فـي الـحـلقـات السـابـقـة أشـرت الى المـأسـاة التـي عـايـشـهـا ويـعـيشـهـا شـعـبـنـا مـنـذ قـرن مـن الـزمـن وسـرد للأحـداث المـهـمـه فـي تـاريـخ الـقـضـيـة الـفـلسـطـيـنـه ومـا نـتـج عـن الثـورة الـعـربيـة بزعامة شـريـف مـكـة والتي أدت لطـرد الأتـراك مـن المـنـطـقـة وأنـهـاء الخـلافـة مـمـا أدى الى تـقـاسـم الـدول الـعـربـيـه من قبل فـرنسا وبـريطـانـيا. أمـا الحـلقـة الـسابـقـة كـانـت عـن وعـد بـلفـور والأنـتـداب الـبـريـطـانـي الذي فـتـح بـاب الـهـجـره لليـهـود وقاد الى تـقـسـيـم فـلسـطـيـن عـام 1947م. وقـيـام الـدولـة الصـهـيـونـيـه ودخـول الجـيـوش الـعـربيـة وتـوقـيـع أتـفـاقـيـة هـدنـه مـع الصهـاينـه.
نـواصـل مـعـكـم في هـذه الـحـلقـة عن الأنسحاب السـريـع والـمـشـيـن في حـق الـزعـامـات الـعـربيـه ومـنـعـهـم الـجـيـوش مـن مـواصـلـة الـقـتـال بعـد تـوقيـع أتـفـاقـيـة العـار التي تـم بـمـوجـبـهـا الأعـتـراف الـغـيـر مـبـاشـر بالـعـدو الـصـهـيـونـي كـصاحـب للأرض الـفـلسـطـيـنـية.
مـا إن تـم التـوقـيـع حـتى بـدأت الـجـيـوش الـعـربيـة الأنـسحـاب مـن فـلسـطـيــن. أمـا الـقـوات الآردنـيـة تـمـركـزت فـي المـواقـع التـي سـيـطـرت عـليـهـا مـع قـلة عـددهـم ولـكـن الآوامـر مـنـعـتـهـم مـن مـواصـلـة الـقـتـال لـطـرد الصـهـايـنـة مـن أطـراف الـقـدس الشـريـف أو حـتـى مـد الثـوار بـالسـلاح والـذخـيـرة. ولكنـهـم يـشـكـرون لانـهـم أسـتـطـاعـوا الـحـفـاظ عـلى الـضـفـة الـغـربيـه مـن فـلسـطـيـن بـمـا فـيـهـا الـقـدس الـشـرقـيـة, والتي تـم أحـتـلالـهـا مـن قـبـل الصـهـايـنـة في حـرب الآيـام السـتـه عـام 1967م. ليسـقـط مـن الـجـيش الآردنـي 170 شـهـيـدا فـي حـيـن سـقـط فـي تـحـريـر القـدس وطـرد الـصـليـبيـيـن مـنـهـا سـبعــون ألف شهـيد.
أمـا الـجـيـش المـصـري والـذي ضـم بـعـض مـن قــادة الـضـبـاط الآحـرار وعلى رأسـهـم البـكـبـاشـي جـمـال عـبـدالـنـاصـر والذي أعـلـن ورفاقه قيـام الثـورة المـصـريـه في السادس والعشـريـن مـن يـوليـه عـام 1952م. حـيث عـانـوا مـن الآسـلـحـة الـفـاسـدة التي مـدتـه بـهـا قـيـادتـه تـمـركـز فـي الفـالـوجـة إي الـجـبـهـة الـجـنـوبـيـه مـن فـلسـطـيـن.
بـعـد أتـفـاقـيـة الـهـدنـة بـعـدة أشـهـر صـدرت لـهـم الأوامـربالأنـسـحـاب الى الـحـدود المـصـريـه مـع قـطـاع غـزة والذي تـم أحـتـلالـه أيـضـا فـي حـرب الأيـام السـتـه مـن قـبـل الصـهـايـنـة.
بـعـد أنـسـحـاب الـجـيوش الـعـربـيـه أصـبـح الـشـعـب الـعـربـي الـفـلسطينـي الأعـزل عـرضـة للـنـهـب والسـلـب مـن قـبـل الـعـصـابـات الـصـهـيـونـيـة التـي قـدرعـددهـا في ذلـك الـوقـت بـسـتون الـفـا, حـيث أخـذوا يـهـاجـمـون الـمـدن والـقـرى مـمـا حـذا بـالـفـلاحـيـن بـالـفـرار خـوفـا عـلى أرواحـهـم بـعـد أن قـتـل مـنـهـم مـن قـتـل وحـتـى صـديـقـي الـذي أنـا فـي صـدد الـحـديـث عـن قصـتـه, أخـبـرنـي بــأنه في ذلك الـوقـت لم يـكـمـل الـعـام مـن عـمـره عـنـدمـا قـتـل أبـن عـمـه الشـاب الـذي كـان يـقـف أمـام مـزرعـه الـعـائـلـة الـتي تـضـم بـيـوتـهـم عـنـدمـا أطـلـق عـليـه الـنـار مـن سـيـاره تـقـل يـهـودا كـانـت تـمـر مـن هـنـاك.
وهـكـذا تـوالـت الـهـجـمـات والـقـتـل مـمـا حـذا بسـكـان جـنـوب فـلسـطـيـن تـرك الـمـنـطـقـة والـتـوجـه الى قـطـاع غـزة حـيث الـقـوات المـصـريـه التـي تـمـركـزت هـنـاك.
مـا جـرى للـجـنـوب لـم تـسـلـم مـنـه مـدن الساحـل أو شـمـال وشـرق فـلسطــين مـع أنـهـا حـسـب قـرار الـتـقـسـيـم تـابـعـة للـفـلسـطـيـنـيـيـن ولـكـن الـعـصـابـات والجـيـش الـصـهـيـونـي أسـتـغـلـوا خـلـوهـا مـن الـجـيـوش الـعـربيـة لـتـبـدؤأ بـقصـف الـمـدن وأرتـكـاب الـمـجـازر وأقـتـحـامـهـا بـعـد أن أنـهـارت المـقـاومـة لـقـلـة الـذخـيـرة لـيـفـتـح مـمـرات للهـرب بـعـد الـقـتـل والتـدمـيـر لـيـتـوجـه سـكـان الشمال ألى سـوريـا ولبـنـان ومـن مـنـطـقـة الشـرق الى الاردن والـجـنـوب الى قـطـاع غـزة ومـن لـم يـركـب البـحـر مـن مـدن السـاحـل أو لـم يـجـد طـريـق للـهـرب كـان مـصـيـره الـمـوت أو حـتى الـغـرق وهـكـذا تـم تـهـجـيـر الفـلسـطـيـنـيـيـن مـن مـدنـهـم. ومـع ذلـك صـمـد الـبـعـض حـيث يـعـيـشـون الأن في ديـارهـم كـغـربـاء بـدون حـقـوق يـضـايـقـونـهـم ويـهـدمـون بيـوتـهـم التي أقـيــمـت قـبـل قـيـام الـدولـة الـصـهـيـونـيـة بـحـجـة أنــهـا شـيـدت بـدون تـرخـيص.
كـمـا أشـرت سـابـقـا وحـسـب المـعـلومـات الـمـوثـقـة تـسـبب أنـسـحـاب الـجـيـوش الـعـربـيـه عـام 1949م الى الأسـتـيـلاء عـلى 22% مـن أرض فـلسـطـيـن الـتـاريـخـيـه وتـهـجـيـر قـرابـة المـلـيـون ولــم يـتـبـقـي للـفـلسـطـيـنـيـيـن سـوى مـا يقـارب 21,3% مـن فـلسـطـيـن الـتـاريـخـيـة وهـذه تـم الأستـيلاء عـليـهـا فـي حـرب 1967م. وحـتـى هـذه الأرض التـي يـعـيـش عـليـهـا الأن مـا يـقـارب ثلاثـة مـلايـيـن فـلسـطـيـنـي تـقـلصـت بـعـد أن أسـتـولى المستوطنون والـحـكـومـة الـصـهـيـونـيـه عـلى نـصـفـهـا تـقـريـبـا لأقـامـة الـمـسـتـوطـنـات ونـهـب الـجـيـش مـا نـهـب بـجـة الأمـن أو شـق الـطـرق وأقـامـة جـدار نـهـب الآرض.
الى اللـقـاء فـي الحلقـة الـخـامـسـة
نـواصـل مـعـكـم في هـذه الـحـلقـة عن الأنسحاب السـريـع والـمـشـيـن في حـق الـزعـامـات الـعـربيـه ومـنـعـهـم الـجـيـوش مـن مـواصـلـة الـقـتـال بعـد تـوقيـع أتـفـاقـيـة العـار التي تـم بـمـوجـبـهـا الأعـتـراف الـغـيـر مـبـاشـر بالـعـدو الـصـهـيـونـي كـصاحـب للأرض الـفـلسـطـيـنـية.
مـا إن تـم التـوقـيـع حـتى بـدأت الـجـيـوش الـعـربيـة الأنـسحـاب مـن فـلسـطـيــن. أمـا الـقـوات الآردنـيـة تـمـركـزت فـي المـواقـع التـي سـيـطـرت عـليـهـا مـع قـلة عـددهـم ولـكـن الآوامـر مـنـعـتـهـم مـن مـواصـلـة الـقـتـال لـطـرد الصـهـايـنـة مـن أطـراف الـقـدس الشـريـف أو حـتـى مـد الثـوار بـالسـلاح والـذخـيـرة. ولكنـهـم يـشـكـرون لانـهـم أسـتـطـاعـوا الـحـفـاظ عـلى الـضـفـة الـغـربيـه مـن فـلسـطـيـن بـمـا فـيـهـا الـقـدس الـشـرقـيـة, والتي تـم أحـتـلالـهـا مـن قـبـل الصـهـايـنـة في حـرب الآيـام السـتـه عـام 1967م. ليسـقـط مـن الـجـيش الآردنـي 170 شـهـيـدا فـي حـيـن سـقـط فـي تـحـريـر القـدس وطـرد الـصـليـبيـيـن مـنـهـا سـبعــون ألف شهـيد.
أمـا الـجـيـش المـصـري والـذي ضـم بـعـض مـن قــادة الـضـبـاط الآحـرار وعلى رأسـهـم البـكـبـاشـي جـمـال عـبـدالـنـاصـر والذي أعـلـن ورفاقه قيـام الثـورة المـصـريـه في السادس والعشـريـن مـن يـوليـه عـام 1952م. حـيث عـانـوا مـن الآسـلـحـة الـفـاسـدة التي مـدتـه بـهـا قـيـادتـه تـمـركـز فـي الفـالـوجـة إي الـجـبـهـة الـجـنـوبـيـه مـن فـلسـطـيـن.
بـعـد أتـفـاقـيـة الـهـدنـة بـعـدة أشـهـر صـدرت لـهـم الأوامـربالأنـسـحـاب الى الـحـدود المـصـريـه مـع قـطـاع غـزة والذي تـم أحـتـلالـه أيـضـا فـي حـرب الأيـام السـتـه مـن قـبـل الصـهـايـنـة.
بـعـد أنـسـحـاب الـجـيوش الـعـربـيـه أصـبـح الـشـعـب الـعـربـي الـفـلسطينـي الأعـزل عـرضـة للـنـهـب والسـلـب مـن قـبـل الـعـصـابـات الـصـهـيـونـيـة التـي قـدرعـددهـا في ذلـك الـوقـت بـسـتون الـفـا, حـيث أخـذوا يـهـاجـمـون الـمـدن والـقـرى مـمـا حـذا بـالـفـلاحـيـن بـالـفـرار خـوفـا عـلى أرواحـهـم بـعـد أن قـتـل مـنـهـم مـن قـتـل وحـتـى صـديـقـي الـذي أنـا فـي صـدد الـحـديـث عـن قصـتـه, أخـبـرنـي بــأنه في ذلك الـوقـت لم يـكـمـل الـعـام مـن عـمـره عـنـدمـا قـتـل أبـن عـمـه الشـاب الـذي كـان يـقـف أمـام مـزرعـه الـعـائـلـة الـتي تـضـم بـيـوتـهـم عـنـدمـا أطـلـق عـليـه الـنـار مـن سـيـاره تـقـل يـهـودا كـانـت تـمـر مـن هـنـاك.
وهـكـذا تـوالـت الـهـجـمـات والـقـتـل مـمـا حـذا بسـكـان جـنـوب فـلسـطـيـن تـرك الـمـنـطـقـة والـتـوجـه الى قـطـاع غـزة حـيث الـقـوات المـصـريـه التـي تـمـركـزت هـنـاك.
مـا جـرى للـجـنـوب لـم تـسـلـم مـنـه مـدن الساحـل أو شـمـال وشـرق فـلسطــين مـع أنـهـا حـسـب قـرار الـتـقـسـيـم تـابـعـة للـفـلسـطـيـنـيـيـن ولـكـن الـعـصـابـات والجـيـش الـصـهـيـونـي أسـتـغـلـوا خـلـوهـا مـن الـجـيـوش الـعـربيـة لـتـبـدؤأ بـقصـف الـمـدن وأرتـكـاب الـمـجـازر وأقـتـحـامـهـا بـعـد أن أنـهـارت المـقـاومـة لـقـلـة الـذخـيـرة لـيـفـتـح مـمـرات للهـرب بـعـد الـقـتـل والتـدمـيـر لـيـتـوجـه سـكـان الشمال ألى سـوريـا ولبـنـان ومـن مـنـطـقـة الشـرق الى الاردن والـجـنـوب الى قـطـاع غـزة ومـن لـم يـركـب البـحـر مـن مـدن السـاحـل أو لـم يـجـد طـريـق للـهـرب كـان مـصـيـره الـمـوت أو حـتى الـغـرق وهـكـذا تـم تـهـجـيـر الفـلسـطـيـنـيـيـن مـن مـدنـهـم. ومـع ذلـك صـمـد الـبـعـض حـيث يـعـيـشـون الأن في ديـارهـم كـغـربـاء بـدون حـقـوق يـضـايـقـونـهـم ويـهـدمـون بيـوتـهـم التي أقـيــمـت قـبـل قـيـام الـدولـة الـصـهـيـونـيـة بـحـجـة أنــهـا شـيـدت بـدون تـرخـيص.
كـمـا أشـرت سـابـقـا وحـسـب المـعـلومـات الـمـوثـقـة تـسـبب أنـسـحـاب الـجـيـوش الـعـربـيـه عـام 1949م الى الأسـتـيـلاء عـلى 22% مـن أرض فـلسـطـيـن الـتـاريـخـيـه وتـهـجـيـر قـرابـة المـلـيـون ولــم يـتـبـقـي للـفـلسـطـيـنـيـيـن سـوى مـا يقـارب 21,3% مـن فـلسـطـيـن الـتـاريـخـيـة وهـذه تـم الأستـيلاء عـليـهـا فـي حـرب 1967م. وحـتـى هـذه الأرض التـي يـعـيـش عـليـهـا الأن مـا يـقـارب ثلاثـة مـلايـيـن فـلسـطـيـنـي تـقـلصـت بـعـد أن أسـتـولى المستوطنون والـحـكـومـة الـصـهـيـونـيـه عـلى نـصـفـهـا تـقـريـبـا لأقـامـة الـمـسـتـوطـنـات ونـهـب الـجـيـش مـا نـهـب بـجـة الأمـن أو شـق الـطـرق وأقـامـة جـدار نـهـب الآرض.
الى اللـقـاء فـي الحلقـة الـخـامـسـة
تعليق