أزمنة
في زمن النايلون..
يتكوم البسكويت كالقرميد ليصنع هرما
ويصطف الوجع في إرث عتيق
يزاحم الشفاه من بوح أنيق
ويتلو تراتيل الغرور وفقاعات المرض الأبدي
في زمن الوهم..
تتكدس أكياس الرمل أمام متاريس اليأس..
يئز بصاق القنص على وكلاء الحرية
تقصف علنا دفلى الأمل على اسفلت العسكر..
يهرس جسد الفكرة البكر تحت دواليب السلطان وعزف المخبرين
في زمن الضباب..
يحلو اللون الرمادي وتتكاثر الأوسمة على صدور أولاد الذوات..
يسطو المدعو زئبق بيك على المقاعد الأمامية في حفل البلاغ الأول للانقلاب على الفضيلة..
يتعتم على لمعان الحقيقة في زحام النفاق
يتكئ على ثغر الصمت كونه التعبير الحكيم
في سوق الجعجعة وموسم الرنين
وثغاء القطيع " بالروح بالدم نفديك يازعيم".
في زمن الباشا الجامد..
زمن الرأي الواحد..
تتآمر النقاط والفواصل على الحروف
تنجب من رحم الزنى بالكلمات أشباه الجمل وأنصاف الألسنة..
تبتز اشارات التعجب لهفتنا للمعرفة..
تدك علامات الاستفهام إسفينا في أسفل كل سطر..
تقدم وجبة قهر يحملها زوار الفجر
لقلم مقصوف العمر..
ولايبقى سوى زمن الانبهار..
زمن الزلازل واللهب
زمن أنفاق الحصار..
زمن عربدة الزنازن
زمن تهريب الآهات..
آهات تتناسل من آهات
وتبني أهرامات الصرخة..
زمن يصرخ إن هروب الليل لايكفي الفجر ليفرح
وإن سقوط البغي ليس طموح المكبوتين
وإن كلاب الصيد ليست هدف المقموعين ..
زمن يصرخ ضد الوأد الفكري..
ضد العسس بأدمغة الأحرار.
.ضد منابر ببغاء النسيان.
.زمن يحكمه الوجدان.
.زمن مولاه الانسان.
تعليق