أوراق من التاريخ
ينزف الزمن ذكرياته
يلون بلحظاتها جو المخيلة
و الأجدى بنا أن نختار منها بعض الزهور
و أن ننسى بعض أشواكها
مشغولين كيف نزعناها من قلوبنا
و أن ننسى جراحها
........... بعض الزهور ...........
لأن الكثير يعني ما يخالف معنى التميز و الوضوح
فزهرة بين جمهور من الأشواك
كوجه البدر في فلك السماء
*******************
في عهد الساد كانت كل العيون حوراء
و في الزمن الحاضر ... أصبح للعيون معانٍ مختلفة
في عهد الساد كانت الوجوه بلا ملامح
تغطيها آثار المشاعر و أشخاص أصحابها
كقصيدة أتقن قراءتها , و لكم أهوى تنقيحها
و لكم كنتُ أسعد بنظم يروقني ... و أحبة يقتلون و حدتي
لكن في الزمان الحاضر ... لُونت الوجوه بملامحها
صارت قصيدة ناطقة
نظماً مغايراً وعناوين عجيبة
وجب التعامل مع حركات و ابتسامات
وعيون تضحك أم تبكي
وأفكار واعتقادات
لم يعد الأمر مجرد قلم و تنقيح
في عهد الساد ... كنت في جنة من غير جنة
وكان الجحيم جنة و كان الفراق لقاء
وكان الحزن فرحاً , وكان البكاء محرماً منسياً
وكان للدمع على خد حبيبٍ بريق مميز
في عهد الساد كان الخيال حقيقة
كان الكذب صادقاً
كانت الظلمة منيرة
وفي زمني هذا كلٌ يسمى باسمه حقيقة كان أم كذباً
الجنة جنة والنار نار
والظلمة ظلمة
والنور أحياناً ظلام
في عهد الساد كنتُ إنساناً أخر
و حين فراقه ولدتُ من جديد
ولدت إنساناً أخر
هل من بشر يولد وعمره اثنان وعشرون عاماً
هل من بشر يولد وفي قلبه عشقٌ وسع البحار
ومد السموات وعبق الأزهار
هل من بشر يولد في ريعان الشباب ليتخيل طفولته
كيوم النشر لا يدري أيستلم كتابه بيمينه أم بشماله
الساد زهرة بأشواك
قد زُرعت على نوافذ الذكريات
مدت جذورها ولا أظن بها الفناء إلى أمد بعيد
الساد زهرة بأشواك وها أنا أتذكره
لكن أثار جراحه وغرز أشواكه
ما زالت أعمق من أن تنسى وأن تندمل
في عهد الساد أكرمت قاتلتي و أنا أعلم
وأنا أعلم ما في قلبها من غلّ على حبها لي
وأنا أعلم ما في قلبها من غل على حبي لها
وأعلم ما في قلبي من حبي لها وتعلم
ولا أدري .... أمعذبتي هي أم معذبةٌ لروحها
ولا أدري هل أخاف وطأت حربي أم أخاف جَرحها ولا تدري
لم تعلم أنني أستطيع في جولة أخيرة
أن أنسف عهداً بكامله وأرمي ركامه خلف ظهري
ولو شئتُ لبحثت في ذاك الركام عنها و متى شئتُ
لم تعلم أنني أستطيع منع اللحظ من ذكراها و لو كتبتها كلمة على أوراقي
لم تعلم أن النجوى لعبة بين يدي أشرك بها من أشاء وأبعد من أشاء
لم تعلم أن لحبي أسماء كثيرة ... أن أسمها .................
لا أعلم .............
أن اسمها من عهد الساد
هل كانت حلماً جميلاً تحول لكابوس
........... لا
هل كانت ملحمة قديمة أو أسطورة يرسمها لاهون
........... لا
لكن شيئاً من وقعها وأثارها موجودان بعد الساد
وهل زال الحب بزوال الساد المبجل ... هه .... لا أدري
و أي حب و أي حب
هي زهرة كانت مزروعة وأقدمتُ على قطفها من بستان ذكرياتي
وها قد آذنت بالذبول
قطفتها وأشواكها تُغرز في قلبي
وفي جولتي الأخيرة تركتها على طاولتي وكتبت عن ذاك الحجر :
الله أكبر ... الله أكبر
لكن بعض عبيرها ما زال بين طيات الفؤاد , ولا ألام
هي إحدى أوراق التاريخ الماضي
ولكم أخشى أن تُكتب على أوراق الحاضر و المستقبل
لكن اسمي سيبقى كما هو
لكن شعري سيعود لساحات الأقلام
لكن رحابة الصدر مما أجيد
ولكن الله ربي ولا أبالي ببعض الأوراق
والله على ما أقول شهيد
بكل تجرد قطفت من تاريخي بعض الأزهار
وبكل ود وضعتها في آنية القوافي لبرهة
وبكل ألم شممت عبيرها
وبكل أسى أشهد ذبولها
وبكل الحب أرحب ببقائها
وبكل حزم أزرع غيرها
دكتاتورية دنيا
تعليق