قصيدة : يوسف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد صافي العاني
    عضو الملتقى
    • 18-09-2010
    • 79

    قصيدة : يوسف

    يوسف



    المقدمة :


    ----



    في بلادي


    كل شيء قد أبيح


    ليتني ما كنت شيئا


    ليت شعري مالصحيح ؟



    القصيدة


    -----



    إحن رأسك يا يوسف


    من هذي الريحْ


    دعْ ظلكَ يسبقُ أقدامكْ


    لا تُبصرْ أبداً


    قدامكْ


    امش ِ جنب السور ِ العالي


    مثل النملةْ


    همساً لا تُجهرْ يا يوسفَ


    يا يوسفَ


    فالهمسُ مَذلَّةْ


    إخوتكَ العشرةُ يا يوسفْ


    في يوم ٍ ما كانوا كواكبْ


    أضاعوا الربَّ


    وباعوا الملَّةْ


    كم يوسفُ في الجبِّ الدامسْ


    صارَ فراتاً


    أصبحَ دجلةْ ؟


    كم يوسفُ في الليل ِ العابسْ


    باتَ نهراً


    أمسى نخلةْ ؟


    يا يوسفَ في اللوح ِ الخامسْ


    بل في الألواح ِ المسنونةْ


    هل كتبَ البارئ قانونه


    أن يُصبحَ بلدي مطحنةً


    صاحبها ابن الملعونةْ ؟


    هل يُجدي الدمعُ على يوسفَ


    من شيخ ٍ قد خاطَ عيونهْ ؟


    هل يُجدي الصبرُ على يوسفَ


    من شيخ ٍ قد باعَ ظنونهْ ؟


    موصدةٌ أبوابُكَ تترى


    موصدةٌ كل الأبوابْ


    وزليخةُ في الركنِ القاصي


    تفتحُ باباً


    تُغلقُ بابْ


    من دُبر ٍ تأتيكَ بغفلةْ


    وتقّدُّ عليكَ الأثوابْ


    هل حقاً


    قد صدقَ الجاني


    والمجني عليه كذّابْ ؟


    يا يوسفَ يا دمعي الدامي


    كلَّ نهار ٍ


    كلَّ إيابْ


    هذا الجرحُ الغائرُ فينا


    باستحياءْ


    هذا العهرُ الطامعُ فينا


    دونَ حياءْ


    هذا الموتُ القابعُ فينا


    دون رجاءْ


    أمسى يا يوسفَ كالعتمةْ


    لا بل لعبةْ


    هل حقاً يوماً أُمتنا


    قد كانت


    هي أخيرُ أمةْ ؟


    يا يوسفَ اسمع يا ولدي


    سادتها قد نقضوا العهدَ


    خانوا الربَّ


    وخانوا وعدهْ


    سادتها آه ٍ سادتها


    باعونا بدراهمَ عِدّهْ


    لبسوا الكوفيةَ والعِمةْ


    أولادُ الحانة


    والقُمةْ


    باركَ هذا النصرُ (الناجز !!)


    أبناءُ الخالةِ والعَمَّةْ


    بين السندان ِ ومطرقة ٍ


    يا يوسفَ


    قد هصروا العظمةْ


    يا ولدي يوسفَ يا كبدي


    أشلاءُ مدينتنا الثكلى


    لكّوها


    حسبوها لقمةْ


    فارحمنا يا ربَّ الكعبةْ


    خلصنا من هذي العتمةْ


    فالصبرُ بلاءٌ يا ربي


    يا ربي القهرُ رداءْ


    كم حجاجٌ في بلدي


    قد صارَ الآن ؟


    كم حجاجٌ يشربُ فينا


    نخبَ القطف ِ الزاحف ِ دوماً


    كلَّ أوانْ


    يا يوسفَ اسمع يا ولدي


    ابنُ جلى يتربصُ فينا


    يوصينا


    أن نحني الهامْ


    وضعَ العِمةَ فوقَ الرأس ِ


    ليشربَ منا


    نَخبَ الرأس ِ


    أترفَ كأس ِ


    بلا عنوانْ


    ماتت يا يوسفَ قافيتي


    وانتحرتْ


    كلُّ الأشعارْ


    بلا إنذارْ


    من بعدكَ يا يوسفَ


    يقرأ


    من بعدكَ


    يكتبُ بالنارْ ؟


    لا وترٌ يُسمعنا لحنهْ


    لا نغمٌ


    أين الأوتارْ ؟


    هل هذا جائزُ يا يوسفَ


    وذاكَ يجوزْ


    والأعناقُ المجانيةْ


    تُنحرُ


    كالعُشب ِ المجزوزْ ؟


    قل لي يا يوسفَ


    من فازْ


    من سيفوزْ


    ومن سيفوزْ ؟؟



    *******************************
  • مؤيد البصري
    أديب وكاتب
    • 01-09-2010
    • 690

    #2
    شدوت بلحنٍ حزين أبكيتني وألهبت قلبي دمت للعراق يا ابن العراق تحيتي لك وحبي

    تعليق

    • عبد الحميد صافي العاني
      عضو الملتقى
      • 18-09-2010
      • 79

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مؤيد البصري مشاهدة المشاركة
      شدوت بلحنٍ حزين أبكيتني وألهبت قلبي دمت للعراق يا ابن العراق تحيتي لك وحبي
      الغالي مؤيد البصري
      كفكف دموعك أيها الحر النبيل , فوالله لن يصح إلا الصحيح
      نحن امة صارت لتبقى
      عاش العراق حرا ابيا
      ودمت ايها الحبيب سامقا

      تعليق

      • حسين محسن الياس
        أديب وكاتب
        • 24-10-2010
        • 206

        #4
        يوسف

        اخي العزيز ابو محمد
        تحية طيبه
        كان لقصيدتك (يوسف ) عمق الاثر في نفسي
        فهي معبره خير تعبير عن واقعنا .
        دمت متالقا

        تعليق

        • خالد شوملي
          أديب وكاتب
          • 24-07-2009
          • 3142

          #5
          الشاعر المبدع عبد الحميد صافي العاني

          قصيدة تفتح جروحا وتغوص عميقا في الذات البشرية.
          معبرة جدا بلغتها السلسة ومؤثرة للغاية بعواطفها الجياشة على القارئ.

          قد يتذكر القارئ قصيدة محمود درويش أنا يوسف يا أبي فالقصيدتان لهما نفس المرجعية الدينية والتاريخية.

          سررت بقراءة قصيدتك الجميلة.

          دمت بألف خير وشعر!

          مودتي وتقديري

          خالد شوملي
          متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
          www.khaledshomali.org

          تعليق

          • أحمد عبد الرحمن جنيدو
            أديب وكاتب
            • 07-06-2008
            • 2116

            #6
            ترتيب وتعبير ذكي
            متوافق مع الصورة الشعرية
            والحداثة اللغوية
            يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
            يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
            إنني أنزف من تكوين حلمي
            قبل آلاف السنينْ.
            فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
            إن هذا العالم المغلوط
            صار اليوم أنات السجونْ.
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            ajnido@gmail.com
            ajnido1@hotmail.com
            ajnido2@yahoo.com

            تعليق

            • محمد الصاوى السيد حسين
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2803

              #7
              تحياتى البيضاء

              كم يوسف فى الجب الدامس صار فراتا

              - ما أجمل هذه الصورة ، وما أذكى تخييلها ، وهى التى تضىء بالأمل فى الخلاص لكل مظلوم مبتلى عبر علاقة التشبيه البليغ المتحول عن الجملة الاسمية ( صار فراتا )

              - ربما لى ملاحظة على العلامة الإعرابية ليوسف فى الصورة السابقة أن العلامة ليست البناء على الضم كما ورد بالنص وإنما الفتحة أى ( كم يوسف َ ) لأن تمييز كم هنا للدلالة على الكثرة فيجيء مجرورا ولما كان ( يوسف ) ممنوعا من الصرف جر بالفتحة
              - كذلك (يا يوسفَ ) والتى تكررت فى النص ليست علامة الكلمة الفتحة هنا وإنما ( يوسفُ ) علم مفرد مبنى على الضم فى محل نصب أى حركته الضم وليس الفتحة
              - ( كم حجاج ٌ ) ليست علامة تمييز كم هنا الضم ولكن الجر أى كم ( كم حجاج ٍ )
              - ( لا وتر )ٌ ربما كان الصواب لا وتر َ حيث إن المراد هنا نفى جنس الوتر كافة أى لا يوجد أثر لوتر ، فوجب على ذلك أن تكون وتر اسم لا النافية للجنس مبنية على الفتح فى محل نصب ، وكذلك ( لا نغم )

              تعليق

              • كريمة بوكرش
                أديب وكاتب
                • 12-07-2008
                • 435

                #8
                رائعة جدا..
                ترى هل تحتاج هذه القصيدة أن أثني عليها
                و هي بكل هذا الشموخ؟
                ليس غريبا أن نجد كل هذا الجمال عند شاعر بوزن الأستاذ عبد الحميد
                تحياتي الخالصة

                تعليق

                • عبد الحميد صافي العاني
                  عضو الملتقى
                  • 18-09-2010
                  • 79

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة كريمة بوكرش مشاهدة المشاركة
                  رائعة جدا..
                  ترى هل تحتاج هذه القصيدة أن أثني عليها
                  و هي بكل هذا الشموخ؟
                  ليس غريبا أن نجد كل هذا الجمال عند شاعر بوزن الأستاذ عبد الحميد
                  تحياتي الخالصة
                  [align=center]
                  الاستاذة كريمة بوكرش
                  أسعدني مرورك ايتها المبدعة
                  دمت بعافية وشعر سيدتي
                  [/align]

                  تعليق

                  • عبد الحميد صافي العاني
                    عضو الملتقى
                    • 18-09-2010
                    • 79

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                    تحياتى البيضاء

                    كم يوسف فى الجب الدامس صار فراتا

                    - ما أجمل هذه الصورة ، وما أذكى تخييلها ، وهى التى تضىء بالأمل فى الخلاص لكل مظلوم مبتلى عبر علاقة التشبيه البليغ المتحول عن الجملة الاسمية ( صار فراتا )

                    - ربما لى ملاحظة على العلامة الإعرابية ليوسف فى الصورة السابقة أن العلامة ليست البناء على الضم كما ورد بالنص وإنما الفتحة أى ( كم يوسف َ ) لأن تمييز كم هنا للدلالة على الكثرة فيجيء مجرورا ولما كان ( يوسف ) ممنوعا من الصرف جر بالفتحة
                    - كذلك (يا يوسفَ ) والتى تكررت فى النص ليست علامة الكلمة الفتحة هنا وإنما ( يوسفُ ) علم مفرد مبنى على الضم فى محل نصب أى حركته الضم وليس الفتحة
                    - ( كم حجاج ٌ ) ليست علامة تمييز كم هنا الضم ولكن الجر أى كم ( كم حجاج ٍ )
                    - ( لا وتر )ٌ ربما كان الصواب لا وتر َ حيث إن المراد هنا نفى جنس الوتر كافة أى لا يوجد أثر لوتر ، فوجب على ذلك أن تكون وتر اسم لا النافية للجنس مبنية على الفتح فى محل نصب ، وكذلك ( لا نغم )
                    استاذي الكريم محمد الصاوي
                    سعيد انا بهذا المرور وسعيد بتلك الملاحظات القيمة
                    دمت رائعا ايها المبجّل
                    سلمت وسلم يراعك استاذي

                    تعليق

                    • عبد الحميد صافي العاني
                      عضو الملتقى
                      • 18-09-2010
                      • 79

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
                      ترتيب وتعبير ذكي
                      متوافق مع الصورة الشعرية
                      والحداثة اللغوية
                      الشاعر الالمعي
                      احمد عبد الرحمن جنيدو
                      تغمرنا دائما بفيض مرورك العاطر
                      دمت للشعر ايها الجميل
                      أعتذر لتأخري في الرد أخي الكريم

                      تعليق

                      يعمل...
                      X