تهديد عصيد : أكون أو لا نكون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فؤاد بوعلي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 213

    تهديد عصيد : أكون أو لا نكون

    أكون أو لا نكون ... بهذا التعبير يمكن إيجاز الرسالة التهديدية المتضمنة في مقالة أحمد عصيد المنشورة في إحدى الجرائد الوطنية تحت عنوان : أخطر سيناريوهات الأمازيغية لسنة 2010. والمقالة وإن كانت محاولة من صاحبها لمناقشة استشرافية لوضعية الأمازيغية، خاصة بعد النقاش الأخير الذي طرأ حول دورها في التعليم وبدء العديد من الجمعيات والفعاليات الأمازيغية لحرب استباقية لقرارات المجلس الأعلى للتعليم ورأيها الاستشاري حول منظومة اللغات في التدريس، فإنها مبطنة بخطاب تهديدي موجه إلى مجموعة من الجهات ستضرر ـ أو بالأصح ستخسر ـ من إبعاد الأمازيغية عن التعليم المغربي كما يعتقد صاحب المقال:
    ـ أول الجهات الخاسرة هي النظام المغربي الذي سيفسخ الفاعلون الأمازيغيون معه التعاقد السياسي الذي أبرم سلفا وكان من نتائجه خطاب أجدير ومن ثمة سيعلن نهاية التسوية السياسية والعودة إلى الصراع والضغط...وبالتالي سيخسر النظام مصداقيته !
    ـ الجهة الثانية الموجه إليها الخطاب هي وزارة التربية والتعليم في شخص وزيرها الذي تجاهل الأمازيغية في كل حواراته ومحاضراته، وكان من المفروض ألا يتوقف لسانه عن اللهج بمحاسن الأمازيغية ونجاحاتها في التعليم ولو أن الواقع يثبت العكس!.
    ـ جهة أخرى هي المجلس الأعلى للتعليم ورئيسه الذي تجرأ وأعلن مناقشة الأمازيغية في المنظومة التربوية ...فصاحبة )المقام الرفيع ( لا يمكن إعادة النظر فيها ولا حتى في طرق تدريسها ... !
    ـ جهة أخرى منتقدة بخطاب عصيد هي الطبقة السياسية التي تعوزها الحكمة وبعد النظر والحس الوطني لأنها قررت مناقشة الأمازيغية !.
    ـ لكن الأهم في خطاب صاحب المقالة هو استشرافه للفوضى والصدام الذي سيعم المجتمع المغربي.
    ويمكن أن نوجز قراءتنا لهذه المقالة في عناصر محورية :
    1 ـ الواقع أن قراءة بسيطة وعرضية لهذه الرسالة التهديدية التي بطنها الأستاذ عصيد خطابه الاستشرافي يثبت مدى وطنيته وغيرته على الوطن والشعب والنظام من خلال تحذيرهم من غضبة الأمازيغ الذين سينتقلون من جو المصالحة إلى جو الصراع والصدام والرهان على القوة الجماهيرية والصدامية لبعض أتباعه بغية خلق جو من التوتر يمكنه من تحقيق مكاسب معينة لا يقبلها الواقع المغربي ولا التحليل الموضوعي لمسار التعليم في المغرب !. والحقيقة أن مثل هذا الأسلوب المتجاوز في مغرب الحداثة والعهد الجديد يذكرنا بخطابات السبعينات المتجاوزة والتي يحاول بعض دعاة الخطاب العلماني الأمازيغي إحياءها في قالب شوفيني عرقي . وإذا كان الأستاذ يتصور أن إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وخطاب أجدير كان تحت ضغط جمعيات أمازيغية فهو يقرأ السياسة بعين التجاذب التي تجاوزتها الأحداث ولم يستوعب مقومات الزمن السياسي الراهن.
    2 ـ ما طرحه عصيد في رسالته التهديدية محاولة لاستباق نتائج رأي المجلس الأعلى للتعليم في موضوع وضعية اللغات وتجويد كفايات تعلمها . وقد ساير في هذا الأمر العديد من الجمعيات والتكتلات التي بدأت تلوح بالعصيان والاحتجاج بغية إيقاف مسار المس بالأمازيغية في المدرسة . مع العلم أن عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قد أوضح بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة اللغوية لم تحسم في نقاشات المجلس الأعلى، كما أصدر هذا الأخير بلاغا نفى فيه كل الإشاعات التي روجت وأن الأمر مازال في طور المدارسة بل إن المجلس في حد ذاته ليس إلا هيئة استشارية وليس هو صاحب القرار في الأمر . فلم هذا النفير إذن ؟ ربما هي فلسفة مؤسسة لمثل هذا الخطاب الذي يؤمن بصناعة الخصوم حتى تظل الحرب قائمة ويضمن لنفسه الاستمرارية.
    3 ـ هل سيصل علينا يوم يغدو نقاش الأمازيغية محرما وتنضاف الأمازيغية إلى سلسلة المقدسات الوطنية أو العقدية؟ هذا ما يهدف له عصيد وأصحابه من خلال صد كل نقد يوجه إلى تعليم الأمازيغية . وحتى الأساتذة الذي تدخلوا في الموضوع خلال ندوة المجلس الأعلى للتعليم "تدريس اللغات وتعلمها في منظومات التربية والتكوين: مقاربات تشخيصية واستشرافية "كانوا يركزون على تقديم توصيف أكاديمي بحثي لسؤال يشغل القاصي والداني في مغرب اليوم : لم تعليم الأمازيغية ؟ وما هي الأفاق المتصورة لعملية الإدماج في المنظومة التربوية ؟..والأكيد أن الإشكال مفتوح على النقاش العلمي الرصين وليس الإيديولوجي المنغلق .
    4 ـ إن تهديد عصيد للسلطة والنظام بالفوضى والصدام ووو... يبين عن حقيقة علاقته بالوطن والنظام في المغرب . فعندما تمس قناعته الخاصة يمكنه أن يلجأ إلى كل الوسائل لتحقيق مآربه ، حتى غير القانونية ، دون التفكير في مصير الوطن وعلاقة المجتمع بمكوناته المختلفة . ولذلك كنا دوما نقول أن الخطاب الأمازيغي العلماني أبعد ما يكون عن تربة الوطن وأن جذوره لم تنبت في جبال الريف أو الأطلس بل هي أجندات مغلفة بالخصوصية ومؤسسة على الانتماء الخارجي. وفي رسالة عصيد ما يحيل على ذلك من تهديد بنزع المصداقية عن خطاب السلطة في المحافل الدولية .
    أكون أو لا نكون ... والواقع أن الجواب ينبغي أن يعبر عنه : نكون نحن ومن أراد الوطن .
    جــســــــــــور
    المجلة الدولية لعلوم الترجمة واللغة
    المراسلة :
    traductionmagazine@gmail.com​
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كعربى أتمنى للمغرب كل خير ورقى أجد أن اللغة العربية أبدا ليست وسيلة فرقة ولا تعلمها دليل على القبول بوصاية أو تبعية ، العربية كلغة وثقافة هى التى تضمن قدرة الأقلية على التواصل بفعالية أكثر فى رأيى

    تعليق

    يعمل...
    X