
هذة فتاة موهوبة حتى النخاع ربما لو أختارت لونا آخر غير الأدب الساخر.. وهو المعروف بأنه من أصعب الآداب كتابة وتأليفاً..
حتى لو كنت قد خلقك الله كوميدياً خالصا.. كشارلي شابلن العظيم.. إلا أنه أى الأدب الساخر يأتي فى المرتبة التالية للأدب غير الساخر والذى يتنوع وتتعدد مجالاته ولأن الأدب الساخر صعب مركبه ووعر طريقه فلا يختاره ولا يبرع فيه إلا الموهوبون ، المغامرون.
لقد أغلقت المؤلفة علينا الطريق بمقدمتها الجميلة المركزة المختصرة والموضحة للأدب الساخر الذي يسلط الضوء على التناقضات الإجتماعية والسياسية والثقافية بالمجتمع ، حيث يعري القبح ويفتح الجرح بمهارة وقوة جراح يعزف على جسد المريض بإبتسامة تخدير، تخفف عنه ألم الواقع المر.
وهذة القصص الساخرة التي أسمتها المؤلفة بسيطة ربما بالأحداث والشخصيات لكنها عارمة بالمواقف الإنسانية ومفعمة بالصدق والحياة.. تضرب فى كل المناحي وتغترف من التجربة الإنسانية والمخزون الحضاري للنفس البشرية بتعقيداتها ودهاليزها بسذاجتها وعفويتها بتقلباتهاوتناقضاتها.. بأمالها وألآمها
بغوصها فى مستنقعات الشر وطيرانها المستحيل وتحليقها الحالم فى عالم الحب والعدل والحرية والإخاء والجمال
إنها تنتقل بيسر وبسهولة وسلاسة بين النوازع والمواقف
تختار ربما أكثر المواقف والأحداث والشخصيات إثارة للضحك والسخرية ربما أيضا لحد الإبتذال
لكنها فى نفس الموقف ودائما تحركها طاقة حب إنسانية تشع وتقف خلف أكثر المواقف والشخصيات سوداوية وحمقاً وعدوانية
إنها فى أكثر من قصة تقدم إكسير الحياة لاالسعادة كما أسمت إحدى قصصها الرائعة وكما فى قصة إختبار هام لتحديد نوعية الرجل
أما قصتها البديعة فاتحة المجموعة، ودرتها وكنت أتمنى ان تكون حلوى الختام لأنها جرعة مشبعة
وابتدأت رشا بها لأنها ربما كانت تعرف أن ثمة قارىء قلق أو لا وقت لديه او متصرف، كتلك الشخصيات والنماذج التى ذكرتها بين دفتي مجموعتها التى تحتاج لدراسة خاصة، موسعة .. كل قصة على حدة لمتابعة مواطن السخرية وجماليتها سطراً سطراً وحوارا حوارا وإفيه إفيه واستطرادا إستطرادا..
نعود إلى فاتحة المجموعة والتى جمعت فأوعت، وحكت فشدت وأضحكت حتى النخاع ، شخصيات حية ملموسة وأوصاف ولغة وحوار واقعي حد "السوقية" المقصودة طبعاً
زوج الأخت الأصلع وتركيزها على الأصلع فى أكثر من قصة(معلش يا رشا لاحيلة لنا يا أبنتي فى الخلق )
أما العريس
(عربة نصف النقل ، قصيرة حمراء اللون ملطخة ببعض الشجيرات الصغيرة والعجيب أنهم أستبدلوا عجلاتها بقدمين تنتعل حذاء أصفر اللون)
والحوار المعجز المعبر فى هذة القصة.
قصة .. رئاسة تايهة يا ولاد الحلال
قصة بديعة محكمة لا تنتمي للأدب الساخر إلا بمعناه العميق.. ولغتها وألفاظها وتشبيهاتها
لكنها قصة واقعية، شجية ، كاشفة عن متغيرات إجتماعية وأسلوب حياة وتصرفات أشخاص وهواياتهم وسلوكياتهم، حتى شخصية الرواي وإنكانت رشا نفسها، أصبحت لاتتحمل هذة المتغيرات وهى لا تعرف أنها هى نفسها تغيرت.. بنفخ القفا وتغيير صوتها وشحنه بالأنوثة والنعومة فى محاولة لإمتصاص الغضب والخوف من السائق.
أى أنها إندمجت مع المتغيرات وإن كان السائق قد ألقى بها فى مكان غير عنوانها فى حركة عنيفة للسائق
بالتأكيد هذا السائق رغم عنفه، واقع تحت تأثير عقار ما أو ضغط ما فى سلسلة متتالية، تدور فى حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل السلبي، نتيجة خلل إجتماعي وبنيوى أصاب البشر بأفعال كثيرة ترصدها فى خفة ورشاقة وعرفانية تشف وترى ،ما وراء الواقع القاسي وتخلخله وهشاشته وانهياراته..
هى لاتقول ذلك مباشرة ولكنها توقعك بالضحكة والإبتسامة الأسيانة فى شرك.
السؤال الصعب..
ماذا تقول تلك الكاتبة اللاذعة.. وماذا تريد
هل هى صرخة تجاربها.. وتعترض وتقاوم.. الحراك السلبي الذى تصوغه نظم عربية متخلفة.. أشارت لهما فى قصة التعايش اللطيف فى الظل الحكومي النظيف
وإكسير السعاة العربية الذي أشرت إليه بالبداية
أو متغيرات ما يسمى بالعولمة، والتي لم يصبنا منها إلا أثارها السلبية، وتحولنا بها إلى مستودع نفايات العالم الأخلاقي والفيزيائي..
لاأريد أن أستطرد فى هذة النقطة ولكن الكاتبة ذكرت كلمة العولمة فى أكثر من قصة.
إنني أشد على يد تلك المبدعة التى بهرتني من قبل فى متابعتها لمؤتمر اليوم الواحد بدمياط بمنتدى ( أسمار).. بكتابة جادة ولغة رصينة وأسلوب متميز يدل على عمق وثراء تجربتها وثقافتها التى نتمنى لها أن تتأكد فى أعمال تخلو من الإستطرادات والإلحاح على بعض التقفيات والتى تأتي بها للسخرية.. لكنها تتداعى وتفلت.
بالطبع المجموعة رائعة وجيدة،وكما قلت ، تحتاج إلى دراسة مستفيضة
تحياتي
د\ عيد صالح
كواليس الندوة، بقصر ثقافة دمياط

إكتبي إكتبي إبقي قابليني لو فلحتي


" أما عن مصطفى الصغير فالحمد لله تحمل ما لالاتحمله عقول الأطفال محاولاً إلهاء نفسه وتصبيرها بالرسم الحلمنتيشي على الورق مع ترديد طلبات معتادة كان أهمها
- " ماما مزنوء"
- ماما امتى نروح"
- ماما قلم، دايرة، وردة
- وقطعا تخلل ذلك وعود أمومية نصف كاذبة بشراء مجموعة لابأس بها من اللعب والشكولاته بشرط أن يجلس هادئاً، صامتا كما الكرسي اللى قاعد عليه

مصطفى شخبط ، شخابيط ، لخبط لخابيط

منصته أوى (آل يعني) فاهمة حاجة



فى بهو قصر الثقافة، صورة جماعية
للأساتذة أباء وشعراء وقصاصيين دمياط ، من اليمين
حلمي ياسين، تقى المرسي،فرج مجاهد، رشا عبادة، مصطفى الصغير، د عيد صالح، سمير الفيل ، محمد مختار

وكل ندوة وانتم طيبين
تعليق