رسالة إلى "أنـــا" ...
لم يحن أوان اللقاء بعد ..

قلبيَ العزيز .. تحية وبعد
يؤسفني أن يؤلمك أني عنكَ تأخرت .. وأنّ قطار همستي لم يعبر وريدكَ بعدْ .. وأن شمس بسمتي لم تشرق عليك ..
يؤلمني أنني لا أستطيع زيارتك هذا المساء .. وأنّ ضمير الحب في خلدي بعدُ لم يستيقظ .. كم أنا مشتاق إليه .. نبضكَ الرخيم في أحلام يقظتي عندما "هي" تغيب .. تعلم أنني لا أستطيع الحياة بدونك .. "قلبيَ العزيز" هل تأذن لي ألاّ أرحل ..
إني متعب .. ولا يزال شوقي إليكَ مدججا بالنعاس .. وبسكرة الفقد التي تحرمني البسمة والفرح المطول .. الكثير من المتع تفقد نصيبها من البزوغ على أغصان الحزن .. وتنتظر الرغبات جميعها بما فيها "نشوة الحب" أواناً مؤجل ..
قلبيَ العزيز .. لم يحن أوان الحب بعد ..
هي لم تأتِ إليك .. وأنا في برود الـ "شباط" أنتظر
وأرغب في أن أنام على حضنك وأغفو ..
لكن .. هلا تأذن لي في سبات الشوق أن أبقى .. ألاّ أرحل ..
قلبي العزيز .. لم أعد أذكر.
حينما سألَتْني عن موعد آخر لقاء بينكما "أنتَ وهي" .. أجبتُها : لا أذكر ..
حينما سألَتْني عن فحوى آخر حوار بيننا أجبتُها أيضا: لا اذكر
حينما سألتني عن اسم آخر امرأة أحببتها كما فعلْتْ .. أجبتها: لا أذكر .. ولا يغير اسمها في الواقع شيئا لو أذكر
كنتُ متعبا .. كنتُ وحيدا .. لم تكن معي أيها القلب العزيز .. لا أنكر
وسكتْتْ
وحينما سألَني قلبها المفجوع ببرودتي عن آخر حلم .. أجبتها بتنهيدة تهاوت بأنفاسي كورق الخريف: ليتني أذكر
ألهذا الحد تختطف الأحزان والدنيا من قلوبنا ذاكرة الحب ..
لقد اختطفني النسيان منك .. أما أنت فما كنت هنا .. من صدري رحلت .. قلبي العزيز .. أين كنت؟
أتعبني بردك .. فدثرني .. دثرني أكثر .. هل تحبني كما تحبها .. أو تحبها اكثر ؟..
قلبيّ العزيز .. لماذا أنت؟ ولماذا هي؟ .. لم أعد أذكر ..
ولم أكن أكذب يوم ضيّعتَه حبَك عندي .. أين كنت؟ .. لا أذكر
والذكريات الحالمة أين خبأتُها.. لقد نسيت
يقولون أن غشاوة النسيان تنغلق آليا حول مساحات الذاكرة التي لم يحن دورها بعد .. ثم يُتفاعل معها على انها ليست موجودة وكأن لا أثر لها في حيز الشعور بالمكان .. قلبيَ العزيز انا لا اتحايل عليك .. لمْ تشعر بي يومها .. لم أشعر بك .. وأوجعتني .. كنت اتألم بك .. وشعرتُ بالشلل في شقي الأيمن ..
يقول علماء النفس أن بعض الأعضاء أو المناطق في الجسم تصاب إما بالألم الوهمي أو بالخدر -أو بالشلل الموضعي حتى- نتيجة الانحباس في صدمة نفسية .. ثم تتعطل وظيفتها أو الإحساس بها دون أي سبب عضوي يذكر .. يطلقون على هذا النمط من الأعراض "بالأمراض البسيكوباتية" ..
قلبي العزيز .. أعلم أنك لا تؤمن بهذه الأشياء العلمية .. فالمشاعر عندك لا تقيدها النظريات و لا تشرحها المفاهيم .. وهذه المصطلحات ليس بحاجة لترجمة حرفية مني كي تفهمها أنت.. فالقضية هنا بالنسبة إلي تبرير خطيئة بكلّ اللغات .. بينما بالنسبة لك شعورية صرفة .. أنت لم تكن معي لما افترقنا .. ولم تفهم عليّ.. ولا داعيَ الآن لأن أتفلسف عليك ..
قلبي العزيز ... أنا مدين لك .. برغم كل شيء .. مدين بما كان فيك لأجلي من سعادة وبما سيكون ..
ولا تزال في صدري كمضغة العمر .. كوردة لحم .. تلوك دمي كي أتحرك .. كمضخة حياة تصون بقائي وتقسم ألّن تعانق قبل أن أموت غروب الشمس تحت ثرى الرحيل الأخير.. مؤكد أن نبضك بنومي لم يتعطل .. ربما الذي تعطل في قدري الآن .. هو وظيفة فؤادي النفسية .. ولأجل هذا فإن ذاكرة الحب في وجداني تتعطل .. لا أعلم إلى متى .. كل الذي أعلمه أن لا مناص من انتظار صدور جواز سفر لـ "حبي" الجديد .. تستخرجه الجوارح من غدي على مهل .. أو لا مفر من التربص ببزوغ فجر جديد لذاك الحب الآفل .. ألا يقولون أن لا غروب لشمس حارقة إلا ويتبعه الشروق .. كم كان حبنا حارقا أيها القلب وانت تعلم ..
قلبي العزيز .. أنا لا أواسيك .. أشعر بما تفكر به اللحظة لكنني لا أحس به دافئا اليوم كما فعلت من قبل .. ربما أحس بما تحلم به الآن لكنني لا أشعر به كما كنت أفعل بالأمس .. لم أعد أفهم .. ولا أعي ما يجب عليّ فعله اتجاهك بالضبط .. ربما يلزمني كما يلزمك بكثافة .. ميلاد جديد .. لموعد جديد .. مع "حبك" الخالد الذي عاهدناه سوية ألا يموت ..
قلبي العزيز .. غصا عني أشعر بالبرود.. عواطفي متجمدة .. ولم يحن أوان الحب بعد ... و كلانا بحاجة إلى نقطة أخرى للانطلاق .. شعرتُ أن النبض منكَ إليّ مؤجل .. لكنه لم يكن أبدا مستحيلا .. ويوما ما سوف تفعل .. سوف تفعل إلى حين عودة الوهج .. أوان الحلم آت .. الحلم المكابر لا ينطفيء..
وأنت قلبي مهما عنك ابتعدت .. إلا ونعود ..
.
.
.
أتعتصر ألما ؟ .. وتشتاق إلي؟
أعلم والله .. لكن لم أكن أكذب .. كنت أشعر ذات لحظة وكأنك قلب ميت .. كان قلبي بعيدا .. أنا قلبي "كان" ميت ..
كنت أقول لها ألا جدوى من المرض بالحب بعد حصول الحب .. وأن الحب يؤطره الزواج .. وأن الزواج يديمه الحب .. ويحلّيه الحب .. إن الحب -وحده- إلى زوال فلم لا نتزوج.. كنت أقول لها أن الزواج بلا حب كشهدة نحل ناشفة ..عقيمة .. مليئة بالضجة .. لكنها لا تنتج العسل .. كانت تتهمني أنني من الحب سئمت .. لم تكن تفهم .. أن مشاعر الرجال أيها القلب تصبح بليدة إذا ابتعدت أوصالهم عن "وطن دافيء" يحضنها ..
قلبي العزيز .. أخبرَني دمي كم بكيت
أعلم أنك بكيت .. انفصلنا ..
ألهذا الحد يفعل البعد بنا كما تفعله السحب بالطائرات .. تغتال هديرها .. تمتص دخانها .. ترسمها صغيرة في عيوننا .. تخفيها عنا ثم بها إلى مناطق بعيدة جدا عن الذاكرة .. ترحل ..
قلبي العزيز .. كنتُ ضحية البعد مثلك .. فلا تلمني على ضياع الذاكرة يومها بين سراديب المسافة ..
ونحلم أن تعود؟ ...
كل شيء يعود مؤكد .. ليس كما كان .. لكن مؤكد أن الطائرات أيضا تعود إلى مطاراتها الأصيلة .. على قلوبها الأصلية لا بد وأن في الختام تحط .. لكن بعدما يتغير في محيطها كل شيء .. الثواني واللحظات تُستبدل بساعات جديدة .. وتُسترجع الحرارة بدرجات أقل .. حتى طلاء الجدران يتغير بريقه بمرور الوقت أيها القلب .. نظرات العيون أيضا تبدّلت .. حتى نبرة الصوت التي حفظنا صداها معا على سماعة الهاتف آخر مرة ..
ألهذا تشعر بالتشاؤم؟
أتعتقد أيها القلب أن مدرج الطائرات يستقبل جسدها الواهن بنفس الاستعداد الأول إذا ما فاتها الوقت؟ ...
قلبي العزيز .. أنا لا اكذب عليك ..
لقد حصل الكثير مما لا أحبك أن تعلمه .. وأذكر أنني لم أتألم مثلك .. لقد ضحكت عند آخر مرة سمعت فيها صوت "حبيبتك" على الهاتف وهي تخبرني أننا اليوم -وبسبب غيابك القسري عني بالطبع- انفصلنا .. وبأننا بتنا ولا ريب كقطبي كوكب الأرض .. خلقا كي يحمياها معا على ألا يلتقيا لاخر العمر برغم كل الجاذبية والحنين اللذان يجمعانها ببعض ..
أذكر الآن أيضا كم بردت .. قلبي العزيز كنتُ وحيدا .. وشعرت يومها وكانني أتعرف إلى صوتها الجديد لأول مرة .. وضحكت .. ليس على سذاجة قلبها حينما افتقدت سريعا ثقتها بي .. بل ضحكت لأنني قرأت على ارتجاف ذلك الصوت أنها لم تكن تودعني بقدر ما كانت تزيدني بغضبها -عبرَكَ- مني التصاقا .. كان صدى ذلك الصوت على قلبي -وقلبي أنت- كصدى هبوط الطائرات على مدرج القلبين أول يوم في الصدور التقينا ..
هل تذكر؟ .. هل تذكر ذلك اليوم ... يوم التقينا ..
هل تذكر أين؟ .. هل تذكر كيف؟
لا أحد يستطيع فهم حقيقة الاصرار على الفراق مثلينا ..
نفترق مرة كل يوم .. فقط لنشعر بروعة اللقاء في كل دقيقة ألف مرة ..
نحن نجد في كل محطة يحصل فيها رحيل .. أننا للتو التقينا ..
وأننا في كل مرة نستعيد مرارة الفراق نجدد معها حلاوة الحب أكثر ..
قلبي العزيز ..
أعتذر جدا ... ألا تشعر معي أنني عدت إليها بعودتك إليّ
أصدقك القول .. حسبتُني نسيت .. لكنني .. لا أزال عميقا أحبها كما تفعل ..
أعتذر كثيرا ...قلبي العزيز ..
.. فهلا سامحتني .. هلا استعدنا الذاكرة .. ؟
تعلم أنني أحبك إلى أن أموت .. وأعلم انك تحبها إلى بعدما تموت
ولكن ..
رغم أنه فعلا بفعل المسافات.. لم يحن أوان اللقاء بعد ..
لا يصعب يا قلبُ أن نجدد معا .. أوانا للحب برغم الرحيل ..
.
.
.
سليم مكي سليم
20/10/2010 - 01:17
.
.
طالع أيضا: مراكب سكرية للحب : مساء الحب .. يا عمري
لم يحن أوان اللقاء بعد ..

قلبيَ العزيز .. تحية وبعد
يؤسفني أن يؤلمك أني عنكَ تأخرت .. وأنّ قطار همستي لم يعبر وريدكَ بعدْ .. وأن شمس بسمتي لم تشرق عليك ..
يؤلمني أنني لا أستطيع زيارتك هذا المساء .. وأنّ ضمير الحب في خلدي بعدُ لم يستيقظ .. كم أنا مشتاق إليه .. نبضكَ الرخيم في أحلام يقظتي عندما "هي" تغيب .. تعلم أنني لا أستطيع الحياة بدونك .. "قلبيَ العزيز" هل تأذن لي ألاّ أرحل ..
إني متعب .. ولا يزال شوقي إليكَ مدججا بالنعاس .. وبسكرة الفقد التي تحرمني البسمة والفرح المطول .. الكثير من المتع تفقد نصيبها من البزوغ على أغصان الحزن .. وتنتظر الرغبات جميعها بما فيها "نشوة الحب" أواناً مؤجل ..
قلبيَ العزيز .. لم يحن أوان الحب بعد ..
هي لم تأتِ إليك .. وأنا في برود الـ "شباط" أنتظر
وأرغب في أن أنام على حضنك وأغفو ..
لكن .. هلا تأذن لي في سبات الشوق أن أبقى .. ألاّ أرحل ..
قلبي العزيز .. لم أعد أذكر.
حينما سألَتْني عن موعد آخر لقاء بينكما "أنتَ وهي" .. أجبتُها : لا أذكر ..
حينما سألَتْني عن فحوى آخر حوار بيننا أجبتُها أيضا: لا اذكر
حينما سألتني عن اسم آخر امرأة أحببتها كما فعلْتْ .. أجبتها: لا أذكر .. ولا يغير اسمها في الواقع شيئا لو أذكر
كنتُ متعبا .. كنتُ وحيدا .. لم تكن معي أيها القلب العزيز .. لا أنكر
وسكتْتْ
وحينما سألَني قلبها المفجوع ببرودتي عن آخر حلم .. أجبتها بتنهيدة تهاوت بأنفاسي كورق الخريف: ليتني أذكر
ألهذا الحد تختطف الأحزان والدنيا من قلوبنا ذاكرة الحب ..
لقد اختطفني النسيان منك .. أما أنت فما كنت هنا .. من صدري رحلت .. قلبي العزيز .. أين كنت؟
أتعبني بردك .. فدثرني .. دثرني أكثر .. هل تحبني كما تحبها .. أو تحبها اكثر ؟..
قلبيّ العزيز .. لماذا أنت؟ ولماذا هي؟ .. لم أعد أذكر ..
ولم أكن أكذب يوم ضيّعتَه حبَك عندي .. أين كنت؟ .. لا أذكر
والذكريات الحالمة أين خبأتُها.. لقد نسيت
يقولون أن غشاوة النسيان تنغلق آليا حول مساحات الذاكرة التي لم يحن دورها بعد .. ثم يُتفاعل معها على انها ليست موجودة وكأن لا أثر لها في حيز الشعور بالمكان .. قلبيَ العزيز انا لا اتحايل عليك .. لمْ تشعر بي يومها .. لم أشعر بك .. وأوجعتني .. كنت اتألم بك .. وشعرتُ بالشلل في شقي الأيمن ..
يقول علماء النفس أن بعض الأعضاء أو المناطق في الجسم تصاب إما بالألم الوهمي أو بالخدر -أو بالشلل الموضعي حتى- نتيجة الانحباس في صدمة نفسية .. ثم تتعطل وظيفتها أو الإحساس بها دون أي سبب عضوي يذكر .. يطلقون على هذا النمط من الأعراض "بالأمراض البسيكوباتية" ..
قلبي العزيز .. أعلم أنك لا تؤمن بهذه الأشياء العلمية .. فالمشاعر عندك لا تقيدها النظريات و لا تشرحها المفاهيم .. وهذه المصطلحات ليس بحاجة لترجمة حرفية مني كي تفهمها أنت.. فالقضية هنا بالنسبة إلي تبرير خطيئة بكلّ اللغات .. بينما بالنسبة لك شعورية صرفة .. أنت لم تكن معي لما افترقنا .. ولم تفهم عليّ.. ولا داعيَ الآن لأن أتفلسف عليك ..
قلبي العزيز ... أنا مدين لك .. برغم كل شيء .. مدين بما كان فيك لأجلي من سعادة وبما سيكون ..
ولا تزال في صدري كمضغة العمر .. كوردة لحم .. تلوك دمي كي أتحرك .. كمضخة حياة تصون بقائي وتقسم ألّن تعانق قبل أن أموت غروب الشمس تحت ثرى الرحيل الأخير.. مؤكد أن نبضك بنومي لم يتعطل .. ربما الذي تعطل في قدري الآن .. هو وظيفة فؤادي النفسية .. ولأجل هذا فإن ذاكرة الحب في وجداني تتعطل .. لا أعلم إلى متى .. كل الذي أعلمه أن لا مناص من انتظار صدور جواز سفر لـ "حبي" الجديد .. تستخرجه الجوارح من غدي على مهل .. أو لا مفر من التربص ببزوغ فجر جديد لذاك الحب الآفل .. ألا يقولون أن لا غروب لشمس حارقة إلا ويتبعه الشروق .. كم كان حبنا حارقا أيها القلب وانت تعلم ..
قلبي العزيز .. أنا لا أواسيك .. أشعر بما تفكر به اللحظة لكنني لا أحس به دافئا اليوم كما فعلت من قبل .. ربما أحس بما تحلم به الآن لكنني لا أشعر به كما كنت أفعل بالأمس .. لم أعد أفهم .. ولا أعي ما يجب عليّ فعله اتجاهك بالضبط .. ربما يلزمني كما يلزمك بكثافة .. ميلاد جديد .. لموعد جديد .. مع "حبك" الخالد الذي عاهدناه سوية ألا يموت ..
قلبي العزيز .. غصا عني أشعر بالبرود.. عواطفي متجمدة .. ولم يحن أوان الحب بعد ... و كلانا بحاجة إلى نقطة أخرى للانطلاق .. شعرتُ أن النبض منكَ إليّ مؤجل .. لكنه لم يكن أبدا مستحيلا .. ويوما ما سوف تفعل .. سوف تفعل إلى حين عودة الوهج .. أوان الحلم آت .. الحلم المكابر لا ينطفيء..
وأنت قلبي مهما عنك ابتعدت .. إلا ونعود ..
.
.
.
أتعتصر ألما ؟ .. وتشتاق إلي؟
أعلم والله .. لكن لم أكن أكذب .. كنت أشعر ذات لحظة وكأنك قلب ميت .. كان قلبي بعيدا .. أنا قلبي "كان" ميت ..
كنت أقول لها ألا جدوى من المرض بالحب بعد حصول الحب .. وأن الحب يؤطره الزواج .. وأن الزواج يديمه الحب .. ويحلّيه الحب .. إن الحب -وحده- إلى زوال فلم لا نتزوج.. كنت أقول لها أن الزواج بلا حب كشهدة نحل ناشفة ..عقيمة .. مليئة بالضجة .. لكنها لا تنتج العسل .. كانت تتهمني أنني من الحب سئمت .. لم تكن تفهم .. أن مشاعر الرجال أيها القلب تصبح بليدة إذا ابتعدت أوصالهم عن "وطن دافيء" يحضنها ..
قلبي العزيز .. أخبرَني دمي كم بكيت
أعلم أنك بكيت .. انفصلنا ..
ألهذا الحد يفعل البعد بنا كما تفعله السحب بالطائرات .. تغتال هديرها .. تمتص دخانها .. ترسمها صغيرة في عيوننا .. تخفيها عنا ثم بها إلى مناطق بعيدة جدا عن الذاكرة .. ترحل ..
قلبي العزيز .. كنتُ ضحية البعد مثلك .. فلا تلمني على ضياع الذاكرة يومها بين سراديب المسافة ..
ونحلم أن تعود؟ ...
كل شيء يعود مؤكد .. ليس كما كان .. لكن مؤكد أن الطائرات أيضا تعود إلى مطاراتها الأصيلة .. على قلوبها الأصلية لا بد وأن في الختام تحط .. لكن بعدما يتغير في محيطها كل شيء .. الثواني واللحظات تُستبدل بساعات جديدة .. وتُسترجع الحرارة بدرجات أقل .. حتى طلاء الجدران يتغير بريقه بمرور الوقت أيها القلب .. نظرات العيون أيضا تبدّلت .. حتى نبرة الصوت التي حفظنا صداها معا على سماعة الهاتف آخر مرة ..
ألهذا تشعر بالتشاؤم؟
أتعتقد أيها القلب أن مدرج الطائرات يستقبل جسدها الواهن بنفس الاستعداد الأول إذا ما فاتها الوقت؟ ...
قلبي العزيز .. أنا لا اكذب عليك ..
لقد حصل الكثير مما لا أحبك أن تعلمه .. وأذكر أنني لم أتألم مثلك .. لقد ضحكت عند آخر مرة سمعت فيها صوت "حبيبتك" على الهاتف وهي تخبرني أننا اليوم -وبسبب غيابك القسري عني بالطبع- انفصلنا .. وبأننا بتنا ولا ريب كقطبي كوكب الأرض .. خلقا كي يحمياها معا على ألا يلتقيا لاخر العمر برغم كل الجاذبية والحنين اللذان يجمعانها ببعض ..
أذكر الآن أيضا كم بردت .. قلبي العزيز كنتُ وحيدا .. وشعرت يومها وكانني أتعرف إلى صوتها الجديد لأول مرة .. وضحكت .. ليس على سذاجة قلبها حينما افتقدت سريعا ثقتها بي .. بل ضحكت لأنني قرأت على ارتجاف ذلك الصوت أنها لم تكن تودعني بقدر ما كانت تزيدني بغضبها -عبرَكَ- مني التصاقا .. كان صدى ذلك الصوت على قلبي -وقلبي أنت- كصدى هبوط الطائرات على مدرج القلبين أول يوم في الصدور التقينا ..
هل تذكر؟ .. هل تذكر ذلك اليوم ... يوم التقينا ..
هل تذكر أين؟ .. هل تذكر كيف؟
لا أحد يستطيع فهم حقيقة الاصرار على الفراق مثلينا ..
نفترق مرة كل يوم .. فقط لنشعر بروعة اللقاء في كل دقيقة ألف مرة ..
نحن نجد في كل محطة يحصل فيها رحيل .. أننا للتو التقينا ..
وأننا في كل مرة نستعيد مرارة الفراق نجدد معها حلاوة الحب أكثر ..
قلبي العزيز ..
أعتذر جدا ... ألا تشعر معي أنني عدت إليها بعودتك إليّ
أصدقك القول .. حسبتُني نسيت .. لكنني .. لا أزال عميقا أحبها كما تفعل ..
أعتذر كثيرا ...قلبي العزيز ..
.. فهلا سامحتني .. هلا استعدنا الذاكرة .. ؟
تعلم أنني أحبك إلى أن أموت .. وأعلم انك تحبها إلى بعدما تموت
ولكن ..
رغم أنه فعلا بفعل المسافات.. لم يحن أوان اللقاء بعد ..
لا يصعب يا قلبُ أن نجدد معا .. أوانا للحب برغم الرحيل ..
.
.
.
سليم مكي سليم
20/10/2010 - 01:17
.
.
طالع أيضا: مراكب سكرية للحب : مساء الحب .. يا عمري
تعليق