لكل خلق مقام ولكل مقام خلق/ نصوص متجددة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يعقوب القاسمي
    محظور
    • 23-07-2010
    • 215

    لكل خلق مقام ولكل مقام خلق/ نصوص متجددة



    لكل خلق مقام ولكل مقام خلق

    توطئة

    إنني ألمس جدة وطرافة في أن أتحدث عن الخلق كبناء فوقي لكل بناء آخر للشخصية والكيان النفسي . وهاك فلسفتي . أزجها اليك دون زخرف القول ودون سفسفطة . إنني أرى أن الخلق بحد ذاته مكون مكين وركن ركين من أركان الشخصية الفذة والخلاقة. ولماذا علي أن أتحدث عن الضمير كبناء تحتي للشخصية إذا كان بمستطاعي أن أدرء بالخلق كسجية من سجايا النفس الفاعلة كل رذيلة ومفسدة . أو أن أفعل بالخلق القويم كل سجايا النفس الفاعلة لتصبح تلك السجايا بؤرة نماء وسدرة .

    والحديث عن الخلق ليس شيء طاريء على الشخصية العربية . فلقد كان العرب للخلق القويم عرابا و ربيبا . وأورقت شجرة الخلق في الجاهلية إلا قليلا . ووجدت تلك الشجرة الأخلاقية في مجيء الإسلام ضياء نماء لماهيتها . لا بل إمتدادا لأغصانها وتقديسا عبر وصايا الدين الجديد ونواهيه . والمفهوم الأخلاقي أو الدعوة الأخلاقية ممكن أن تقف على قدميها حتى ولو جردت عن كساءها الديني . والطريق إلى الفضيلة الأخلاقية يمر عبر أكثر من حرم وساحة وله من الخشب أكثر من خشب الساج . وطريق الدين إلى إكتساب السجايا الخلقية طريق له أريج . بيد أن المرء قد يحدد إطارا ومرفقا للخلق ضمن قالب الدين أو ضمن قالب خلقي مرادف أو مستقل . ولا ضرر إذا تداخل القالبان وتموجا ضمن حدود بحيرة و صهريج .

    ولعلي لا أتجنى على الدين أو على أحد إن قلت أن في السجية الخلقية جمالا . وفي بوتقة نموها مجالا . وأن هذه السجية تطلق في النفس مناطيد . وتدق في النفس وتدا أو وتيد . وتصديقا لمقالي هذا أقول أن السجايا الأخلاقية تخلق في النفس حالة من التفاعل المتعدد الأطراف . في ترحال أبدي وطواف . وتطرد عن النفس شبح أو أشباح التردي كالبهمة في وادي مرعاها . تلك الأشباح التي تسكن الكثير من النفوس التي تجهل قيمة الخلق ولا تسلك مسالك صيدها وقنصها ولا تبيت مهمومة بهمها .
  • يعقوب القاسمي
    محظور
    • 23-07-2010
    • 215

    #2

    لكل خلق مقام ولكل مقام خلق

    لفظة الخلق

    والخلق صنو لفظته. والخلق يحمل في مكنون اللفظة جل بضاعته . والخلق مغبون في ميدان تربية الناشئة والمتبلدين من الرجال رغم أن الخلق ودواعيه خير ما أتصف به النبي خير البرية . ولا يوجد إحساس عام بين الملأ على تفرد مكانته . ولا الوجوب المطلق في الانبطاح في خانته . وبدون الخلق يقع المرء في كل درك . في كل مربض ومبرك . وهيهات هيهات أن يفرك أسنانه متما شاء بسواك الأراك .

    والخلق أول ما يكون إدراك عميق ووعي بنبل المقصد . وفي خوض المرء كل وادي متوخيا أياه دون صد. رداء وعمامة يلبسه المرء وهو يقف على نشز من الأرض . وكأن هذا المرء يهم بإلقاء خطبة أمام حشد وهو يقف كالوتد . سوى أن هذا الوقوف وذلك الحشد متخيل وموهوم . لكن دون أن يثلم ذلك الموقف الوهمي من إرادة طالب الخلق أو يحد له من الهموم . ومن كان نيل الخلق همه وجد الأرض أكبر مما هي عليه . والأرض أبسط وأسهل تحت نعليه . أو بساط جلد تحت قدميه . ووجد غرفة ماء البحر أكثر تماسكا وأقل سيولة في كفيه .

    ولعمري إنه هباء ودون نفع قراءة القصص المبهمة على أسماع الطفل . وملء أذنيه بفيض من الألفاظ الجوفاء . وكل الصيد في جوف الفراء . الخلق هو بيت القصيد . ويجب ألا نخطئه إلى غيره من الصيد . وينبغي أن نقيم له الحراسة بالوصيد .

    والخلق موقف حيال الصغيرة والكبيرة . دعوة إلى السمو. وبسط ظهر جبل على خير الرسوم . وهل عرفت رجلا بسط ظهر جبل . ودعا الملأ على وجل . دعاهم إلى تصدر مجلسه . والنظر بدونية إلى القبيح من الوحش والهرجس .
    ولعلك الآن تعي ما أقول . إذا كنت قد وقفت يوما خطيبا . خطيبا بارعا وطبيبا . إذا كنت قد مشيت على ظهر جبل وأنت تحمل غصنا عن يد إله . وتبشر بمقدم بدر جديد وهلال .

    تعليق

    • يعقوب القاسمي
      محظور
      • 23-07-2010
      • 215

      #3


      لكل خلق مقام ولكل مقام خلق

      سعي ووعي

      ولكي يدرك المرء ما يقع على عاتقه من مهام عليه أن يدرك ويعي ما عليه النهوض به . وأن يطرق سهول الخلق وهضابه . عليه أن يدرك جوهر المهام الخلقي وماهيته . عليه أن يرسم بادءة ذي بدء للخلق خارطة . وكأنه صوفي دون أن يكون له طريقة . ومن ثمت عليه أن يجعل تلك الخارطة في تمام وعيه . في الثناء على الغير ونعيه . يحفظ تلك الخارطة وما عليها من مواقع ونقاط عن ظهر قلب . كما يدرك الرجل ما له من اللقب . على المرء أن يدرك أن الخلق لا يتأتى منفردا وفي مواقف انفرادية بل في عذق أو عنقود . يصرف في مواقف شتى مثلما يصرف النقود . نقد جاهز لا يخلف موعدا مثل عرقوب .

      والخلق مثلما يدعو إلى الفعل في مواقع ومواقف فإنه يدعو أيضا إلى الإحجام والكف في مواقع أخرى . فالخلق المستحت والمحرض عليه في هذا المقام ليس خلق كليل ولا حمية لا يبارى . حمق وتخبط الحبارى . ولهذا ذهبنا مذهب القول أن على المرء أن يدرك الخلق في جوهره . ومتى يستجيب لداعي الخلق وهره . وكل هذا صعب المنال مالم يؤطر المرء للخلق ثقافة . ومالم يتعرف على رجالات لهم في الفعل ومركب الخلق فقاعة . وكيف السبيل إلى التأطير والتشخيص دون استقراء صنائع رجالات بسطوا في الخلق يدا لا بل أيادي . وكانوا في سوقه أصحاب عمامة وسادة .

      ومن هنا علينا إستقراء رجالات التاريخ وبدقة . رجالات لهم في الخلق باع وهم أكثر من أن يحصوا وأكثر ممن شهدوا صفين بين تخوم العراق والشام بين قاصرين والرقة . وعلى المرء هنا ألا يضيع وألا يتيه في خضم الوقائع . وألا يجد في عقم وقائع التاريخ ذرائع . فرجالات الأخلاق نألفهم إذا تحريناهم في صغار وكبار الوديان . هم ربما أقصر من السرو وربما أطول من السنديان .

      تعليق

      • يعقوب القاسمي
        محظور
        • 23-07-2010
        • 215

        #4


        لكل خلق مقام ولكل مقام خلق

        التجريب الذاتي واكتشاف الشجرة الأخلاقية

        ورسم الخارطة الخلقية ربما يسمح ببعض التجريب الذاتي ولا أحد على وضع جميع تلك العناصر في كفة ميزان واحدة يصر . وعناصر الخلق واحدة وتنتمي إلى ذات العنقود البنيوي بيد أنه ربما يجد المرء ميلا نحو عنصر أكثر من ميله نحو عنصر . ولكل مرء أن يحس بما يختبر . وهو يتقصى أنباء رجالات التاريخ وما لهم من خبر .

        من يقلب صفحات رجالات اجتمعوا حول الرسول ص يجد أن كل صحابي تميز بميزة طاغية . فمنهم من تميز بالحياء ومنهم من كان له في الدهاء رغاء راغية . والأمر لا يقف عند حدود الصحابة ولا التابعين . وعلى الباحث عن نماذج في الخلق المكين أن يتحرى كل معدن وكل عين . والمرء في اكتساب الخلق مهر أرن . يتحسس ما تتوق لها النفس وما تطمأن . فلا يكره هذه على خلق . بيد ان القاعدة العامة هي أن النفس إذا ما ريضت على خلق بما فيه الكفاية وجدت فيه اللقح . والطلع الذي لا يقبل بالقلح . ومتى ما وجدت النفس ما لائمت معدنها إطمأنت وذلك لأن كل خليقة من الخلائق تعادل نظيرا لها من الخلائق ولو على نحو باهت وغامض عندالأب والأم . ولا ريب فأن المرء يلهث وراء خليقة كان فيها الأب إما ناضحا لها شاخصا ماثلا أو فاقدا لها جدبا عقيما. أي أنه يتوخى ما كان للأب معلما فيأتي بشكله أو نقيضه . أي أنه يحاكي أباه في شتاءه وقيضه.

        ولا شيء أثرى وأغنى في النموذج الأخلاقي من تاريخ الدين ورجالاته. وكل رجل من تلك الرجالات له مصباح في زجاجته . تراه وتتحسه في ذلك المصباح وتلك الزجاجة . فما على طالب بضاعة الخلق إلا أن يشمر ساقا . وينفر عما تألف عليه هجرا وفراقا . ولا ريب فإن التاريخ الإسلامي أكثر من معين لنماذج الخلق .إن في حياة رجالات التاريخ سنبلة لا بل سنابل مملوءة بنبل المعاني والعظة . في كل منحى من مناحي الحياة تحكي عن موعظة .

        تعليق

        • جلاديولس المنسي
          أديب وكاتب
          • 01-01-2010
          • 3432

          #5
          أقتبس من المداخله الاولى لك أستاذ / يعقوم القاسمي

          إنني ألمس جدة وطرافة في أن أتحدث عن الخلق كبناء فوقي لكل بناء آخر للشخصية والكيان النفسي . وهاك فلسفتي . أزجها اليك دون زخرف القول ودون سفسفطة . إنني أرى أن الخلق بحد ذاته مكون مكين وركن ركين من أركان الشخصية الفذة والخلاقة. ولماذا علي أن أتحدث عن الضمير كبناء تحتي للشخصية إذا كان بمستطاعي أن أدرء بالخلق كسجية من سجايا النفس الفاعلة كل رذيلة ومفسدة . أو أن أفعل بالخلق القويم كل سجايا النفس الفاعلة لتصبح تلك السجايا بؤرة نماء وسدرة .


          [align=center]
          وصلتني رؤيتك أن الخلق هو مطية الضمير
          وأختلف مع رؤياك أستاذي الفاضل
          فالضمير عندي برؤياي هو مطية الخلق
          هو مُصلحها ولوامها
          هو مرشدها وقوامها
          الخلق هو لسان حال الضمير لا العكس
          [/align]

          تعليق

          • عزيز نجمي
            أديب وكاتب
            • 22-02-2010
            • 383

            #6
            [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
            الأستاذ يعقوب القاسمي
            تحية طيبة
            لاحظت يا أخي بأنك تؤثت فضاءات نصوصك بفسيفساء من الكلمات الغير متداولة في هذا العصر،يخيل إلي وأنا أقرأ نصوصك وكأني أقرأ للجاحظ..هههه.
            إن الفسفة هي البساطة،لكنها بساطة لا نصل إليها إلا بعد مجهود طويل.البساطة تكمن في اختيار الألفاظ البسيطة النابعة من واقع حياتنا،أحيانا يمكن أن يتعذر ذلك حينما نتعامل مع المفاهيم.
            تأتي أهمية نصك هذا من خلال حديثه عن الأخلاق،وهي"الجينة" التي تضمن للإنسانية استمرارها وبقاءها في ظل الكرامة.
            الحديث عن الأخلاق لا يقتصر على المسلمين فقط،ففي عالمنا المعاصر هناك العديد من الدول الغربية نصبت نفسها حامية لأخلاق وقيم حقوق الإنسان،لكنها تنتهك هذه الأخلاق بشكل سافر،دون محاسبة ولا عقاب.منها الإعتداءات الوحشية لإسرائيل،والدعم الأعمى وغير اللائق الذي تحظى به،فضلا عن الجبن والتخاذل الغير مقبولين لحكوماتنا العربية،..هذه كلها أخلاق تبين الهوة الشاسعة التي تفصلنا عن الأخلاق المنشودة.إضافة إلى أن احترام حقوق الآخرين سيضفي طابع النسبية على مفهوم الأخلاق الكونية.
            في إطار رسم خارطة للخلق كما تفضلت،وحتى لا يبقى الكلام عاما ونرتبط بقضايانا الواقعية.أثرت نبل المقصد،الحياء و الدهاء،واتخاذ موقف حيال الصغيرة واكبيرة.يمكن أيضا أن نضيف الجدية المهنية،النزاهة،الصدق و الوفاء،النضال،السلام،الإرهاب..
            المشكلة تكمن في أن هناك من يريد عولمة الأخلاق حتى وإن احتاج الأمر إلى قوة عسكرية.والواقع أن الأخلاق والأفكار والإبداع لا يمكن أن تخضع لقوانين التبادل الحر،حتى وإن كنا نستطيع التواصل لإغناء بعضنا البعض في إطار من الإحترام المتبادل لمختلف أنماط الحياة.
            محبتي وتقديري
            [/align][/cell][/table1][/align].
            التعديل الأخير تم بواسطة عزيز نجمي; الساعة 28-10-2010, 11:55.
            [fieldset=ما هو ملائم]نلتقي لنرتقي[/fieldset]

            تعليق

            • يعقوب القاسمي
              محظور
              • 23-07-2010
              • 215

              #7
              الأستاذ يعقوب القاسمي
              تحية طيبة
              لاحظت يا أخي بأنك تؤثت فضاءات نصوصك بفسيفساء من الكلمات الغير متداولة في هذا العصر،يخيل إلي وأنا أقرأ نصوصك وكأني أقرأ للجاحظ..هههه.
              إن الفسفة هي البساطة،لكنها بساطة لا نصل إليها إلا بعد مجهود طويل.البساطة تكمن في اختيار الألفاظ البسيطة النابعة من واقع حياتنا،أحيانا يمكن أن يتعذر ذلك حينما نتعامل مع المفاهيم.
              تأتي أهمية نصك هذا من خلال حديثه عن الأخلاق،وهي"الجينة" التي تضمن للإنسانية استمرارها وبقاءها في ظل الكرامة.
              الحديث عن الأخلاق لا يقتصر على المسلمين فقط،ففي عالمنا المعاصر هناك العديد من الدول الغربية نصبت نفسها حامية لأخلاق وقيم حقوق الإنسان،لكنها تنتهك هذه الأخلاق بشكل سافر،دون محاسبة ولا عقاب.منها الإعتداءات الوحشية لإسرائيل،والدعم الأعمى وغير اللائق الذي تحظى به،فضلا عن الجبن والتخاذل الغير مقبولين لحكوماتنا العربية،..هذه كلها أخلاق تبين الهوة الشاسعة التي تفصلنا عن الأخلاق المنشودة.إضافة إلى أن احترام حقوق الآخرين سيضفي طابع النسبية على مفهوم الأخلاق الكونية.
              في إطار رسم خارطة للخلق كما تفضلت،وحتى لا يبقى الكلام عاما ونرتبط بقضايانا الواقعية.أثرت نبل المقصد،الحياء و الدهاء،واتخاذ موقف حيال الصغيرة واكبيرة.يمكن أيضا أن نضيف الجدية المهنية،النزاهة،الصدق و الوفاء،النضال،السلام،الإرهاب..
              المشكلة تكمن في أن هناك من يريد عولمة الأخلاق حتى وإن احتاج الأمر إلى قوة عسكرية.والواقع أن الأخلاق والأفكار والإبداع لا يمكن أن تخضع لقوانين التبادل الحر،حتى وإن كنا نستطيع التواصل لإغناء بعضنا البعض في إطار من الإحترام المتبادل لمختلف أنماط الحياة.
              محبتي وتقديري

              الأستاذ عزيز نجمي

              أنا أتناول الخلق كمفهوم ديني فلسفي نفسي ولا علاقة له اطلاقا بالعولمة ولا بالخلق الغربي ولا بالخلق المهني ولا بالأنظمة العربية . اللهم انني براء من كل ما ذكرت .
              التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 28-10-2010, 13:57.

              تعليق

              • يعقوب القاسمي
                محظور
                • 23-07-2010
                • 215

                #8
                وصلتني رؤيتك أن الخلق هو مطية الضمير
                وأختلف مع رؤياك أستاذي الفاضل
                فالضمير عندي برؤياي هو مطية الخلق
                هو مُصلحها ولوامها
                هو مرشدها وقوامها
                الخلق هو لسان حال الضمير لا العكس

                فاضلتي وأستاذتي جلاديولس
                أنا لا أقول بأن الخلق هو مطية الضمير ولا أقول بأسبقية الضمير على الخلق
                هذه صفحتي أمامك للتعليق عليها متى ما شئت .
                ممتن لك
                التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 29-10-2010, 18:27.

                تعليق

                يعمل...
                X