لسان الباطــن يحدثنــي بتباعــد القطبيـن وتنافــر الضديــن، وشوكــة الأعــداء دنســت حمـى الأمـل، وحوادث الليالــي الحالكــة زحفـت بالأمــس القريــب لهــول إعصارهــا ارتعــدت ستائــر مخيلتــي، عيون المارقيــن لهــا شـرر( ليزر) يفجـر ينبوع الدمــوع يدمــي الفؤاد، يصهــر الفولاذ، وعيــون الشمــس الكحيلــة باسمــة والمكـر يا سيدي، سيدهــا، سيداتـي سادتــي، إذاعتنــا توقفــت عــن بث برامجهــا، فمعذرة .مذياعكــم ما عــاد يحـرك فينــا كوامننــا وجهــاز التلفــاز للصحــن المقعــر عبــد يطيــع أوامــره فكيـف كــان بالأمـس القريــب سيــدا يســود تكنولوجيا الإعلام يقـود البصــر إلــى ما يشغلــه، وحتــف الإنســان فكـر جامــد لا يحركــه. إذاعتنــا تقصـي فينــا إحساســا لبقــا تجردنــا مــن لباس الإرادة الــذي يسترنــا.وكــم مــن مبادرة سيقــت مكرهــة إلــى جهــة الضيــاع والزوابــع تلطمهــا. برامجكــم لــم تعــد صالحــة، انتهــت صلاحيتهــا. والإنترنيـت وكــر لا يأمــن إلا المغفــل عواقبــه، كســر الحواجــز التــي كنــا نخشـى بالأمـس تجاوزهــا، فصارت الأنثــى تهفـو كالأفعــى إلـى دردشــة تدغدغ الشيطــان الــذي يقبــع بيــن جوانحهــا، والفتـى لــم يسلــم مــن مكــر مخادعــة، فـصــار يهيــم بطيـف وصــورة

مزورة.إن قـدر لــك أن تـرى مــن أنــت عاشقــه، فعجــوز شمطــاء فكيــف تقــول هــي قاتلــي؟ وكيـف تقــول أنــت قاتلتــي؟.أإلــى جهــة الضيــاع تشــد الرحــال يا إخوتنــا أم إلــى قبلــة صاف عبيرهــا ومعبرهــا؟ أم إلــى قرآن عـــذب ترتيلــه شفــاء رقراقــه . الحــب الإلكترونـي لعنــة تطـاردكــم. سافــر بيــن أدغــال ذاتــك ترى عجبــا، تــرى أفقــا، تـرى شفقــا، تــرى قدرك الجاثــم تحــت صخــور أنت مزحزهــا.
خلقــت لأمــر جــلل ليتــك تسمعنــي، آه... لــو تفهمنـــــي فطــع أخــي أوامــر اللــه تعالــى واقتف أثــر الرسول "صلــى اللــه عليــه وسلــم " تفــز بجنــة عرضهــا السماوات والأرض، قــال اللــه تعالــى " وما خلقــت الإنــس والجــن إلا ليعبدون"صــدق اللــه العظيــم .
راك تائهــا والحيــرة تطفـئ شمــوع عزيمتــك تشتــت صــورا أفنيــت عمرك فــي تحديــد أماكنهــا إلــى بر الأمــان طــر أخــي إلـى بــر الأمــان طــر قبــل فــوات الأوان .


23 دجنبــر 2004 مركــز الدراســات الجامعيـة
تــــازة
مقتطف من كتاب خريف المشاعر لصاحبه عبد الغني علوشي