[frame="210"]
يوم الشعراء العرب في قاعة اتّحاد كتاب مصر
استضاف اتحاد كتّاب مصر في قاعته بالزمالك
يوم أمس الخامس والعشرين من أكتوبر 2010
اللّقاء الاحتفالي الذي أحياه تجمّع شعراء بلا حدود
بمناسبة يوم الشعراء العرب
والذي اعتاد التّجمع على إحيائه في العديد من العواصم العربية
في مثل هذا التاريخ من كل عام
وقد حضر الاحتفال لفيف من الأخوة والأخوات أعضاء التّجمّع والكثير
من الضّيوف على رأسهم الأستاذ الشاعر محمود النّجار رئيس تجمّع شعراء بلا حدود والأستاذ الشاعر عاطف الجندي نائب رئيس التّجمّع والدكتور مدحت الجيّار .
ابتُدِئ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الشاعر الكبير عبد المنعم عواد الذي وافته المنيّة هذا العام وكان عضوًا في التجمع
أدار الاحتفال الأستاذ الشاعر الكبير عاطف الجندي باقتدار وحيوية
وقدّم الأستاذ الشاعر محمود النجار رئيس تجمع شعراء بلا حدود فألقى الكلمة التالية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء أقول : شكرا لاتحاد الكتاب في مصر الحبيبة ..
كل الشكر لهم على استضافتنا وترحيبهم بنشاطنا ،
ويظل اتحادُ كتاب مصر ، ومصرُ التي تحتضن اتحاد الكتاب العرب الحضنَ الدافئ للثقافة العربية والمثقفين العرب ؛ فلاتحاد كتاب مصر كل التقدير والاحترام . ولأخي الكريم حزين عمر ما ليس لغيره من الود والتقدير .
أيها الإخوة الحضور ..
حين أقف هنا في اتحاد الكتاب المصريين محمّلا بطاقات الحب والورد .. أنظر لأرى من هنا مآذن القدس وشاطئ يافا وليمون عسقلان وعنبها وسلال اللوز يعود بها الفلاح في مواسم القطاف محملة بالرجاء لمقايضة مكثفة ببضعة أرغفةٍ ما زلت أجد مثيلها هنا في الصعيد وفي الواحات وفي النوبة وكفر الشيخ ومرسى مطروح وأطرافِ كثير من مدن مصرَ الجميلة .. حينها تهب رياح تونس والمغرب وسوريا ولبنان والعراق واليمن والجزيرة العربية لأشتم الرائحة نفسها .. رائحةَ الخبز ورائحة الحرف ورائحة البحر وعرق الفلاحين .. وطنٌ واحد وأمة واحدة وقلب واحد وشتلة نعناع واحدة تطيّب طعم الشاي في فاس وسبيطلة وقاسيون وجرش وطرابلس وخانيونس والشارقة وجدة ووجدة وصلالة وكفر الشيخ ... وجوهٌ وملامحُ متشابهةٌ أو قل متماثلةٌ بين وجه المرحومين محمد عفيفي مطر وعبد المنعم عواد يوسف ووجه محمود درويش وأبو القاسم الشابي وعمر أبو ريشة وبدر شاكر السياب وعرار والطيب وطار وغيرِهم من الكبار ..
لقد كانت هذه الرؤى وهذه التصورات منطلق تجمع شعراء بلا حدود في الخامس والعشرين من أكتوبر 2007 ..... أمة واحدة .. شعب واحد .. شعراء متحدون بلا حدود .. في محاولة متفائلة ودودة مخلصة لرأب الصدوع ومواجهة القبلية الثقافية وتنقيح النص الشعري من الهوان وتخليصه من الخضوع لسلطة السياسي ، على حساب مروءة الحرف وبأس الكلمة وتحليق القصيدة في فضائها الواسع منتشية بمساحة الحرية التي تنتزعها القصيدة يوما بعد يوم ، بما تحمله من رصيد تاريخي وإرث إنساني وحضاري ضاربةٍ جذورُه في أعماق التاريخ .
إننا أيها الإخوة .. أيتها الإخوات ننظر إلى النص الشعري بعينين اثنتين .. عينٍ على الوطن ، وعين على الفن .. عينٍ على الواقع ، وعين على الخيال .. عين على الضرورة وعين على الصورة ..
ننظر إلى الحالة العربية بعين متحدية ، وعين متأنية .. عين تسكب الدموع ، وعين تشعل الشموع .. هذا نحن .. نوائم بين الفن والواجب .. نكتب بكل شكل ممكن ، ونصطاد حروفنا من كل الحدائق والبساتين .. نحلق بعيدا مع النسور ، ونغني على الغصون مع العصافير ..
ننسج قبعاتنا من نور الكلمات
نسمي القميص قميصا بألف اسم آخر
ونسمي العنب عنبا .. زبيبا .. نبيذا .. بيد أننا لا نعصر في اليقظة خمرا .. !
بل نعصر بقايا دمنا جرعةَ حياة لطفل أصابت قلبه رصاصة غادرة أو طائشة ، وقد جفت دلاء القبيلـة وتلوث دمها.
نحن لا نقول للنار كوني بردا وسلاما على أمة اختارت لنفسها التيه والضلال ؛ فضلت وأضلت معها العالم ، ولوثته بقذارتها العنصرية وبذاءتها ونرجسيتها واحتقارها للأجناس الأخرى .. نحن لا نسمّي الكيان الصهيوني العنصري اللقيط دولة إسرائيل ، بل نسميه الكيان الغاصب .. وهل في ذلك ما يعيبنا ؟ وهل هذا يسمى تدخلا في السياسة ، كما يحلو لبعضهم أن يقول بأنكم تتدخلون في السياسة ؟!
إن النظام الأساسي لتجمع شعراء بلا حدود في المادة رقم 5 ، المتعلقة بشخصية التجمع تنص في حديثها عن الجانب السياسي على أن من مبادئ التجمع عدمَ التدخل في شؤون السياسة الرسمية العربية ، وعدمَ الانحياز لجهة أو جهات سياسية أو حزبية على حساب أخرى ، وأن التجمع فوق القطرية والإقليمية والطائفية .. إلخ .
لكنْ أليس من حق الشاعر العربي أن يأخذ موقفا من قضية فلسطين ؟! أليس من حقه أن ينزف حروفا مبللة بالدم حين يرى أشلاء أطفال فلسطين تتعفر بالتراب ؟!
أليس من حقه أن يصرخ : كفى سفحا لدم الأبرياء وأصحاب الحق ؟!
أليس من حقه أن يتعاطف مع الشعب العراقي المغلوب على أمره ؟! أليس من حقه أن يتمنى أن تعود الصحراء الغربية إلى الوطن الأم ؟! أليس من حقه أن يسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب العرب ويوحدَ الهم العربي ؟!
أهذا شغل في السياسة ؟!
أهذا خروج عن مهمة الفن ؟!
لسنا مع صيحة الفن للفن ولن نكون معها .. !
نحن مع الالتزام بقضايا الأمة والوطن .. مع المبادئ والقيم .. مع الحرية والاستقلال لكل شعوب العالم ، مع تحرير فلسطين كل فلسطين .. من البحر إلى النهر .. لكننا نقول شعرا ، ولا نحمل مسدسا ولا قنبلة .. بل ننتج فناً ورؤى وفكرا نحاول بها لمّ شعث ما بعثرته السياسة ومزقته القبلية وبددته المطامع الشخصية على حساب مصالح الأمة .
الشعر فلسفة وفكر ومسؤولية .. !
أيها الإخوة أيها الأخوات
إن تجمع شعراء بلا حدود وهو يحتفل بيوم الشعراء العرب الذي يوافق الخامس والعشرين من أكتوبر ذكرى تأسيس التجمع ، ليطيب له أن يقول لكم ولكل الشعراء العرب : كلَّ عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم أكثرُ حضورا وتأثيرا في المشهد الثقافي ..
كل عام وأنتم أجمل وأقوى وأروع وأنضج وأكثر وعيا والتزاما بقضايا أمتكم الكبرى ..
كل عام وأنتم الوهج والألق والحب والأمل ..
كل عام وأنتم التحقق والبلوغ والصعود ..
كل عام وأنتم تحققون الدهشة والغرابة والفن الحقيقي ..
أنتم القصيدة .. أنتم الفن .. أنتم روح الأمة وعنفوانها وصهيل خيولها ..
فابقوا بخير ..
ابقوا قريبين من روح الأمة ووجدانها ..
كونوا صوتها القوي وبنيانها المرصوص ..
كل عام ونحن أصدقاء ننهل من معين واحد ، ونسعى نحو هدف واحد .. ونؤمن بإله واحد ، ونكتب بحرف واحد ونقرأ بصوت واحد .. ونطير في أفق عربي واحد ..
كل عام وأنتم ملائكة الحرف وملوكُه
كل عام وأنتم بألف خير .."
بعد ذلك تلا الأستاذ الدكتور مدحت الجيار بيان تجمع شعراء بلا حدود
بمناسبة الاحتفال بيوم الشعراء العرب وكان على النحو التالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
شعراءنا الكرام.. شاعراتنا الكريمات.. الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله
أهلا بكم في رحاب الشعر واسعةِ الأرجاء، دفاقةِ الأحاسيس، رنانة الحروف، هنا في قلب مصر النابض، تصب أنهار كثيرة، أنتم ماؤها العذب، ورونقها المتدفق، فما أروع هذا اللقاء الذي يجمع بين صفاء القلوب وحرارة الكلمات وانتعاشة الروح وعبقرية التعبير
الحضور الكريم
إن الشعر خصيصة لسانية ظهرت في كل الأمم، غير أنها لم تكن أبدًا كما هو حالها في أمة العرب، فهو حقًّا مَلَكَتُها التي آتاها الله تعالى، وكنزها الذي غرس الله بأرضها.
وإن القدر الذي هيّأ للغة العربية أن تكون على قمة سامقة من قمم اللغات في التاريخ الإنساني، و لغة بيان على أعلى ما تكون دقَّةً، هيأ للشعر العربي أن يكون ممثلاً لها ومتحدثًا عنها، وأن يكون الأول مكانةً ومكانًا في هذا التمثيل، فقد كان خيمة الطرب وبحر الحكمة وسلاح الضعيف وغِنَى الفقراء.
وفي الحين الذي كانت الخطابة فيه تمثل بعدًا من أبعاد اللغة كان الشعر يمثل هذه الأبعاد جميعًا، وظلت للشعر العربي عدة وظائف منها استقى أهميته التاريخية والعالمية.
فلم يكن الشعر في عهوده الأولى ديوانًا للغة العرب فقط بل كان ديوانًا للعرب أنفسهم، وكان وحده المعول عليه في التأريخ حيث لم تكن كتابة، كنت ترى في الشعر اتساع الصحراء وانسكاب الريح وانسياب الرمال، و غبار المعارك وصلصلة السيوف وصراخ الحناجر، و حرارة الحب ولهفة الشوق وعذرية العاطفة، و حكمة الشيوخ ومبادئ البادية ومروءة العرب، كنت ترى فيه أيامهم ومصائرهم، وترى فيه لياليهم وأسمارهم.
وقد كانت هذه الخصيصة للشعر العربي تنتج بالتبعية للوظائف الأخرى للشعر، متمثلة في الوظيفة النفسية والاجتماعية واللغوية:
فكان الشعر في وظيفته النفسية بابًا واسعًا للتنفيس وإطلاق المشاعر المسجونة بالتبعات القبلية وما نحوها، تمثل ذلك في ظاهرة الحب العذري التي أنتجت لنا نصوصا من أسمى ما أنتجته القريحة الإنسانية.
وكان الشعر في وظيفته الاجتماعية شديد الوقع والتأثير فالقصيدة تقيم حربًا وتطفئ أخرى، و ترفع قبيلة وتضع أخرى، حتى إنّ القبيلة لتحتفل ببزوغ شاعر فيها، وحتى إنّ العرب ليدعون الشعراء كُهَّانًا ومتنبِّئِين .
وكان الشعر في وظيفته اللغوية مظهرًا للجمال الحسي والمعنوي، ومافتئ كذلك دافعًا للتطوير؛ حيث ظل الشعراء من كافة أنـحاء الجزيرة العربية يلتقون في محافلهم كل حين يتسابقون بأشعارهم في عكاظ، كل منهم يراجع نفسه مرات ومرات في قول قصيدة المحفل، فكان ذلك دافعا إلى تطوير الفن الشعري حتى وصل بعضهم من مرحلة "التحكيك" ـ كما كان يطلق عليهاـ إلى مرحلة الارتجال، تلك المقدرة الفذة التي لم يؤتها أحد من العالمين.
ثم كان ذلك دافعًا لتطوير اللغة بالتبعية، فكان كل شاعر يستثني من قصائده ألفاظَه الحُوشِيَّة وكلماتِه المَحَلِّيَّة، حتى إذا اجتمع الشعراء كان كل منهم مبينًا للآخرين، وكان ذلك تمهيدًا لنزول القرآن بلغة قريش التي كان الجميع يقصدونها بلغاتهم في قصائدهم، لغة واحدة منقحة كل التنقيح.
وما زال الشعر يتقلب من جيل إلى جيل بمكانته نفسها، حتى حل بزمان تجاوز فيه الخطابُ لغة الكلام إلى لغة العمل، وتجاوز فيها التقديرُ عبقريةَ الإنسان إلى عبقرية الآلة، وتغيرت - أو كادت - ملامح المشاعر المطبوعة إلى أخرى مصنوعة، ولكن ما زال الشعر، وهذا من عجائبه، يجذب إليه أفئدة وعقولاً، وما زال عند الناس وإن لم يحسنه كثير منهم شيئًا مميزَ الشخصية سامق القوام.
وها نـحن نرى القصائد في كل مكان وحين تملأ سماء العرب، تنقل للناس قضايانا، وترسم للناس ملامحنا، وإننا لنرى أن الشعر وسيلة للتواصل مع غيرهم أكثر من أي وسيلة، لأن الثقافات تصب كلها في بحر واحد، وأن تلتقي ثقافتان أسهل بكثير من أن يلتقي شخصان، والشعر خير ما يمثل الوجه العربي بملامحه الحزينة وجروحه وندباته.
ولمّا كان الأمر كذلك .. فيجب علينا جميعاً استثمار هذه الخصيصة الشعرية، بأن نكون مجالاً خصباً وثرّاً للإنتاج ، وأن نسعى إلى مزيد من التواصل العالمي لتصدير نصوصنا العالية ، وأن نسعى كذلك إلى تطوير فننا الشعري بتنويع أدواته والاستفادة في ذلك من كل عصري حيويٍ فاعل من شأنه أن يضيف جديداً ، وأن يرتقي بملكة الشاعر وذائقة القارئ . فكما أن بين أيدينا الآن نصوص كثيرة تؤسس للملامح الشرقية والغربيـة ، وتعرض علينا فكر هؤلاء وهؤلاء، فيجب أن تعبَرَ نصوصُنا الآفاق ضاربة أطنابها في شرق الأرض وغربها ، لأننا قد أنتجنا نصوصًا تستحق أن تقطع هذه المسافات، وأنتجنا ما يسترعي الذائقة الأخرى ويجذبها ، وبقي أنْ نـحسن تصديرها ، وأن نتفنن في طريقة عرضها مستثمرين بذلك وسائل التواصل العصرية بمختلف أنواعها وأشكالها، و إننا نعد من القدر أيضًا ـ ولا نبالغ ـ أن هيأ الله للشعر قيام تجمع شعراء بلا حدود، بإدارته المنتخبة ، ومشاركة لفيف ضخم من شعراء الأقطار العربية الشقيقة، وآخرين منهم في دول العالم، فهذا التجمع أرض تجري بينها بالحياة الأدبية آلاف الأنهار مختلفة المشارب في مصب واحد، تحمل في جريانها دفقات تلو دفقات من المشاعر المنسوجة بأعلى لغة وأجمل تشكيل، لتعالج قضايا وقيمًا قد لا تستطيع قدم أن تطأها إلا قدم الشعر، والكلمة تستمد قيمتها من فاعليتها، تلك الفاعلية التي يحرص عليها التجمع أشد الحرص، فهي ميراثنا عن السابقين، وذخيرتنا للاحقين.
كما كان من سياسة التجمع انتقاء القصائد الفريدة لترجمتها للغة الإنجليزية واللغة الفرنسية، وهي خطوة على الطريق للتواصل العالمي، ولكن يظل العبء الأكبر علينا نـحن أعضاء التجمع في إذكاء هذه السياسة وإنجاحها ، كما هو واجب كل متابعٍ ومهتمٍ ومؤمنٍ بدور الشعر في صناعة التغيير والنهوض بالأمة .
ولمّا كان أعضاء تجمع شعراء بلا حدود يتوزعون في أنـحاء العالم من الصين شرقًا لأمريكا غربًا، و ينتظمون بالأقطار قطرًا قطرًا، فإننا نعدّ هؤلاء الأعضاء ممثلين للتجمع في أماكنهم، وسفراء له وللشعر الأصيل ، بما يمكن أن يمدّوا من جسور التواصل المنشود مع الهيئات الثقافية في البلدان التي يقيمون فيها، لعرض سياستنا الفنية وأفكارنا التطويرية، ويمكن أن نشارك في ندواتهم الشعرية وغيرها ولو بالحضور إن لم يكن بالمشاركة المباشرة.
وختاماً أيها الإخوة الكرام،أيتها الأخوات الكريمات : إن الكلمة أمانة، والشعر أسمى كلمة بعد كلام الله ورسوله، فهو أمانة كذلك يجب علينا جميعًا أن تتضافر جهودنا ، وأن تتزاحم مناكبنا ،وأن تتشابك أيادينا ، وأن تصطف أفئدتنا لحملها والارتقاء بها في مدارج الكمال الإنساني .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته"
ثم ألقى العديد من الشعراء والشواعر الحضورالكثير من قصائدهم
وقُدّمت بالمناسبة دروع التكريم للعديد من الشخصيّات باسم التّجمع
إن مثل هذه التّجمعات واللقاءات مطلوبة على الساحة الأدبية لترسيخ وحدة اللغة والدّم والهمّ والمصير.. وإن فرّقتنا الجغرافيا يجمعنا التّاريخ
جدير بالذّكر أنّ معظم أعضاء تجمّع شعراء بلا حدود هم أعضاء فاعلين في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
لتدُم أعراسنا الأدبية
جامعة للحمتنا ولغتنا
وكل عامٍ وأنتم بخير
تقديري ومحبتي
ركاد أبو الحسن
[/frame]
استضاف اتحاد كتّاب مصر في قاعته بالزمالك
يوم أمس الخامس والعشرين من أكتوبر 2010
اللّقاء الاحتفالي الذي أحياه تجمّع شعراء بلا حدود
بمناسبة يوم الشعراء العرب
والذي اعتاد التّجمع على إحيائه في العديد من العواصم العربية
في مثل هذا التاريخ من كل عام
وقد حضر الاحتفال لفيف من الأخوة والأخوات أعضاء التّجمّع والكثير
من الضّيوف على رأسهم الأستاذ الشاعر محمود النّجار رئيس تجمّع شعراء بلا حدود والأستاذ الشاعر عاطف الجندي نائب رئيس التّجمّع والدكتور مدحت الجيّار .
ابتُدِئ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الشاعر الكبير عبد المنعم عواد الذي وافته المنيّة هذا العام وكان عضوًا في التجمع
أدار الاحتفال الأستاذ الشاعر الكبير عاطف الجندي باقتدار وحيوية
وقدّم الأستاذ الشاعر محمود النجار رئيس تجمع شعراء بلا حدود فألقى الكلمة التالية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء أقول : شكرا لاتحاد الكتاب في مصر الحبيبة ..
كل الشكر لهم على استضافتنا وترحيبهم بنشاطنا ،
ويظل اتحادُ كتاب مصر ، ومصرُ التي تحتضن اتحاد الكتاب العرب الحضنَ الدافئ للثقافة العربية والمثقفين العرب ؛ فلاتحاد كتاب مصر كل التقدير والاحترام . ولأخي الكريم حزين عمر ما ليس لغيره من الود والتقدير .
أيها الإخوة الحضور ..
حين أقف هنا في اتحاد الكتاب المصريين محمّلا بطاقات الحب والورد .. أنظر لأرى من هنا مآذن القدس وشاطئ يافا وليمون عسقلان وعنبها وسلال اللوز يعود بها الفلاح في مواسم القطاف محملة بالرجاء لمقايضة مكثفة ببضعة أرغفةٍ ما زلت أجد مثيلها هنا في الصعيد وفي الواحات وفي النوبة وكفر الشيخ ومرسى مطروح وأطرافِ كثير من مدن مصرَ الجميلة .. حينها تهب رياح تونس والمغرب وسوريا ولبنان والعراق واليمن والجزيرة العربية لأشتم الرائحة نفسها .. رائحةَ الخبز ورائحة الحرف ورائحة البحر وعرق الفلاحين .. وطنٌ واحد وأمة واحدة وقلب واحد وشتلة نعناع واحدة تطيّب طعم الشاي في فاس وسبيطلة وقاسيون وجرش وطرابلس وخانيونس والشارقة وجدة ووجدة وصلالة وكفر الشيخ ... وجوهٌ وملامحُ متشابهةٌ أو قل متماثلةٌ بين وجه المرحومين محمد عفيفي مطر وعبد المنعم عواد يوسف ووجه محمود درويش وأبو القاسم الشابي وعمر أبو ريشة وبدر شاكر السياب وعرار والطيب وطار وغيرِهم من الكبار ..
لقد كانت هذه الرؤى وهذه التصورات منطلق تجمع شعراء بلا حدود في الخامس والعشرين من أكتوبر 2007 ..... أمة واحدة .. شعب واحد .. شعراء متحدون بلا حدود .. في محاولة متفائلة ودودة مخلصة لرأب الصدوع ومواجهة القبلية الثقافية وتنقيح النص الشعري من الهوان وتخليصه من الخضوع لسلطة السياسي ، على حساب مروءة الحرف وبأس الكلمة وتحليق القصيدة في فضائها الواسع منتشية بمساحة الحرية التي تنتزعها القصيدة يوما بعد يوم ، بما تحمله من رصيد تاريخي وإرث إنساني وحضاري ضاربةٍ جذورُه في أعماق التاريخ .
إننا أيها الإخوة .. أيتها الإخوات ننظر إلى النص الشعري بعينين اثنتين .. عينٍ على الوطن ، وعين على الفن .. عينٍ على الواقع ، وعين على الخيال .. عين على الضرورة وعين على الصورة ..
ننظر إلى الحالة العربية بعين متحدية ، وعين متأنية .. عين تسكب الدموع ، وعين تشعل الشموع .. هذا نحن .. نوائم بين الفن والواجب .. نكتب بكل شكل ممكن ، ونصطاد حروفنا من كل الحدائق والبساتين .. نحلق بعيدا مع النسور ، ونغني على الغصون مع العصافير ..
ننسج قبعاتنا من نور الكلمات
نسمي القميص قميصا بألف اسم آخر
ونسمي العنب عنبا .. زبيبا .. نبيذا .. بيد أننا لا نعصر في اليقظة خمرا .. !
بل نعصر بقايا دمنا جرعةَ حياة لطفل أصابت قلبه رصاصة غادرة أو طائشة ، وقد جفت دلاء القبيلـة وتلوث دمها.
نحن لا نقول للنار كوني بردا وسلاما على أمة اختارت لنفسها التيه والضلال ؛ فضلت وأضلت معها العالم ، ولوثته بقذارتها العنصرية وبذاءتها ونرجسيتها واحتقارها للأجناس الأخرى .. نحن لا نسمّي الكيان الصهيوني العنصري اللقيط دولة إسرائيل ، بل نسميه الكيان الغاصب .. وهل في ذلك ما يعيبنا ؟ وهل هذا يسمى تدخلا في السياسة ، كما يحلو لبعضهم أن يقول بأنكم تتدخلون في السياسة ؟!
إن النظام الأساسي لتجمع شعراء بلا حدود في المادة رقم 5 ، المتعلقة بشخصية التجمع تنص في حديثها عن الجانب السياسي على أن من مبادئ التجمع عدمَ التدخل في شؤون السياسة الرسمية العربية ، وعدمَ الانحياز لجهة أو جهات سياسية أو حزبية على حساب أخرى ، وأن التجمع فوق القطرية والإقليمية والطائفية .. إلخ .
لكنْ أليس من حق الشاعر العربي أن يأخذ موقفا من قضية فلسطين ؟! أليس من حقه أن ينزف حروفا مبللة بالدم حين يرى أشلاء أطفال فلسطين تتعفر بالتراب ؟!
أليس من حقه أن يصرخ : كفى سفحا لدم الأبرياء وأصحاب الحق ؟!
أليس من حقه أن يتعاطف مع الشعب العراقي المغلوب على أمره ؟! أليس من حقه أن يتمنى أن تعود الصحراء الغربية إلى الوطن الأم ؟! أليس من حقه أن يسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب العرب ويوحدَ الهم العربي ؟!
أهذا شغل في السياسة ؟!
أهذا خروج عن مهمة الفن ؟!
لسنا مع صيحة الفن للفن ولن نكون معها .. !
نحن مع الالتزام بقضايا الأمة والوطن .. مع المبادئ والقيم .. مع الحرية والاستقلال لكل شعوب العالم ، مع تحرير فلسطين كل فلسطين .. من البحر إلى النهر .. لكننا نقول شعرا ، ولا نحمل مسدسا ولا قنبلة .. بل ننتج فناً ورؤى وفكرا نحاول بها لمّ شعث ما بعثرته السياسة ومزقته القبلية وبددته المطامع الشخصية على حساب مصالح الأمة .
الشعر فلسفة وفكر ومسؤولية .. !
أيها الإخوة أيها الأخوات
إن تجمع شعراء بلا حدود وهو يحتفل بيوم الشعراء العرب الذي يوافق الخامس والعشرين من أكتوبر ذكرى تأسيس التجمع ، ليطيب له أن يقول لكم ولكل الشعراء العرب : كلَّ عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم أكثرُ حضورا وتأثيرا في المشهد الثقافي ..
كل عام وأنتم أجمل وأقوى وأروع وأنضج وأكثر وعيا والتزاما بقضايا أمتكم الكبرى ..
كل عام وأنتم الوهج والألق والحب والأمل ..
كل عام وأنتم التحقق والبلوغ والصعود ..
كل عام وأنتم تحققون الدهشة والغرابة والفن الحقيقي ..
أنتم القصيدة .. أنتم الفن .. أنتم روح الأمة وعنفوانها وصهيل خيولها ..
فابقوا بخير ..
ابقوا قريبين من روح الأمة ووجدانها ..
كونوا صوتها القوي وبنيانها المرصوص ..
كل عام ونحن أصدقاء ننهل من معين واحد ، ونسعى نحو هدف واحد .. ونؤمن بإله واحد ، ونكتب بحرف واحد ونقرأ بصوت واحد .. ونطير في أفق عربي واحد ..
كل عام وأنتم ملائكة الحرف وملوكُه
كل عام وأنتم بألف خير .."
بعد ذلك تلا الأستاذ الدكتور مدحت الجيار بيان تجمع شعراء بلا حدود
بمناسبة الاحتفال بيوم الشعراء العرب وكان على النحو التالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
شعراءنا الكرام.. شاعراتنا الكريمات.. الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله
أهلا بكم في رحاب الشعر واسعةِ الأرجاء، دفاقةِ الأحاسيس، رنانة الحروف، هنا في قلب مصر النابض، تصب أنهار كثيرة، أنتم ماؤها العذب، ورونقها المتدفق، فما أروع هذا اللقاء الذي يجمع بين صفاء القلوب وحرارة الكلمات وانتعاشة الروح وعبقرية التعبير
الحضور الكريم
إن الشعر خصيصة لسانية ظهرت في كل الأمم، غير أنها لم تكن أبدًا كما هو حالها في أمة العرب، فهو حقًّا مَلَكَتُها التي آتاها الله تعالى، وكنزها الذي غرس الله بأرضها.
وإن القدر الذي هيّأ للغة العربية أن تكون على قمة سامقة من قمم اللغات في التاريخ الإنساني، و لغة بيان على أعلى ما تكون دقَّةً، هيأ للشعر العربي أن يكون ممثلاً لها ومتحدثًا عنها، وأن يكون الأول مكانةً ومكانًا في هذا التمثيل، فقد كان خيمة الطرب وبحر الحكمة وسلاح الضعيف وغِنَى الفقراء.
وفي الحين الذي كانت الخطابة فيه تمثل بعدًا من أبعاد اللغة كان الشعر يمثل هذه الأبعاد جميعًا، وظلت للشعر العربي عدة وظائف منها استقى أهميته التاريخية والعالمية.
فلم يكن الشعر في عهوده الأولى ديوانًا للغة العرب فقط بل كان ديوانًا للعرب أنفسهم، وكان وحده المعول عليه في التأريخ حيث لم تكن كتابة، كنت ترى في الشعر اتساع الصحراء وانسكاب الريح وانسياب الرمال، و غبار المعارك وصلصلة السيوف وصراخ الحناجر، و حرارة الحب ولهفة الشوق وعذرية العاطفة، و حكمة الشيوخ ومبادئ البادية ومروءة العرب، كنت ترى فيه أيامهم ومصائرهم، وترى فيه لياليهم وأسمارهم.
وقد كانت هذه الخصيصة للشعر العربي تنتج بالتبعية للوظائف الأخرى للشعر، متمثلة في الوظيفة النفسية والاجتماعية واللغوية:
فكان الشعر في وظيفته النفسية بابًا واسعًا للتنفيس وإطلاق المشاعر المسجونة بالتبعات القبلية وما نحوها، تمثل ذلك في ظاهرة الحب العذري التي أنتجت لنا نصوصا من أسمى ما أنتجته القريحة الإنسانية.
وكان الشعر في وظيفته الاجتماعية شديد الوقع والتأثير فالقصيدة تقيم حربًا وتطفئ أخرى، و ترفع قبيلة وتضع أخرى، حتى إنّ القبيلة لتحتفل ببزوغ شاعر فيها، وحتى إنّ العرب ليدعون الشعراء كُهَّانًا ومتنبِّئِين .
وكان الشعر في وظيفته اللغوية مظهرًا للجمال الحسي والمعنوي، ومافتئ كذلك دافعًا للتطوير؛ حيث ظل الشعراء من كافة أنـحاء الجزيرة العربية يلتقون في محافلهم كل حين يتسابقون بأشعارهم في عكاظ، كل منهم يراجع نفسه مرات ومرات في قول قصيدة المحفل، فكان ذلك دافعا إلى تطوير الفن الشعري حتى وصل بعضهم من مرحلة "التحكيك" ـ كما كان يطلق عليهاـ إلى مرحلة الارتجال، تلك المقدرة الفذة التي لم يؤتها أحد من العالمين.
ثم كان ذلك دافعًا لتطوير اللغة بالتبعية، فكان كل شاعر يستثني من قصائده ألفاظَه الحُوشِيَّة وكلماتِه المَحَلِّيَّة، حتى إذا اجتمع الشعراء كان كل منهم مبينًا للآخرين، وكان ذلك تمهيدًا لنزول القرآن بلغة قريش التي كان الجميع يقصدونها بلغاتهم في قصائدهم، لغة واحدة منقحة كل التنقيح.
وما زال الشعر يتقلب من جيل إلى جيل بمكانته نفسها، حتى حل بزمان تجاوز فيه الخطابُ لغة الكلام إلى لغة العمل، وتجاوز فيها التقديرُ عبقريةَ الإنسان إلى عبقرية الآلة، وتغيرت - أو كادت - ملامح المشاعر المطبوعة إلى أخرى مصنوعة، ولكن ما زال الشعر، وهذا من عجائبه، يجذب إليه أفئدة وعقولاً، وما زال عند الناس وإن لم يحسنه كثير منهم شيئًا مميزَ الشخصية سامق القوام.
وها نـحن نرى القصائد في كل مكان وحين تملأ سماء العرب، تنقل للناس قضايانا، وترسم للناس ملامحنا، وإننا لنرى أن الشعر وسيلة للتواصل مع غيرهم أكثر من أي وسيلة، لأن الثقافات تصب كلها في بحر واحد، وأن تلتقي ثقافتان أسهل بكثير من أن يلتقي شخصان، والشعر خير ما يمثل الوجه العربي بملامحه الحزينة وجروحه وندباته.
ولمّا كان الأمر كذلك .. فيجب علينا جميعاً استثمار هذه الخصيصة الشعرية، بأن نكون مجالاً خصباً وثرّاً للإنتاج ، وأن نسعى إلى مزيد من التواصل العالمي لتصدير نصوصنا العالية ، وأن نسعى كذلك إلى تطوير فننا الشعري بتنويع أدواته والاستفادة في ذلك من كل عصري حيويٍ فاعل من شأنه أن يضيف جديداً ، وأن يرتقي بملكة الشاعر وذائقة القارئ . فكما أن بين أيدينا الآن نصوص كثيرة تؤسس للملامح الشرقية والغربيـة ، وتعرض علينا فكر هؤلاء وهؤلاء، فيجب أن تعبَرَ نصوصُنا الآفاق ضاربة أطنابها في شرق الأرض وغربها ، لأننا قد أنتجنا نصوصًا تستحق أن تقطع هذه المسافات، وأنتجنا ما يسترعي الذائقة الأخرى ويجذبها ، وبقي أنْ نـحسن تصديرها ، وأن نتفنن في طريقة عرضها مستثمرين بذلك وسائل التواصل العصرية بمختلف أنواعها وأشكالها، و إننا نعد من القدر أيضًا ـ ولا نبالغ ـ أن هيأ الله للشعر قيام تجمع شعراء بلا حدود، بإدارته المنتخبة ، ومشاركة لفيف ضخم من شعراء الأقطار العربية الشقيقة، وآخرين منهم في دول العالم، فهذا التجمع أرض تجري بينها بالحياة الأدبية آلاف الأنهار مختلفة المشارب في مصب واحد، تحمل في جريانها دفقات تلو دفقات من المشاعر المنسوجة بأعلى لغة وأجمل تشكيل، لتعالج قضايا وقيمًا قد لا تستطيع قدم أن تطأها إلا قدم الشعر، والكلمة تستمد قيمتها من فاعليتها، تلك الفاعلية التي يحرص عليها التجمع أشد الحرص، فهي ميراثنا عن السابقين، وذخيرتنا للاحقين.
كما كان من سياسة التجمع انتقاء القصائد الفريدة لترجمتها للغة الإنجليزية واللغة الفرنسية، وهي خطوة على الطريق للتواصل العالمي، ولكن يظل العبء الأكبر علينا نـحن أعضاء التجمع في إذكاء هذه السياسة وإنجاحها ، كما هو واجب كل متابعٍ ومهتمٍ ومؤمنٍ بدور الشعر في صناعة التغيير والنهوض بالأمة .
ولمّا كان أعضاء تجمع شعراء بلا حدود يتوزعون في أنـحاء العالم من الصين شرقًا لأمريكا غربًا، و ينتظمون بالأقطار قطرًا قطرًا، فإننا نعدّ هؤلاء الأعضاء ممثلين للتجمع في أماكنهم، وسفراء له وللشعر الأصيل ، بما يمكن أن يمدّوا من جسور التواصل المنشود مع الهيئات الثقافية في البلدان التي يقيمون فيها، لعرض سياستنا الفنية وأفكارنا التطويرية، ويمكن أن نشارك في ندواتهم الشعرية وغيرها ولو بالحضور إن لم يكن بالمشاركة المباشرة.
وختاماً أيها الإخوة الكرام،أيتها الأخوات الكريمات : إن الكلمة أمانة، والشعر أسمى كلمة بعد كلام الله ورسوله، فهو أمانة كذلك يجب علينا جميعًا أن تتضافر جهودنا ، وأن تتزاحم مناكبنا ،وأن تتشابك أيادينا ، وأن تصطف أفئدتنا لحملها والارتقاء بها في مدارج الكمال الإنساني .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته"
ثم ألقى العديد من الشعراء والشواعر الحضورالكثير من قصائدهم
وقُدّمت بالمناسبة دروع التكريم للعديد من الشخصيّات باسم التّجمع
إن مثل هذه التّجمعات واللقاءات مطلوبة على الساحة الأدبية لترسيخ وحدة اللغة والدّم والهمّ والمصير.. وإن فرّقتنا الجغرافيا يجمعنا التّاريخ
جدير بالذّكر أنّ معظم أعضاء تجمّع شعراء بلا حدود هم أعضاء فاعلين في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
لتدُم أعراسنا الأدبية
جامعة للحمتنا ولغتنا
وكل عامٍ وأنتم بخير
تقديري ومحبتي
ركاد أبو الحسن