ما تيسر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زهره مختار
    عضو الملتقى
    • 19-10-2010
    • 13

    ما تيسر

    ما تيسر
    كبدوي منحوت في قلب الصحراء شهق (شهاب) بموجات هوائية تبث كلاماً يشبه المناداة..
    وكمن فهم أبعاد المشهد ابتسمت له (شهلاء)..
    رددت في سرها بخبث:
    إياك أقصد واسمعي يا جارة..
    جمعت ابتسامتها برأس لسانها ونسجتها كخيط رفيع وأحاطت به خصرها. سحبت خلفها هالات من الوقار المصطنع واتجهت صوبه.
    تأملها وهي على بعد عدة دقات عن رماد قلبه الذي يطفو فوق لهيب لا يرتوي..
    وعل بري بض، مساً طفيفاً تمس حوافره الأرض. وعل فضي مارد، وحبيب ملتاع مكسور بعصا العشق. وبينهما حين تنتحر الحروف إلا من نقاطها غير المطابقة لفعالية الفعل تدفع صدره بأناملها حتى يلتصق الصدر بالجدار الصغير المواجه للمدخل الرئيسي ليتعذر على المارة من التقاط حيثية من صحن الدار. هناك يتكئ (شهاب) بظهره المطارد من قبيلة الوسطاء، وطبول الأباء، وبراقع النساء، وأباريق الأجداد.
    وفي ظل هذا الاتكاء تفرد أنثى الوعل جناجها كفراشة كفت عن إدمان الأضواء، وبرؤوس أنامل رشيقة ومدربة ومنبثقة من طيات الكتمان تضغط على أرنبة أنفه، يرحل إبهامها ببطء يتحسس معالم الوجه، ينحدر إلى أسفل، يمشط غابات السافنا المزروعة في صدره..
    يرضخ (شهاب) للحظاتها الممزوجة بسحرية الشبق ومازوخية الألم.
    تقترب أكثر..
    يتماحك الجسد المتسربل بالسكون مع الآخر القلق والفارض حصاراً محكماً على وضعية العشق الهجين.
    رجل وامرأة..
    وجدار أصم يشهد الممارسات المنقوصة إلا ما ترتضيه أنثى الوعل لجسدها البض، فترفع من معدنها النفيس ما تيسر وتزجه، فتدنو غابات إفريقيا تتنسم الرذاذ ببخل وهي ترنو لانسيالات المطر.
    امرأة على ذلك الجدار تتمطى..تتمحور..وتتمدد فوق تضاريس الجسد المسجي رأسياً. تقف، تدخل مقدمتها في كل منعطفاته الخفية، وبشعلة لا تنطفئ تؤجج نيران المنعرجات، فتنتفض بعشوائية خرقاء.
    رجل على ذلك الجدار يعجز عن تحريك يداً أصابها الخدر وموبقات البطالة لتعلن عن لحيظات الاشتعال..
    يتمفصل التيار لديها، يستعصي عليها استيعاب كل هذا السكون القاتل، واللااعتبار الفاجر من الآخر. غرزت في وجهه مسامير من اللغة الصدئة وكأنه فارس يجيد معارك التحرير:
    - دع همجية الممارسة، وتمدد كالأخطبوط بعيداً عن مساحاتي..
    لفظته، وهرولت تاركة وراءها جسداً لا يعرف معنى كمالية الارتعاش...
    اعتاد (شهاب) على التسليم السلبي، وامتهان امضاءات القبوع لأوامرها، والابحار خلسة في بحيراتها ليغسل فيها خيبات تطلعاته.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    الله يا زهرة
    ما أجملك ؟
    نص قوي و رائع البنية
    خاص فيه النثر الشعرى دورا عاليا و قويا
    و أعطى صورا حفي بها قصيدة شعرية ناجحة
    لكنه هنا لم يكن هباء .. أبدا
    لقد بنى و أسس فى مناطق من الخطورة الحديث عنها باللغة العادية
    أنت قريبة مني فى تلك .. أحب ذلك أن نتجرأ ، و لكن باحتشام اللغة
    لنؤسس ذائقة ، لا لنثير حواس

    شكرا لك أيتها الشاعرة القاصة

    محبتي

    ربما خطأ أو اثنان أرجو المراجعة !!
    sigpic

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميلة القديرة
      زهرة مختار
      وبالرغم من كل شيئ
      لا يخلو النص من جمالية السرد واللغة
      لك خيال خصب لكني لم أحبب لغة الجسد فيه
      معذرة منك وبالرغم من غموض اللغة إلا أنه كان صارخا جدا
      كوني بخير سيدتي
      ودي الأكيد لك
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        الزّميلة الغالية : زهرة مختار ...
        لك قلم جميل ...يجيد التحرّك بمهارةٍ فوق السّطور ..
        وبريق كلماتٍ شاعريّةٍ ....تتماوج مع لوحاتٍ رُسمتْ بأنامل ماهرة..
        كم أنا سعيدة بوجودك بيننا ...لأنّك تمتلكين ناصية الحرف باقتدارٍ واضحٍ..
        فقط أحببتُ لو تمّ توظيف السّطور في مواضيع تلامس إنسانيّتنا بعيدة عن لغة الجّسد المباشر في الطّرح..
        كون المشهد ...قُدّم بلا ستائر تراعي العيون التي تناظره ...
        أنتظر مشاركاتك القادمة باهتمام كبير ...فأنا موعودة بواحات جمال خصيبة ..أختي الكريمة ..
        لك أعذب أمنياتي ...وتحيّاتي ..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          بحثت هنا عن لغة الجسد
          من نهد و ساق و شفاة
          و عجيزة و غيرها .. تلك التى أعرفها فى الجسد
          كما بحثت عن الأفعال التى تتداول
          مثل عرى .. ربت .. ضم .. التصق
          و غيرها فلم أجد !!

          أى لغة تتحدثون عنها اخوتي الأعزاء ؟
          هذا شاغل قصى مثل أى شاغل ، قدمته الكتابة بلغة ابتعدت كثيرا عن ما تطلقون عليه تجاوزا لغة الجسد
          و أري أنها لم تخطىء ، و لم تتجاوز ، و لم تثر إلا قضيتها !!

          شكرا لروح و جسارة المبدعين هنا .. شكرا
          و شكرا كثير أستاذة زهرة !!
          sigpic

          تعليق

          • زهره مختار
            عضو الملتقى
            • 19-10-2010
            • 13

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            بحثت هنا عن لغة الجسد
            من نهد و ساق و شفاة
            و عجيزة و غيرها .. تلك التى أعرفها فى الجسد
            كما بحثت عن الأفعال التى تتداول
            مثل عرى .. ربت .. ضم .. التصق
            و غيرها فلم أجد !!

            أى لغة تتحدثون عنها اخوتي الأعزاء ؟
            هذا شاغل قصى مثل أى شاغل ، قدمته الكتابة بلغة ابتعدت كثيرا عن ما تطلقون عليه تجاوزا لغة الجسد
            و أري أنها لم تخطىء ، و لم تتجاوز ، و لم تثر إلا قضيتها !!

            شكرا لروح و جسارة المبدعين هنا .. شكرا
            و شكرا كثير أستاذة زهرة !!
            تصبب عرقاً حالما رأى مثلثاً
            وقال أن هذا الجنس بعينه
            أزحته جانباً ورسمت بقلم رصاص فارع الطول مضلعاً منتظم
            لم يبتسم وأشار بأنها ايحاءات الجسد بذات الأنف الذي يعرفه
            مزق أوراقي عندما رآني أخط دائرة في جوف شبه منحرف رسمته مؤخراً
            بعثر غضبه في وجهي وحذرني..
            أن لا أرسم له أشكالاً بذئية مجدداً.

            تعليق

            يعمل...
            X