر يذهب بصنيعه ناحية النفاق والرياء فهو يعرف الحقيقة لكنه يعبث بها متعمدا .
          وأخشى ما أخشاه أن أكون واحدا من هؤلاء لذا في بعض الأحيان أفضل الصمت .. ولما أيقنت أن الصمت جرحه أعمق وأخطر بكثير من الرياء والنفاق واخطركذلك من هذا الفكر المغلوب على أمره .. قررت إعادة المحاولة حتى لو كانت المحاولة على استحياء بين الحين والحين .
          عظيم الشكر والتقدير لهذا المرور الكريم
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 25-10-2010, 10:58.
          [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
          أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

          تعليق

          • وفاء محمود
            عضو الملتقى
            • 25-09-2008
            • 287

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبدالله محمد مشاهدة المشاركة
            بدا الوجود لي كلغز مبهم ؟!
            وغابت خلف السحب قناديل البقعة الزرقاء .. كما غاب الأنيس واختفى في بيداء حياتي ..
            ذهبت بين ذاتي وذاتي أمشي بين أشباح الدجى وقد أضناني الأسى . . وسنون عمري مرت من أمامي دون إلقاء تحية سلام !!سألتها معاتبا إياها فقالت ؟ لم يلثم محياي منك الندى فجفت منابعي من أزمان بعيدة .
            أراك تسائلني بسؤال غاب عنه الحياء!!
            وقد تركتني وحيدة متنقلة فوق جبال الأيام وبين سهول الحياة .. تركتني أبحث عن ماء حياتي في قلب الصخر .. أغرقتني في بحور لا شاطىء لها كي أرسو عليه أو ضفاف أركن إليها .. كنت لك كوكبا تستخلص منه إبداعك كنت وحيك وإلهامك عندما يناديك القلم .. وتسألني !!
            أخذت مني كل شيء وتركتني حتى صرت عجوزاً ضعيفة .. وتسألني !!
            يا أنت .. حقيقة ما بيني وبينك كالحبل بين الجاذب والجاذب كلاهما ينتهي به الأمر إلى الانقطاع .
            تركتها بعد أن جلدتني بسياط المرار .. وذهبت منتعلا ذهول خطوي .. لا أدري عما أبحث .. ؟!
            هل عن سراب لا ارتواء منه ؟ أم عن فقيد لا أمل فيه ؟ أم عن شبح لا وجود له ؟ آه .. أي ذنب قد جنيته حتى أكون ضحية لغول الزمهرير ؟ مشيت حتى قادتني قدماي إلى حافة الهاوية وهناك جلست أبحث في أورقة الزمن عن صفحة بيضاء مدموغة بكلمة .. أمل .
            ورغم كل ما أشعر به من .. من .....؟
            لا أدري كيف أعبر لكم أو أقول لكن لا بأس فهاكم قصتي انشروها وبعد النشر فيما بينكم قصوها ولأولادكم ورثوها .
            خرجت للحياة طفلا صغيرا يرتدي ثوب الكبار .. فغابت عن سمائي ألوان الحياة .
            وفجأة .. وبعد مرور سنوات قد أرتدي فيها عمري قميص الأربعين .. رأيتها ؟!
            نعم .. رأيت أمامي عروسا من الجنان أظن أنها نزلت ترتدي ثوبا كأنه الزهر الأبيض أخذتني من الهاوية لسمو الحياة .. وهناك رأيت كل العوالم في عينيها .. رأيت شعاع الشمس يشرق من صفحة جبينها الوضاح .. كما رأيت ورود اليوم والغد تسكن خديها .. وسمعت لغة الهمس تخرج من شفتيها .
            ظننت للحظات رسمها الأمل أنني وجدت أخيرا بعض الماء أكسر به لوعتي وهيامي .. لحظات أخرجت من صدري أنات العذاب .. لحظات تجرعت فيها كأس العشق حتى فاض مني وتلقفه التراب .. لحظات سالت فيها دموعي وامتزجت بشهد الرضاب .
            فجأة .. كما أشرقت في سمائي ....غربت وتوارت شيئا فشيئا حتى تغيبت .
            بحثت عنها بين عاديات الأيام حتى عييت بأمرها !
            أيام شهور وسنين شتى قد بلغ فيهم اليأس مني مبلغه .
            وبالأمس زارني رسول من رسل الهموم .. دون أن أشعر تسلل ناحية المقل .. وبدأ بنسج بعضا من خيوط الدمع .. على إثرها ذهبت لأحدى المنافذ المطلة على شارع الحياة وبيميني مصباح ضئيل أجاهد به في كسر عتمتي .. وتجولت صفحة السماء بأقدام عيني كي أرى كم تبقى بيني وبين الفجر .. وحقيقة لم أرى شيئا غير حبات المطر المنهمرة من عيون السحب .. ورجل رأيته يجلس على قارعة الطريق برداء نالت منه حبات المطر
            أخذت بعضا من ملابسي وبعض الطعام وذهبت مسرعا كي أعطيها لهذا الرجل المسكين الذي نالت منه الأيام والسنين .. ذهبت إليه وألقيت عليه تحية السلام ثم أعطيته ما يمكنه من ملاطمة أسرار تلك الليلة وانصرفت ..
            فإذ بي أسمع صوته يناديني بنداء ارتجف منه قلبي وعلى إثره ذهب عقلي .. هذا عندما قال أتنصرف يا أبن الحيرة والشقاء وقد جئت من أجلك ! أنا .. نعم أنت أيها البائس جئت من أجلك ! قد رأيت بالأمس في منامي محاط بجموع وحشود كبيرة من البشر لكني رأيتك مازلت وحيدا .. ورأيت جًرحك عميق وترياقه بعيد ...... رأيتك مزارعا يزرع بذور الود والإخلاص لكني رأيتك لم تحصد بعد وربما لن تحصد .. رأيتك تبحث عن عروسك الهاربة ..
            أعلم أيها الشقي أن لعروسك شجرة قد غرستها من أزمان بعيدة في جوف الحياة أثمرت وأينعت وطاب ثمارها كما طالت أغصانها وفروعها البقعة الزرقاء وقد رأيتك حصدت كل ثمارها و أكلت من خيرها دون أن ترعاها غبت عنها بالماء فماتت شجرتها .
            أعلم أيها الشقي أنه لم يتبق لك من عروسك غير ظل الذكرى .. فإن أمسكت به ........ ربما ؟!
            أعلم أيها الشقي ؟ متى وجدت نفسك متى وجدت عروسك الهاربة !
            وكما جلدتني أيامي بسياط المرار أيضا جلدني هذا الشيخ بسياط الحقيقة .
            لأعود من جديد أسأل أيامي ؟ يا ترى من أكون أنا ؟
            هل كلمة من كلمات نزار لم تكتب بعد ! أو أغنية لحليم لم تسمع .. أو من الممكن أن أكون وترا في عود فريد لم يمس .. أو ربما أنا همسة من همسات فيروز .... والله لا أدري .. أو ربما مجموعة من المشاعر السجينة بسجون المقل ؟
            ربما ... ولا أدري .. والله لا أدري !!


            لماذا نتحاشى ان يكون بيننا وبين انفسنا حواااااااار
            لماذا نبتعد دائما ولغربتنا يكون الاختيار
            لماذا نسلم للزمان فيزيد لبنات الجدار


            رساله صادقه بقلم رائع
            مع احترامى وتقديرى
            [B][FONT=Arial Black][FONT=Arial Black][SIZE=7].................................[/SIZE][/FONT][/FONT][/B]

            تعليق

            • محمد عبدالله محمد
              أديب وكاتب
              • 02-04-2009
              • 756

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء محمود مشاهدة المشاركة
              لماذا نتحاشى ان يكون بيننا وبين انفسنا حواااااااار
              لماذا نبتعد دائما ولغربتنا يكون الاختيار
              لماذا نسلم للزمان فيزيد لبنات الجدار


              رساله صادقه بقلم رائع
              مع احترامى وتقديرى
              لأننا بالفعل نخشى مواجهة أنفسنا نخشى أن نصدم بجدار الخيبة
              الأخت الكريمة .. وفاء
              أشكرك على هذا المرور الراقي وكلماتك الجميلة
              خالص تحياتي
              [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
              أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

              تعليق

              يعمل...
              X