[align=right]
لم ينقطع رنين الساعة المعابثة إلا عندما امتدت إليها يده واسكتتها , نهض متثاقلاً صوب النافذة الكبيرة المطلّة على حديقة الدار , تنشق بعمق هواء ذلك الصباح المشرق الدافيء حيث الشمس غازلت خيوطها الذهبية المنسدلة فوق تلك الزهور ( اليابانية ) المرتّبة بنسق هندسي وهي ترسل شذاها العبيق .. استدار إلى الجدار الذي توسطته ساعة ( سويسرية ) أنيقة وخطوات عقاربها خفيضة متئدة , لم يستغرق طويلاً وهو يحدق فيها , فقد جاءه طرق على الباب متناغم ودقاتها , دلفت خادمته ( الفلبينية ) الرشيقة القّد وهي تحمل قدحاً من الماء مع فنجان القهوة ( البرازيلية . مسَّ أناملها مساً رفيقاً وأحسَّ بلين وطراءة تلك الأنامل , سرت في جسده نشوة عندما لامس ذلك العطر ( الفرنسي ) حواسه وهو ينساح سائغاً طيباً أنساه موعده الذي من أجله كان نهوضه المبكر هذا ..........................
خرج على عجل حيث سائق السيارة ( الهندي ) بانتظاره , ومع انحناءته المعتادة على الطريقة ( اليابانية ) فتح له باب السيارة ( الامريكية ) الصنع ليدلف فيها ويرمي بحقيبته ( الايطالية ) الجلد على المقعد الخلفي ويتوارى في ذلك الفراش الوثير ..
تناول سيكارا ( كوبيا ) وأزاح عنه غلافه اللماع الشفاف وارتشف رائحة التبغ قبل أن يشعله . رنَّ الهاتف ( الخليوي ) وأجاب بصوت خفيض مع قهقهات جعلت السائق ينظر إليه من خلال المرآة التي أمامه . لكز كتف السائق وطلب منه أن لا ينظر إلى الخلف , وأن يغلق ( الراديو ) الذي كان يبث صوت فيروز وهي تلهج بإغنية ( نطّرونا كتير ) .. أشعل السيكار ثم نفث دخانه الذي إنساب حائماً وراسماً حلقات ودوائر لامست سقف السيارة الأنيق ليتهشم إلى أسراب بيضاء غير متجانسة .. شعر ببعض الضيق وهو يقّلب صفحات المحاضرة التي سيلقيها بعد قليل , فقد جاهد كثيراً في ترجمة بعض المصادر ( الانجليزية ) .. نظر ملياً إلى عنوان المحاضرة الذي كتب بخط ( فارسي ) وتهجّى كلمات العنوان بصوت عالٍ :
" أحدث الوسائل الفنية في تشجيع الصناعة الوطنية !! "
[/align]
لم ينقطع رنين الساعة المعابثة إلا عندما امتدت إليها يده واسكتتها , نهض متثاقلاً صوب النافذة الكبيرة المطلّة على حديقة الدار , تنشق بعمق هواء ذلك الصباح المشرق الدافيء حيث الشمس غازلت خيوطها الذهبية المنسدلة فوق تلك الزهور ( اليابانية ) المرتّبة بنسق هندسي وهي ترسل شذاها العبيق .. استدار إلى الجدار الذي توسطته ساعة ( سويسرية ) أنيقة وخطوات عقاربها خفيضة متئدة , لم يستغرق طويلاً وهو يحدق فيها , فقد جاءه طرق على الباب متناغم ودقاتها , دلفت خادمته ( الفلبينية ) الرشيقة القّد وهي تحمل قدحاً من الماء مع فنجان القهوة ( البرازيلية . مسَّ أناملها مساً رفيقاً وأحسَّ بلين وطراءة تلك الأنامل , سرت في جسده نشوة عندما لامس ذلك العطر ( الفرنسي ) حواسه وهو ينساح سائغاً طيباً أنساه موعده الذي من أجله كان نهوضه المبكر هذا ..........................
خرج على عجل حيث سائق السيارة ( الهندي ) بانتظاره , ومع انحناءته المعتادة على الطريقة ( اليابانية ) فتح له باب السيارة ( الامريكية ) الصنع ليدلف فيها ويرمي بحقيبته ( الايطالية ) الجلد على المقعد الخلفي ويتوارى في ذلك الفراش الوثير ..
تناول سيكارا ( كوبيا ) وأزاح عنه غلافه اللماع الشفاف وارتشف رائحة التبغ قبل أن يشعله . رنَّ الهاتف ( الخليوي ) وأجاب بصوت خفيض مع قهقهات جعلت السائق ينظر إليه من خلال المرآة التي أمامه . لكز كتف السائق وطلب منه أن لا ينظر إلى الخلف , وأن يغلق ( الراديو ) الذي كان يبث صوت فيروز وهي تلهج بإغنية ( نطّرونا كتير ) .. أشعل السيكار ثم نفث دخانه الذي إنساب حائماً وراسماً حلقات ودوائر لامست سقف السيارة الأنيق ليتهشم إلى أسراب بيضاء غير متجانسة .. شعر ببعض الضيق وهو يقّلب صفحات المحاضرة التي سيلقيها بعد قليل , فقد جاهد كثيراً في ترجمة بعض المصادر ( الانجليزية ) .. نظر ملياً إلى عنوان المحاضرة الذي كتب بخط ( فارسي ) وتهجّى كلمات العنوان بصوت عالٍ :
" أحدث الوسائل الفنية في تشجيع الصناعة الوطنية !! "
[/align]
تعليق