جهينة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • باسل محمد البزراوي
    مستشار أدبي
    • 10-08-2010
    • 698

    جهينة

    جهينةُ, ما للشعرِ يطوي المدى جَهْرا؟
    فهلْ جُنَّ أمْ أضحى لذكرى النوى صِهرا؟
    نزفتُ من الجرحِ المعتّقِ ما همَى
    على روحكِ الظمآى وأحلامكِ القَطْرا
    وفاضَ عليك الحسنُ في رقّةِ الندى
    ففتّحَ لونُ الشمس إذ صافحَ الزهْرا
    سكرتِ على وقعِ الحروف وأرهفَتْ
    شغافَك أحلامٌ أباحَتْ لكِ الكِبْرا
    ظننتِ بأنّ الآلَ في روحِكِ الندى
    فصرتِ لآلِ الروحِ من وجدهِ نهرا
    وأحسَسْتِ بالدفء العتيق ولحظهُ
    بعينيك يوفي القلبَ شوقاً بهِ أغرى
    تريْني على رجْعِ القصيدةِ ساهراً
    أنادِمُها ليلاً وأسكرُها فجْرا
    فيثملُ في العينينِ سكرُ احتراقِها
    ويُنشرُ طيبُ الحبِّ من دفئها نشرا
    فشعري دمي أشتارُ منهُ حروفَهُ
    فمن كلِّ شريانٍ به نبضةٌ حرَّى
    فإن لم يكن وِردي القراحَ وجدتني
    أعافُ الهوى والعشقَ والخمرَ والسؤرا
    ولا أشربُ المرّ الأجاجَ بغمّةٍ
    وأطوي على رجع المدى ظامئاً قسرا
    ولا أعذلُ الأيّامَ أشكو سرابَها
    وأغمِدُ في أوهامِها القلبَ والشعرَا
    نعم, تستقي روحي القوافي برقّةٍ
    وتلهو على الرسمِ الذي سامرَ الذكرى
    وتوحي لي الأيّامُ أنَّ اغترابَها
    إلى حيثُ يوهي الروحَ يَمضي ولن تبرا
    فهل أقتفي آثار روحي ولا أرى
    سوى الموتِ أحلى من مرارٍ بها أزرى
    يتوهُ النوى في كلِّ وادٍ أرودُهُ
    ويعبثُ صمتُ الليلِ في أضلعي جَمرا
    وتغمرُني أشجانُها الحمرُ من دمٍ
    أريقَ على الأنصابِ خمراً روى خمرا
    أحنُّ وفي أوراقِ روحي تناثرتْ
    سحاباتُ ليلٍ لا أطيقُ لها صبرا
    لقد رقرَقتْ حتى الطيور دموعَها
    ورقّت فجاجُ البيدِ من لحنها حيرى
    وأرخت على النهرينِ في الفجر نخلةٌ
    ضفائرَها السوداءَ واسترسلت ذكرا
    وحنّت على إيقاع نايي كأنّها
    تُرجّعُ فقدَ الإلفِ من حزنها عصْرا
    وآنستُ في لحنِ اللغاتِ نوارسي
    وحلّيتُها عقداً تباهي بهِ الدهرا
    ووشّيتُها أوتارَ صوتي وأشرقتْ
    على لوحةٍ غرّاءَ ساهمَةً نفرَى
    وأرويْتُ من خمر الوريدِ غرورَها
    قصائدَ لا ماءً تنزُّ ولا حِبرا
    وَلَذُّ لها أنْ تستعيدَ رمالَها
    على شاطئ الليلِ الذي لفّها قهْرا
    فوافيْتُ عيْنَ الصبحِ أبغي ورودَها
    فألفيتُ أنّ الصفوَ أمسى بها كدْرا
    وأشجيتُ روحي في ربيعٍ تلوّنتْ
    به البيدُ أكسو روحها حلّةً خضرا
    وبانتْ وبانَ الفجرُ حتى تخالَهُ
    "يعوقَ" انتهى في مِلّةِ الشركِ أو"نسْرا"
    عهدتُ النوى حتى أذيبَت حُشاشتي
    وفاضَ شفيفُ القولِ وامتدّني جِسْرا
    فميلي كما شاءَ الزمانُ وكلّلي
    ربيعَك نأياً طال واستوقد الفكرا
    لك العهدُ أن تبقيْ على الشعر ديمةً
    تهلُّ بغيثٍ يخصبُ الروحَ والطهْرا
    أغنّي على ليلى وليلى تُريقُني
    على صهوة الهجرانِ إذ تمتطي الهجرا

  • سحر الشربينى
    أديب وكاتب
    • 23-09-2008
    • 1189

    #2
    الله الله

    قرأت قصيدك وأنا أستمع إلى عبد الحليم حافظ واعتراني شجن غريب لا يُوصف

    لا أملك أمام قصائد شاعرنا باسل سوى التثبيت

    أدامك الله للقصيدة
    إنَّ قلبي
    مثل نجماتِ السماءِ
    هل يطولُ الإنسُ نجماً
    (بقلمي)​

    تعليق

    • باسل محمد البزراوي
      مستشار أدبي
      • 10-08-2010
      • 698

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سحر الشربينى مشاهدة المشاركة
      الله الله

      قرأت قصيدك وأنا أستمع إلى عبد الحليم حافظ واعتراني شجن غريب لا يُوصف

      لا أملك أمام قصائد شاعرنا باسل سوى التثبيت

      أدامك الله للقصيدة

      شاعرتنا الفاضلة سحر الشربيني
      تحياتي
      أشكرك كل الشكر على مرورك الذي ضمّخ
      القصيدة بالجمال والبهاء,,
      أتمنى أن يكون هذا الشعور الغريب
      سارّاً ومفرحاً لأنني لا أحب أن تكوني
      إلا بخير وسعادة,,
      لك كل شكري على تثبيت القصيدة
      وعلى روعتك وذوقك النبيل,,
      لك كل الاحترام والتقدير.

      تعليق

      • خالد البهكلي
        عضو أساسي
        • 13-12-2009
        • 974

        #4
        الأخ الشاعر باسل البزراوي
        أبدعت وخالق السماء
        لغة وفكرة ومعنى
        تجلت البنية الشعرية في نصك العظيم
        أسعدني قرأتها
        فلك ودي وعذب تحيتي

        تعليق

        • باسل محمد البزراوي
          مستشار أدبي
          • 10-08-2010
          • 698

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خالد البهكلي مشاهدة المشاركة
          الأخ الشاعر باسل البزراوي
          أبدعت وخالق السماء
          لغة وفكرة ومعنى
          تجلت البنية الشعرية في نصك العظيم
          أسعدني قرأتها
          فلك ودي وعذب تحيتي

          أخي العزيز الشاعر خالد البهكلي
          تحياتي
          من أعماق قلبي أشكرك يا غالي
          على حضورك الذي أسعدني
          وذوقك الذي فاض جمالاً على القصيدة
          أحييك من القلب.

          تعليق

          • ماجى نور الدين
            مستشار أدبي
            • 05-11-2008
            • 6691

            #6


            أيها الشاعر الرقيق الذي يتنفس شعره العذوبة والجمال

            الأستاذ العزيز باسل ،،،

            مرحبا بخميلتك الوارفة وشجنك العذب وروعة القصيد ؛

            أخالك تنتقي حرفك من نجوم السماء فيأتينا متلألئا شفافا

            ليدلف إلى دواخلنا ويستقر في الوجدان دون استئذان ،،

            ما أبهى صورك ومعانيك الحسان المضمخة بقداسة روح

            لا يمتلكها غيرك أيها الفاضل العزيز ..

            غرد كثيرا ..، غرد طويلا ... فجميعنا بانتظارصهيل حرفك

            الماتع ولن نمل الانتظار حتى يأتينا مجددا في ركب الجمال ..

            تقبل كل الاحترام والتقدير













            ماجي

            تعليق

            • باسل محمد البزراوي
              مستشار أدبي
              • 10-08-2010
              • 698

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ماجى نور الدين مشاهدة المشاركة

              أيها الشاعر الرقيق الذي يتنفس شعره العذوبة والجمال

              الأستاذ العزيز باسل ،،،

              مرحبا بخميلتك الوارفة وشجنك العذب وروعة القصيد ؛

              أخالك تنتقي حرفك من نجوم السماء فيأتينا متلألئا شفافا

              ليدلف إلى دواخلنا ويستقر في الوجدان دون استئذان ،،

              ما أبهى صورك ومعانيك الحسان المضمخة بقداسة روح

              لا يمتلكها غيرك أيها الفاضل العزيز ..

              غرد كثيرا ..، غرد طويلا ... فجميعنا بانتظارصهيل حرفك

              الماتع ولن نمل الانتظار حتى يأتينا مجددا في ركب الجمال ..

              تقبل كل الاحترام والتقدير














              ماجي
              الله الله
              الأستاذة ماجي نور الدين
              تحياتي أيتها الرائعة
              كم أسعدني مرورك الكريم!
              وكلماتك التي تقطرُ روعةً وعذوبةً
              وتوشّح القصيدة بكل ملامح الجمال,,
              ثقي أيتها الرائعة أنني أعتز بكل حرفٍ
              من حروفك وأحفره وشماً بقلبي يلازمني
              دائماً,,,
              وأتمنى أن أستحق ما وصفتني به أختاه,,
              وحتى لو لم أستحقه المهم أنه صدر من على
              لسان ماجي نورالدين التي أعزّها وأحترمها
              وهذا يكفيني فخراً,,
              لك أجمل التحايا والورود
              دمت بسعادة وخير.

              تعليق

              • رمزت ابراهيم عليا
                أديب وكاتب
                • 18-10-2010
                • 275

                #8
                الاستاذ باسل
                أتعبتني وأنا الهت حلف حرفك الذي ارتقى
                ونبض شعرك الذي حلق في فضاءات رائعة

                حييت
                رمزت عليا

                تعليق

                • السيد درويش الضبع
                  عضو الملتقى
                  • 29-06-2010
                  • 36

                  #9
                  الشاعر القدير باسل البزراوى القصيدة رائعة وتدل على شاعر متمكن ولكن أتساءل أى جهينة تقصد فهى قبيلة عربية منتشرة فى عدة أماكن أشهرها جهينة سوهاج أم هى رمز لمحبوبة .
                  الشاعر السيد درويش الضبع

                  تعليق

                  • خالد شوملي
                    أديب وكاتب
                    • 24-07-2009
                    • 3142

                    #10
                    الصديق الشاعر الكبير باسل البزراوي

                    قصيدة رائعة جدا على الطويل الجميل. راقية اللغة والصور الشعرية ملفتة للنظر.

                    دام لك هذا الألق!

                    محبتي وتقديري

                    خالد شوملي
                    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
                    www.khaledshomali.org

                    تعليق

                    • يوسف أبوسالم
                      أديب وكاتب
                      • 08-06-2009
                      • 2490

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة باسل محمد البزراوي مشاهدة المشاركة
                      جهينةُ, ما للشعرِ يطوي المدى جَهْرا؟
                      فهلْ جُنَّ أمْ أضحى لذكرى النوى صِهرا؟
                      نزفتُ من الجرحِ المعتّقِ ما همَى
                      على روحكِ الظمآى وأحلامكِ القَطْرا
                      وفاضَ عليك الحسنُ في رقّةِ الندى
                      ففتّحَ لونُ الشمس إذ صافحَ الزهْرا
                      سكرتِ على وقعِ الحروف وأرهفَتْ
                      شغافَك أحلامٌ أباحَتْ لكِ الكِبْرا
                      ظننتِ بأنّ الآلَ في روحِكِ الندى
                      فصرتِ لآلِ الروحِ من وجدهِ نهرا
                      وأحسَسْتِ بالدفء العتيق ولحظهُ
                      بعينيك يوفي القلبَ شوقاً بهِ أغرى
                      تريْني على رجْعِ القصيدةِ ساهراً
                      أنادِمُها ليلاً وأسكرُها فجْرا
                      فيثملُ في العينينِ سكرُ احتراقِها
                      ويُنشرُ طيبُ الحبِّ من دفئها نشرا
                      فشعري دمي أشتارُ منهُ حروفَهُ
                      فمن كلِّ شريانٍ به نبضةٌ حرَّى
                      فإن لم يكن وِردي القراحَ وجدتني
                      أعافُ الهوى والعشقَ والخمرَ والسؤرا
                      ولا أشربُ المرّ الأجاجَ بغمّةٍ
                      وأطوي على رجع المدى ظامئاً قسرا
                      ولا أعذلُ الأيّامَ أشكو سرابَها
                      وأغمِدُ في أوهامِها القلبَ والشعرَا
                      نعم, تستقي روحي القوافي برقّةٍ
                      وتلهو على الرسمِ الذي سامرَ الذكرى
                      وتوحي لي الأيّامُ أنَّ اغترابَها
                      إلى حيثُ يوهي الروحَ يَمضي ولن تبرا
                      فهل أقتفي آثار روحي ولا أرى
                      سوى الموتِ أحلى من مرارٍ بها أزرى
                      يتوهُ النوى في كلِّ وادٍ أرودُهُ
                      ويعبثُ صمتُ الليلِ في أضلعي جَمرا
                      وتغمرُني أشجانُها الحمرُ من دمٍ
                      أريقَ على الأنصابِ خمراً روى خمرا
                      أحنُّ وفي أوراقِ روحي تناثرتْ
                      سحاباتُ ليلٍ لا أطيقُ لها صبرا
                      لقد رقرَقتْ حتى الطيور دموعَها
                      ورقّت فجاجُ البيدِ من لحنها حيرى
                      وأرخت على النهرينِ في الفجر نخلةٌ
                      ضفائرَها السوداءَ واسترسلت ذكرا
                      وحنّت على إيقاع نايي كأنّها
                      تُرجّعُ فقدَ الإلفِ من حزنها عصْرا
                      وآنستُ في لحنِ اللغاتِ نوارسي
                      وحلّيتُها عقداً تباهي بهِ الدهرا
                      ووشّيتُها أوتارَ صوتي وأشرقتْ
                      على لوحةٍ غرّاءَ ساهمَةً نفرَى
                      وأرويْتُ من خمر الوريدِ غرورَها
                      قصائدَ لا ماءً تنزُّ ولا حِبرا
                      وَلَذُّ لها أنْ تستعيدَ رمالَها
                      على شاطئ الليلِ الذي لفّها قهْرا
                      فوافيْتُ عيْنَ الصبحِ أبغي ورودَها
                      فألفيتُ أنّ الصفوَ أمسى بها كدْرا
                      وأشجيتُ روحي في ربيعٍ تلوّنتْ
                      به البيدُ أكسو روحها حلّةً خضرا
                      وبانتْ وبانَ الفجرُ حتى تخالَهُ
                      "يعوقَ" انتهى في مِلّةِ الشركِ أو"نسْرا"
                      عهدتُ النوى حتى أذيبَت حُشاشتي
                      وفاضَ شفيفُ القولِ وامتدّني جِسْرا
                      فميلي كما شاءَ الزمانُ وكلّلي
                      ربيعَك نأياً طال واستوقد الفكرا
                      لك العهدُ أن تبقيْ على الشعر ديمةً
                      تهلُّ بغيثٍ يخصبُ الروحَ والطهْرا
                      أغنّي على ليلى وليلى تُريقُني
                      على صهوة الهجرانِ إذ تمتطي الهجرا
                      شاعرنا باسل البزراوي

                      أو بعد هذا كله
                      تريق ليلى العاشقين
                      يا لمرواغة النساء
                      أراها لا تفعل ولكنها فقط تقول
                      هل من مزيد
                      فكيف نكتب الشعر إذن
                      إن لم تريقنا الحبيبات

                      تحياتي

                      تعليق

                      • محمد الصاوى السيد حسين
                        أديب وكاتب
                        • 25-09-2008
                        • 2803

                        #12
                        تحياتى البيضاء

                        - ظننتِ بأنّ الآلَ في روحِكِ الندى
                        فصرتِ لآلِ الروحِ منوجدهِ نهرا

                        يمكن القول إن سياق البيت السابق يمثل قصيدة وحده ولوحة شعرية كاملة ، يمكن تلقيها حتى بعيدا عن سياق النص ، تقوم اللوحة السابقة على التشبيه البليغ المتحول عن الجملة الاسمية ( الآل الندى ) ، ثم يمتد التخييل عبر مقابلة فنية بين الشطرين حينما يستحيل السراب نهرا ينبجس ماؤه شوقا من طول اصطباره ووجده ، نحن فى الشطر الثانى مع تشبيه بليغ آخر متحول عن الجملة الاسمية ( آل الروح نهر ) ، إذن نحن أمام لوحتين فى ذات اللوحة ، يمثل كل شطر لوحة واحدة تكمل الواحدة منهما الآخر وتتناغم معها فى تعبير كنائى بليغ عن الصبابة واللهفة

                        - ربما أجد أن " تغاير العلمية " الدالة على الحبيبة وتعددها ( جهينة كمفتتح ثم ليلى ) جهينة يخفت ظلها الدلالى تدريجيا مع تكثيف الصورة الشعرية وتغايرها ، ثم فى ختام النص تتجلى ليلى كأن الخطاب لها من البداية ، فى رأيى الشخصى أن تغاير العلمية هنا ربما يشوش التلقى قليلا

                        -كمتلق أسأل نفسى ما علة نصب أو جزم ( ترينى ) لماذا ليس مرفوعا تريننى ، ربما كان المراد إن تريننى لكن السياق لا يحتوى على جواب الشرط المجزوم ، ربما يكون الأقرب تقدير حتى قبل الفعل( حتى ترينى ) فيكون منصوبا

                        تعليق

                        يعمل...
                        X