الاخرس ولسان الديك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم سعيدي
    • 11-10-2010
    • 3

    الاخرس ولسان الديك

    الاخرس ولسان الديك






    بالأمس عدت من أول يوم عمل لي -وهو ليس حقا ما احلم به لكني تعودت هنا أن أعدم أحلامي الخائنة رميا بالرصاص-لأجد أمي تلبس ثوبها الجديد وهو ليس جديدا حقا ولكن نسميه كذالك, تلبسه فقط في الأعياد والأعراس ووالدي تكلف شراء ديك, وعلى غير العادة كل العائلة مجتمعة.بل حتى إن صاحبة المنزل الذي نستأجره موجودة . تساءلت في قرارات نفسي أ لهذه الدرجة أثرت فيهم بطالتي.وهل حقا يجب الاحتفال؟ فأجابتني والدتي التي أدركت هواجسي دونما كلام. وقالت بتهكم :ما بك لا تخف لست السبب اليوم عيد الربيع الامازيغي..

    اجتمعنا على العشاء وكنا ستة أفراد أبي وكان معكر المزاج بسب عدم استطاعته ضبط القناة الامازيغية على التلفاز ووالدتي التي كانت متذمرة أيضا لأنها ترى إننا كنا بحاجة إلى استثمار ثمن الديك في شيء مفيد وأخي كان يجلس على يمين والدي يحمل رواية لبلزاك ,أختي الصغرى على شمال والدتي تنضر إلى الساعة تنتظر موعد مسلسلها المفضل, فيما تركت مكاني بينهما لصاحبة المنزل الذي نستأجره - والتي غالبا ما ندعوها لهكذا مناسبات حتى تتغافل عن تأخرنا في دفع الإيجار- لأجلس بعيدا عنهم مهمشا,معي صحن فيه بعض كسكسى مع لسان الديك الذي قيل انه يشفي من الخرص الذي ينتابني .

    بدأ الحوار, الكل يريد جلب اهتمام ضيفتنا إليه ,كلهم يتكلمون في وقت واحد أبي يحكي عن ششناق قبل 2960 عاما من اليوم وهزيمة رمسيس وعن أمجاد ماسينيسا وهزيمته لحنبعل وعن جده كسيلا... وأنا في ذهني أتسأل ساخرا أترى هزم ششناق بعدها على يد قبائل ملاوي الإفريقية أم لا .ووالدتي تحكي أمجاد الفاتحين من أيام عقبة وأبو المهجر دينار وعن تغريبة أجدادها من بني هلال وعن ابوزيد والجازية وحربهم مع ألزناتي خليفة .وأخي يحاول سرد تفاصيل قصة )الأب غوريو/ le pere goriot) مع إسقاطات من( الكوميديا البشرية/ La comédie humaine) وعن أهمية مسرح موليير .وطبعا استعنت بقاموس Grand Robert لأفهم ما كان يقول, أما أختي وهي مُتَأنجلزة حديثا كحداثة سنها تحاول إفهام ضيفتنا الثقيلة أن (مايلي سمايلز/ Miley Smile )هي نفسها (هانا مونتانا/ Hannah-Montana ) .وان علامتها في الاجليزية ممتاز صحيح كانت تتكلم بالعربية لكنها بين كل ثلاثة كلمات تتنطع بواحدة انجليزية.

    بين كل هذا التسابق نحو التكلم وصلت إلى مسامعي لغة هجينة طَرحت في بالي هذا السؤال: بين الامازيغية والعربية والفرنسية وألان الانجليزية أين نحن؟ وهل حقا اللغة تعبر عن الهوية؟ وهل لدينا ما نقول لنحتاج إلى كل هذه اللغات؟ أم إننا شعب رُكب لنا كاتم صوت لا نحتاج إلى لغة؟...أم أننا بحاجة إلى من يستمع فقط ولاتهم لغة الكلام؟

    وهنا عاد انتباهي إلى ضيفتنا .لم تكن تهتم أبدا بحوار الطرشان ذاك بل كانت تهتم فقط بالإسراع في إنهاء لحم الديك قبل أن يستفيقوا من غيبوبة الكلام.
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    [align=center]
    ضيفتك المحترمة ، صاحبة البيت . فعلت بكم كما كان يفعل زملاء الدراسة معي
    حين كنت في القاهرة أدرس . محسوبك يعشق رؤوس السمك . كنت - أمصمصها
    بتذوق وعلى مهل . وهم بغفلة مني - يشطبون على الباقي , وصحتين على قلوبهم .

    سؤالك أخي كريم عن اللغة وهل تعبر عن الهوية . وسؤالك هل لدينا ما نقول .....
    كلها أسئلة جادة ، في قالب ساخر . والإجابة يجب أن تكون ساخرة في قالب جاد .
    وابقى قابلني لو صادفت أحد يجيبك .

    وكل المحبة أهديها لك
    فوزي بيترو

    [/align]

    تعليق

    • كريم سعيدي
      • 11-10-2010
      • 3

      #3
      اخي فوزي لعل الطرح الساخر لمشكل اللغة في بلادي ليس الا صراعا بين محب لرؤس السمك ومجموعة من المتربصين هههه ولعل كل ازمة في وطننا العربي لا تتجاوز هذا الطرح..
      ردك كان اكثر من رد
      ربما هو اول ما قيل لي هنا
      هو شجرة بلوط اسند عليها نصي واحس ان احدا قراه
      شكري لك واكليل ياسمين..>

      تعليق

      يعمل...
      X